القصف المستمر والوحشي على قطاع غزة والممتد منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي تسببت في مشاهد مأساوية وثقتها عدسات المصورين والصحفيين وحتى الأطباء والمواطنيين، والتي كان أبشعها هو محو أكثر من 50 عائلة من سجل الأحياء بشكل كامل، فأصبحوا شهداء بلا مشيعيين.

شهداء بلا مشيعيين

خوفًا من أن يتسبب القصف في استشهاد جميع أفراد الأسرة، ولا تجد من يشيعها أو يدفنها، لجأت الأسر الغزاوية إلى حيلة جديدة لضمان بقاء أفراد أسرهم على قيد الحياة، وقالت الفلسطينية من غزة سوزن الشُرفاء في تصريحات لجريدة «الوطن»، إن العائلات فضلت أن تتشتت في المناطق المختلفة على أمل أن يبقي شخص منهم لتشييع جثامين الشهداء منهم.

وأضافت أن في بداية القصف في شهر أكتوبر الماضي كانت الأسر تبحث عن ملاجئ للاحتماء حتى انتهاء هذا العدوان، لكن مع تطور الوضع والقصف الذي أصبح يطال كل مكان بلا استثناء حتى المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، لم يعد هناك مكان آمن في غزة للهروب إليه، بل كل مكان معرض للقصف الوحشي واللانساني في مخالفة لكل المعايير الدولية والإنسانية.

شتات العائلات حتى يجد من يشيعها

قررت العائلات الغزاوية أن تلجأ إلى حيلة «الشتات» وهي أن يتفرق أفرادها حتى تزداد احتمالية أن يبقى منهم أفراد على قيد الحياة يتمكن من التعرف على جثامين أفراد أسرته وتشييعهم، وحتى لا ينقطع النسل من القطاع، حيث تقول سوزان «تم تقسيم العائلة ليتبقى أحد لو حصل قصف يبحث عن الآخرين».

وأكدت أن العائلات قررت أن تقوم بهذا، «عشان لو القصف جه على حد منهم التاني يعرف يكفنه ويشوفه أو يسأل عليه ويشيل العيلة بعده»، وأيضا «عشان ما ينقطعش نسل العيلة كله، يعني ما يبقاش فاضل منهم حد».

وتابعت أن «دار خالها عبدالناصر أبو شعبان» من العائلات التي قررت اتباع تلك الحيلة، وهو أحد سكان حي الرمال بغزة ولديه 6 أولاد أكبرهم متزوج حديثًا، والباقين في مراحل عمرية مختلفة، قرر أن يجعل ابنه البكر يتوجه إلى أسرة زوجته، بينما أرسل أحدهم إلى أحد الأقارب في حي الشاطئ، وآخر في منطقة المغازي، وآخر مع أصدقائه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب على غزة قطاع غزة غزة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين

إقرأ أيضاً:

قسد تضيّق على السوريين في عدد من أحياء حلب.. 65 قتيلا في شهرين

تواصل قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تعكير صفو سوريين بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد من خلال فرض هيمنتها على بعض أحياء محافظة حلب شمالي سوريا، ما يضاعف المعاناة اليومية للمدنيين في المنطقة.

وتسيطر "قسد"، التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، على نحو 300 كيلومتر من الحدود السورية-التركية التي تمتد بطول 911 كيلومترا.

كما تسيطر على محافظات الرقة والحسكة ذات الكثافة السكانية العربية شمال شرقي سوريا، وكذلك جزء من محافظة دير الزور، وأحياء الشيخ مقصود والأشرفية في محافظة حلب.

ويعيش سكان حلب، أكبر مدن سوريا، تحت تهديد مستمر من هجمات "قسد" التي تحول دون استخدام العديد من الطرق الحيوية والتقاطعات في وسط المدينة، حسب تقرير نشرته وكالة الأناضول.



وتحمل اللوحات التحذيرية التي وُضعت عند مداخل الطرق المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود عبارات تحذر من الخطر، مثل: انتبه، خطر.. هذا الطريق يؤدي إلى مناطق ما يعرف بقوات قسد.

كما قامت "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة بإنشاء نقاط تفتيش عند مداخل الحيين لمراقبة حركة المدنيين.

وتتمسك "قسد" التي تسيطر على العديد من حقول النفط والغاز وتعدها "سلة سوريا الغذائية"، برفض الاندماج مع وزارة الدفاع السورية التي تم تشكيلها بعد سقوط نظام الأسد.

ونقلت وكالة الأناضول عن المواطن السوري خليفة جبار، الذي يعيش بالقرب من حي الشيخ مقصود، إن "الدخول والخروج من الحيين يتم في أوقات محددة، وإذا تأخر شخص ما، فإنه لا يستطيع العودة إلى منزله".

وأوضح جبار أن "العديد من الأشخاص تعرضوا للاستهداف برصاص قناصة التنظيم الإرهابي بعد دخولهم عن طريق الخطأ إلى الأشرفية والشيخ مقصود".

وأشار جبار إلى أن "السيارات التي دخلت الحيين عن غير قصد تعرضت لإطلاق نار من قبل الإرهابيين"، مضيفا "آمل أن تنتهي هذه الأحداث لنعود للعيش المشترك بين جميع المكونات".

من جانبه، عبّر محمد نجار، أحد سكان حي الليرمون، عن استنكاره لما وصفه بـ"الممارسات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في الأشرفية والشيخ مقصود".


وقال في حديثه مع وكالة والأناضول، إن "اللوحات التحذيرية ليست كافية، لأن الطرق تبقى مفتوحة"، مشيرا إلى أن "الناس يسيرون في الطرقات، وفجأة يجدون أنفسهم في الشيخ مقصود والأشرفية دون أن يدركوا".

وشدد نجار على "ضرورة إقامة نقاط تفتيش على الطرق المؤدية إلى هذين الحيين، وإذا لزم الأمر يجب إغلاق الطرق باستخدام الحواجز الترابية".

مقتل 65 مدنيا في شهرين
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 65 مدنيًا على الأقل في حلب خلال شهرين، بسبب قنص قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وأوضح الشبكة في تقرير لها أن "قسد" نشرت قناصين في الأحياء المجاورة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بعد انسحاب قوات النظام المخلوع منها.

وأشارت الشبكة إلى أن "عمليات القنص التي نفذها التنظيم الإرهابي بين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 و30 يناير/كانون الثاني 2025 تسببت في مقتل ما لا يقل عن 65 مدنيًا".

وأضافت "استهدف الإرهابيون فرق الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني أثناء محاولاتهم لإجلاء جثث القتلى".

وأكدت الشبكة أن "عمليات القنص التي نفذها التنظيم تشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني وخرقا للمبادئ الأساسية لحماية حقوق الإنسان".

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: العائلات الفلسطينية أصيبت بخيبة أمل وأوروبا بحاجة لحضور أكبر بغزة
  • بعد 5 أشهر..حزب الله يدفن حسن نصرالله رسمياً
  • آليات عسكرية تابعة للاحتلال تتحرك باتجاه بوابات سجن عوفر
  • متحدث «اليونيسيف» الإقليمي لـ«الاتحاد»: أطفال غزة يعانون الأمراض ونقص الغذاء
  • نتنياهو: استعادة 192 محتجزًا بينهم 147 أحياء و45 أموات
  • نتنياهو: استعدنا 192 أسيرا منهم 147 أحياء و45 أمواتًا
  • تأخر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين باتفاق الهدنة
  • قسد تضيّق على السوريين في عدد من أحياء حلب.. 65 قتيلا في شهرين
  • بعد مقتله بـ5 أشهر.. حزب الله يدفن نصر الله الأحد
  • حماس تحمّل نتنياهو المسؤولية: أشلاء بيباس اختلطت مع أشلاء أخرى بسبب القصف الشديد