مستشار شيخ الأزهر: المرأة كرَّمها الإسلام ورفعَ شأنها ومكانتَها في جميع أحوالها
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
قالت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين الدكتورة نهلة الصعيدي إن المرأةَ انتقلت من حال إلى حال فور مجيء الإسلام؛ حيث كرَّمها الإسلام أمًّا وأختًا وابنةً وزوجةً، ورفعَ شأنها ومكانتَها في جميع أحوالها؛ فصان حقَّها في الحياة، وحَفِظَ لها أموالَها ومكَّنها من حق التملُّك والتصرُّف فيما تَملِك، وجعل لها ذمَّةً ماليةً مستقلة، وساواها بالرَّجل في كثيرٍ من الأمور، فجعلها قسيمةَ الرَّجل: لها ما له من الحقوق، وعليها ما عليه من الواجبات؛ وفقًا لما يتناسب وطبيعتها الجِبلِّيَّة.
أضافت مستشار شيخ الأزهر خلال مشاركتها اليوم الثلاثاء بمؤتمر «المرأة في الإسلام» الذي تنظمه «الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي» بجدة، وتستضيفه المملكة العربية السعودية في الفترة من ٦إلى ٨ نوفمبر الجاري ان «التشريعُ الإسلاميُّ» كفل للمرأة حقَّ المشاركة في الحياة السياسية، فحفظ لها حقَّها في مبايعة ولي الأمر، والانتخاب، والشورى، والمشاركة في الحياة العامة، بالضوابط الشرعية التي بيَّنها العلماء والفقهاء
مشيرًة إلى أن المرأةَ إذا لم تَستعِدِ اليومَ كاملَ حقوقِها وَفْقَ الشريعةِ الإسلاميَّةِ، فلا أمل في نهضةٍ أو بناءٍ حضاريٍّ أو أمنٍ فكريٍّ؛ إذ تلعبُ المرأةُ دورًا رائدًا في تقدُّم المجتمعِ ورقيِّهِ، فهي ركيزةُ الأسرةِ وأساسُها، والتي بدونها لا تقومُ للأسرةِ قائمةٌ؛ فهي المربيةُ لأبنائها، والمُوجِّهةُ لسلوكِهم، والحريصةُ على سلامتِهم من الآفاتِ والأمراضِ التي قد يتعرَّضون لها، وهي صانعةُ الأجيالِ الذين هم أملُ الأمةِ ومستقبلُها، ورأسُ مالِها، وعمادُها، وعُدَّتُها، وعَتادُها، وهي عمادُ المجتمعِ وأساسُهُ، وقوَّتُهُ وسلاحُهُ، والحفاظُ عليها حفاظٌ على المجتمعِ كلِّهِ من الانهيارِ.
وأكدت مستشار شيخ الأزهر على الدور الذي يمكن أن تبذله دُورُ الإفتاء والمؤسساتُ البحثيةُ الإسلاميةُ المختلفة؛ لأجل الوقوف على حقوق المرأة وصِيانتها، ورَدْعِ كل من يريدُ أن يسلبَ حقوقها المكفولة لها، داعيًة إلى ضرورة إشراك المرأةُ في الإفتاء، وسَنِّ القوانينِ التي تَخصُّها، وبخاصة بعدما أصبحت صاحبةَ ملَكات فقهية نتجت عن تعلُّمها في صروح العلم المختلفة.
حفظ حقوق المرأة العاملة
أشارت مستشار شيخ الأزهر إلى أن فضيلة الإمام الأكبر، أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد نادى بضرورةِ إحياءِ فتوى «حَقِّ الكَدِّ والسِّعَايَة» في تراثنا الإسلامي؛ لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدًا في تنمية ثروة زوجها وتَثْمِيرِها، خاصة في ظل المستجدَّات العصريَّة التي أوجبت على المرأة النزولَ إلى سوق العمل، ومشاركةَ زوجها أعباءَ الحياة، مؤكدًة أن التراث الإسلاميَّ غنيٌّ بمعالجاتٍ لقضايا شتى، إذا تأمَّلناها وقفنا على مدى غزارة هذا التراث وعُمقِه، وحِرصِ الشريعة الإسلامية على صَونِ حقوقِ المرأة وكفالةِ كلِّ ما مِن شأنه حِفظُ كرامتها.
واختتمت مستشار شيخ الأزهر كلمتها بمجموعة من التوصيات العلمية التي تكفل المزيد من الحقوق الأصيلة التي أقرها الإسلام للمرأة، داعيةً ضيوف المؤتمر من العلماء والمفكرين والباحثين إلى ضرورة الوقوف عليها، أبرزها:-
أولًا: إنشاء مجلس عالمي للمرأة المسلمة، ليكون بمثابة هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة المسلمة حول العالم، والعمل على تنميتها؛ علميًّا وفكريًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، بما يسهم في بناء أمم حضارية متقدمة، يجمع في عضويته ثلة من خبراء وعلماء الأمة الإسلامية، ومفكريها، ومثقفيها من الرجال والنساء ممن يتسمون بالرؤية الرشيدة والاهتمام بنهضة المرأة المسلمة، وليحمل على كاهله رصد كافة المشكلات التي تواجه المرأة المسلمة والعمل على ايجاد حلول فاعلة له، بحيث يصبح للمرأة المسلمة مجلسا معنيا بقضاياها ومهموما بوضع الحلول المناسبة لكل مايواجهها من مشكلات.
ثانيًا: محاربة العادات والتقاليد أو الأعراف التي منعت المرأةَ كثيرًا من الحقوق التي أقرها لها الإسلام، ومجابهة الممارسات الظالمة التي تحدث في بعض الأحيان في العديد من المجتمعات.
ثالثًا: إنشاء المراكز البحثية المتخصصة بشؤون المرأة في جامعاتنا العربية والإسلامية.
رابعًا: حثُّ المؤسسات للعمل على تمكين المرأة لتكون فاعلةً في مجتمعها؛ فهناك من الأعباء المجتمعية التي لا تستقيم إلا بتكامل دور الرجل والمرأة معًا، فهما معًا لُبُّ المجتمع وأساسُه، ولا تقوم للمجتمع قائمة بدون تكاملهما.
خامسًا: وضع المزيد من الخطط والبرامج لتفعيل دور أكبر للمرأة في المشاركة السياسية والاقتصادية وبرامج التنمية المستدامة.
سادسًا: العمل على فتح المنافذ الإعلامية والإعلام الجديد في وسائل التواصل للمرأة وبيان حقوقها ومناصرة قضاياها.
سابعًا: أن ينبثق عن هذا المؤتمر تطبيق إلكتروني يكون مدعومًا فنيًّا وماديًّا وتقنيًّا، يكون مُخصَّصًا للمرأة، وبيان حقوقها التي أقرها الإسلام ومنعتها عنها الأعراف والتقاليد؛ وذلك ليكون شعاع نور للمرأة في ظل الإعلام الجديد.
وقد لاقت التوصيات التي طرحتها مستشار شيخ الأزهر قبولا كبيرا من قبل المشاركين في المؤتمر، مؤكدين أنها ستكون إضافة قوية لمخرجاته، معبرين عن خالص شكرهم وتقديرهم لسيادتها على مشاركتها المتميزة والمثمرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشار شيخ الأزهر المرأة مستشار شیخ الأزهر ة التی التی ت
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تحتضن المؤتمر السنوي العاشر لجمعية سيدات أعمال مصر
نظمت جمعية سيدات أعمال مصر 21" مؤتمرها السنوي العاشر تحت عنوان “التطور التكنولوجي الذي يدعم النمو الاقتصادي للمرأة"، تحت رعاية مجلس الوزراء المصري وجامعة الدول العربية والذي احتضن مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة جلسته الافتتاحية اليوم الخميس الموافق 13فبراير2025، بحضورمعالي الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، على أن تستكمل فعالياته في محافظتي الأقصر واسوان خلال الفترة من 14 إلى 17 من الشهر الجاري.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أكدت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، أنجامعة الدول العربيةتولي أهمية كبرىللتمكين الاقتصادي للمرأة العربية باعتباره رافداً من روافد تحقيق التنمية المستدامة وركيزة من ركائز الاقتصادات الوطنية، حيث تعمل الجامعة العربية على تنفيذ برامج بالشراكة مع منظمات دولية وإقليمية تدعم الخطط الرامية إلى انصاف المرأة وتعزيز حقوقها الاقتصادية من خلال اشراك الشبكة الاقتصادية للمرأة العربية "خديجة" في الجهود العربية لتعزيز السياسات القائمة على الأدلة المراعية للنوع الاجتماعي بما يوفر بيئة عمل أكثر أماناً للنساء.
وأبرزت أن القمة العربية الأخيرة المنعقدة بالبحرين خلال شهر مايو 2024 اعتمدت القرار رقم 894 والذي وافق على إنشاء "المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً"، بدولةالامارات العربية المتحدة، الأمر الذي يعكس التضامن العربي تجاه قضايا المرأة في المنطقة العربية في إطار تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 من خلال تقديم الدعم الفني للدول الاعضاء من أجل تمكين النساء ورفع الوعي بقضايا المرأة في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية.
وشددت في كلمتها على أن المنطقة العربية تشهد تطورات مستجدة وخطيرة للقضية الفلسطينية، وأكدت على الموقف العربي الثابت والرافض لنوايا التهجير القسري لأهالينا بالأراضي الفلسطينية، ودعت المجتمع المدني العربي والدولي لمواصلة مساندته ودعمه للحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه واسترداد أرضه وإقامة دولته المستقلة على حدود حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن جانبها أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، في كلمتها علىأن المؤتمر يعد منصة كبيرة للسيدات الاعمال والمهتمين بتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياًوأوضحت أن مشاركتها اليوم جاءت للاحتفاء بالمرأة المصرية والعربية واستعراض انجازاتها ومناقشة التحديات مما يتيح رسمخارطة الطريق نحو تمكين حقيقي للمرأة المصريةكونهاركيزةأـساسية في المجتمع.
وأشارت إلى أن جمهورية مصر العربية شهدت خلال الفترة الحالية طفرة غير مسبوقة في مجال تمكين المرأة بفضل الارادةالسياسية للسيد الداعية لتمكين المرأة كأولوية وطنية، حيث تحولت المرأةالمصريةمن مجرد مستفيد من الخطوط التنموية الى شريك فاعل في صنع القرار وقيادةالتنمية.
كما أبرزت الدكتورة يمنى الشريدي، رئيس جمعية سيدات أعمال مصر 21، أن المؤتمر السنوي العاشر للجمعية يشهد مشاركة عديد الوفود من الدول العربية والأجنبية بهدف تسليط الضوء على أهمية الاستدامة الاقتصادية والتكنولوجيا في تحسين أداء الأعمال التجارية، مشيرة إلى أن المؤتمر يشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في مجالات الاقتصاد وريادة الأعمال، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، وذلك من خلال تقديم برنامج متميز للمشاركين يشمل ندوات، زيارات، وورش عمل تهدف جميعها إلى دعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ممايسهم بشكل كبير في تعزيز قدرات تلك المشروعاتمن خلال تطبيقات التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.