البعد الأطلسي…والصحراء الأطلسية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
بقلم : د. حنان أتركين – نائبة برلمانية
تَسَمر الجميع أمام التلفاز، في انتظار الخطاب الملكي لذكرى المسيرة الخضراء، التي تقترب من ذكراها الفضية (نصف قرن)؛ فحدث المسيرة جسد كل القيم المغربية، الوطنية والدينية، بجدية فائقة وتعبئة بالغة، و”معقول” لا زال محط تقدير واحترام…
الكل ينتظر، النطق المولوي، والكل يعتقد أن الخطاب سيتحدث عن القرار الأخير لمجلس الأمن، الذي حقق تحولا كبيرا في مقاربته لهذا النزاع المفتعل، وكذا عن الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة السمارة في مناسبتين…مدينة الصَلاح والفَلاح، التي يواري ترابها الطاهر، جثمان سيد أحمد الرقيبي (الراكب)، جد قبيلة شرفاء الرقيبات (بساحلها وشرقها) وجثمان سيد أحمد العروسي، جد قبيلة الشرفاء العروسيين…تتعرض لإعمال عدوانية من أناس” لا يوقرون، و يغدرون، ويقتلون وليداً وامرأة وكبيراً فانياً ومنعزلاً بصومعة، ويقربون نخلاً ويقطعوا شجراً ويهدمون بناءً” (في مخالفة لحديث رسول الله “ص”)؛
لكن الخطاب الملكي، ارتأى أن يبتعد عن هذه الأحداث الطارئة (والتي أجابت عنها بالمناسبة مسيرات في اليوم ذاته بكل حواضر الصحراء)، وينخرط في ما هو أكبر، ويضع الصحراء في قلب رهاناتها الحقيقية، جاعلا من واجهتها الأطلسية، منطلقا لذلك…فالمغرب عزز واجهته الأطلسية باستكمال وحدته الترابية، وعززت هذه الواجهة أيضا عُمقه الإفريقي وتواصله مع ساحلها الغربي…لقد كان النزاع المفتعل حول الصحراء يدور في جزء كبير منه حول هذه الواجهة، وحول الأطماع المحيطة بها…لهذا أتى الخطاب الملكي مقترحا، مبادرا، لتقديم خيار آخر غير السلاح، وهو خيار الشراكة، والتنمية؛
يذكر الخطاب الملكي بمشروع خط أنبوب الغاز مع نيجريا، يذكر الخطاب الملكي باستعداد المغرب لوضع خبراته، كالعادة، أمام التجارب الإفريقية، يذكر الخطاب بالمعادلة الصعبة في افريقيا: موارد طبيعية ومؤهلات بشرية، لكن في المقابل تعطل لقطار التنمية، يذكر الخطاب أيضا بمأساة الساحل والصحراء التي وقعت ضحية عدم الاستقرار، بوجود جماعات إرهابية مسلحة، تدين بولائها إلى جماعات تكفيرية في قارات أخرى…
هذا التذكير، ليضع الخطاب تصوراته على الطاولة، منطلقة من الجغرافيا، وقَدَريتها وواقعيتها، لينطلق التفكير حول مشاريع بإمكانها أن تجمع كل الدول بالمنطقة حول خيار التنمية.
في هذا الخطاب، تظهر القيمة المضافة لعودة المغرب إلى بيته المؤسسي، إلى قارته التي جاهد السلف لكي تتحرر، لكي يستقل قرارها، لكي تتملك سيادتها الاقتصادية والثقافية والسياسية…وها هو الخلف يعود من بوابة “مسيرات التنمية”، لكي يعيد إحياء المشروع من جديد، بعد غياب قسري، غاب فيه صوت الحكمة والعقل، وخيار التنمية، واستبدل بهواجس التسلح واللااستقرار، وتغذية النزاعات الإقليمية، والاتجار فيها….
بهذا الخطاب، يضع جلالة الملك افريقيا أمام تقرير مصيرها، إما التكاثف لإنجاح مشاريع تعيد للإنسان الإفريقي كرامته ورفعته، جاعلين من الجغرافيا عنصر ثقة وليس عنصر نزاع…وإما امتداد ما يعيشه الساحل والصحراء إلى مناطق أخرى، لا قدر الله…ومن جهة المملكة، فهي لا تنتظر أحدا، تقدم منظورها الإصلاحي، وتشرع في تنفيذ الشق المتعلق بها…الصحراء الأطلسية، ستكون قريبا جاهزة لهذا المنظور الاستراتيجي الكبير، فهل من مجيب؟؟؟ نتمنى ذلك…
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الخطاب الملکی
إقرأ أيضاً:
الوكيل العامري يستعرض تدخلات منظمة الهجرة الدولية في وادي حضرموت والصحراء
شمسان بوست / سبأنت
إطلع وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء عامر العامري ، اليوم، على تدخلات منظمة الهجرة الدولية المنفذة في مديريات وادي حضرموت.
واستمع الوكيل في لقائه بمسؤولة قسم التعافي والسلام رئيسة فريق المنظمة باليمن سيسليا، الى أنشطة مكونات مشروع المياه من أجل السلام الممول من حكومة كوريا الذي يهدف الى تخفيف مخاطر السيول من خلال إقامة حواجز مائية لتحسين مجاري السيول في مناطق دَمُّون ومِشْطَة وثِبِيْ ، ودعم 200 مزارع بتوفير أدوات زراعية لعمليات رش الأشجار ، وتدريب المزارعين في كيفية التحكم بالأسمدة لسلامة المواطنين من آثار المبيدات، وتعزيز خدمات المؤسسة المحلية للمياه بتوفير منظومة طاقة شمسية لعدد 11 بئرا في حقل المياه بتريم ، وتجهيز مختبر علمي لقياس الأثر المتبقي عن سموم المبيدات ، فضلا عن أعمال النقد مقابل العمل التي يستفيد منها 200 مواطن من سكان مديرية تريم .
وثمن الوكيل العامري، تدخلات منظمة الهجرة الدولية التي شملت العديد من القطاعات الخدمية والتنموية..مؤكدا استعداد السلطة المحلية لتقديم مزيد من التسهيلات والتعاون اللازم لإنجاح كافة أعمال مشاريع المنظمة بشكل فاعل لتحقيق الأهداف المرجوة منها.
من جانبها، أعربت مسؤولة قسم التعافي والسلام بمنظمة الهجرة عن أملها أن تترك الأنشطة المنفذة في إطار هذا المشروع أثرها الإيجابي لدى المجتمع المحلي..مثمنة تعاون السلطة المحلية اللا محدود لتمكين القائمين على مشاريع المنظمة من تنفيذ المشاريع بحسب الدراسات المعدة لها في كافة المناطق المستفيدة.