الإمارات تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةجددت دولة الإمارات، أمس، مطالبها بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، معربةً عن بالغ الأسى تجاه الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين جراء الحرب.
وقالت الإمارات، في بيان أمام المناقشة العامة للجنة الرابعة الشاملة للبند 49 والمعنون: وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا»: «نعرب عن تقديرنا وامتناننا العميق للتضحيات التي يقدمها موظفو (الأونروا) أثناء تأدية مهامهم النبيلة في هذه الظروف الصعبة».
وأضافت في البيان، الذي ألقاه الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار دبلوماسي لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة: كما قال المفوض العام لـ«الأونروا» في رسالة إلى موظفيه نهاية الشهر الماضي: «أنتم تمثلون وجه الإنسانية خلال واحدة من أحلك أوقاتها». وقال الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة: «نؤكد بهذه المناسبة على دعم دولة الإمارات لوكالة (الأونروا)، والجهود المهمة التي تبذلها لدعم اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة، الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة».
وتابع: «أشارك في هذه الجلسة حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ضاماً صوت بلادي للبيان الذي ألقته المملكة العربية السعودية الشقيقة باسم جامعة الدول العربية، والبيان الذي ألقته سلطنة عُمان الشقيقة باسم دول مجلس التعاون، والبيان الذي ألقته أذربيجان باسم حركة عدم الانحياز».
وذكر في البيان: «يشرفني أن أتكلم اليوم في وقت ضاعت فيه أصوات من ضحوا بأرواحهم من العاملين في المجال الإنساني، لتوفير جزء بسيط من الاحتياجات الأساسية لشعب يواجه أشد أنواع المعاناة في قطاع غزة، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي العنيف وتوسيع العمليات البرية في القطاع».
وجدد مطالبة دولة الإمارات بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين. كما تقدم بالتعازي الصادقة لمفوض «الأونروا» فيليب لازاريني ولموظفي الوكالة إزاء مقتل 89 شخصاً منذ اندلاع الحرب، وهو أكبر عدد يقتل من موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في نزاعٍ خلال هذه الفترة القصيرة. كما أعرب عن خالص تعازي الإمارات للشعب الفلسطيني الشقيق، جراء مقتل قرابة عشرة آلاف فلسطيني، سبعون في المئة منهم من النساء والأطفال.
وشدد الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة، مرة أخرى، على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مستنكراً شنّ هجمات على العاملين والمدنيين، والأعيان المدنية ومرافق الأمم المتحدة، ومنها تلك التابعة لـ«الأونروا»، لاسيما المرافق التي تتعرض للقصف وهي مكتظة بالنازحين من الحرب، ومنها مؤخراً مدرسة في مخيم المغازي للاجئين، فيما تضرر بالمجمل 48 مرفقاً تابعاً لـ«الأونروا».
وأشار إلى أن دعم الغالبية العظمى من دول العالم قرار الجمعية العامة المعتمد في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي بشأن حماية المدنيين في الجلسة الاستثنائية الطارئة، إنما يؤكد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي وُضع لحماية المدنيين.
وقال: «رغم خطورة الأوضاع، نقدر استمرار وكالة (الأونروا) في تقديم الخدمات الأساسية للسكان في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص تحت حصار خانق بعد قطع إسرائيل أحد أكثر الموارد الأساسية لحياة الإنسان وهي المياه، وبعد قطع الكهرباء ومنع إدخال الوقود الذي يعد أساسياً لتشغيل المستشفيات». وأضاف: «يؤسفنا منع إدخال المواد الغذائية عن شعب بات يتضور جوعاً وغيرها من المواد الأساسية ومنها المساعدات الطبية، باستثناء بعض شحنات المعونة القليلة، وهو ما تسبب بانهيار القطاع الصحي، وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات كارثية، وذلك في الوقت الذي قطعت فيه الاتصالات عن قطاع غزة للمرة الثالثة خلال عشرة أيام، وهو ما يتسبب بتعتيم إعلامي ويمنع السكان من التواصل مع الطواقم الطبية ويعرقل عمل الجهات الإنسانية والصحية من الاستجابة للأوضاع على الأرض».
وتساءل: كيف من الممكن في هذه الأوضاع إنقاذ حياة المدنيين؟ مطالباً باتخاذ إجراءات لتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في قطاع غزة، خاصة الأطفال، الذين يتعرضون لوطأة هذا النزاع، فكما صرحت منظمة اليونيسف «أصبحت غزة مقبرة للأطفال»، فيما أصبحت إحدى أكثر العبارات المؤلمة تردداً بين الطواقم الطبية في غزة هي «طفل مصاب فقد جميع أفراد أسرته».
