فتية "صغار جداً" في عداد مرتكبي أعمال الشغب في فرنسا
تاريخ النشر: 1st, July 2023 GMT
تهزّ فرنسا منذ مطلع الأسبوع احتجاجات ليلية عنيفة أشعلها مقتل شاب قرب باريس برصاص شرطي أثناء محاولته الفرار من عملية تدقيق مروري، لكنّ ما يميّز أعمال الشغب هذه عن سابقاتها هو أنّ عدداً لا بأس به من مرتكبيها هم، وفق السلطات، فتية "صغار جداً".
في ما يأتي لمحة عن هؤلاء الفتية الذين "ينفّسون عن غضبهم" بتدمير الممتلكات العامة وإحراق السيارات ونهب المتاجر والاشتباك مع الشرطة.
في عام 2005، اشتعلت ضواحي المدن الفرنسية الكبرى غضباً إثر مصرع مراهقين صعقاً بالكهرباء في حيّ كليشي-سو-بوا بضاحية سين-سان-دوني الباريسية أثناء محاولتهما الفرار من الشرطة.
والجمعة، قالت مارتين أوبري رئيسة بلدية مدينة ليل إنّه في تلك المرحلة "كان هناك عدد أكبر من الشبّان في الشوارع وكانوا أكبر سنّاً. كانوا يضرمون النار في السيارات وعربات الإطفاء، لكن كان بإمكاننا أن نتواصل معهم".
وأضافت المسؤولة أنّه بالمقابل فإنه في الاحتجاجات الراهنة "لدينا عدد كبير من الأطفال" الذين "لا يمكننا أن نتحاور معهم".
وبحسب الرئيس إيمانويل ماكرون فإنّه من أصل 875 شخصاً أوقفتهم الشرطة ليل الخميس "كان ثلثهم شباب، وأحياناً فتية صغار جداً".
ووفقاً لوزير الداخلية جيرالد دارمانان فإنّ "متوسّط العمر هو 17 عاماً".
وبعض هؤلاء الموقوفين بدأوا بالمثول أمام محاكم المنطقة الباريسية. وقد تبيّن أنّ بعضهم هم تلامذة في المرحلة الثانوية، وآخرون تلامذة في معاهد مهنية، بينما يعمل بعضهم الآخر في مطاعم وحانات، وكثر منهم بالكاد بلغوا سنّ الـ18 عاماً، وغالبيتهم ليس لديه أي سجل إجرامي.
من أعمال الشغب في فرنسا نانتير نموذجاًوالكثير من مرتكبي أعمال الشغب هؤلاء يتنقّلون ضمن مجموعات صغيرة تتميّز بقدرتها العالية على الحركة وسرعتها في التفرّق.
وعلى سبيل المثال، فإنّه في حيّ بابلو بيكاسو بضاحية نانتير (غرب باريس) حيث كان يقطن الشاب نائل م. الذي أشعل مقتله هذه الاحتجاجات، لاحظ صحافيو وكالة "فرانس برس" أن المحتجّين يتوزّعون ضمن مجموعات ويتّبعون طريقة محدّدة للتحرّك.
في هذا الحيّ تتولّى مجموعات شبابية جيّدة التنظيم مهمّة مراقبة مداخل الحيّ لإخطار البقية عند رصد أيّ تعزيزات أمنية، فتنتشر عند كلّ من هذه المداخل مجموعة شبابية، في حين تتجوّل بين المجموعة والأخرى درّاجات نارية أخفيت لوحاتها.
وفي حين تتولّى هذه المجموعات عند المداخل مهمّة الرصد والمراقبة، تتوزّع داخل الحيّ مجموعات أخرى مهمّتها التصدّي لقوات الشرطة وإطلاق المفرقعات والأسهم النارية باتّجاهها.
وما يميّز هؤلاء الشبّان هو أنّهم دائمو التنقّل ويتواصلون مع بعضهم باستمرار بواسطة هواتفهم النقّالة ويتوزّعون في أنحاء مختلفة من حيّهم، وما إن يهبط الليل حتى ينضمّ إليهم شبّان آخرون غالباً ما يرتدون ملابس سوداء ويخفون وجوههم خلف أوشحة أو شالات.
وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لما يقوم به هؤلاء الشبان الذين قال عنهم ماكرون إنّ "بعضهم يطبّقون في الشارع ما يعيشونه في ألعاب الفيديو التي سمّمتهم".
ووجّه الرئيس الفرنسي أصابع الاتّهام بالخصوص إلى منصّتي سنابتشات وتيك توك حيث يتمّ تنظيم "تجمّعات عنيفة"، معتبراً أنّ هاتين المنصّتين "تثيران أيضاً شكلاً من أشكال محاكاة العنف، مما يؤدّي في صفوف الأصغر سنّاً إلى شكل من أشكال الخروج من الواقع".
من أعمال الشغب في فرنسا "شرارة فغضب"والتقت "فرانس برس" عدداً من هؤلاء الشبّان وقد أكّد قسم كبير منهم أنّهم إنّما يرتكبون هذه الأعمال "تنفيساً عن الغضب" الناجم عن شعورهم "بالظلم".
وقال أحد هؤلاء المحتجّين في باريس إنّ "أعمال النهب لن تفيد بشيء لا التحقيق ولا نائل".
وأضاف وقد وقف أمام متجر أزياء تعرّض للنهب في شارع ريفولي إنّ "تحطيم أشياء وإظهار غضبنا يظهران أنّنا سئمنا من أخطاء الشرطة الفادحة".
وتابع الشاب البالغ 16عاماً، وقد ارتدى سترة رياضية سوداء ووضع حول عنقه سلسلة فضية "لقد سئمنا.. احتجاجنا سيغيّر قليلاً بعض الأمور التي لم تتحرّك أبدًا".
