فلسطين أرض الصراع بين الحق والباطل!
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
فلسطين قضية تربت عليها كل الأجيال وهى أرض الأنبياء والشهداء والمقاومة والصمود والصراع المستمر بين الحق والباطل. تشتهر فلسطين بتاريخها وتعدد الثقافات التى عاشت فيها. موقع فلسطين يعطيها أهمية استراتيجية فريدة، إذ تقع فى الجزء الجنوبى الشرقى من البحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الشمال لبنان وسوريا، ومن الشرق الأردن، ومن الجنوب البحر الأحمر ومصر، ومن الغرب البحر المتوسط.
أرض فلسطين هى مهد الديانات السماوية، اليهودية والمسيحية، ومسرى النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- ومعراجه إلى السماء. تعرضت فلسطين لسلسلة من الغزوات التى نفذتها قبائل الكريتيين المستوطنة على شواطئ يافا وغزة، حتى سميت تلك المنطقة فلسطين، باسم القبيلة الكريتية الغازية التى اندمجت مع الكنعانيين، سكان البلاد الأصليين، أعطى اسم فلسطين لجميع الأراضى الساحلية والداخلية التى كان الكنعانيون يسكنونها، ومع الوقت انتشر هذا الاسم، وأصبح سكان البلاد كاملة كنعانيين عرباً.
فى عام 633 هجرية، أمر الخليفة أبوبكر الصديق بإرسال عدة جيوش إلى بلاد الشام لفتحها، وكان قادتها عمرو بن العاص، ويزيد بن أبى سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبوعبيدة بن الجراح. وفى عام 634، حقق يزيد انتصاراً كبيراً فى معركة وادى عربة، جنوب البحر الميت، وواصل حتى لحق بهم إلى غزة. فى نفس العام، انتصر عمرو بن العاص فى معركة أجنادين ضد الرومان واستولى على نخل وبيسان واللدويانا. بعد تولى ثيو دورس، أخو الإمبراطور هرقليس قيادة الجيش الرومانى، أمر الخليفة أبوبكر الصديق القائد خالد بن الوليد بالتوجه من العراق إلى فلسطين، عندما تولى الخليفة عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة الخليفة أبوبكر، أمر بمواصلة القتال فى فلسطين لاستمرار معارك الفتح، جمع خالد بن الوليد الجيوش الإسلامية فى جيش واحد فى معركة اليرموك، وكانت نتيجة المعركة تشكل نصراً عظيماً للمسلمين عندما تمكن المسلمون من طرد الجيوش الرومانية من فلسطين.
بعد ذلك، طلب البطريرك صوفرونيوس، من الخليفة عمر بن الخطاب، أن يدير شئون القدس بنفسه «المعروفة حينها بإيليا»، قدم عمر وأصدر ميثاقاً للمسيحيين يكفل حرية ممارسة ديانتهم والحفاظ على كنائسهم وصلبانهم.
خلال العصر الأموى «661 - 750» كانت فلسطين تتبع حكم دمشق فى عهد سليمان بن عبدالملك. ومن بين المعالم المهمة فى تلك الفترة كان بناء القبة المشرقة فى المكان الذى عرج منه النبى «صلى الله عليه وسلم» إلى السماء، ومدينة الرملة التى بنى فيها سليمان بن عبدالملك المسجد الأبيض.
بعد انقضاء العصر الأموى، أصبحت فلسطين تابعة للدولة العباسية «750 - 1258»، وزارها الخليفتان «المأمون» و«المهدى»، فى القرن الثالث للهجرة نظراً لضعف سلطة الدولة العباسية على بعض مناطق فلسطين، سيطر الطولونيون على لبنان وسوريا ومصر وفلسطين، وحصنوا ميناء عكا. وشهد القرن الرابع للهجرة اضطرابات سياسية نتيجة غزو القرامطة بلاد الشام واحتلالهم فلسطين، ومن ثم حكمت المناطق المختلفة فى فلسطين حكومات متعددة من الإخشيديين والسلاجقة والفاطمية.
