زنقة 20:
2024-10-07@02:42:08 GMT

البعد الأطلسي…والصحراء الأطلسية

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

بقلم : د. حنان أتركين – نائبة برلمانية

تَسَمر الجميع أمام التلفاز، في انتظار الخطاب الملكي لذكرى المسيرة الخضراء، التي تقترب من ذكراها الفضية (نصف قرن)؛ فحدث المسيرة جسد كل القيم المغربية، الوطنية والدينية، بجدية فائقة وتعبئة بالغة، و”معقول” لا زال محط تقدير واحترام…

الكل ينتظر، النطق المولوي، والكل يعتقد أن الخطاب سيتحدث عن القرار الأخير لمجلس الأمن، الذي حقق تحولا كبيرا في مقاربته لهذا النزاع المفتعل، وكذا عن الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة السمارة في مناسبتين…مدينة الصَلاح والفَلاح، التي يواري ترابها الطاهر، جثمان سيد أحمد الرقيبي (الراكب)، جد قبيلة شرفاء الرقيبات (بساحلها وشرقها) وجثمان سيد أحمد العروسي، جد قبيلة الشرفاء العروسيين…تتعرض لإعمال عدوانية من أناس” لا يوقرون، و يغدرون،  ويقتلون وليداً وامرأة وكبيراً فانياً ومنعزلاً بصومعة، ويقربون نخلاً ويقطعوا شجراً ويهدمون بناءً” (في مخالفة لحديث رسول الله “ص”)؛

لكن الخطاب الملكي، ارتأى أن يبتعد عن هذه الأحداث الطارئة (والتي أجابت عنها بالمناسبة مسيرات في اليوم ذاته بكل حواضر الصحراء)، وينخرط في ما هو أكبر، ويضع الصحراء في قلب رهاناتها الحقيقية، جاعلا من واجهتها الأطلسية، منطلقا لذلك…فالمغرب عزز واجهته الأطلسية باستكمال وحدته الترابية، وعززت هذه الواجهة أيضا عُمقه الإفريقي وتواصله مع ساحلها الغربي…لقد كان النزاع المفتعل حول الصحراء يدور في جزء كبير منه حول هذه الواجهة، وحول الأطماع المحيطة بها…لهذا أتى الخطاب الملكي مقترحا، مبادرا، لتقديم خيار آخر غير السلاح، وهو خيار الشراكة، والتنمية؛

يذكر الخطاب الملكي بمشروع خط أنبوب الغاز مع نيجريا، يذكر الخطاب الملكي باستعداد المغرب لوضع خبراته، كالعادة، أمام التجارب الإفريقية، يذكر الخطاب بالمعادلة الصعبة في افريقيا: موارد طبيعية ومؤهلات بشرية، لكن في المقابل تعطل لقطار التنمية، يذكر الخطاب أيضا بمأساة الساحل والصحراء التي وقعت ضحية عدم الاستقرار، بوجود جماعات إرهابية مسلحة، تدين بولائها إلى جماعات تكفيرية في قارات أخرى…

هذا التذكير، ليضع الخطاب تصوراته على الطاولة، منطلقة من الجغرافيا، وقَدَريتها وواقعيتها، لينطلق التفكير حول مشاريع بإمكانها أن تجمع كل الدول بالمنطقة حول خيار التنمية.

فالأطلسي يمكن أن يكون وحدة لأقطار عدة داخل القارة الموحدة، وبإمكانه أن يجمع تطلعات الدول التي تطل عليه حول مشاريع قوامها تنمية الإنسان الإفريقي، كما أن الأطلسي يمكن أن يقدم بوابة لحل مشاكل الساحل والصحراء، بأن يجعل لها منفذا على البحر، ويفك عزلتها عن الفضاء الخارجي…

في هذا الخطاب، تظهر القيمة المضافة لعودة المغرب إلى بيته المؤسسي، إلى قارته التي جاهد السلف لكي تتحرر، لكي يستقل قرارها، لكي تتملك سيادتها الاقتصادية والثقافية والسياسية…وها هو الخلف يعود من بوابة “مسيرات التنمية”، لكي يعيد إحياء المشروع من جديد، بعد غياب قسري، غاب فيه صوت الحكمة والعقل، وخيار التنمية، واستبدل بهواجس التسلح واللااستقرار، وتغذية النزاعات الإقليمية، والاتجار فيها….

بهذا الخطاب، يضع جلالة الملك افريقيا أمام تقرير مصيرها، إما التكاثف لإنجاح مشاريع تعيد للإنسان الإفريقي كرامته ورفعته، جاعلين من الجغرافيا عنصر ثقة وليس عنصر نزاع…وإما امتداد ما يعيشه الساحل والصحراء إلى مناطق أخرى، لا قدر الله…ومن جهة المملكة، فهي لا تنتظر أحدا، تقدم منظورها الإصلاحي، وتشرع في تنفيذ الشق المتعلق بها…الصحراء الأطلسية، ستكون قريبا جاهزة لهذا المنظور الاستراتيجي الكبير، فهل من مجيب؟؟؟ نتمنى ذلك…

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الخطاب الملکی

إقرأ أيضاً:

هكذا وظفت إسرائيل الخطاب الديني في عدوانها على لبنان

القدس المحتلة- بالتزامن مع توسيع جيش الاحتلال العدوان على لبنان وشن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال قيادات لحزب الله وأبرزهم أمينه العام حسن نصر الله، تعالت -بإسرائيل- الأصوات الداعية إلى "الاستيطان" في جنوب لبنان تحت ذريعة إعادة الأمن والأمان للإسرائيليين في الجليل.

