خبراء: حديث واشنطن عن هدن إنسانية محاولة لتحقيق أهداف غير إنسانية
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
يقول خبراء إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ليست جادة في مسألة إقرار هدن إنسانية في قطاع غزة وإنها تحاول شراء الوقت لصالح إسرائيل، في حين يقول آخرون إن واشنطن تحاول إيجاد طريقة لإدخال المساعدات وإخراج مزيد المحتجزين وتنفيس حالة الغضب العالمية المتزايدة دون الإخلال بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ففي حين طرحت الإدارة الأميركية مؤخرا فكرة إقرار هدن إنسانية لإدخال المساعدات العاجلة إلى غزة، عرض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تطبيق "فترات توقف تكتيكي"، في تأكيد جديد على عجز واشنطن في الضغط على تل أبيب حتى الآن، كما يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني.
فقد أكد العناني -خلال مشاركته في حلقة "غزة.. ماذا بعد؟"- أن الحرب الحالية على غزة أفرزت مصطلحات جديدة لم تكن معروفة في القاموس السياسي، ومنها "فترات التوقف التكتيكي" التي يطرحها نتنياهو، والتي تعني وقف الحرب لساعات متفرقة وغير محددة سلفا.
وبالتالي -يضيف العناني- فإن ما تطرحه الولايات المتحدة "ليس إلا محاولة شراء مزيد من الوقت لكي تتمكن تل أبيب من مواصلة حربها على غزة من جهة ومواجهة الضغط الداخلي والخارجي عليها من جهة أخرى".
كما أن واشنطن -ومن خلال هذه الأطروحات- تحاول التغطية على عجزها عن إقناع نتنياهو بوقف الحرب، بدليل أنه قصف مدارس ومستشفيات بينما كان بلينكن في تل أبيب، ما يعني أن إدارة بايدن لا زالت مختطفة من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يفعل ما يريد تحت غطاء سياسي وعسكري أميركي، حسب العناني.
أهداف الهدن الإنسانيةوتعليقا على مسألة الهدن الإنسانية، قال مايكل مولروي مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط، إن إدارة بايدن تحاول -من خلال هذه الهدن- إدخال المساعدات وإخراج مزيد من الأجانب والمحتجزين، لكنها في الوقت نفسه "لا تريد وقفا لإطلاق النار قبل القضاء على حماس، لأنه أمر لن تقبل به إسرائيل".
ويرى مولروي أن ما تريده واشنطن هو تحقيق تناسب بين أهداف إسرائيل والطريقة التي يحاول بها تحقيق هذه الأهداف، بحيث تمنح فرصة لمزيد من المدنيين كي يغادروا الشمال إلى جنوب غزة طلبا للأمن والمساعدات المحتملة.
على العكس من ذلك، يرى تشارلز دان -الدبلوماسي الأميركي السابق في إسرائيل وكبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط- أن الأمر أكثر تعقيدا من مجرد إدخال مساعدات أو إخراج محتجزين، وأنه يتعلق بالمصالح بعيدة المدى لكل طرف.
ويرى دان أن إسرائيل ليست معنية بمسألة الهدن أو وقف القتال، بينما الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد جراء تصاعد نبرة الرفض الشعبي الأميركي لما يحدث في غزة.
إلى جانب ذلك، فإن الإدارة الأميركية -برأي دان- تحاول احتواء الغضب الحاصل داخل وزارة الخارجية بسبب موقف واشنطن من الحرب، وأيضا حالة الغضب العالمية المتزايدة ضد ما تقوم به إسرائيل.
على الرغم من ذلك، يقول العناني إن إدارة بايدن بوضعها الحالي لن تتمكن من فرض أي طرح على نتنياهو بدليل أنه بدأ عملية برية قبل ساعات من تنفيذ صفقة تبادل محتجزين مدنيين، وقصف سيارات إسعاف كانت تقل جرحى في طريقهم إلى معبر رفح بناء على اتفاق شاركت في الولايات المتحدة، ما يعني أنه يمارس استخفافا كبيرا بهذه الإدارة، حسب تعبيره.
لكن الأمر ليس على هذا النحو -من وجهة نظر مولروي- لأن التأييد الدولي لإسرائيل بدأ يتراجع بعد مقتل أكثر من 10 آلاف مدني في غزة، فضلا عن أن الولايات المتحدة لا ترغب في إطالة أمد الحرب رغم صعوبة تحقيق الهدف.
بناء على ذلك، فإن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومدير المخابرات المركزية ويليام بيرنز"، يناقشان مع إسرائيل ودول المنطقة حاليا مسألة ما بعد انتهاء الحرب، برأي مولروي، الذي أكد أن الأمر لن يتم بسرعة.
متى توقف واشنطن القتال؟ومن هذا المنطلق، فإن مولروي يعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهات أعنف على الأرض، وربما تمد الولايات المتحدة إسرائيل بقنابل قادرة على الوصول لأعماق كبيرة من أجل ضرب حماس، من وجهة نظره.
وثمة خلاف آخر بشأن طبيعة الهدن التي تريدها واشنطن وتلك التي يطرحها نتنياهو، لأن واشنطن -كما يقول دان- تريد هدنا فعلية توفر إدخال مساعدات وبالتالي عليها مراقبة ما يقوم به نتنياهو، مضيفا "على الولايات المتحدة أن تفكر بمصالحها وأن تضع شروطا وفق مصالحها وليس وفق ما يريده نتنياهو".
لذلك، يعتقد دان أن بعض الأمور قد تدفع الولايات المتحدة لتغيير موقفها من إسرائيل ومن ذلك حدوث تغيير كبير في القتال على نحو يحدث كارثة كبرى، مضيفا "مثل هذا التطور قد يدفع واشنطن لوقف القتال واللجوء للدبلوماسية، لكننا لم نقترب من هذه النقطة حتى الآن".
وفيما يتعلق برؤية واشنطن لوقف الحرب، قال العناني إن واشنطن غير مقتنعة بواقعية هدف القضاء على حماس، لكنها تراهن على اصطياد قادة كبار من الحركة وخصوصا الزعيم العسكري يحيى السنوار، كنوع من الانتصار لنتنياهو، وعندها ربما تتحرك نحو وقف الحرب.
الرأي نفسه تقريبا ذهب إليه دان، بالقول إنه لا أحد يعرف النقطة التي يمكن عندها وقف الحرب حتى نتنياهو نفسه؛ لأن الحديث يدور عن سحق حماس مرة وعن استعادة المحتجزين مرة أخرى، فضلا عن أن إسرائيل لا تمتلك أي خطة لمستقبل غزة ولا تحقيق الأمن فيها وهذا خطأ كبير جدا، حسب تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل الآن.. مظاهرات أمام منزل نتنياهو والمعارضة تعلن الحرب على الحكومة (فيديو)
تشهد إسرائيل حالة من القلق الداخلي، وانتقادات واسعة تواجهها حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ هجمات 7 أكتوبر من العام الماضي، وبالتزامن مع مظاهرات ضد نتنياهو، ومحاولة الهجوم علي منزله، شن المعارضين هجمات واسعة ضده بضرورة تقديم الاستقالة.
مظاهرات ضد نتنياهوواندلعت احتجاجات واسعة النطاق في أنحاء إسرائيل، شارك فيها آلاف المتظاهرين من أهالي المحتجزين والمعارضين للحكومة، مطالبين بوقف الحرب على غزة، وإتمام صفقة لتبادل الأسري، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية.
هجوم على منزل نتنياهوشهد منزل نتنياهو في قيسارية حالة من الذعر، عقب تعرضه لهجوم بقنابل ضوئية، ما يُبرز فشلًا أمنيًا جديدًا مثيرًا للقلق، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية».
وأدت قنابل ضوئية أُلقيت بالقرب من منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية، إلى حالة من التأهب الأمني العالي.
وأشارت شرطة الاحتلال وجهاز الاستخبارات الداخلية إلى إن نتنياهو وأفراد عائلته، لم يكونوا موجودين في المنزل عند وقوع الحادث.
Israeli Prime Minister Netanyahu's house in Caesarea was hit by flares. pic.twitter.com/TmBy7eG4rp
— DD Geopolitics (@DD_Geopolitics) November 16, 2024وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنباءً عن إطلاق قنابل ضوئية باتجاه منزل نتنياهو من البحر، لكن التحقيقات جارية وجرى اعتقال 3 أشخاص، وأشارت الصحيفة إلى أن أجد المشتبه بهم هو ضابط احتياط رفيع في جيش الاحتلال.
زعماء المعارضة يطالبون باستقالة حكومة نتنياهووطالب كل من زعيم المعارضة يائير لابيد، وزعيم حزب «الوحدة الوطنية» بيني غانتس باستقالة الحكومة، كما دعا لابيد وجانتس وزير العدل ياريف ليفين إلى الاستقالة.
ودعا يائير لابيد حكومة نتنياهو إلى الاستقالة، متهمًا إياها بـ«أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل»، كما طالب باستقالة وزير العدل ياريف ليفين، محذرًا من أن خطته المثيرة للجدل لإصلاح القضاء ستقوض الديمقراطية الإسرائيلية.
واعتبر لابيد أنّ دور ليفين في فشل 7 أكتوبر يجعله غير مؤهل للحديث عن الإصلاح القضائي، وطالبه بالاستقالة والعودة إلى المنزل.
وانتقد زعيم الوحدة الوطنية بيني جانتس، دعوة وزير العدل ياريف ليفين للحكومة لاستئناف برنامج الإصلاح القضائي المثير للجدل، وحذّر من أنّ آخر مرة تمت فيها محاولة العملية «جلبت كارثة لدولة إسرائيل».
وألقى جانتس بالمسؤولية على ليفين في الكارثة التي حلت بإسرائيل، مُشيرًا إلى أنّ إصلاحاته القضائية أدت إلى انقسامات عميقة ساهمت في وقوع أحداث 7 أكتوبر.