أبوظبي: «الخليج»
قال ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، إن دولة الإمارات تتمتع بمكانة مرموقة عالمياً في التجارة الخارجية، وتعتبر مركزاً ريادياً دولياً للتجارة الخارجية غير النفطية، محققة نمواً قياسياً خلال السنوات الماضية، بفضل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة ورؤيتها الاستشرافية لمستقبل القطاع الاقتصادي، ودعمها لإبرام شراكات تجارية مهمة ومثمرة، وتوسيع شبكة الشركاء التجاريين للدولة والانفتاح التجاري والاستثماري عالمياً، ببرنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، بما يعزز سياسة التنويع الاقتصادي ويسهم في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

جاء ذلك خلال جلسة «ما هو تأثير اتفاقيات التجارة الخارجية على الاقتصاد الوطني؟»، ضمن أجندة أعمال اليوم الأول للاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، التي تعقد برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأشار الزيودي إلى أن هذه الشراكات تأتي ترجمة لتوجه دولة الإمارات لمضاعفة تجارتها الخارجية غير النفطية وصولاً إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031.

وقال إن الدولة وضعت أهدافاً تجارية طموحة، وشرعت في إجراء تحول جذري في نموذجها التجاري العالمي لتحقيق المستهدفات الوطنية، عبر فتح أسواق جديدة بإبرام اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، وتحقيق الريادة العالمية في صادرات الخدمات ومضاعفة قيمة عمليات إعادة التصدير، فيما تغطي هذه الاتفاقيات نطاقاً واسعاً من القطاعات والمجالات، كما تسعى الدولة للوصول لقائمة مختارة من الدول الأكثر تأثيراً في التجارة الدولية، وقدرة على الوصول للأسواق المختلفة حول العالم.

وأشار إلى أنه ومن خلال 8 اتفاقيات للشراكة الاقتصادية الشاملة، أصبحت الإمارات تتمتع بإمكانية الوصول لمجموعة جديدة من الأسواق، وأن أولى اتفاقيات الشراكة التي عُقدت مع الهند، حققت نتائج إيجابية فورية عقب دخولها حيز التنفيذ، حيث تجاوزت قيمة التجارة غير النفطية بين البلدين 54.8 مليار دولار خلال عام واحد، فيما تبلغ قيمة التجارة الثنائية التي تستهدف الاتفاقية تحقيقها 100 مليار دولار سنوياً في غضون 5 أعوام، وهو ما ينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي للدولة خلال السنوات المقبلة وصولاً إلى عام 2031، بأكثر من 2.5%، وبما قيمته 13 مليار دولار، ليرتفع إجمالي التبادل التجاري بين البلدين عام 2031، إلى 128 مليار دولار.

وقال الزيودي، إن الدولة تطمح لإبرام اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 27 دولة وتكتلاً اقتصادياً، بما يشمل 103 دول، تمثل حصتها ما يصل إلى 95% من إجمالي التجارة العالمية، ما سيكون له أثر إيجابي في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدولة في 2031 بما قيمته 41.71 مليار دولار، لتصل مقدار الزيادة في الصادرات إلى 100.25 مليار دولار وبنسبة 33% نمواً.

وأشار إلى إجراء محادثات حالياً مع 13 دولة وتكتلاً اقتصادياً لإبرام اتفاقيات للشراكة الاقتصادية الشاملة، هي كولومبيا وكوستاريكا وتشيلي وكينيا وأوكرانيا وتايلاند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وفيتنام، وميركوسور، وماليزيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويتم التخطيط لإبرام 15 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة أخرى في المستقبل مع 15 دولة.

وأكد أن الإمارات تتمتع بميزة تنافسية في 9 قطاعات رئيسية في قطاع الخدمات الذي يعد أحد أسرع القطاعات نمواً في الاقتصاد العالمي، ويمثل ثلثي الناتج الاقتصادي العالمي، وهي: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتعليم، والخدمات المبنية، والخدمات المالية الإسلامية، والخدمات المالية، والسياحة الطبية، والاقتصاد الإبداعي، والخدمات اللوجستية، والسفر والسياحة.

وقال إن الإمارات خامس أكبر دول العالم في إعادة التصدير، حيث يساهم هذا القطاع بنسبة 6.6% في الناتج المحلي، ويوفر نحو مليون وظيفة، وتبلغ القيمة الإجمالية لقطاع التصدير 614.6 مليار درهم، ونسبة مساهمته في إجمالي التجارة غير النفطية للدولة 28% العام 2022.

وأكد أن المستهدف مضاعفة قطاع إعادة التصدير لترتفع قيمته المضافة في الناتج المحلي 3.5 ضعف التأثير الحالي، لتكون الزيادة المتوقعة في الوظائف 600 ألف وظيفة، وستركز الاستراتيجية المستهدفة لإعادة التصدير على قطاعات ومناطق جغرافية بتحديد الأسواق ذات الإمكانات العالية غير المستغلة، وأسواق ذات نمو مرتفع، ومراعاة الطلب العالمي على المنتجات الناشئة، والتركيز على فئات الصادرات الجديدة الناشئة والقطاعات الاستراتيجية للنمو بالدولة.

