بوابة الوفد:
2024-09-17@01:23:36 GMT

القمم العربية 77 عامًا بين الشجب والاستنكار

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

القمم العربية ربما كانت الأعجب على مستوى التاريخ وقراراتها دائما بين الدعوة والتأكيد وما بينهما الشجب والاستنكار، والجملة الأشهر «نتابع بمزيد من القلق».

ومنذ انطلاق القمة العربية الأولى وحتى القمة المرتقبة السبت المقبل فى الرياض، تبقى القضية الفلسطينية هى صاحبة الاهتمام الأول لدول رفعت العروبة شعار «أقوال لا أفعال» على أسنة الخلافات والتربيطات والأجندات الخارجية.

وكان الاجتماع الأول عام 1946 بدعوة من الملك فاروق الأول ليشهد العرب والعالم أول قمة عربية بحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة، وهى مصر والأردن والسعودية واليمن والعراق ولبنان وسوريا.

وخرجت القمة الأولى بالعديد من القرارات أهمها مساندة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، والتأكيد أن القضية الفلسطينية هى قلب القضايا القومية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وغيرها من القرارات الهامة التى تقبلتها الشعوب العربية المتعطشة إلى الحرية بنوع من الثورية كخطوة أولى فى طريق التحقق.

وخلال تلك المدة التى بلغت 77 عامًا وحتى يومنا هذا ظهرت دول وتفككت أخرى على مستوى العالم وظهرت تكتلات وقوى وتغيرت الخريطة الدولية على وتيرة متسارعة نرصد خلالها مسيرة الجامعة العربية، حيث عقد القادة والملوك والرؤساء العرب على مدار هذا التاريخ 46 قمة، منها 31 عادية، و15 طارئة.

ما يهمنا فى هذه القمم وسنكتفى بالإشارة إليه، هو مسار القضية الفلسطينية على مائدة الجامعة العربية، لنرصد الأشهر منها:

القمة العربية الثانية عقدت بعد 10 سنوات كاملة فى عام 1956 بدعوة من الرئيس اللبنانى كمبل شمعون، لبحث أثر الاعتداء الثلاثى على مصر وقطاع غزة.

القمة العربية الثالثة وجاءت بعد 6 سنوات عام 1964 بدعوة من الرئيس جمال عبدالناصر وتم خلالها دعوة دول العالم والشعوب للوقوف بجانب الأمة العربية لدفع العدوان الإسرائيلى.

القمة الرابعة وعقدت فى نفس العام بقصر المنتزه فى الإسكندرية بحضور 14 قائدًا عربيًا ودعت إلى الترحيب بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وتوالت القمم العربية فى الدار البيضاء عام 1956 وبحثت قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، قمة الخرطوم عام 1967، وخرجت باللاءات الثلاث الشهيرة: لا صلح ولا تفاوض مع إسرائيل ولا اعتراف بها، وارتفع تمثيل الدول العربية فى قمة الجزائر عام 1973 بدعوة من مصر وسوريا بعد الحرب ووضعت شرطين للسلام مع إسرائيل هما انسحابها من جميع الأراضى المحتلة واستعادة حقوق الشعب الفلسطينى كاملة.

ودعت قمة الرباط عام 1974 إلى التحرير الكامل لكل الأراضى المحتلة عام 1967 وحذرت من موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين وخطورتها على الأمن القومى العربى، كما دعت قمة الجزائر عام 1988 إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وقرر المشاركون فى قمة الأقصى 2000 بالقاهرة إنشاء صندوق انتفاضة الأقصى برأسمال 200 مليون دولار لدعم أسر الشهداء وإنشاء صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطينى.

وتعهدت قمة عمان 2001 بدعم صمود الشعب الفلسطينى، وأكد المشاركون تمسكهم بقطع العلاقات مع الدول التى تنقل سفاراتها إلى القدس.

وطالبت قمة بيروت 2002 إسرائيل بإعادة النظر فى سياستها وأن تجنح للسلام.

وتمسكت قمة تونس 2004 بضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية بحدود 1967.

وأعربت قمة الكويت 2014 عن رفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مع تمسكها بإقامة دولة فلسطينية.

وشددت قمة الأردن 2017 على مطالبة دول العالم بعدم نقل سفارتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وأكدت القمة العربية الأخيرة التى عقدة فى جدة خلال شهر مايو الماضى على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية.

باختصار.. هناك ملاحظة مهمة من هذا السرد المهم لدور الجامعة العربية فى مناصرة قضايا وحقوق الدول الأعضاء، تستدعى التوقف والانتباه لمعرفة مصير نهاية الشجب والتنديد وضبط النفس وهو أن القمة الأولى فى العام 1946 كانت تدعو إلى وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين وبعدها بـ77 عامًا كاملة من البحث والتخبط ستكون أولى قرارات القمة الطارئة بعد أيام هى وقف تهجير الفلسطينيين ونزوحهم من بلادهم والتصدى لهذا المخطط الصهيونى بقوة لأنه يهدف إلى تصفية الدولة الفلسطينية.

هذه الحالة لجامعة الدول العربية عكست حال العرب منذ تأسيس جامعتهم الفعلى عام 1945 فى القاهرة بعضوية 7 دول حتى وصلت إلى 22 دولة عضو العام الماضى 2022 لتحكى قصة أمة أقوالها أكثر من أفعالها وخلافاتها تسود فوق مخاطرها، لتشهد خارطة الوطن العربى تهلهلًا وثقوبًا ودولًا تتفتت وأخرى تتقسم وصراعات تهدد الكيان العربى تقف أمامه الجامعة عاجزة عن القيام بدورها المنشود.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار قطاع غزة مصر الرئيس جمال عبدالناصر الجامعة العربية الشعب الفلسطيني الامن القومي العربي القضیة الفلسطینیة القمة العربیة بدعوة من

إقرأ أيضاً:

وزير الري: تأثيرات سلبية تواجه مصر والمنطقة العربية في مجال تغير المناخ

أكد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري أن مصر والمنطقة العربية تواجهان تأثيرات سلبية واضحة لتغير المناخ مثلما حدث في مدينة درنة بليبيا في عام 2023 والتي أدت لوفاة وفقدان وتشريد عشرات الآلاف، والتأثير سلباً على حياة 1.5 مليون مواطن في ليبيا يمثلون 22 في المائة من السكان، وتدمير 18500 وحدة سكنية وخسائر مالية تقدر بحوالي 1.8 مليار دولار.

جاء ذلك في كلمة لوزير الري خلال مشاركته في جلسة «السلام وتغير المناخ والأمن المائي في المنطقة العربية»، والمنعقدة ضمن فعاليات «المنتدى العربي السادس للمياه» في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وتواجه مصر التغيرات المناخية من خلال مشروعات الحماية من أخطار السيول وحصاد مياه الأمطار بإجمالي 1631 منشأ تم تنفيذها خلال السنوات العشرة الماضية، وتنفيذ مشروعات لحماية الشواطئ المصرية سواء باستخدام الطرق التقليدية أو بالاعتماد على الطرق الطبيعية الصديقة للبيئة.

واستعرض موقف المياه في مصر وما تواجهه من تحديات ناتجة عن الزيادة السكانية ومحدودية الموارد المائية وتغير المناخ، وهو ما انعكس على تراجع نصيب الفرد من المياه ليقترب من 500 متر مكعب سنوياً والذي يمثل نصف قيمة خط الفقر المائي، وأمام هذه التحديات قامت مصر بتنفيذ العديد من المشروعات وانتهاج السياسات التي تزيد من مرونة المنظومة المائية في التعامل مع تغير المناخ، مثل تنفيذ مشروعات كبرى لمعالجة وإعادة استخدام المياه، وتأهيل المنشآت المائية و دراسة التحكم الآلي في تشغيلها، ودراسة تأهيل الترع بمواد صديقة للبيئة، والتوسع في مشروعات الري الحديث مع استخدام الطاقة الشمسية لترشيد استخدام المياه و زيادة الإنتاجية المحصولية.

وخلال الجلسة، استعرض الوزير ملف السد الإثيوبي ورؤية الدولة المصرية للتعامل مع هذا الملف، وعرض تاريخ المفاوضات التي تمت بين مصر والسودان وإثيوبيا بهذا الشأن، وخطورة التصرفات الإثيوبية الأحادية والتي تتسبب في حدوث تخبط كبير في منظومة إدارة المياه بنظام النهر وارتباك في منظومة إدارة السدود.

