الرب استرد كماله كما الوديعة لصاحبها
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
خالد فضل
هو شيخي ؛ بالمفهوم الصوفي عند القوم , كمال الجزولي ؛ كلماته عندي مصدّقة , وأفعاله حكمة تنطوي وراء الظاهر أحيانا , هكذا تعرّفت على شيخي , ولم أك في منظومته الحزبية عضوا , بل كان مدخلي إلى عوالمه الواقعية السحرية ؛ حرف وكلمة وسطر من الشعر , ولهذه الأبواب المشرعة اسعى مهرولا , بين صفا فكرة ومروة موقف , وفي كليهما كان كمال يقترب من الكمال , فهو المناضل الصنديد الذي استقامت بصيرته على معيار الرفعة الأخلاقية والإلتزام الصارم _حد الحدّة_ في شولة أو نقطة اسقطها سهوا جمييع في صحيفة , ناهيك عن موقف خزلان لرفقة كفاح ضد البطش والعدوان وكمال كان في الصفوف الأولى من المنافحين عن حقوق الإنسان , ليس في السودان فحسب ؛ وهذا كان جلّ شغله ولكن في كل مكان في العالم صدرت فيه أنّة مقروح مكلوم مهضوم الحقوق مظلوم , وكانت مهنته المحاماة , دربا آخرا من دروب السعي بين الناس لرد المظالم وردع الظالم , ومرافعاته مزيج من الأدب الرفيع والحنكة الباذخة والحضور البديع والأناقة اللافتة .
هكذا تعرّفت على كمال قبل أن تسعدني الأيام بملاقاته شخصيا , بل والتتلمذ على يديه صحفيا , وكانت الرأي الآخر أولى تلك المحطات , كتبت ذات يوم استراحة استوحيت مادتها من رزنامة كمال الشهيرة , كانت بعنوان سلامات أبومريم ومي , شكرني كمال بتواضع شديد على اهتمامي بما كتب وعيادتي عبر الصحف للراحل المقيم (قطب الأقطاب) محجوب شريف ؛ وكمال خال بنياته بنيات الشعب السوداني . ثم كانت الصحافة على عهد صدورها برئاسة أستاذنا كمال حسن بخيت يرحمه الله , وفيها تعلّمت من كمال الكثير في عدد الثلاثاء المميز حينذاك , ومن دنيا الصحافة إلى عوالم حقوق الإنسان , إلى محكات المواقف السياسية المنحازة دوما لقيم الحق والخير والجمال دون إبطاء أو تردد , وكمال في كل مجال مقدام , شجاع الرأي شجاع القلب وشديد المراس لا يغشاه الوجل , ثم تصفو روحه وقلبه يتسع والوداعة تكتنفه في لحظات , حتى ليخيل إليك إنّ هذا النسيم العليل الرطب لا ينطلق من ثورة البركان قبل قليل , وادعو الزميلة والصديقة لبنى أحمد حسين لتسجيل موقف مثل ما أوردت حدث معها في جريدة الصحافة . وهو صاحب طرفة ومزاح , قلت له وقد اسميت ابني البكر (أُبي) يا استاذ سميت ولدي على اسم ولدك هات حق خروف السماية , اجابني دون تردد يا زول داك سيد الاسم دكتور كبير أمشي ليهو إن شالله اجيب ليك ناقة !! وضجكنا , الآن يا شيخي أحسّك تضحك في عليين مع رهط الصديقين الأخيار من بني البشر المخلصين , أراك الآن وعليك سندس واستبرق ترفل مع أهل الحقيقة في ملكوت صاحب الحقيقة المطلقة , في رحاب صاحب الوديعة الذي استرد وديعته بعد أنّ منّ علينا لبرهة من الزمان بواحد من أندر عباده الصالحين , كمال والعزاء في فقدك لا يقتصر على الأسرة والعائلة , لهم خالص عزائي ولكن كل من عرف فضلك زاملك صاحبك تتلمذ على يديك يستحق العزاء وأنا من ضمنهم أعزي نفسي إبتداء , ويا شيخي نم بسلام حتى نلحق بك بارادة الخالق الباري . نم بسلام يا داعية السلام . وعليك السلام .
خالد فضل _ ودنعمان , 7نوفمبر 2023
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: خالد فضل
إقرأ أيضاً:
وكالة الصحافة الفرنسية: بوتين وقع مرسوما يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي
قالت وكالة الصحافة الفرنسية بإن الرئيس الروسي بوتين وقع مرسوما يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي. وكالة رويترز كشفت أن وثيقة حكومية روسية أظهرت موافقة بوتين اليوم على تحديث للعقيدة النووية. الحرة إنضم لقناة النيلين على واتساب