«لم أتخيل يومًا أن أكون على قيد الحياة لأعيش أهوال يوم القيامة.. فأعيننا لا ترى سوى النار والأشلاء؛ وآذاننا لا تسمع سوء الصراخ والعويل» بتلك الكلمات بدأت السيدة «أم محمد» حديثها مع «البوابة نيوز» عن 30 يومًا قضتها بين التشرد والنزوح من منطقة لأخرى في قطاع غزة؛ جراء قصف غاشم لا يستثني أحدًا من إرهابه الذي يواصل الليل بالنهار.


 

شرق مدينة غزة وتحديدًا في حي الشجاعية؛ كانت السيدة الفلسطينية «أم محمد» تُقيم في منزلها المُتواضع رِفقة أبنائها الـ 3 وزوجها وبقية أسرته؛ إلا أنه في الـ سابع من أكتوبر الماضي تحولت حياتهم المُعتادة إلى كابوسٍ مؤلمٍ؛ جراء تلقي العديد من التهديدات من قبل الاحتلال بضروة إخلاء منزلهم المكون من 3 طوابق لجنوب غزة. 

رفضت العائلة تهديدات الاحتلال؛ بالنزوح عن منزلهم جنوبًا.. متسائلين أين ستذهب عائلة يتخطى عدد أفرادها الـ 13 فردًا بينهم نساء وأطفال؟ ولكن تحذيرات الاحتلال المُرعبة بالنُزوح قسرًا نفذها الاحتلال بعد أقل من 3 ساعات منفذًا أكثر من 150 غارة بالمتفجرات على حي الشجاعة أودت بحياة عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين والمنكوبين تحت الأنقاض.  

وتكمل السيدة الفلسطينية رواية أهوال ليلة قصف الاحتلال منزلها؛ قائلة: في لحظة واحدة اهتز المنزل وكأنه زلزال؛ تزامنًا مع أزيز الطائرات التي يُدمر الأعصاب من شدة صوته المقترب جدًا؛ إلا أن الصراخ الذي خرق الآذان جعلنا نخرج من المنزل مهرولين دون حمل أي شيء «خرجنا بملابسنا فقط.. ولكن سلمنا الله من الإبادة». 

تركنا منزلنا بعد قصفه؛ وتوجهنا جنوبًا أملًا في الأمان، حسب تهديدات وتوجيهات الاحتلال وصرنا نازحين نتكفف الناس التي تعاني هي أيضًا من الأوضاع المعيشية والمأساوية الصعبة جدًا؛ إلا أن الاحتلال كان يريد إبادتنا مرة واحدة؛ فبعد يومً واحد من النزوح جنوبًا دكت طائرات الاحتلال المربع السكني الذي نزحنا إليه جنوب غزة. 
للمرة الثالثة أجبرنا الاحتلال على النزوح قسرًا؛ ولم يعد أمامنا مكان للنزوح يحظى بالأمان النسبي سوى مستشفى القدس التابعة للهلال الأحمر بمنطقة تل الهوا بغزة؛ وهي أيضًا ليست ببعيدة عن قصف الاحتلال فمنذ نزوحنا بالمستشفى تلقت إدارة  المستشفى عشرات التهديدات بضرورة الإخلاء الفوري للمستشفى التي تضم آلاف النازحين وتستقبل كل يوم المئات من المرضى؛ كما أن القصف الإسرائيلي لم يرحم الأبينية في محيط المستشفى ولا حتى سيارات الإسعاف التي تقل مصابين القصف إلى المستشفى. 

وتضيف «أم محمد» منذ أكثر من 15 يومًا لا نزال نازحين نحتمي بأرصفة وطرقات مُستشفى القدس برفقة أبنائي الثلاثة أكبرهم 10 سنوات؛ نتكفف الناس طعامًا وشرابًا؛ فكسرة خبرز تكون طعام يومًا كاملًا أما الماء فهو أزمة كبرى تؤزم حياتنا المأساوية التي تنجرع مرارتها ليل نهار، فالأطفال يئنون ليل نهار من شح الطعام وإنعدام الماء وسط تواصل القصف على محيط أبنية المستشفى حتى أن سيارات الإسعاف تواجه أزمة في الدخول أو الخروج من المستشفى بسبب الشوارع التي دمرها قصف الاحتلال. 

وتختتم السيدة الفلسطينية التي تعاني مرارة النزوح والحوجة وآلام الفقد والدمار حديثها مع «البوابة» قائلة: «للأسف الوضع مأساوي وكتير كمان صعب جدا نموت بالرعب وننتظر الاستشهاد كل يوم». 


مُعاناة «أم محمد» والآلاف من النازحين داخل مستشفى  القدس بشأن أزمة شح مياه الشرب جراء القصف والحصار الإسرائيلي وثقها مقطع فيديو نشره الهلال الأحمر الفلسطيني، أثناء مُحاولة النازحين الحصول على مياه الشرب بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بالقرب من مستشفى القدس، فلجؤوا إلى داخل المستشفى بحثاً عن الأمان، في حالة من الرعب والهلع بين الأطفال والنازحين. 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة مستشفى القدس حرب غزة تل الهوا إسرائيل نازحة في غزة غزة تحت القصف الهلال الأحمر الفلسطيني قصف الاحتلال أم محمد

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني: اسم محمد الضيف لا يزال يرعب الصهاينة

الثورة نت /

أكد الحرس الثوري الإيراني، أن محمد الضيف وقادة كتائب القسام الشهداء هم نجوم ساطعة تزرع الرعب في قلوب المجرمين الصهاينة وداعميهم.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الحرس الثوري أصدر بياناً اليوم الجمعة، قدّم فيه التهنئة والتعزية باستشهاد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، القائد الأسطوري لكتائب القسام، إلى جانب عدد من قادة المقاومة الفلسطينية الذين ارتقوا خلال معركتهم ضد قوات الاحتلال الصهيوني.

وأكد البيان أن إرثهم الجهادي سيظل مشعلًا يضيء طريق المجاهدين في المقاومة الإسلامية الساعية لتحرير القدس وإزالة الغدة السرطانية الصهيونية.

وجاء في جانب من البيان: إن بقاء المقاومة حية، متجددة، وقوية، واستمرار إنجازاتها العظيمة في سبيل تحرير القدس الشريف، هو ثمرة جهاد وتضحيات الرجال العظام الذين سطّروا ملاحم تاريخية بحضورهم الفدائي والأسطوري في ساحة المعركة ضد الاحتلال الصهيوني، حيث صنعوا مجدًا خالدًا وأصبحوا قدوة ومشعلًا يضيء طريق مجاهدي القدس.

وأضاف البيان: إن محمد الضيف ورفاقه القادة الشهداء في كتائب القسام هم نجوم ساطعة في سماء المقاومة الفلسطينية، وقد خطّوا صفحات مشرقة من الفداء والتضحية والمقاومة الصامدة ضد الكيان الصهيوني الغاصب، خاصة بعد العملية التاريخية “طوفان الأقصى”.. ولا يزال ذكرهم يرعب قلوب الصهاينة المجرمين وأعوانهم، بينما يثبت من يواصلون دربهم أن أسماؤهم ستبقى خالدة، تقود طريق المقاومة نحو المستقبل.

وفي ختام البيان، قدّم الحرس الثوري التهنئة والتعزية باستشهاد محمد دياب إبراهيم المصري (محمد الضيف)، القائد العام لكتائب القسام، إلى جانب القادة الشهداء مروان عيسى (أبو البراء)، غازي أبو طماعة (أبو موسى)، رافع سلامة (أبو محمد)، أحمد الغندور (أبو أنس)، أيمن نوفل (أبو أحمد) ورائد ثابت، الذين ارتقوا في ساحة المقاومة خلال تصديهم لعدوان الاحتلال الصهيوني، وذلك بعد ملحمة “طوفان الأقصى”.

وأكد البيان أن استشهاد محمد الضيف ورفاقه من قادة القسام سيضخ دماءً جديدة في عروق المقاومة الفلسطينية، وسيعزز إرادة أبناء الشعب الفلسطيني لمواصلة الصمود والسير على طريق تحرير القدس الشريف ورفع راية فلسطين فوق كامل ترابها.

كما شدد على أن المقاومة، بفضل الله، ستجتاح المقاومة كالعواصف العاتية كيان الاحتلال الصهيوني الزائف والآثم، وستضع حدًا لوجوده المشين.. وفي هذا الطريق المبارك، ستواصل الأمة الإسلامية، وخاصة محور المقاومة، دعمها القوي والثابت حتى تحقيق النصر الحاسم.

مقالات مشابهة

  • التأمين الصحي يعلن تشغيل وحدة القسطرة المخية لمرضى السكتة الدماغية بمستشفى بنها
  • مستقبل وطن: حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس سبيل لتحقيق السلام
  • الحرس الثوري الإيراني: اسم محمد الضيف لا يزال يرعب الصهاينة
  • من مخيمات اللجوء إلى مقارعة الجيوش..من هو محرر غزة محمد الضيف
  • لقاء الأسير الفلسطيني المحرر محمد صباح بوالدته بالقدس.. بكت في حضنه (فيديو)
  • لأول مرة.. تفتيت حصوات كلى باستخدام منظار مرن بمستشفى برج البرلس بكفر الشيخ
  • حقيقة وفاة أمح الدولي.. والأم تكشف لـ"البوابة نيوز" التفاصيل الكاملة وحالته الصحية
  • مها نصار في حوار خاص لـ "البوابة نيوز": "صفحة بيضا" حقق نجاحا واسعا.. أصعب مشاهدي صورتها في المقابر
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني في حوار لـ«البوابة نيوز»: القيادة المصرية الحكيمة مارست كل الضغوط على إسرائيل لإيقاف العدوان.. موقف ترامب لن يختلف استراتيجيًا وواقعيًا عن بايدن.. نأمل وضع حد للعدوان
  • القس أنطونيوس ينقذ الطفل عبد اللطيف من بتر ساقه بمستشفى الكنيسة