وأشار الزيودي إلى أهمية استضافة دولة الإمارات ورئاستها المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية عام 2024، والذي ستقوم خلاله بالمساهمة في قيادة الجهود الدولية لصياغة الحوار العالمي حول أبرز القضايا التجارية العالمية، بما يعزز كفاءة سلاسل التوريد العالمية، ويجعل نظام التجارة العالمي أكثر مرونة واستدامة وتحفيزاً على تحقيق التنمية الشاملة عالمياً.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات ثاني الزيودي الاقتصادیة الشاملة دولة الإمارات الناتج المحلی غیر النفطیة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

خلدون المبارك يبرز نموذج الإمارات في النمو الاقتصادي والتنوع

قال خلدون خليفة المبارك؛ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة للاستثمار الإماراتية، إن دولة الإمارات تبدو للعيان نموذجا واضحا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنمو في العام الجديد، حيث تجسد كيفية تحقيق التنمية الاقتصادية وتنويع الاقتصاد من قطاع واحد إلى اقتصاد متنوع ومتعدد المجالات.

جاء ذلك خلال مشاركة خلدون خليفة المبارك، في جلسة حوارية بعنوان: "آفاق تحقيق النمو في أوقات التحديات"، وذلك ضمن فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2025.

سلّط المبارك خلال حديثه الضوء على مسيرة التحول الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات لتصبح مثالاً للاقتصاد المتنوّع، مشيراً إلى دور القيادة الرشيدة التي تتمتع برؤية واضحة ومستقرة وخطة عمل محكمة أثبتت نجاحها على مدى السنوات، بالإضافة إلى العمل الدؤوب، والتركيز على الاستثمارات الاستراتيجية التي تترك أثراً إيجابياً، وتحقق عوائد مستدامة في القطاعات الحيوية والأسواق العالمية.

من ناحية أخرى، أشاد المبارك بمسيرة التحول التي شهدتها مبادلة لتصبح شركة استثمارية عالمية رائدة، وذلك خلال مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الأميركية، على هامش منتدى دافوس.

وقال "على مدى العقدين الماضيين، نمت قيمة أصولنا (مجموعة مبادلة) من 50 مليون دولار إلى ما يقارب 330 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024.

وأوضح أن هذا النمو يعكس التزامنا بالتركيز الاستراتيجي على التنويع الاقتصادي، والالتزام بالعمل الدؤوب، مما يعزز مكانتنا كشركة استثمار عالمي رائدة، تحقق عوائد تنافسية على أعلى المستويات.

واستعرض المبارك الجهود التي تبذلها مجموعة مبادلة في مجال الذكاء الاصطناعي والبنية الأساسية التي تدعم التكنولوجيا الناشئة، بما في ذلك مراكز البيانات وتصنيع الرقائق.

وتعد مبادلة مستثمراً مؤسساً في "ام جي اكس"، MGX، وهي شركة استثمارية في أبوظبي تركز على الذكاء الاصطناعي.

وشاركت المجموعة كذلك في أحدث جولة تمويلية لشركة "أوبن ايه آي" في أكتوبر، والتي جمعت 6.6 مليار دولار.

وفي الشهر ذاته أعلنت شركة "جي42"، G42، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتابعة لمجموعة مبادلة، عن شراكة مع "أوبن ايه آي" لتطوير الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والأسواق الإقليمية.

وفي العام الماضي استثمرت مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في G42، في صفقة ستسمح للأخيرة باستخدام خدمات مايكروسوفت السحابية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

وعبر المبارك عن تفاؤله بمستقبل الذكاء الاصطناعي وقدرة دولة الإمارات على تسخير استراتيجيتها الاستثمارية للاستفادة منه.

"يبدو إن الطلب سيكون مرتفعاً للغاية فيما يتعلق بتمكين هذه التكنولوجيا وهذا يعني تمكين الذكاء الاصطناعي من خلال توفير البنية الأساسية سواء كانت الطاقة أو النقل، وأيضاً تكنولوجيا الطاقة التي ستساعد في تغذية هذا الطلب الضخم، بجانب بناء مركز البيانات وتطوير الرقائق"، بحسب تصريحات خلدون خليفة المبارك.

كما أشار إلى أن آفاق مبادلة لهذا النوع من الاستثمارات لا يقتصر على عام واحد أو عامين بل يمتد إلى السنوات الخمس أو العشر أو العشرين المقبلة.

وشدد المبارك على أن النمو في هذا الطلب قوي للغاية وقادم بقوة حتى في حالة النظر إلى الأمر من منظور متحفظ، وقال: إن هذا هو ما يمنح مجموعته الكثير من الثقة في فرص هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • أرباح 39 مليار دولار .. تفاصيل مشروع القطار السريع في الإمارات
  • الإمارات تكشف مستجداتها حول مستقبل التجارة
  • الإمارات تجدد الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة
  • بحضور لطيفة بنت محمد.. توقيع شراكة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي لإنشاء وتطوير المنصة العالمية للابتكار التشريعي
  • بحضور لطيفة بنت محمد .. توقيع شراكة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي لإنشاء وتطوير المنصة العالمية للابتكار التشريعي(GRIP)
  • «دافوس 2025» .. الإمارات تستعرض جهودها في إعادة تشكيل مستقبل التجارة العالمية
  • الإمارات تكشف مستجداتها لإعادة تشكيل مستقبل التجارة العالمية
  • الإمارات تستقطب 30 مليار دولار استثمارات في العملات المشفرة خلال عامين
  • خلدون المبارك يبرز نموذج الإمارات في النمو الاقتصادي والتنوع
  • 14.4 مليار دولار إصدارات الصكوك في الإمارات خلال 2024