ودعت جمعيات وحركات، أبرزها حركة "عوري هتسفون- من أجل الاستيطان في جنوب لبنان"، إلى استغلال الحرب على حزب الله و"احتلال لبنان على اعتبار أنه جزء من أرض إسرائيل الكبرى".

ووظفت قيادات سياسية وعسكرية إسرائيلية الخطاب الديني التوراتي في الحرب على الجبهات المتعددة، والذي كان بارزا في الخطاب الأخير لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة.

علم حركة "عوري هتسفون" التي تدعو إلى الاستيطان في جنوب لبنان (مواقع التواصل) مخططات استيطانية

انطلقت حركة "عوري هتسفون" (جلود الشمال) في نشاطها في 12 أبريل/نيسان 2024، من أجل تعزيز الوعي الجمعي الإسرائيلي، والترويج -في واقع القتال والحرب- لفكرة إحياء "لبنان كوطن يهودي مزدهر كجزء من أرض إسرائيل الكبرى"، بحسب إلياهو بن أشير أحد مؤسسي الحركة.

ورفعت الحركة راية خاصة بها تتوسطها شجرة أرز مزروعة في الأرض تؤطرها نجمة داود، حيث يريد أعضاؤها "غزو جنوب لبنان كخطوة أولى حتى حدود تركيا في الشمال، والفرات بالعراق شرقا، وفق ابن أشير.

وجاء في المواد الدعائية للحركة على منصاتها التواصلية "كيف سنستوطن الجليل الشمالي الجديد؟" وفي ذروة الحملة الشمالية، يخطط أعضاء الحركة لغزو الأراضي التي يحتلها الجيش و"إقامة مستوطنات يهودية هناك وفرض وقائع على الأرض".

وبحسب مفهوم الحركة التأسيسي، كان الوعي بشأن لبنان غارقا في غيبوبة وسبات عميق لدى الجمهور الإسرائيلي عامة، وأيضا لدى الجمهور اليهودي الصهيوني الذي يؤمن بمفاهيم "الوطن اليهودي" من منظور ديني وتوراتي.

وتنحدر فكرة إقامة الحركة إلى تيار "الصهيونية الدينية" برئاسة الوزير، بتسلئيل سموتريتش، وتبلورت بعد مقتل الجندي سوكول (24 عاما) في غزة في 22 يناير/كانون الثاني 2024، حيث كان عراب إحياء فكرة إعادة الاستيطان في جنوب لبنان، وروج -بين الجنود خلال الحرب- للنصوص التوراتية بأن لبنان "جزء من إسرائيل الكبرى".

وواصلت نشاطها وتجنيد نشطاء في الأشهر التي شهدت تبادل القصف والنيران على جانبي الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، حتى أقامت المؤتمر الأول في 17 يونيو/حزيران 2024، وتعمدت أن يكون المؤتمر افتراضيا لضمان مشاركة يهود من جميع أنحاء العالم.

وشارك بالمؤتمر كذلك المستوطنون من الضفة الغربية المحتلة، وغالبيتهم من معسكر اليمين وتيار الصهيونية الدينية الجديدة، حيث وسعت نشاطها بأوساط الجمهور الإسرائيلي عبر حملات التوعية لفكرة الاستيطان في لبنان من أجل إعادة الأمن والأمان لسكان وبلدات الجليل.

أطماع

لكن في حركة "عوري هتسفون"، يتعاملون بشكل أقل مع الإسرائيليين النازحين من البلدات اليهودية والأراضي المهجورة في الجليل الأعلى والمناطق الحدودية مع لبنان، ويوجهون أعينهم وأطماعهم إلى ما وراء الحدود، بهدف استيعاب فكرة الاستيطان اليهودي في جنوب لبنان وإقناع الإسرائيليين بأن ذلك يجلب الأمن.

وتحدث بالمؤتمر حجاي بن أرتسي شقيق سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء، الذي ادعى بالماضي أن إسرائيل يجب أن تكون دولة تحتكم إلى التوراة والكتاب المقدس، ودعا أولئك اليهود الذين يريدون الديمقراطية للهجرة إلى الولايات المتحدة.

كما تحدث عمياد كوهين، ضابط الاحتياط بالجيش الإسرائيلي والمدير التنفيذي لمؤسسة (تيكفا) التي تدير مشاريع تعليمية توراتية وهي أحد المانحين للمنتدى الكنسي، وجوديث كاتسوبر الذي يدعو لتطبيق السيادة على الضفة الغربية، ودانييلا فايس رئيسة حركة (نحالا) الاستيطانية وزعيمة حركة الاستيطان في قطاع غزة.

