الإمارات تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: 70% من سكان غزة نزحوا منذ بداية الحرب المتحدث الإقليمي باسم «اليونيسيف» لـ«الاتحاد»: لا بديل عن وقف إطلاق النار لإنقاذ أطفال غزةجددت دولة الإمارات، أمس، مطالبها بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، معربةً عن بالغ الأسى تجاه الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين جراء الحرب.
وقالت الإمارات، في بيان أمام المناقشة العامة للجنة الرابعة الشاملة للبند 49 والمعنون: وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا»: «نعرب عن تقديرنا وامتناننا العميق للتضحيات التي يقدمها موظفو (الأونروا) أثناء تأدية مهامهم النبيلة في هذه الظروف الصعبة».
وأضافت في البيان، الذي ألقاه الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار دبلوماسي لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة: كما قال المفوض العام لـ«الأونروا» في رسالة إلى موظفيه نهاية الشهر الماضي: «أنتم تمثلون وجه الإنسانية خلال واحدة من أحلك أوقاتها». وقال الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة: «نؤكد بهذه المناسبة على دعم دولة الإمارات لوكالة (الأونروا)، والجهود المهمة التي تبذلها لدعم اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة، الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة».
وتابع: «أشارك في هذه الجلسة حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ضاماً صوت بلادي للبيان الذي ألقته المملكة العربية السعودية الشقيقة باسم جامعة الدول العربية، والبيان الذي ألقته سلطنة عُمان الشقيقة باسم دول مجلس التعاون، والبيان الذي ألقته أذربيجان باسم حركة عدم الانحياز».
وذكر في البيان: «يشرفني أن أتكلم اليوم في وقت ضاعت فيه أصوات من ضحوا بأرواحهم من العاملين في المجال الإنساني، لتوفير جزء بسيط من الاحتياجات الأساسية لشعب يواجه أشد أنواع المعاناة في قطاع غزة، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي العنيف وتوسيع العمليات البرية في القطاع».
وجدد مطالبة دولة الإمارات بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين. كما تقدم بالتعازي الصادقة لمفوض «الأونروا» فيليب لازاريني ولموظفي الوكالة إزاء مقتل 89 شخصاً منذ اندلاع الحرب، وهو أكبر عدد يقتل من موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في نزاعٍ خلال هذه الفترة القصيرة. كما أعرب عن خالص تعازي الإمارات للشعب الفلسطيني الشقيق، جراء مقتل قرابة عشرة آلاف فلسطيني، سبعون في المئة منهم من النساء والأطفال.
وشدد الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة، مرة أخرى، على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مستنكراً شنّ هجمات على العاملين والمدنيين، والأعيان المدنية ومرافق الأمم المتحدة، ومنها تلك التابعة لـ«الأونروا»، لاسيما المرافق التي تتعرض للقصف وهي مكتظة بالنازحين من الحرب، ومنها مؤخراً مدرسة في مخيم المغازي للاجئين، فيما تضرر بالمجمل 48 مرفقاً تابعاً لـ«الأونروا».
وأشار إلى أن دعم الغالبية العظمى من دول العالم قرار الجمعية العامة المعتمد في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي بشأن حماية المدنيين في الجلسة الاستثنائية الطارئة، إنما يؤكد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي وُضع لحماية المدنيين.
وقال: «رغم خطورة الأوضاع، نقدر استمرار وكالة (الأونروا) في تقديم الخدمات الأساسية للسكان في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص تحت حصار خانق بعد قطع إسرائيل أحد أكثر الموارد الأساسية لحياة الإنسان وهي المياه، وبعد قطع الكهرباء ومنع إدخال الوقود الذي يعد أساسياً لتشغيل المستشفيات». وأضاف: «يؤسفنا منع إدخال المواد الغذائية عن شعب بات يتضور جوعاً وغيرها من المواد الأساسية ومنها المساعدات الطبية، باستثناء بعض شحنات المعونة القليلة، وهو ما تسبب بانهيار القطاع الصحي، وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات كارثية، وذلك في الوقت الذي قطعت فيه الاتصالات عن قطاع غزة للمرة الثالثة خلال عشرة أيام، وهو ما يتسبب بتعتيم إعلامي ويمنع السكان من التواصل مع الطواقم الطبية ويعرقل عمل الجهات الإنسانية والصحية من الاستجابة للأوضاع على الأرض».
وتساءل: كيف من الممكن في هذه الأوضاع إنقاذ حياة المدنيين؟ مطالباً باتخاذ إجراءات لتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في قطاع غزة، خاصة الأطفال، الذين يتعرضون لوطأة هذا النزاع، فكما صرحت منظمة اليونيسف «أصبحت غزة مقبرة للأطفال»، فيما أصبحت إحدى أكثر العبارات المؤلمة تردداً بين الطواقم الطبية في غزة هي «طفل مصاب فقد جميع أفراد أسرته».
وجدد في هذا السياق دعوة الإمارات إلى الوقف الفوري لهذه الحرب، لحقن الدماء، ومنع توسع رقعة النزاع في المنطقة، وإلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على نحو عاجل وآمن ومستدام ودون عوائق.
وقال الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة: لقد أصبح الدور المهم الذي تضطلع به وكالة «الأونروا» في مساعدة ودعم لاجئي فلسطين ملحاً الآن، أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط في قطاع غزة، وإنما أيضاً في الضفة الغربية التي تشهد بدورها تصاعداً حاداً في العنف قتل على إثره 136 فلسطينياً منهم 43 طفلاً، وهذا إلى جانب الجهود المهمة التي تضطلع بها «الأونروا» في كل من الأردن ولبنان وسوريا، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي مواصلة حشد التمويل وتوجيه الموارد والدعم لهذه الوكالة.
ونوّه إلى أنه انطلاقاً من نهج دولة الإمارات الثابت، والقائم على مبادئ الإنسانية، قدمت منذ وقت اندلاع الحرب في غزة 20 مليون دولار للوكالة لدعم استجابتها الإنسانية للمتضررين، وهذا إلى جانب تقديم 35 مليون دولار للوكالة هذا العام لمساعدتها على الاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين، ومنهم اللاجئون في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، جراء عنف المستوطنين والممارسات الإسرائيلية غير الشرعية فيه.
وأضاف: وجه مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق عملية إنسانية تحت مسمى «الفارس الشهم 3» لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك بعد التوجيه أيضاً بمبادرة أخرى لعلاج 1000 طفل من غزة في المستشفيات الإماراتية، إلى جانب إطلاق الإمارات حملة «تراحم من أجل غزة» لدعم المتضررين في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة، وكذلك إنشاء جسر جوي نقل حتى الآن 200 طن من مساعدات دولة الإمارات والأمم المتحدة إلى مصر، تجهيزاً لنقلها إلى قطاع غزة.
وشدد الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، في هذا السياق، على أهمية السماح لموظفي «الأونروا»، وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني بالتنقل وعلى نحو آمن، لمساعدة المحتاجين وتوفير الرعاية المطلوبة.
وأكد ضرورة توفير كامل الحماية لعاملي وكالة «الأونروا» وغيرها من الجهات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة، قائلاً: بعد مقتل العديد من موظفي «الأونروا»، ما الرسالة التي نود أن تصل إلى العاملين في المجال الإنساني حالياً وفي المستقبل؟
وقال في ختام البيان: «تؤكد دولة الإمارات على موقفها الراسخ والتاريخي والإنساني في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويشمل هذا إيجاد حل عادل للاجئي فلسطين، وبما يضمن حقهم في العودة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة الإمارات قطاع غزة فلسطين زايد بن سلطان بن خليفة العاملین فی المجال الإنسانی دولة الإمارات الأمم المتحدة فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
طلاب عمارة كفر الشيخ يجسدون القيم الإنسانية والروحانية في تصاميم معمارية مبتكرة
أظهر طلاب الفرقة الثالثة بقسم العمارة بكلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ مستوىً استثنائيًا من الإبداع في تصميم وتنفيذ مشاريع معمارية مميزة تسعى إلى تحويل النصوص القرآنية والأحاديث النبوية إلى كتل معمارية مجسمة ذات طابع فني فريد.
ونجح الطلاب في دمج القيم الدينية والثقافية مع التقنيات والأساليب الحديثة للعمارة، مما أضفى على التصاميم بُعدًا جديدًا يعكس رؤية مبتكرة تجمع بين الأصالة والحداثة.
هذه المشاريع لم تقتصر على إبراز الهوية الثقافية والدينية فحسب، بل جاءت أيضًا كرسالة معمارية تعبر عن إمكانية استخدام العمارة كأداة لإحياء التراث وإعادة صياغته بما يتماشى مع متطلبات العصر.
يُعد هذا المعرض الأول من نوعه في تجسيد النصوص في تصاميم معمارية مبتكرة، حيث يهدف إلى تنمية المهارات الإبداعية للطلاب وتمكينهم من تحويل مفاهيمهم النظرية إلى تطبيقات عملية.
وقد تم تنفيذ هذه المشاريع تحت رعاية الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس الجامعة، الذي أكد دعمه المتواصل لتحفيز الطلاب على الابتكار وتطوير مهاراتهم العملية، مشيرًا إلى أن الجامعة تضع على عاتقها مهمة إعداد جيل قادر على مواكبة التطورات العالمية في مجال الهندسة المعمارية.