وتمر الأزمة، ويجوز للظلم على فلسطين، حيث فى عام 1948، استباحت العصابات الصهيونية دماء الفلسطينيين، فارتكبت بحقهم أبشع المجازر حتى تهجرهم من أرض أبنائهم وأجدادهم، وكانت نتيجة هذه المجازر تهجير ما يربو عن 750 ألف فلسطينى ليصبحوا لاجئين فى شتى بقاع الأرض، ومن ذلك الحين وحتى اليوم تخضع فلسطين لاحتلال وحشى استيطانى عنصرى لم يشهد له التاريخ مثيلاً، وأمام هذا الاحتلال، وجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين للدفاع عن أنفسهم وممارسة حقهم الطبيعى فى مقاومة الاحتلال، وهو حق كفلته جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية، فخاض الشعب الفلسطينى الثورة تلو الثورة، والانتفاضة تلو الانتفاضة، ورغم المجازر التى يتعرض لها الفلسطينيون على يد الاحتلال الإسرائيلى فى غزة، ما زالوا يتطلعون لإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني حكاية وطن أرض فلسطين
إقرأ أيضاً:
عبد الساتر احتفل بقداس على نيّة الإعلاميين: دافعوا عن المظلوم وعن الحقّ
احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، في إطار السنة اليوبيليَّة ٢٠٢٥ - حجّاج الرجاء ولمناسبة يوبيل عالم التواصل والإعلام، بالقدّاس الإلهي على نيّة الإعلاميين والعاملين في مجالَي التواصل والإعلام، في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في بيروت، عاونه فيه النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح ومسؤول دائرة التواصل في الأبرشيّة الخوري مروان عاقوري، بمشاركة منسق لجنة اليوبيل في الأبرشيّة الخوري شربل شدياق وأعضائها، مدير إذاعة صوت الإنجيل الخوري أغسطينوس الحلو، مدير راديو ماريا الخوري فادي شكّور، ولفيف من الكهنة، وبحضور وزير الإعلام المهندس زياد المكاري، الوزيرة السابقة الإعلاميّة مي شدياق، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي، ورئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، حشد من المدراء ورؤساء التحرير والاعلاميين والاعلاميات والصحافيين والصحافيات والمصوّرين والتقنيّين والعاملين في المؤسسات الإعلاميّة المرئية والمسموعة والمكتوبة والمواقع الالكترونيّة، ومسؤولي الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في رعايا الأبرشيّة ومؤسّساتِها.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: "جميلٌ أن يجتمعَ الإخوةُ والأخواتُ معًا في مَسكِنِ الله ليرفعوا التسابيحَ والشكرانَ للآبِ الذي يريدُ خلاصَ الإنسانِ ويغمرُه برحمتِه وحنانِه منذ هذه الدنيا، وللابنِ الذي خلّصنا بتجسدِه وموتِه وقيامتهِ من كلِّ موتٍ وأعطانا الحياةَ الأبديَّةَ، وللروحِ الذي يعملُ فينا كلَّ يومٍ حتى يصيرَ اللهُ الكلَّ فينا وحتى نبلغَ مِلءَ قامةِ المسيحِ".
