«مدد يا حسين».. «حنان» تتحدى الرجال وتُبدع في التحطيب بالعصا
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
على بعد خطوات من ساحة مسجد الحسين، بمنطقة الجمالية، الوضع مختلف، حيث تتداخل نغمات الموسيقى مع صوت المنشدين في تناغم يخطف القلوب ويطرب الأذان، حيث يحرص الآلاف على الاحتفال في هذا اليوم بالليلة الختامية لمولد سيدنا الحسين.
وفي وسط هذا المشهد المليئ بالروحانيات تظهر سيدة أربعينة ترتدي جلبابا أسود، وتبدأ التحطيب بالعصا وسط حلقة من الرجال ليتفاعل معها الحضور مصفقين مرددين «اللي يحب أل بيت النبي يصقف».
تقول السيدة «حنان» التي احتفلت على طريقتها الخاصة: «أنا بحب سيدنا الحسين وآل البيت جدا، ولما رقصت وسط الرجالة عبرت عن فرحتي بحبي ليهم ولكن بطريقتي الصعيدية الأصيلة المحترمة، وأنا حريصة اني كل سنة أكون موجودة في الحسين لأني بحس براحة وطمأنية».
وأضافت السيدة خلال حديثها لـ«الوطن»، أنها تؤمن بكرمات آل البيت ولذلك حرصت على إحضار ابنها لحضور مولد الحسين، ليتعلم الرقص بالعصا وفن التحطيب، فضلا عن ضرورة زرع حب آل البيت في قلبه منذ صغره.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحسين مولد الحسين أل البيت
إقرأ أيضاً:
غزة تستغيث: تجمدنا يا عالم (1)
صادق سريع
جاء في شريط الأخبار العاجلة نبأ مفاده: ثمانية أطفال مواليد جدد يودِّعون الحياة في مخيمات النزوح بغزة.
وهذه تفاصيله حرفياً: وفق تقارير التشخيص الطبي لحالات الوفاة؛ المواليد فارقوا الحياة، قبل رؤيتها، بسبب توقف قلوبهم من صقيع البرد القارس داخل الخيام، الذي لا يتحمله الكبار، عظم الله أجر أهاليهم، {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
وجاء في أخبار حالة الطقس أيضاً: تأثَّر مناخ غزة بمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة، وجو غائم شديد البرودة، مع انخفاض في درجات الحرارة، وسقوط أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية.
اللهم هوِّن عواصف الرياحٌ العاتية، وثبت أعمدة الخيام التي تأوي المستضعفون في صقيع برد الشتاء، وابسط دفء رحمتك -يا رحمن يا رحيم- على الأطفال الذين تتجمد أجسادهم، وهوِّن قهر أبائهم وأماتهم الباكيين من عجز تدفئة صغارهم.
يا الله من قهر الرجال!! وما أدراك ما قهر الرجال!! ما أصعب أن تبكي الرجال قهراً حين يروا أطفالهم يتجمّدون من البرد!؟
هل مر بأحدكم هذا الشعور، أو جربه !؟ إنه الألم اليومي، الذي يعيشه رجال غزة.
هذه رسالة وردت للتو من أهل غزة، عُنونت بـ”إلى من يهمّه الأمر”: “أطفالنا في هذه اللحظة يتجمّدون من شدة البرد داخل الخيام، التي مزقتها الرياح، وبللتها الأمطار، وأغرقتها السيول، والله يا أمة محمد ستُسألون على خذلناكم لنا”، انتهت الرسالة المكتوبة بدموع القهر.
في غزة، كم جريح تنزف دمائه كل لحظة!؟ وكم صرخات وآنات وأصوات عزاء ونحيب بكاء ودموع عيون لا تتوقف من شدة القصف والخوف والجوع وألم الجروح وأوجاع كسور الأطراف المبتورة، وفي كل نواحي الجسد؛ بفعل شظايا قذائف المدفعية، وقنابل قصف الطيران النازي بحرب إبادة غزة في يومها الـ53 بعد الـ400 يوم؟! أنه الوجع الذي لا يعلمه إلا الله!!
للتذكير، اقتربت أرقام الموت من 46 ألف شهيد، وأكثر من 108 آلاف و500 جريح من غير المفقودين، في اليوم الـ453، مُنذ بدء العدوان الصهيوني على غزة.
سلاماً على غزة حتى يطمئن أهلها، وتبرد نارها، ويدفأ بردها، وتطيب جراحها، وينتصر رجالها، ويُطرد غزاتها.