كما أشاد بالدور الريادي الذي تقوم به الكلية في تعزيز الإبداع الطلابي وربط التعليم الأكاديمي بالمشروعات التطبيقية التي تخدم المجتمع وتبرز الهوية الوطنية.
إلى جانب الدكتور عبد الفتاح هليل، عميد الكلية، الذي أثنى على الجهود المبذولة من قِبل الطلاب وأشاد بتميز أفكارهم المعمارية، موضحًا أن الكلية تسعى دائمًا إلى دعم طلابها وتوفير البيئة الملائمة للإبداع، بما يُمكنهم من الجمع بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي. وأضاف: "هذه التصاميم تُبرز قدرة الطلاب على تقديم رؤية معمارية متكاملة تجمع بين الجمال، الوظيفة، واحترام القيم الثقافية والبيئية."
وأشار عميد الكلية إلى أن هذه المشروعات تعكس مستوى التفكير الإبداعي لدى الطلاب، حيث تمكنوا من توظيف الرمزية في التصميم المعماري بأسلوب يعكس مفاهيم التحول والتطور. كما أكد أن الكلية تضع ضمن أولوياتها تشجيع الأفكار المبتكرة التي تربط بين الجانب الأكاديمي والتطبيقي، مما يسهم في إعداد جيل من المعماريين القادرين على تقديم حلول مستدامة ومواكبة للمتغيرات الحديثة. واختتم حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه المشروعات لا تسهم فقط في تطوير مهارات الطلاب، بل تعزز أيضًا من مكانة الكلية كبيئة أكاديمية داعمة للإبداع والتميز.
كما لعبت الدكتورة داليا شبل، رئيس قسم العمارة، دورًا محوريًا في توجيه الطلاب ودعمهم أكاديميًا وفنيًا، مؤكدةً أهمية هذا النوع من المشاريع في تعزيز وعي الطلاب بأهمية الحفاظ على الهوية التراثية، مع تبني أساليب معمارية حديثة ترتقي بالمستوى التصميمي وتواكب احتياجات المستقبل.
وأوضحت رئيس القسم أن المشروع الفني الجديد يهدف إلى المزج بين فن العمارة وباقي الفنون، لتعزيز الشعور بالقيم الإنسانية والروحانية بأسلوب إبداعي. وأوضح أن الفكرة تعتمد على تحليل واستنباط المفاهيم من خلال خرائط ذهنية تسرد موضوعات تاريخية ملهمة، مثل قصة موسى في اليم، وإبراهيم مع الكواكب، ونوح والسفينة، وغيرها من القصص التي تعكس قيم الصبر، والتحدي، والانتصار.
وأضافت أن المشروع يسعى إلى تقديم هذه الحكايات في شكل كتل معمارية إبداعية، تجسد مشاعر التحول من الضيق إلى الفرج، ومن الظلم إلى النصر، ومن الخذلان إلى المجد.واختتمت بالإشارة إلى أن المشروع يستلهم بعض المقولات التاريخية، مثل قول الإمام الشافعي: "ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. .فرجت وكنت أظنها لا تفرج"، ليعكس فكرة الأمل والتغيير التي تتجسد في التصاميم الفنية للمشروع.
شهد المعرض تقديم مجموعة من المشروعات المتميزة التي أبدعها طلاب القسم، وهم أمجد مروان، محمد صلاح، مصطفى مجدي، وريناد سامح، حيث تنوعت التصاميم لتشمل مفاهيم فريدة تجمع بين التاريخ والعلم والدين. ومن أبرز هذه المشروعات: متحف إسلامي سردي للحضارات الإسلامية، الذي يستعرض الجوانب التاريخية والتراثية للحضارات الإسلامية، ومتحف الفجر، الذي يجسد دور الرسالات السماوية في التمهيد لظهور الإسلام. كما ضم المعرض متحفًا إسلاميًا فلكيًا يعكس قصة سيدنا إبراهيم مع عبّاد النجوم والكواكب، إلى جانب متحف الفضاء، الذي يبرز العلاقة العميقة بين العلم والدين في الإسلام.
هذه التصاميم ليست مجرد أفكار نظرية، بل تعبر عن قدرة الطلاب على الجمع بين العمق الفكري والإبداع الفني، بما يعكس فهمًا عميقًا لكيفية استلهام التراث الديني والثقافي وتحويله إلى أشكال معمارية تُثري المجال العمراني وتُبرز معاني الهوية والانتماء في قالب مبتكر يواكب التطور العصري، كما تسهم في ربط التعليم الأكاديمي باحتياجات العصر، مما يتيح للطلاب فرصة تصميم مشاريع مستقبلية تخدم المجتمع وتعبر عن هويتهم الثقافية.