ألمانيا تخشى حوادث معاداة السامية في ظل الحرب على غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
تتفاوت المظاهر التي يتمّ اعتبارها معادية للسامية بدءاً بتوزيع الحلوى في مناطق تقطنها جاليات عربية في العاصمة الألمانية احتفاء بهجوم حماس، وصولاً الى رفع شعارات حرية فلسطين "من البحر الى النهر"، في ما يعده البعض دعوة ضمنية الى إزالة دولة إسرائيل.
عمل ليفي سالومون على مدى الأعوام الـ25 الماضية على توثيق الشعارات ومظاهر معاداة السامية التي تشهدها تحركات في برلين، لكنه يؤكد أنها بلغت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مستوى لم يعرف له مثيلاً.
في ذاك اليوم، شنت حركة حماس الفلسطينية هجوماً مباغتاً على جنوب إسرائيل، وتسلّل مقاتلوها الى أراضي الدولة العبرية وهاجموا مواقع عسكرية وبلدات وحفلاً موسيقياً. وأوقع الهجوم 1400 قتيل غالبيتهم من المدنيين سقطوا عموما في اليوم الأول للهجوم، وتم احتجاز أكثر من 240 رهينة أيضا، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف مكثف ومتواصل على القطاع وبدأت بتنفيذ عمليات برية داخله. والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في القطاع التابعة للحركة، أن حصيلة القتلى تخطت عتبة 10300 شخص.
ويقول سالومون إن "السابع من تشرين الأول/أكتوبر شكّل نقطة تحوّل" في معاداة السامية في ألمانيا بعد عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية. ويضيف: "بالكاد بقي أي محظور".
تتفاوت المظاهر التي يتمّ اعتبارها معادية للسامية بدءاً بتوزيع الحلوى في مناطق تقطنها جاليات عربية في العاصمة الألمانية احتفاء بهجوم حماس، وصولاً الى رفع شعارات حرية فلسطين "من البحر الى النهر"، في ما يعده البعض دعوة ضمنية الى إزالة دولة إسرائيل.
كما أثار رفع شعار "الخلافة هي الحلّ" خلال تحرك احتجاجي في مدينة إيسن بغرب ألمانيا، صدمة في البلاد، ويقول سالومون: "لم أرَ ذلك من قبل".
"الخوف"منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهر الماضي، تزايدت المخاوف في أوروبا من تنامي معاداة السامية.
ونددت المفوضية الأوروبية قبل أيام بتزايد معاداة السامية في أنحاء التكتل القاري منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، قائلة إن "يهود أوروبا يعيشون مجددا في الخوف".
ويثير ذلك مخاوف مضاعفة في ألمانيا التي لا تزال تعاني من تبعات المحرقة التي راح ضحيتها ملايين اليهود إبان الحقبة النازية. ويعد إنكار المحرقة جريمة يعاقب عليها القانون في ألمانيا التي أكدت مراراً التزامها الوقوف الى جانب إسرائيل ودعمها.
والثلاثاء، قال مفوّض الحكومة الألمانية لمعاداة السامية فيليكس كلاين إن برلين لطالما اعتبرت نفسها "بطلة للعالم" في التصالح مع ماضيها والتكفير عما اقترفته.
أكبر صفقة في تاريخ الصناعة العسكرية الإسرائيلية.. برلين وتل أبيب توقعان اتفاقية شراء منظومة "آرو 3"شاهد: الشرطة الألمانية تفرق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في "شارع العرب" ببرلينشاهد: الآلاف يتظاهرون في باريس وبرلين ولندن تضامنا مع الفلسطينيين ووقف الحرب في غزةوتابع: "كان ثمة انطباع بأننا محصنون ضد معاداة السامية لدى فئات كبيرة من السكان"، مشيرا الى أن الموجة الحالية مصدرها اليسار المتطرف واليمين المتطرف على السواء.
وأعلنت الشرطة الألمانية أنها تلقت نحو ألفي بلاغ على صلة بالحرب بين إسرائيل وحماس. كما عززت السلطات الإجراءات الأمنية في محيط المؤسسات اليهودية.
على رغم ذلك، ألقيت زجاجتان حارقتان على كنيس في برلين الشهر الماضي. وأثار الحادث الذي لم يؤد الى أضرار، قلقا من تزايد أعمال كهذه.
ودعا نائب المستشار الألماني روبرت هابيك في نداء عبر منصات التواصل الى مكافحة معاداة السامية، وحضّ الحركات اليسارية المتطرفة والمجموعات الاسلامية على بذل جهود في هذا المجال.
وتستعد ألمانيا بحضور كبار المسؤولين، لإحياء ذكرى "ليلة الزجاج المكسور"، في إشارة الى تدمير النازيين مصالح يهودية وإحراق كنس وقتل عشرات اليهود ليل 9-10 تشرين الثاني/نوفمبر 1938.
"كنت آمل أن أرى لافتة أو شعاراً يدين حماس".هاجر سالومون الى ألمانيا من روسيا في العام 1991 هرباً مما يعتبرها معاداة للسامية برعاية الدولة. بدأ في 1997 بتوثيق الممارسات المعادية للسامية في العاصمة الألمانية. وفي 2008، أسّس جمعية مهمتها تحليل هذه الممارسات وجعل بحوثها متاحة للعموم.
ويؤكد أن أبرز حالات معاداة السامية راهناً تسجّل في تحركات يحضرها متطرفون يمينيون ويساريون، إضافة للمؤيدين للفلسطينيين. ويلفت الى أن التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين كانت الأكثر حدة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وفي برلين، تمّ حرق بعض الحواجز وأصيب عناصر من الشرطة جراء إلقاء المتظاهرين حجارة وزجاجات.
ويبدي سالومون قلقه على وجه الخصوص من أعداد الفتية وتلامذة المدارس الذين يشاركون في التظاهرات. ويستذكر شعاراً مناهضاً لليهود يقول إنه سمعه من أطفال مشاركين في تحرك عام 2004، مضيفا "هؤلاء الأطفال باتوا راشدين"، أما أطفال اليوم "فيتمّ تلقينهم".
وحضر سالومون تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين وسط برلين السبت، وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص وخوذة.
ويقول إنه تعرض أكثر من مرة لاعتداءات، وإن مسعاه للتحاور مع بعض المحتجين لا يسير أحياناً على ما يرام، لكن المسيرة الأخيرة كانت سلمية إجمالا وغالبية المشاركين فيها من العائلات.
وفي حين يؤكد مشروعية التظاهر ضد المعاناة الانسانية في غزة، يضيف "كنت آمل أن أرى لافتة أو شعارا يدين حماس".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: المئات من الجرحى وحاملي الجنسيات المزدوجة ينتظرون إعادة فتح معبر رفح ألمانيا: تركي يحتجز رهائن في مطار هامبورغ بسبب نزاع عائلي تعطل حركة الملاحة في مطار هامبورغ في ألمانيا بسبب "احتجاز رهائن" ألمانيا معاداة السامية مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ألمانيا معاداة السامية مظاهرات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل قطاع غزة غزة فرنسا الشرق الأوسط قصف الحرب في أوكرانيا فلسطين بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل قطاع غزة غزة فرنسا معاداة السامیة فی یعرض الآن Next فی ألمانیا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى إحياء الحرب العالمية.. برلمان ألمانيا يستبعد سفيري روسيا وبيلاروس
الخميس, 17 أبريل 2025 11:06 ص
بغداد/المركز الخبري الوطني
استبعد البرلمان الألماني (بوندستاج) سفيري روسيا وبيلاروس من المشاركة في مراسم إحياء الذكرى السنوية الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية المقررة في الثامن من مايو المقبل.
واستندت إدارة البرلمان في قرارها بتوصية من وزارة الخارجية الألمانية التي نصحت بعدم دعوة ممثلي البلدين إلى مثل هذه الفعاليات التذكارية.
وقال المكتب الصحفي للبرلمان ردا على استفسار من إنه تمت دعوة السلك الدبلوماسي، الذي يضم جميع السفراء المعتمدين في برلين، إلا أنه تم – كما جرت العادة – أخذ “تقييم الحكومة الألمانية لدعوة الممثلين” في الاعتبار. وأضاف المكتب: “وقد أدى هذا التقييم إلى عدم دعوة سفيري الاتحاد الروسي وبيلاروس، من بين آخرين”.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد نصحت في وقت سابق الولايات والبلديات والمواقع التذكارية الاتحادية بعدم السماح لممثلي روسيا وبيلاروس بالمشاركة في الفعاليات التذكارية التي تحيي ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك على خلفية مخاوف من أن روسيا قد “تستغل هذه الفعاليات وتربطها بشكل مسيء بحربها العدوانية ضد أوكرانيا”.