وأشار إلى أهم المبادئ الواجب توافرها في منظمات أحواض الأنهار التعاونية وعلى رأسها الشمولية بحيث تضم المنظمة في عضويتها كافة الدول المتشاطئة على النهر، مع وجود إطار قانوني يضمن الالتزام التام من كافة الأطراف بمبادئ القانون الدولي (الإخطار المسبق - الالتزام بعدم التسبب في ضرر كبير) لضمان تحقيق مصالح وحقوق دول المنابع و دول المصب، والالتزام بالتعاون وحل أي خلافات وتوترات وصراعات، مع ضرورة أن تكون القرارات التي تصدر عن المنظمة بإجماع كافة الدول وليس بالأغلبية بما يحقق التوافق بين كافة الدول حيث تخاطر المؤسسات التي تقودها الأغلبية بإهمال مصالح الدول الأخرى وتعزيز الانقسام بدلاً من التعاون، مع ضرورة ضمان الشفافية وتبادل المعلومات عند تنفيذ مشاريع وخطط لتنمية الموارد المائية بدول المنابع واتباع مبادئ القانون الدولي، بما يحقق بناء الثقة بين الدول المتشاطئة ويحد من احتمالات الصراع على الموارد المائية، مع وضع آلية واضحة لضمان امتثال الدول بمنهجية التعاون المنشودة، وأن يكون تمويل هذه المنظمات ذاتيا من الدول أعضاء المنظمة وبما يضمن استقلاليتها في اتخاذ القرار، مشيراً لعدد من نماذج التعاون الناجحة على أحواض الأنهار المشتركة مثل اللجنة الدولية لحماية نهر الراين ICPR، وهيئة تنمية حوض نهر السنغال (OMVS)، ولجنة نهر زامبيزي.

واستعرض الدكتور سويلم أيضا النهج التعاوني الذي تتبعه مصر لتعزيز التعاون مع دول حوض النيل بتنفيذ مشروعات لخدمة المواطنين بهذه الدول مثل إنشاء آبار جوفية تعمل بالطاقة الشمسية لأغراض الشرب، وخزانات أرضية ومراس نهرية، ومشروعات لمكافحة الحشائش، وإنشاء مركز للتنبؤ بالفيضان بالكونغو الديموقراطية ومركز لنوعية المياه بجنوب السودان، وتبادل الزيارات والأبحاث التطبيقية وتنفيذ دراسات فنية للإدارة المتكاملة للموارد المائية بدول حوض النيل، بالإضافة لتدريب وبناء القدرات لعدد 1650 متدربا من 52 دولة إفريقية.

وأكد أن مصر تدرك دورها المحوري في دعم التنمية في دول حوض النيل وبالتالي فإن مصر ملتزمة بتعزيز التعاون وتحقيق التقدم في جميع دول حوض النيل باعتباره أحد الركائز الأساسية لسياسة مصر المائية، والتزام مصر بتوفير الخبرة الفنية والدعم المالي لمختلف المشروعات التي تخدم المواطنين بدول حوض النيل من خلال إجراءات عملية تحقق الرفاهية والازدهار للجميع وتساعد الدول الأفريقية على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستدامة البيئية للموارد المائية في الحوض ودعم الاستخدام الفعال لموارد النهر لتحقيق التنمية الاقتصادية.

اقرأ أيضاًوزير الري من أبوظبي: نهر النيل هو حياة المصريين ولا بديل له على وجه الأرض

مقالات مشابهة

  • القمة الأممية للمستقبل.. ملامح وتحديات
  • وزير الري: تأثيرات سلبية تواجه مصر والمنطقة العربية في مجال تغير المناخ
  • لافروف: روسيا تعمل على إحياء العلاقات السورية مع الدول العربية
  • أمين الجامعة العربية يُهنئ «تبون» على انتخابه لفترة رئاسية جديدة
  • قاليباف يؤكد على أهمية وحدة المسلمين في دعم القضية الفلسطينية
  • الإمارات.. "خلوة السفراء" تجمع 100 دبلوماسي لتصميم حكومات المستقبل
  • حكومة غزة تحذر من كارثة وتوجه مناشدة عاجلة الدول العربية
  • رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة: هناك زخم قوي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: هناك زخما قويا للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • دبلوماسي أميركي يحذر هذه الدول العربية من نوايا اسرائيل لاحتلالها