وأكّد الشاب الذي يقيم في مونروج في جنوب باريس أنّه "عندما نتحدّث، عندما نتظاهر، عندما ننظّم مسيرات، يكون الأمر عديم الفائدة تقريباً.. بينما عندما يرون أنّنا نقوم بأفعال، فنحن نُظهر لهم أنّنا غاضبون، نظهر لهم أنّه إذا لم يحرّكوا ساكناً فيمكننا أن نغضب وأن نكسّر أشياء، وهنا يتحرّكون".
وبرأي أستاذ علم الاجتماع في جامعة رين (غربا) سامي زغناني فإنّ أعمال العنف التي شهدتها فرنسا هذا الأسبوع يجب النظر إليها من منظور الانتفاضة وليس أعمال الشغب.
من أعمال الشغب في فرنسا سياحة وسفر شغب في فرنسا الاحتجاجات العنيفة تضرب السياحة في فرنسا.. دائرة الاضطرابات تتسعوقال زغناني لـ"فرانس برس" إن "مصطلح أعمال شغب يقلّص هذا العنف إلى جنوح حضري بسيط في حين أنّه ينطوي على بُعد سياسي لا يمكن إنكاره"، في سياق الفروقات الاجتماعية المتزايدة في البلاد.
وأوضح أنه عندما يستهدف هؤلاء الشبّان مدارس أو مراكز اجتماعية أو مكتبات عامّة، فإنّ ما يقومون به هو "أعمال تدمير لما هو قريب" وهو أمر "يمكن أن يعكس شعوراً دفيناً بأنّ هذه الأحياء لا قيمة لها في نظر المجتمع الأوسع، ممّا يغذّي شكلاً من أشكال الانتفاضة الذاتية التدمير".
من جهتها، اعتبرت ستيفاني فيرميرش، أستاذة علم الاجتماع ومديرة الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي أنّه عندما يهاجم هؤلاء الشبّان المدارس فهم يريدون من خلف ذلك أن يقولوا إنّ هذه المؤسّسة "لا تقوم بدورها".
وأضافت "هناك الكثير من القضايا التي لم تحرز تقدّماً" منذ 2005 على وجه الخصوص.
والاحتجاجات لا تنحصر في المدن الكبيرة وضواحيها بل تطال أيضاً المدن الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهو أمر "يؤكّد أنّ ما يحدث هنا ينطوي على أبعاد سياسية"، وفقاً لزغناني.
من أعمال الشغب في فرنسا مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News فرنساالمصدر: العربية
كلمات دلالية: فرنسا
إقرأ أيضاً:
تعرضك للغرامة.. تجنب ٤ أخطاء عند استخدام عداد الكهرباء مسبق الدفع
كتب- محمد صلاح:
يتعرض العديد من مستخدمي العداد مسبق الدفع "أبو كارت" لبعض المواقف خلال تعاملهم مع العداد الأمر الذي يترتب عليه إقرار غرامات مالية بسبب الوقوع في تلك الأخطاء.
ويستعرض "مصراوي" بعض الأخطاء التي تؤدي لفرض غرامة مالية على عداد الكهرباء مسبق الدفع، وفق ما حدده جهاز تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك، والتي جاءت كالتالي: -
1- في حالة إذا قام صاحب العداد بالسماح لأحد الأشخاص بسرقة الكهرباء من العداد الخاص به للحصول على وصلة.
2- إذا قام صاحب العداد بتحريك العداد الخاص به ونقله من مكانه، دون إخطار شركة الكهرباء بذلك.
3- إذا قام صاحب العداد باستبدال أسلاك التوصيل الخاصة بالعداد الخاص به، دون أن يرجع إلى شركة الكهرباء التابع لها.
4- كما يتعرض المواطن للمسائلة ودفع الغرامة، في حال إذا قام بفتح الغطاء الخاص بالروزتة الخاصة بأسلاك توصيل الكهرباء للعداد.
وتوجد بعض العلامات التي تشير إلى أن عداد الكهرباء الخاص بك قد تم التلاعب به، لذلك عليك متابعة اللمبة الحمراء الموجودة في عداد الكهرباء الخاص بك.
وفي حالة إذا تمت إضاءة اللمبة الحمراء، فيجب إبلاغ الشركة على الفور، حتى تتجنب التعرض لدفع غرامة مالية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
عداد الكهرباء مسبق الدفع جهاز تنظيم الكهرباء إخطار شركة الكهرباء بنقل العداد العداد مسبق الدفع أبو كارتتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: تصل لـ5 آلاف دولار في هذا التوقيت.. تعرف على أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير الأخبار المتعلقة تجنب الغرامات المالية.. 4 أخطاء شائعة عند استخدام عداد الكهرباء مسبق الدفع أخبار مصدر بـ"الكهرباء": تركيب 200 ألف عداد مسبق الدفع خلال شهرين أخبارإعلان
إعلان
أخبارتعرضك للغرامة.. تجنب ٤ أخطاء عند استخدام عداد الكهرباء "مسبق الدفع"
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك آلاف المصريين يتوجهون إلى رفح دعمًا للدولة ورفض تهجير الفلسطينيين (صور) النار أكلت المكان.. حريق موقع بناء السفن في السويس (تغطية خاصة) لماذا ترامب غبي سياسيًا؟ أول رد من ترامب على رفض مصر والأردن تهجير الفلسطينيين ليس اغتيالا.. كيف استشهد محمد الضيف و6 من قادة الحركة؟.. حماس تكشف 4 أوراق في يد مصر لمواجهة ضغط ترامب وإجهاض "تهجير غزة" 22القاهرة - مصر
22 13 الرطوبة: 42% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك