بوابة الفجر:
2025-01-26@06:32:27 GMT

أحمد ياسر يكتب: حماس والمعبر الأمريكي

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

إن الأهوال ليست جديدة على الشرق الأوسط المريض.. وقد سالت دمائه في العديد من الحروب وعبر العديد من الخرائط...... وكثيرًا ما تنتهي الحروب بتسوية تتعارض مع طموحات من أطلق الرصاصة الأولى.

وتظل هناك حرب واحدة لا نهاية لها: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.... وغالبًا ما يكمن في الجمر تحت الرماد قبل أن ينهض مرة أخرى في لهيب شرس.

.. إن الفظائع الحالية في غزة لم يسبق لها مثيل.

الخسائر لا يمكن تصورها والصور المتدفقة من القطاع مروعة.... ولم تنج المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف من غضب الغارات الجوية.

الحرب تدور رحاها على الشاشات والهواتف المحمولة... وكأن الضحايا يموتون في بيوتنا ومكاتبنا.... وكأننا نعيش بين الجثث والأنقاض.

ولهذا السبب فإن إنهاء الحرب هو المطلب الأكثر إلحاحا..... ولكن من يستطيع إنهاء هذا الصراع الشرس الذي يعمل بكامل قوته المرعبة؟

ما الذي يمكن أن يقدمه فلاديمير بوتين لشعب غزة؟ ما الذي يمكن أن يقدمه شي جين بينغ؟ ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه أوروبا عندما يحطم الصراع مواقفها الموضوعية ودعواتها المستمرة حول حقوق الإنسان؟ فمن يستطيع أن يوقف آلة القتل المرعبة هذه التي استغلت حديث الغرب عن «الحق في الدفاع عن النفس» لشن حرب لقتل العشرات من الأبرياء؟

ما الذي يمكن أن تقدمه إيران لشعب غزة أكثر من "العواقب الوخيمة" لاستمرار الحرب؟ وقد تدفع الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا واشنطن إلى اتخاذ موقف أكثر انحيازًا تجاه إسرائيل.

إن خطة طرد أمريكا من هذا الركن من الشرق الأوسط قد تدفعها إلى أن تصبح أكثر التزامًا بحليفها المضمون.

وتجد قيادة حماس نفسها في موقف يذكرنا بالموقف الذي كانت فيه منظمة التحرير الفلسطينية عندما حاصر الجيش الإسرائيلي بيروت في العام 1982، لقد أغرق الاحتلال العاصمة اللبنانية بالدم، فقتل الناس ودمر كل شيء في الأفق.

أرييل شارون قطع الماء والكهرباء، وجدت بيروت نفسها أمام معبر واحد فقط نحو استعادة المياه والكهرباء، وأيضًا نحو وقف إطلاق النار.

من يستطيع أن يرتب وقفًا إنسانيًا لإطلاق النار في غزة؟ ومن يستطيع الضغط على إسرائيل للموافقة على المساعدات والسماح بإجلاء الجرحى؟ ومن القادر على ترتيب وقف إطلاق النار لاحقًا؟

بعد مرور أكثر من أربعة عقود على غزو بيروت، تبدو الإجابة واضحة: الولايات المتحدة، بغض النظر عن سياساتها المتحيزة.. وسمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال جولته في المنطقة، تصريحات عربية حادة تطالبه بالضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار.

وجهت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في 7  (أكتوبر) الماضي، ضربة قوية لصورة إسرائيل وقدرتها على الردع..... ورد بنيامين نتنياهو بشن حرب دموية كانت كارثة على الشعب، واضعا هدفه إبادة حماس.

وحقيقة أن هذه هي حربه الأخيرة على الأرجح لا تؤدي إلا إلى تفاقم المخاوف... وهو يدرك أن إعلان وقف إطلاق النار الآن سيكون بمثابة نهاية لمسيرته الطويلة والخطيرة.... وترى المعارضة ضد نتنياهو أن هذه معركة وجودية.

ويدرك جنرالات إسرائيل أن تدمير غزة أسهل من تدمير حماس وأنفاقها.... لقد حولوا الحرب إلى عقاب جماعي للمدنيين، وألقوا باللوم على حماس في دفع الثمن الباهظ.

النكبة الحالية في غزة تتطلب وقف إطلاق النار، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الولايات المتحدة.... لكن هناك عقبة أخرى تتمثل في أن واشنطن نفسها تريد إخراج حماس من معادلة غزة.... وتعتقد أن وقف إطلاق النار الآن من شأنه أن يمهد الطريق لعودة الوضع في غزة إلى ما كان عليه من قبل.....إنها أزمة صعبة للغاية.

ولم تقم حماس بأكبر عملية لها على الإطلاق ليتم إخراجها من المعادلة، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لتمهيد الطريق إلى حل الدولتين... فضلًا عن ذلك فإن إدارة غزة على بقايا حماس لن تكون بالمهمة السهلة.

وكان الرئيس محمود عباس صريحا في هذا الشأن. إن دور حماس والسلطة الفلسطينية مرتبط بالحل السياسي الشامل.

فكيف يمكن لحماس أن تقبل بحل يقضي عليها بعد أن تكبدت حماس خسائر فادحة في صفوفها وفي صفوف الشعب؟

ويبدو أنه لا يوجد خيار في الأفق سوى معبر بلينكن.... لكن اتخاذ هذا الطريق له ثمن... ولا يمكن لإسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، أن يكون شريكًا في عملية السلام التي تنص على ضرورة الاعتراف بإسرائيل.

لا يستطيع ذلك، ولكن ما هو الخيار الآخر هناك؟ هل استمرار الحرب هو دليل على أنه لا يمكن إخراج حماس من المعادلة؟

 فهل تعتمد حماس على امتداد الصراع إلى المنطقة للسماح لأعضاء محورها الإقليمي بالانضمام إلى معركة كبرى ومصيرية؟ وهل حساباتها تتماشى مع حسابات حلفائها؟

ومن الواضح أنه من غير المرجح أن نشهد وقف إطلاق النار في أي وقت قريب... آلة الحرب تحتاج لمزيد من الضربات والجثث لفرض أو سحب بعض شروطها.

لكن استمرار الحرب سيكون محفوفا بالمخاطر واحتمال امتدادها تدريجيا إلى المنطقة.

فهل توقعت حماس عندما أطلقت عمليتها الشهر الماضي أن تؤدي إلى السيناريو الحالي؟ فهل هي مستعدة لتقديم الرهائن ثمنًا لوقف القتال؟....وماذا عن دورها بعد انتهاء القتال؟

لقد دفعت منظمة التحرير الفلسطينية ثمن اختيارها المعبر الأمريكي... وهل ستدفع حماس ثمنا معينا رغم أنها ليست مثل منظمة التحرير الفلسطينية؟

وهل وقف إطلاق النار يعني إنهاء الدور السني والفلسطيني في «محور المقاومة»؟ فهل سينجح العرب في تخفيف شروط وقف إطلاق النار اللازم للوصول إلى المعبر الأمريكي؟

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر فلسطين اخبار فلسطين غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو بايدن حماس طوفان الاقصي واشنطن أوروبا الشرق الأوسط وقف إطلاق النار الذی یمکن أن من یستطیع لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: اتفاق غزة ليس حقيقياً

وصفت مجلة "فورين بوليسي" وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحماس بأنه يفتقر إلى الجدية، مع إشارات واضحة إلى نوايا استئناف الأعمال العدائية.

احتمالات تفاقم الاضطرابات في الضفة الغربية مؤكدة

كتب إتش إيه هيلير باحث بارز في مركز التقدم الأمريكي في مجلة "فورين بوليسي" أن الوضع بسيط إلى حد ما بالنسبة الى حماس؛ فالحركة بحاجة إلى وقف لإطلاق النار، وقد أعلنت نيتها الالتزام بالمراحل الثلاث للصفقة، مشيراً إلى أن حماس معزولة تماماً عن العالم الخارجي، فضلاً عن تنامي الغضب الشعبي ضد الحركة بسبب تدعيات هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأضاف الكاتب "لكن الوضع مختلف بالنسبة لإسرائيل، إذ لا يحدد الاتفاق انسحاباً للقوات في المرحلة الأولى، وحتى لو غادر كل جنود إسرائيل من غزة، ستظل إسرائيل قوة محتلة هناك، كما حددت محكمة العدل الدولية، وتابع أن السؤال الأبرز حالياً هو نوايا إسرائيل الحقيقة حول متابعة الحرب.

The US-led ceasefire talks are increasingly becoming farcical. Netanyahu wants a "ceasefire" that entails no ceasefire - and Biden wants whatever Israel wants

It's motion without movement - and by that, an instrument for the status quo rather than an effort to stop the carnage. pic.twitter.com/PJCl1AcUdi

— Trita Parsi (@tparsi) August 28, 2024

وقال ترامب إنه لا يعتقد أن الهدنة ستصمد، فيما أعرب مسؤولون في إدارة ترامب، مثل مستشاره للأمن القومي ووزير دفاعه، عن دعمهم للأهداف الإسرائيلية التي من شأنها، أن تلغي وقف إطلاق النار.

سموتريتش يتحدث عن ضمانات

ويشير الكاتب أيضاً إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي تفيد بأن بقاءه في الحكومة جاء نتيجة الضمانات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، باستئناف الحرب بعد إطلاق سراح الرهائن، مشيراً إلى أن إسرائيل تنوي "السيطرة على غزة، وجعلها غير صالحة للسكن".

وبحسب الكاتب، فإنه من الواضح أن سموتريتش تلقى ضمانات بأن المرحلة الثانية والثالثة من الاتفاق لن تحدث أبداً.

أكثر من انتهاك للاتفاق

أما بالنسبة إلى نتانياهو، فأعلن بصراحة للصحافة الإسرائيلية والغربية، أن وقف إطلاق النار "مؤقت" وأن الحرب ستستأنف في غزة "بقوة هائلة".

علاوة على ذلك، بدأ نتانياهو فوراً بانتهاك الاتفاق. إذ قُتل العديد من الفلسطينيين في 20 يناير (كانون الثاني)، مباشرة بدء وقف إطلاق النار.

Israel isn't serious about the Gaza ceasefire. Is Trump? My latest for Foreign Policy https://t.co/rzee8QGvuj

— ᴅʀ ʜ.ᴀ. ʜᴇʟʟʏᴇʀ ???????? ⚜️ (@hahellyer) January 23, 2025 تأكيد الشكوك

وقال رئيس أركان نتانياهو يوم الأربعاء أن الاتفاق "يتضمن خيار استئناف القتال في نهاية المرحلة الأولى إذا لم تتطور المفاوضات بشأن المرحلة الثانية بطريقة تضمن تحقيق أهداف الحرب: الإبادة العسكرية والمدنية لحماس والإفراج عن جميع الرهائن".

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتانياهو أخبر وزراء حكومته أن لديه ضمانات من جو بايدن وترامب، باستئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق. 

وبحسب الكاتب، فإن واشنطن لن تضغط على إسرائيل لاستكمال الاتفاق، مشيراً إلى تصريحات لمسؤول آخر في إدارة ترامب زعم أن الاتفاق ينص على إمكانية نقل الفلسطينيين إلى إندونيسيا أثناء إعادة الإعمار! وهو أمر سيكون على الأرجح غير قابل للتنفيذ.

عواقب وخيمة

أضاف الكاتب أن الحرب على غزة جزء من صراع أوسع يشمل احتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية، مع تزايد احتمالات تفاقم الاضطرابات في الضفة. وأشار إلى قرار وزير الدفاع الإسرائيلي إلغاء الاعتقالات الإدارية للمستوطنين المتورطين في هجمات ضد الفلسطينيين.

كما دعمت إدارة ترامب التحركات الإسرائيلية، حيث أعلنت إليز ستيفانيك تأييدها لحق إسرائيل في الضفة الغربية.

وختم الكاتب أن الاتفاق ليس حقيقياً إلا إذا ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل للامتثال لشروطه، مضيفاً أن هناك احتمالية لزيادة عدم الاستقرار، خاصة إذا تم استبعاد فكرة الدولة الفلسطينية وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية وغزة، ومن شأن أي من هذه التطورات أن يخلف عواقب وخيمة على المنطقة ككل. 

مقالات مشابهة

  • لازاريني: منع عمل الأونروا قد يخرب وقف إطلاق النار
  • ماذا يحوي كيس هدايا القسام الذي حملته الأسيرات بعد الإفراج عنهن؟ (شاهد)
  • ماذا يحوي كيس هدايا القسام الذي حملته الأسرى بعد الإفراج عنهن؟ (شاهد)
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: معجزة الإسراء
  • ماسك وترامب… الصدام الذي لا يمكن تجنبه!
  • على أنقاض المسجد العمري.. أول صلاة جمعة بعد الحرب الإسرائيلية
  • كيف انعكس اتفاق وقف إطلاق النار على أسواق غزة وأسعار السلع؟
  • فورين بوليسي: اتفاق غزة ليس حقيقياً
  • دبابة إسرائيلية تقتل فلسطينيين في رفح
  • وزيرة خارجية النمسا السابقة: ترامب هو الرئيس الأمريكي الذي يمكن لروسيا إقامة علاقات وثيقة معه