تحذيرات بشأن مستقبل التعليم في السودان
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
دينا محمود (الخرطوم، لندن)
أخبار ذات صلة «اليونيسيف» تدعو إلى مضاعفة الالتزام الدولي تجاه السودان طرفا الأزمة في السودان يلتزمان بتسهيل مرور المساعدات الإنسانيةعام أكاديمي جديد يوشك أن يضيع على الطلاب والباحثين السودانيين، وذلك مع اقتراب الأزمة من إكمال شهرها السابع، دون وجود أي بارقة أمل حقيقية، في إمكانية التوصل إلى نهاية قريبة للقتال.
فاندلاع المعارك في منتصف أبريل الماضي قاد إلى أن ينتهي العام الدراسي مبكراً، بالنسبة للكثيرين ممن اضطروا للنزوح من ديارهم أو لمن أُغلقت مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم التعليمية، سواء بسبب العنف، أو لأنه تم تحويلها إلى مراكز إيواء مؤقتة، للفارين من ويلات القتال.
أما العام الدراسي الجديد، فيبدو أنه لن يبدأ سوى في الولايات التي وُصِفَت بالآمنة، في حين لن تتاح هذه الفرصة للطلاب في المناطق المضطربة، وذلك في وقت يحذر فيه خبراء أكاديميون من تصاعد الخسائر التي يلحقها الاقتتال الحالي بوضع البحث العلمي ومستقبل التعليم في السودان.
فبحسب هؤلاء الخبراء، أفضت المعارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، إلى تدمير أكثر من 100 جامعة، أو نهبها أو إلحاق أضرار جسيمة بها، فضلاً عن أن هذه المواجهات المحتدمة، تشكل تهديداً جسيماً، للمتاحف والمواقع التراثية، التي دُمِر بعضها بالفعل أو أُضِرمت فيه النيران خلال الاشتباكات.
بجانب ذلك، يمثل الطلاب والباحثون والعلماء جانباً لا يُستهان به من النازحين واللاجئين السودانيين، ممن لا يقل عددهم الإجمالي الآن عن 5.3 مليون شخص، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، وهو ما حدا بخبراء محليين ودوليين لإطلاق دعوات لمد يد العون لنقل الباحثين والطلاب المتضررين من المعارك في السودان، إلى جامعات أخرى بعيدة عن مناطق القتال، سواء داخل بلادهم أو خارجها. وشدد الخبراء على أن الجامعات التي ستستضيف أولئك الأكاديميين، من النازحين واللاجئين، ستكون بحاجة إلى موارد وبنية تحتية كافية، بما في ذلك اتصال مستمر بشبكة الإنترنت، حتى يتسنى لمن ستؤويهم، التواصل مع أقرانهم في الخارج، واستكمال دراستهم أو أبحاثهم. كما طالب هؤلاء الخبراء، في تصريحات نشرها موقع «نيتشر» الإلكتروني، بتوفير منح دراسية للطلاب والباحثين السودانيين اللاجئين إلى الخارج، على أن تكون قصيرة الأجل، وألا تستمر أكثر من عامين، كي يبقى أولئك الأكاديميون، على صلة وثيقة بوطنهم الأم، بما يجعل بوسعهم المساعدة في إعادة بناء مؤسساته العلمية والتعليمية، بمجرد عودة الهدوء إليه.
ويجمع الخبراء على أن عملية إعادة البناء هذه، ستتطلب دعماً دولياً كبيراً، بالنظر إلى ما ألحقته الحرب بالمنظومة العلمية في السودان من دمار من جهة، والتدهور الذي لحق بالقطاع الأكاديمي خلال العقود الأخيرة من جهة أخرى، وذلك بعد أن كانت جامعة الخرطوم، تُصنَّف من بين أفضل 10 جامعات في أفريقيا بأسرها، حتى ثمانينيات القرن الماضي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التعليم السودان أزمة السودان فی السودان
إقرأ أيضاً:
خبير دولي عن تصريحات الحرب العالمية: ناقوس خطر بشأن مستقبل الاستقرار الدولي
أكد د. أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي العام، أن تصريحات المسؤولين الروس بشأن قرب اندلاع حرب عالمية ثالثة واللجوء المحتمل للخيار النووي، أثارت موجة من القلق والترقب العالمي لتعيد إلى الأذهان أسوأ كوابيس الحرب الباردة، مشيرا إلى أن تلك التصريحات التي وُصفت بأنها الأكثر تصعيدًا منذ بداية النزاع في أوكرانيا، جاءت لتدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الاستقرار الدولي.
وأشار أستاذ القانون الدولي العام، في تصريحات له، إلى أن الحديث عن الخيار النووي لم يعد مجرد تهديد ضمني، بل بات واقعًا مرعبًا يُلوح في الأفق، مما يهدد بإعادة تشكيل خريطة العالم بأسوأ الطرق الممكنة، فالعالم بأسره تابع بقلق بالغ هذه التصريحات التي تحمل رسائل واضحة للدول الغربية بشأن دعمها العسكري المستمر لأوكرانيا.
وقال: فبين التحذير من “تجاوز الخطوط الحمراء” والتأكيد على استخدام “كل الوسائل المتاحة لحماية الأمن القومي”، يبرز خطاب روسي يتسم بالتصعيد الحاد الذي قد يدفع أطراف النزاع إلى نقطة اللاعودة، فالقلق العالمي يتجاوز حدود السياسة والجغرافيا، ليصل إلى وجدان شعوب العالم التي تعيش تحت وطأة الخوف من المجهول، والسيناريوهات المروعة لاندلاع نزاع نووي تعني تهديد وجود البشرية بأكملها وليس فقط الأطراف المتصارعة.
وأكد د. أيمن سلامة، إنه في ظل هذا التصعيد الخطير، تبدو الحاجة إلى الدبلوماسية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، فالحوار الدولي هو الأمل الوحيد لتجنب الانزلاق نحو الكارثة، والعالم يقف اليوم على شفا الهاوية، ومصير البشرية معلق بخيط رفيع من الحكمة والتعقل، وسط أجواء مشحونة بالتوتر والعداء.
طارحا سؤالا: هل نحن أمام نقطة تحول كبرى؟ أم أن الحكمة ستسود قبل أن تنفجر الأوضاع؟ العالم يراقب، والتاريخ على وشك أن يكتب صفحة جديدة قد تكون الأكثر سوداوية في عصرنا الحديث.
واختتم أن مسألة ما إذا كان تسليم الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟ هي مسألة معقدة ومثيرة للجدال؛ فهي تتقاطع مع الجغرافيا السياسية، والاستراتيجية العسكرية، والقانون الدولي، والديناميكيات المتطورة للنظام العالمي بعد الحرب الباردة. وفي حين أنه من المستحيل التنبؤ بالمستقبل على وجه اليقين، فإن دراسة الآثار الأوسع لهذا الإجراء تقدم رؤى حول ما إذا كان مثل هذا الصراع ممكنًا أو محتملًا.