مدير مركز اللغة العربية للتأهيل اللغوي والتدريب في جامعة عدن:المركز يسير بخطى ثابتة ونسعى إلى تطويره مستقبلا
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
(عدن الغد) خاص:
التقاه/ ماجد الكحلي
انطلاقًا من الواقع اللغوي الضعيف، الذي يعيشه تعليم اللغة العربية وتعلمها، تولدت قناعة ملحة بإنشاء مركز متخصص، سيسهم – بإذن الله - في إعادة البهاء إلى العربية، والعمل على تحسين طرائق تعليمها وتعلمها في المدارس والجامعات.
ومركز اللغة العربية للتأهيل اللغوي والتدريب الذي أنشئ في عام 2018م بقرار من رئيس جامعة عدن هو أحد المراكز العلمية للجامعة، الذي يعنى باللغة العربية دراسةً ونشرًا على المستوى المحلي والإقليمي من خلال عدد من البرامج والمشاريع النوعية، التي تحقق أهداف الجامعة.
صحيفة (عدن الغد) وإيمانا منها بمدى أهمية اللغة العربية وتقويم اللسان ممثلة بنائب مدير تحريرها ماجد الكحلي التقت بالأستاذ المشارك الدكتور عبدالناصر النخعي بعد تعيينه مؤخرًا مديرًا لمركز اللغة العربية، وخرج اللقاء بالآتي:
ــ أولا نبارك لك د. عبدالناصر النخعي على المنصب الجديد، وثانيا حدثنا عن رسالة المركز.
ــ الله يبارك فيكم، وأهلا وسهلا بصحيفة (عدن الغد)، بداية رسالة المركز تتلخص في أمور عامة أهمها: أولا: الإسهام في تحسين مناهج اللغة العربية وتطويرها، وكذا البرامج التعليمية والتدريبية وتنفيذها، ثانيا: بناء خطط عمل تعزز من ممارسة اللغة العربية في المدارس والجامعات، ومرافق الدولة المختلفة، وتنمّي الاعتزاز بها، وتحفظ وجودها وهويتها. ثالثا: الإفادة من الأعمال التخصصية في كل ما يدعم تعليم اللغة العربية وتعلمها ويعزز الاتجاه نحوها. رابعا: تقديم الخدمات الاستشارية، وإعداد الدراسات الخاصة باللغة العربية.
ــ د. عبدالناصر، حدثنا عن أقسام المركز، وإداراته.
ــ يحتضن المركز ثلاثة أقسام رئيسة وثلاث إدارات منذ بداية تأسيسه، وأقسامًا وإدارات أخرى لاحقة بعد إثبات جدارته ونجاحه، وهذه الأقسام هي: قسم التأهيل اللغوي، وقسم التدقيق اللغوي والتصحيح، وقسم التدريب والبحوث والاستشارات.
وأما الإدارات، فهي: إدارة التوثيق والمعلومات، إدارة التسجيل والقبول، وإدارة الشؤون الإدارية والمالية.
ــ ممكن توضح لنا آلية عمل كل قسم باختصار.
ــ نعم، أولًا: قسم التأهيل اللغوي ويعهد إلى هذا القسم الأعمال الآتية: برنامج الكفاءة في اللغة العربية، وهذا البرنامج مفعل حاليا، وهناك برامج في هذا القسم غير مفعلة، نسعى إلى تفعيلها في الوقت المناسب، وبحسب الظروف المتاحة لنا، وهذه البرامج هي: برنامج تعليم العربية للناطقين بغيرها، وتعليم الخط العربي، وصناعة أدواته، وإقامة دورات في التذوق الأدبي والبلاغي. وكما تعلمون الأسباب كثيرة في عدم تفعيل هذه البرامج، أهمها: عدم توافر القاعات، والكراسي، والطاولات، وكذلك الكادر المناسب. ثانيًا: قسم التدقيق اللغوي والتصحيح، ويعهد إلى هذا القسم الأعمال الآتية: المسؤولية عن تصحيح الرسائل العلمية في كل التخصصات في برنامجي (الماجستير والدكتوراه)، المكتوبة باللغة العربية، وتصحيح المطبوعات والكتب والمؤلفات الجامعية، التي تقرها الجامعة، وتصحيح أبحاث الترقية التي يتقدم بها أساتذة الجامعة بمختلف تخصصاتهم وكلياتهم، كما يعهد إلى هذا القسم تصحيح الإعلانات والمنشورات الخاصة برئاسة الجامعة وكلياتها ومراكزها، وتصحيح المكتوب الصادر من رئاسة الجامعة، وكذا القرارات والخطابات والاتفاقات والمحاضر.
أما القسم الثالث، فهو قسم التدريب والاستشارات، وهو حاليا غير مفعل، ونسعى إلى تفعيله قريبا، وسيعهد إلى هذا القسم الأعمال الآتية: تدريب الإعلاميين (في القناتين: المسموعة والمرئية)، والسياسيين على فن إلقاء الخطابات وصياغتها، وتدريب الإعلاميين (في القناتين: المسموعة والمرئية) على إدارة الحوارات والنقاشات، وتدريب الصحفيين على تجنب المزالق اللغوية، وتحسين أداء الكتابة، وتدريب كل من يعمل في أمانة السر (السكرتارية) للمراكز والكليات وديوان الجامعة خصوصًا، ومرافق الدولة المختلفة عمومًا على الكتابة الصحيحة ومراعاة الصياغة، وعلامات الترقيم، والتنسيق، وتقديم الاستشارات في مجال البحث العلمي اللغوي، وما يختص بعلوم العربية.
ــ كيف تنظرون إلى تجاوب الكليات بشأن تصحيح الرسائل العلمية؟
ــ هناك التزام من أغلب الكليات في مجال موضوع التصحيح. صحيح أن هذه المسألة حصلت فيها تعثرات في البداية، وحاولت بعض الكليات أن تتمرد على قرار مجلس جامعة، لكن الأمور بدأت تتحسن، إذ التزمت أغلب الكليات بتصحيح الرسائل العلمية (الدكتوراه والماجستير)، وإجمالا المركز يسير بخطى ثابتة ونسعى إلى تطويره مستقبلًا.
ــ هل هناك صعوبات واجهت عملكم في المركز؟
ــ في كل عمل جديد يتعرض لصعوبات، وأولى الصعوبات أن كثيرا من عمداء الكليات لم يقتنعوا بفكرة إنشاء المركز، ولا ندري ما الأسباب، لكن بعد مرور الوقت، تراجع كثير منهم، وأقروا بأهمية المركز والتصحيح، وأخذ الدورات. هذه كانت أولى الصعوبات إلى جانب الصعوبات الاخرى التي هي تكاد تكون قائمة إلى الآن، مثل: عدم توفر التيار الكهربائي، فلا نستطيع أن نؤثث القاعات بالتكييف، لأنه حتى إذا وضعنا التكييف فلن نجد ما يشغل هذه المكيفات، وقد طالبنا رئاسة الجامعة والأمين العام وإن شاء الله يحققون لنا هذه التوسعة في القاعات.
ــ د. عبدالناصر، مركز اللغة العربية في جامعة عدن هو المركز الرئيس، هل هناك مراكز أخرى فرعية تتبع المركز الرئيس؟
ــ نعم، هناك مراكز أخرى تتبع المركز الرئيس، فهناك مراكز في الكليات الريفية، فقد فتحنا دورات كفاءة في كلية تربية صبر، وكلية التربية الضالع، وكلية التربية يافع. وكل هذه الكليات تتبع ديوان جامعة عدن.
ــ ما تعليقك بعد تخرج أكثر من40 دفعة التحقوا بدورات الكفاءة؟
ــ نشعر بفخر واعتزاز، ونؤكد أننا نمتلك طاقمًا تدريسيًا مؤهلًا على أعلى كفاءة، وكان لهذه الكفاءة الأثر البالغ والواضح في مخرجات الدورات، إذ استفاد الملتحقون بهذه الدورات استفادة كبيرة، وقد أكدوا ذلك بأنفسهم.
- د. عبدالناصر، كلمة أخيرة.
- في ختام هذا اللقاء الشيق أشكر صحيفة ( عدن الغد) مرة ثانية، وأحيي فيهم هذه اللقاءات المثمرة التي تلقي بظلالها على أوجه العملية التعليمية في أروقة مراكز جامعة عدن.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: اللغة العربیة جامعة عدن عدن الغد
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش مستقبل اللغة العربية
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت القاعة الرئيسية ندوة فكرية حملت عنوان "اللغة العربية: رؤية مستقبلية"، حيث اجتمع نخبة من أعضاء مجمع اللغة العربية لمناقشة قضايا اللغة العربية بين الماضي والمستقبل.
شارك في الندوة كل من الدكتور مأمون عبد الحليم، والدكتور محمد فهمي طلبة، والدكتور محمود الربيعي، فيما أدار الحوار الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، الذي استهل اللقاء بتوجيه الشكر إلى الهيئة العامة للكتاب، مشيدًا بأهمية هذا الحدث الثقافي الذي بات يحتل مكانة رفيعة بين معارض الكتاب الدولية.