ووفقا لرؤية الحركة، فإن "أرض إسرائيل ستبقى أرضها، حتى لو قررت الدولة الانسحاب منها. كما أنها ستبقى أرضها حتى عندما ننساها. فالأرض تطاردنا بقدر ما نحاول الهروب منها".

وأضافت وثيقة تأسيسها أن "هذا ما يحدث في غزة، وهذا ما يجب أن يحدث أيضا في لبنان، فإسرائيل تعرف أن النصر هو انتزاع الأراضي من العدو، هي أرض الوطن اليهودي سواء في غزة أو لبنان أو جبل الهيكل-المسجد الأقصى".

وأتى الترويج لرؤية الحركة في الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي هجماته على جنوب لبنان واستهداف المدنيين وإجبارهم على النزوح القسري، ووسعت الحركة من نشاطها في أوساط الإسرائيليين ومعسكر اليمين والأحزاب الدينية المشاركة في ائتلاف حكومة نتنياهو.

كما انضم إلى فعالياتها ونشاطاتها العديد من حاخامات الصهيونية الدينية وأبرزهم الحاخام إسحاق غينزبورغ، الذي دعا إلى الاستيطان في لبنان على اعتبار أنه "جزء من أرض إسرائيل الكبرى"، بحسب التعاليم التوراتية والنصوص التلمودية.

خالد زبارقة: توظيف إسرائيل للبعد الديني بالحرب هو في سياق تفسيراتهم لأحداث آخر الزمان (الجزيرة) أهداف سياسية

تعليقا على ذلك، يقول المحامي المختص في قضايا القدس والاستيطان خالد زبارقة إن "هناك تيارا واسعا بالمجتمع الإسرائيلي الذي يتبنى التفسيرات الدينية التوراتية للواقع والحالة التي نعيشها الآن، وكذلك النبوات التلمودية التي ترتكز على أخبار وأحداث آخر الزمان". وأضاف للجزيرة نت أن هذه التفسيرات التوراتية باتت جزءا من مخططات ومشاريع سياسية ضمن نهج الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو في الحرب متعددة الجبهات.

وبرأيه، فإن مختلف مركبات الائتلاف التي تعتمد على أحزاب اليمين ومختلف التيارات الدينية والمستوطنين، يتنافسون فيما بينهم على توسيع ما يسمى بالمفهوم الديني التوراتي "مرحلة الحسم".

وأوضح زبارقة أن الانتصار المطلق الذي يلوح به نتنياهو هو بالأساس مفردات دينية توراتية متعلقة بمفهوم هذه المرحلة بحسب التفسيرات التلمودية، حيث يحاولون تطبيقها وفرضها على الواقع، ويعتقدون أن الأمور تسير نحو الهدف المسنود وهو "إقامة إسرائيل الكبرى".

وبشأن دعوات الاستيطان في جنوب لبنان، يقول زبارقة إنه يُنظر إلى لبنان على أنه "جزء من إسرائيل الكبرى"، وهذا بحسب المفهوم الديني الصهيوني، وبالتالي مع توسع الحرب، "بتنا نسمع هذا الخطاب الديني بغطاء سياسي وقانوني وأمني، والذي تناغم مع تصريحات مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، الذي قال إن إسرائيل صغيرة ويجب التفكير بتوسيع حدودها".

واستعرض الأطماع الدينية اليهودية في لبنان، قائلا إن نتنياهو وفي سياق توظيف البعد التوراتي أقام لجنة خاصة من الحاخامات اليهودية التي تهتم بأخبار وأحداث آخر الزمان حسب المفهوم التوراتي.

وأشار زبارقة إلى أن هذه اللجنة تقدم التفسيرات والاستشارة لنتنياهو الذي يُنظر إليه على أنه اسم ديني توراتي، و"هو يتعلق بظهور المسيح الدجال، وذلك وفق تفسيراتهم الدينية لأحداث آخر الزمان، وعلى هذا الأساس يحظى نتنياهو بالدعم من اليهود رغم الموبقات التي يقوم بها".

مقالات مشابهة

  • الزراعة: كامل الدعم لمزارعي سيناء من كافة قطاعات الوزارة لضمان نجاح التنمية الزراعية
  • وزير الزراعة: كامل الدعم لمزارعي سيناء لضمان نجاح التنمية الزراعية
  • هكذا وظفت إسرائيل الخطاب الديني في عدوانها على لبنان
  • الاحتلال يعلن إصابة 38 من جنوده خلال الساعات الـ24 الماضية.. لم يذكر القتلى
  • عاصفة تتحول إلى إعصار عنيف وتضرب المحيط الأطلسي!
  • بين الحاضر والماضي... رحلة النزوح اللبنانية التي لم تنتهِ "ألم يرفض النسيان"
  • معالم الفشل.. تشنج الخطاب (1-2)
  • بحضور 30 ألف متفرج.. اتحاد سيئون يتوج بطلاً لأندية الدرجة الثالثة بحضرموت
  • تفاصيل جديدة عن «مترو الإسكندرية».. مراعاة البعد الاجتماعي في أسعار التذاكر
  • الملك محمد السادس يهنئ مارك روته بمناسبة توليه منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي