أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة عبدالله بن طوق: التكتلات الاقتصادية ترسم ملامح اقتصاد المستقبل عمار النعيمي: ملتقى وطني جامع يستشرف مستقبل الدولة ويعزز مكانتها العالمية

أعلن معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، عن تطوير «نظام الفحص الطبي لحديثي الولادة»، و«النظام الوطني للفحوص الدورية لأمراض القلب والشرايين»، ضمن مجموعة من المبادرات الداعمة للوقاية والحفاظ استباقياً على صحة أفراد المجتمع، تماشياً مع رؤية الوزارة «منظومة صحية رائدة عالمياً لمجتمع صحي يتمتع بعمر مديد».


جاء ذلك ضمن جلسة ترأسها العويس ضمن «الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2023»، وتحدث فيها عن أهمية الفحوص المبكرة في الحفاظ على الصحة استباقياً، مؤكداً أن مجال الفحوصات الدورية شهد خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً أسهم في تعزيز الوقاية وتحسين جودة الرعاية الصحية الفردية، بما يتماشى مع طموحات القيادة الرشيدة وتوجيهاتها.
وقال معاليه: «يعتبر برنامج الفحص الطبي لحديثي الولادة أحد أهم البرامج التي تضمن الرعاية الصحية لحديثي الولادة، المبنية على الأسس العلمية الحديثة، ووفقاً لأعلى المعايير الدولية». وأضاف: «يعمل البرنامج على الاكتشاف المبكر للحالات المرضية التي يمكن أن تؤثر على صحة الطفل على المدى الطويل، إذ إن التشخيص المبكر يسهم كثيراً في تسهيل العلاج ما يمكن الأطفال من الوصول إلى قدراتهم الكاملة. ويكون إجراء الفحص من خلال أخذ عينة دم عن طريق وخز كعب الرضيع حديث الولادة على ورق الترشيح من قبل ممرضات مدربات بعد 24 إلى 48 ساعة من الولادة».فيما يتعلق بالفحوص الدورية لأمراض القلب والشرايين، صرح العويس أن «تطبيق آلية الكشف المبكر على أمراض القلب والشرايين يسهم بشكل فعال في التشخيص المبكر لخطر الإصابة بأمراض القلب بأنواعها في السنوات العشر القادمة من حياة المريض، كما أنه يقيم عوامل الخطورة المصاحبة لأمراض القلب والشرايين».
الجينوم الوطني
وخلال الجلسة ذاتها، تم الاتفاق على توحيد وتحديث معايير الفحص الخاصة بالمواليد الجدد ومن ضمنها الجينوم الوطني، كما تمت مناقشة تعميم ممارسة الفحص المبكر لأمراض القلب والشرايين من قبل جميع الجهات الصحية، إضافة إلى مناقشة أفضل السبل لرفع الالتزام بالفحوصات الدورية للمحافظة على صحة أفراد المجتمع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: عبدالرحمن بن محمد العويس الإمارات

إقرأ أيضاً:

جدلية التغيير الفكري

ميزة الآدمية التوسع الذهني

إن الله خلق آدم وميّزه بمنظومته العقلية الجبارة التي لها القدرة على قمع أي شذوذ في الغرائز أو طلب للجاجات إن امتلكت الفهم والحس بأن هذا خارج المعهود، فالعقلية طاغية وليست حيادية مع النفسية والاثنان يشكلان شخصية الإنسان، وخلق الإنسان الذي امتدحه القرآن في رسول الله هو طبيعة الإنسان الممثلة لغلبة العقلانية على الغرائز التي تبدو كرد فعل، وهذه مدمرة للعيش المشترك وغالبا هي سبب تدمير أرقى رفقة في رحلة الحياة وهي الأسرة أو عقد الزواج، لهذا كان نصح رسول الله أن من يتقدم لكم للنسب وهو ذو خلق طيب وحسن ترضوه فزوجوه، لأنه لن يؤذي أهله برد الفعل الانفعالي وقبوله يعد أساس للبناء السليم ولا يحبط فيكون فاسدا، وذو الرجاحة إن فسد مؤذ للمجتمع.

فالمعلومة ليست كل شيء وإنما فهم المعلومة ومعالجتها وتحويلها إلى شيء عملي هي من سمات المنظومة العقلية الآدمية، فلو عالج أبونا آدم المعلومة لكان ذا عزم أي ذا تفكير وقرار صائب بينما هو قرر بعيدا عن المعلومة وإنما بدافع غريزة حب التملك والبقاء، حيث تهذب الأنا فيضعف الغرور والكبر وغيرها.

التغيير سنة كونية

ليس من لحظة زمنية تمر على الإنسان وتعاد، لكن ما يعاد هو النظام وماهية النظام التكرار لليل والنهار والحساب لوقت يمضي، كذلك التغيير سمة للإنسان الذي يفكر، ينتقل من فكرة إلى فكرة ومن حالة إلى حالة لا يبقى لديه مستقرا إلا الغايات، والغايات متغيرة وفق قيمة أكبر هي الحياة التي لا ترخص إلا أمام القيم والعقيدة، وتلك إن فقدها يصبح فاقدا للكينونة فلا قيمة حقيقية للاستمرار.. أولئك الشهداء ويسمون في جهة أخرى المضحون وهم مناضلون من أجل قيمة يموتون في طريق نصرتها.

لم يعد الموت الخيار الوحيد أمام نجاح المناضل أو المجاهد، بل الجهد لنصرة العقائد عبر وسائل التواصل الحديثة ويمكن أن تتبناها دول كما تبنت الساتلايت والذي هو جزء من وسائل الانتشار والدعوة إلى الفكرة.

الإنسان وخطوات التغيير:

نلاحظ انتقال الناس من فكر إلى فكر أو من عقيدة إلى عقيدة أو من منهج إلى منهج، وفي مقالات سابقة ذكرنا العوامل المؤثرة على الإنسان، بيئة الطفولة، ثم بيئة المدارس، وبيئته الاجتماعية المحيطة، وتأثير سياسة الدول، وفاعلية أفكاره نفسها في تولد الاعتقاد الجازم بصحة التوجه، وقابلية الإنسان على التجديد والتحديث أو حتى الإبداع في ربط الواقع وإدارته مع فكره، فترى بدايته في تفكير الأسرة ويتبنى معتقداتها، ثم يتحرك الشك في المدارس والمحيط، وتأثره بعدالة المجتمع والدولة، فينتقل فكره لتبني الجديد؛ ليس لصحة الجديد وإنما لقناعته بعجز القديم.

وهنا قد ينتقل من نفق مسدود إلى نفق مسدود، وغالبا نصرة الفكرة بتجاهل أو إعتام فهم المجتمع هي سدادات الطرق التي يسير بها الإنسان الذي يريد أن يحقق شيئا، فإما أن يبدع أو يدور بلا حل في الأفكار المتاحة كما فعل أبو حامد الغزالي فلم ينهج جديدا وإنما انتقل بين الأفكار في عصره، لكن في القرن العشرين ظهرت محاولات تجديد إلا أنها لم تتخلص من التراث وما نقل من إخفاقات فكرية وسلوكية واختلاط التفاسير بين الفقهاء والفلسفة اليونانية، لهذا نجد استخدام لمصطلحات ومفاهيم فلسفية لا تشابه الخطاب القرآني، مثلا القلب القرآني هو موضع التفكير والصدر هو الراس، بينما القلب التشريحي في الجوف ولا علاقة له بالتفكير والعواطف فالمنظومة العقلية هي في الرأس، لكن القلب الجوفي المفكر هو في الفلسفات القديمة والدماغ مجرد حشوة عند البعض ونواقل عصبية، والفؤاد هو أيضا في القلب المضخة. وهذا كله ليس صحيحا فالقلب يستعاض عنه بمضخة بلاستيك، والفؤاد مركز الحس وهو في الرأس، ومساحة واسعة جدا للتفكير وإنشاء الاحتمالات والمسارات، هذه إن كانت عاملة عند الإنسان يتطور ويتسع فكره وينتج الجديد ونرى خيارات إضافية وليست تقليدية، فتحول الإنسان إلى فكر بلا تخطيط تقوده العاطفة يضعه في ورطة فقدان التحكم في المصير، وانتقاله إلى شيء موجود فاشل سيزيد في الطين بلله. وهذا الأغلب في مجتمعنا لأنه يعتمد القوالب الجاهزة من نخبته تجعل المجتمع مختبر تجارب لأفكار تبقى رواسبها وصراعاتها حتى بعد رفضها من المجتمع، كما يعتمد الاستنباط والتقليد في الدين فيكون الشباب المندفع وقودا لفشل هذه التنظيمات حتى لو صدقت، ناهيك عن تلاعب ذوي المصالح بها.

ما الذي نحتاجه:

أن نبتعد عن الأوهام ومثالية نقلت لنا عن الماضي وشخصياته بحيث أصبح الماضي بأشخاصه واجتهادهم مقدسون وهم الدين والثقافة والدولة، وهذا ليس صحيحا، وأن نفكر في واقعنا نستقرئ أحواله ومشاكله ونستنبط له حلولا نعرضها للناس إن وافقوا نضعه كتجربة لشعب، فليس إسلام السابقين حلا كما إن نقل تجارب الشعوب الأخرى حلا، فكلها قوالب، والأصح أن نركز على أهلية المجتمع وأفراده وسيصل المجتمع إلى خيارات الصواب وعقلية فاعلة، ولأننا نفكر بطريق متخلفة فإننا لا نقبل التحول أو نفهمه ويعذر المجتمع لأن الواقع يشير إلى حالة متجذرة من النفاق والقدرة على الانقلاب أكثر إجادة من الحرباء، وهم نفس الناس الذين كانوا سببا لقهر الشعوب لا يلبثون إلا أن تعود لقهرهم ويحبط الناس أو يعودون للثورة، وهذا كله تأخير في الاستقرار والرفاهية وما هو مطلوب لضبط العقلية والنفسية أو الشخصية التي تمثل ثقافة مجتمع متقدم ناضج نافع يشارك في المدنية كمنتج وليس كمستخدم أو مستهلك فقط.

مقالات مشابهة

  • محمد الشرقي يؤكد أهمية تعزيز الوعي الصحي بين أفراد المجتمع
  • أهم الوصفات للحفاظ على صحة القلب
  • محافظ المنيا: التصدي للشائعات واجب وطنى للحفاظ على أمن و استقرار المجتمع
  • افتتاح مركز مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب بالقاهرة أغسطس المقبل
  • محمد الشرقي يؤكد أهمية تعزيز الوعي الصحي
  • محافظ المنيا: التصدي للشائعات واجب وطنى للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع
  • جدلية التغيير الفكري
  • «الوطني لأمراض القلب» يخطط لتطوير خدماته التقنية في 2025
  • عالم أزهري: أفكار المتشددين تُشيع الفرقة والبغضاء بين أفراد المجتمع
  • «شباب المنيا» تنظم ندوة تثقيفية عن ختان الإناث ومخاطر الزواج المبكر في ديرمواس