تحدث مدكور عن اللغة العربية بوصفها لغة ذات خصوصية فريدة، فهي لم تنشأ من رحم لغة أخرى كما هو الحال مع اللغات الأوروبية مثل الفرنسية أو الإيطالية، بل تمتد جذورها عميقًا في التاريخ، حتى ظهرت منذ قرون طويلة بهذه القوة والثراء، متجليةً في الشعر والنثر، ثم ما لبثت أن انتشرت في مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، طرح الدكتور محمود الربيعي رؤيته حول مستقبل اللغة العربية، مشيرًا إلى أن التنبؤ بمستقبل اللغات يعتمد على قراءة الحاضر، فكما أن لكل أمة مشروعًا قوميًّا تنطلق منه نهضتها، فإن اللغة يجب أن تكون في صميم هذا المشروع. وأكد أن العربية، مثلها مثل الكائنات الحية، تمر بمراحل من التقدم والتراجع، فلا يمكن أن تظل ثابتة كما هي، ولا أن تعود إلى شكلها القديم بحذافيره، بل ينبغي أن تتطور بما يلبي احتياجات الناطقين بها.
وانتقل الحديث بعد ذلك إلى مستويات اللغة، حيث استعرض الربيعي تصنيف اللغوي السعيد بدوي، الذي قسم العربية إلى عدة مستويات، منها "فصحى التراث"، التي باتت حكرًا على المواعظ الدينية، ولم تعد مستخدمة في الحياة اليومية، ما يجعلها غير مؤهلة لتكون لغة المستقبل. أما "فصحى العصر"، فهي الأقرب إلى الواقع، إذ تمثل تطورًا طبيعيًا لفصحى التراث، مع بعض التعديلات التي تجعلها أكثر سلاسة في الاستخدام. ولتجنب الانحدار نحو العامية، شدد الربيعي على أهمية التمسك بفصحى العصر، ودعمها عبر ثلاث ركائز أساسية: تحسين التعليم القومي، وإلزام وسائل الإعلام باستخدام الفصحى، وتقريب اللغة من الناس من خلال الفنون، كما فعلت أغاني أم كلثوم، التي جعلت العامة ينطقون العربية الفصحى دون شعور بالغربة عنها.
أما الدكتور محمد فهمي طلبة، فقد تناول محورًا بالغ الأهمية، وهو دور الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، موضحًا كيف أصبحت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، خاصة مع تزايد أعداد الطلاب وصعوبة التواصل المباشر مع المعلمين. وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ترف، بل بات ضرورة فرضها العصر، حيث يسهم في تصحيح الامتحانات إلكترونيًا، وتقييم مستوى الطلاب بدقة، وتطوير برامج تساعد على تعلم النطق الصحيح للعربية وقراءة القرآن بالتجويد، لتؤدي دورًا مشابهًا لدور المعلم الحقيقي. كما أشار إلى التعليم عن بعد، معتبرًا إياه أحد الحلول الذكية التي توفر بيئة تعليمية تفاعلية تحاكي الواقع.
وفي سياق استعراض اللغة العربية عبر العصور، قدم الدكتور مأمون عبد الحليم رؤية متفائلة، معتبرًا أن اللغة العربية اليوم تعيش واحدة من أزهى عصورها في مصر. وألقى نظرة على تاريخ العربية، موضحًا أنها في حقبة ما قبل الإسلام كانت محصورة في الجزيرة العربية، لكنها مع ظهور الإسلام وانتشار الفتوحات أصبحت لغة عالمية، ووصلت إلى الأندلس والبرتغال وجنوب فرنسا، بل إنها كانت لغة الإدارة والعلم في العصر العباسي، حيث دُرست بها الطب والهندسة والكيمياء في جامعات قرطبة، وظل كتاب "القانون" لابن سينا يُدرَّس في فرنسا لمدة 25 عامًا باللغة العربية.
غير أن الحال لم يبقَ على ما هو عليه، فقد شهدت العربية تحديات كبرى مع سقوط الأندلس، وامتداد الحكم العثماني، الذي فرض التركية كلغة رسمية، مما أدى إلى تراجع العربية في كثير من البلاد.
واستمر التدهور حتى القرن العشرين، حين عادت الحركة القومية العربية إلى الواجهة، ورافقها إحياء للغة العربية، حيث نشأت مجامع لغوية ومؤسسات تهتم بصونها وتطويرها، ما أعاد لها بعضًا من مكانتها المفقودة.
في ختام الندوة، أجمع المشاركون على أن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي هوية وثقافة وأساس لأي مشروع قومي نهضوي، مشددين على ضرورة دعمها عبر التعليم، والإعلام، والتكنولوجيا، لضمان بقائها لغة حية قادرة على مواكبة تطورات العصر والاستمرار في أداء دورها الحضاري.