أضاف: "أشكرُ لكم مشاركتَكم في هذا المساءِ في الاحتفالِ بهذا القداسِ والذي يأتي في سياقِ احتفالاتِ أبرشيةِ بيروتَ المارونيةِ بالسنةِ اليوبيليةِ التي أرادَها قداسةُ البابا فرنسيس تحتَ عنوانِ "حجّاج الرجاء". ففي هذه السنةِ نعيشُ الرجاءَ الذي أساسُه محبّةُ اللهِ الآبِ لكلِّ الناسِ والانتصار على الموتِ الأبدي الذي حقَّقَه الله الابنُ والذي هو حقيقةٌ في حياتِنا بفعلِ اللهِ الروح. نحن نرجو ولا يَخيبُ رجاؤنا لأنّنا نعيشُ منذُ الآنَ مع اللهِ ولا سلطانَ للموتِ علينا ولأنّ حياتَنا لا تنتهي إلّا في قلبِ اللهِ. وفي هذهِ السنةِ اليوبيليّة أيضًا نغفرُ كما يُغفَرُ لنا ونُطعِمُ كما نُطعَمُ ونتركُ للآخرِ دَينَه لأنَّ كلَّ ما لنا هو هبةٌ من اللهِ ونُعيدُ الأرضَ التي اقتنَيناها لأصحابِها لأنَّ المُلكَ للهِ وحدَه، ونُريحُ الأرضَ في هذه السنة اليوبيليَّة فلا نَفلحُ ولا نزرعُ لنتذكرَ أنَّ اللهَ قادرٌ على العنايةِ بأولادِه ونرتاحُ لنحطِّمَ إلهَ العملِ والمالِ الذي على مذبَحِه نُضحي بحياتِنا وبخيرِ عائلاتِنا والإنسانِ والحيوانِ والبيئةِ التي نعيش فيها".
وأردف: "إخوتي وأخواتي الإعلاميين والإعلاميات والعاملين والعاملات في مجالِ التواصلِ، إنني أشكركُم على ما تبذلونَ من جهودٍ وتضحياتٍ وحتى ذاتَكم أحيانًا لتوصلوا الخبرَ اليقينَ وتُظهروا الحقيقةَ وتؤمِّنوا التواصلَ بين الناسِ. أنتم تُدركونَ حتمًا تأثيرَ كلمتكم في القلوب والعقولِ. لذلك إنني أدعوكم في هذا المساء لتكونوا أيضًا "حجاج رجاء". إنني أدعوكم إلى أن تنهلوا من معين رجائنا المسيحي، بالصلاة والتأمل في عمل الله الخلاصي وكلمته، وتنقلوا هذا الرجاء لمن حولكم من عائلة وزملاء عمل وزميلات ومن مواطنين ومواطنات ومن مؤمنين ومؤمنات فيدخل السلام قلوبهم ويعمّ الفرح الحقيقي حياتهم. فليكن كلامكم وخبركم كلّه لأجل بنيان الآخر إنسانيًّا وروحيًا من دون المساس بكرامة إنسانيَّته هو الذي خُلق على صورة الله ومثاله. إسعوا خلف الحقيقة وليس خلف السبق الصحفي. إكشفوا الفساد بقصد الإصلاح وليس بقصد التشهير. دافعوا عن الضعيف أطفلًا كان أم امرأة أم عجوزًا. إرفعوا صوتكم ضدَّ التعصّب والانعزالية وكلَّ أنواع القمع ليبقى لبنان بلد الانفتاح وتلاقي الحضارات والأديان وبلد الحريات. إعملوا دومًا بالمبادىء التي على أساسها اخترتم أن تكرّسوا حياتكم لهذه الرسالة وليس المهنة، مع ما تتطلبه من تضحيات. دافعوا عن المظلوم وعن الحق من دون كلل ومن دون أن تحسبوا حسابًا لردات فعل الظالمين والمتسلّطين وأسياد هذا العالم".
وختم عبد الساتر: "هنيئًا لكم رسالتكم وهنيئًا لكم هذه السنة اليوبيليّة وهنيئًا لكم حضور الربّ يسوع في حياتكم. لأجلكم سأصلّي دومًا ليحفظكم الربّ من كلِّ سوء في الروح والجسد لتبقوا "علامات رجاء" في عالم يزيد قساوة ووحشة ويأسًا. سأصلّي أيضًا على نيّة رفاقكم ورفيقاتكم الذين أصيبوا أو ستشهدوا أثناء إيصالهم الحقيقة. عزّى الربّ أهل الشهداء وعافى المصابين. آمين".
وبعد القدّاس الذي خدمته جوقة كنيسة القدّيسة ريتا - سنّ الفيل، انتقل الجميع إلى صالون الكاتدرائية حيث كان لقاء أخوي جمع الإعلاميّين والعاملين في مجالَي التواصل والإعلام حول المطران عبد الساتر.