وجدد في هذا السياق دعوة الإمارات إلى الوقف الفوري لهذه الحرب، لحقن الدماء، ومنع توسع رقعة النزاع في المنطقة، وإلى ضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، على نحو عاجل وآمن ومستدام ودون عوائق.
وقال الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة: لقد أصبح الدور المهم الذي تضطلع به وكالة «الأونروا» في مساعدة ودعم لاجئي فلسطين ملحاً الآن، أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط في قطاع غزة، وإنما أيضاً في الضفة الغربية التي تشهد بدورها تصاعداً حاداً في العنف قتل على إثره 136 فلسطينياً منهم 43 طفلاً، وهذا إلى جانب الجهود المهمة التي تضطلع بها «الأونروا» في كل من الأردن ولبنان وسوريا، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي مواصلة حشد التمويل وتوجيه الموارد والدعم لهذه الوكالة.
ونوّه إلى أنه انطلاقاً من نهج دولة الإمارات الثابت، والقائم على مبادئ الإنسانية، قدمت منذ وقت اندلاع الحرب في غزة 20 مليون دولار للوكالة لدعم استجابتها الإنسانية للمتضررين، وهذا إلى جانب تقديم 35 مليون دولار للوكالة هذا العام لمساعدتها على الاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين، ومنهم اللاجئون في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، جراء عنف المستوطنين والممارسات الإسرائيلية غير الشرعية فيه.
وأضاف: وجه مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق عملية إنسانية تحت مسمى «الفارس الشهم 3» لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك بعد التوجيه أيضاً بمبادرة أخرى لعلاج 1000 طفل من غزة في المستشفيات الإماراتية، إلى جانب إطلاق الإمارات حملة «تراحم من أجل غزة» لدعم المتضررين في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة، وكذلك إنشاء جسر جوي نقل حتى الآن 200 طن من مساعدات دولة الإمارات والأمم المتحدة إلى مصر، تجهيزاً لنقلها إلى قطاع غزة.
وشدد الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، في هذا السياق، على أهمية السماح لموظفي «الأونروا»، وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني بالتنقل وعلى نحو آمن، لمساعدة المحتاجين وتوفير الرعاية المطلوبة.
وأكد ضرورة توفير كامل الحماية لعاملي وكالة «الأونروا» وغيرها من الجهات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة، قائلاً: بعد مقتل العديد من موظفي «الأونروا»، ما الرسالة التي نود أن تصل إلى العاملين في المجال الإنساني حالياً وفي المستقبل؟
وقال في ختام البيان: «تؤكد دولة الإمارات على موقفها الراسخ والتاريخي والإنساني في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويشمل هذا إيجاد حل عادل للاجئي فلسطين، وبما يضمن حقهم في العودة».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة الإمارات قطاع غزة فلسطين زايد بن سلطان بن خليفة العاملین فی المجال الإنسانی دولة الإمارات الأمم المتحدة فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
فلسطين تسلم مرافعتها للعدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل
فلسطين – قدمت فلسطين، امس الجمعة، مرافعتها لمحكمة العدل الدولية، في إطار الإجراءات الخاصة بإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل تجاه وجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن “فلسطين سلمت مرافعتها الكتابية لمحكمة العدل الدولية في إطار إجراءاتها لإصدار فتوى قانونية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة”.
وأكدت فلسطين في مرافعتها أن “سلطات الاحتلال ملزمة بعدم إعاقة عمل الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والدولية والدول الثالثة في الأرض الفلسطينية المحتلة، لتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير”.
كما أكدت المرافعة أن إسرائيل “تنتهك بشكل منهجي وواسع النطاق” التزاماتها كسلطة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي والإنساني.
وحذرت من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” والعاملين فيها.
وبحسب “وفا”، أكدت فلسطين مسؤولية إسرائيل، بصفتها سلطة احتلال غير شرعي، في احترام الحقوق الأساسية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة، وحقوق الإنسان الأساسية التي تكفلها المواثيق والشرائع الدولية.
وطالبت فلسطين المحكمة الدولية “بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ سلطة الاحتلال لالتزاماتها القانونية تجاه الشعب الفلسطيني، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الأممية (…) من ممارسة أنشطتها الإغاثية والإنمائية في الأرض الفلسطينية المحتلة”.
وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست الإسرائيلي على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما يقضي بسحب الامتيازات والتسهيلات المقدمة لها ومنع أي اتصال رسمي بها، ودخلا حيّز التنفيذ في 30 يناير/كانون الثاني الماضي.
وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.
وتقدم الأونروا المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن.
وترفض دولة فلسطين أي محاولات لتقويض الوكالة الأممية أو استبدالها أو تقييد عملها وتمويلها، داعية “المجتمع الدولي إلى التحرك الجدي لمحاسبة الاحتلال، وحماية ولاية الأونروا”.
وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة على مدى قرابة 16 شهرا، خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأناضول