بوابة الوفد:
2025-02-05@08:34:06 GMT

حوار آخر مع إبليس «3»

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

ألم ترتوِ بعد من كل تلك الدماء الذكية للأطفال الأبرياء والنساء وكل المدنيين العزل؟، ألم تكتفِ نيرانك من الحرائق الوحشية التى التهمت البيوت والأجساد بقنابل أعوانك وكهنة عهدك الملعون؟ ألن تأمرهم بوقف المحرقة فى غزة، وتوجه أتون شرورك وحقدك إلى هؤلاء الذين يعيثون فى الأرض فسادًا ويريدونها عوجًا وظلمًا وظلامًا؟

صرخت بكلماتى فى وجهه اللعين وهو يرقص على نزيف كلماتى البائسة اليائسة، وقال فى زهو: دعك من تلك الإنسانية التى لم يعد لها وجود فى عالم المصالح، دعك من تلك الأحزان التى لا توقف حربًا أو تحبط مخططًا عسكريًا للاحتلال، ولا مخططًا أمريكيا أصبح فى المنال، ودعينى أكمل لك بأن أمريكا لا تدعم تلك الحرب الآن لأجل عيون إسرائيل، ولا لأجل «كيبوت» رؤوسهم السوداء، وسبق وأشرت لخطة أمريكا من أجل إفشال مشروع طريق الحرير الأخضر للتنين الصينى، وفيه تعد مصر إحدى الدول الهامة التى يشملها المشروع، وتفجير حرب بالمنطقة سيطيح بالمشروع وبعشرات المليارات التى أنفقتها الصين حتى الآن.

أمريكا لن تسمح بسهولة للتواجد الصينى بقوة فى الشرق الأوسط عبر هذا المشروع الذى سيعزز علاقاتها مع الدول العربية والخليجية اقتصاديًا، بما فى ذلك تحقيق الأمن عن طريق التنمية والاستثمار فى البنية التحتية المادية والرقمية، وبالتالى إزاحة أمريكا من مواقعها فى تلك الدول.

وإذا كان موقع السعودية الجيوسياسى يلعب دورًا كبيرًا فى تمكين الصين من الوصول إلى أوروبا وأفريقيا عبر إيران والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر، فمن مصلحة أمريكا الدفع بابنتها إسرائيل لتخريب الأمن والاستقرار بالمنطقة، والسعى لخلخلة ثوابت العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات، وهو ما سينعكس بالسلب والتعطيل والخسائر بالمليارات على المشروع الصينى.

ولا يمكن لعاقل مُدرك لسياسة المصالح وتصارع موازين القوى فى العالم أن يتصور أن أمريكا ستقف مكتوفة الأيدى حتى تنفذ الصين كامل مشروعها لتتأمل مثلًا تعاون الصين مع السعودية فى برنامج الصواريخ البالستية وصناعة الطائرات المسلحة دون طيار، أو محاولة قيام الصين ببناء قاعدة عسكرية فى أبو ظبى، لأنها تدرك ببساطة أن طريق الحرير للتنمية سيحشد الحلفاء حول الصين، وسيرون فيها الشريك الأمنى الأكثر التزامًا، وأقل تدخلًا فى شئونهم مقارنة بأمريكا. 

خلاصة القول أن إشعال المنطقة بالحرب، وإثارة القلاقل وعدم الاستقرار هو ضربة موجعة لمشروع الطريق الحرير، وسيؤجل خطوات كثيرة من التقدم إلى الأمام.

واستطرد إبليس وهو يقول فى استعراض السياسى العارف ببواطن الأمور.. بل بكل الشرور: وسأزيدك من الشعر بيتًا، هل يمكن إنكار مساعى أوروبا لتنفيذ مشروع الممر الهندى الأوروبى الاقتصادى لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصينى، وهو الممر الذى قال عنه رئيس الوزراء الهندى فى قمة مجموعة العشرين الأخيرة، إنه سيصبح أساس التجارة العالمية لمئات السنين القادمة.

فى حين سعت أمريكا حثيثًا إلى تطوير علاقتها مع السعودية ومحاولة استقطابها بعيدًا عن التنين الصينى، بعد أن كانت علاقتهما فاترة منذ أن تعهد الرئيس الأمريكى «بايدن» فى بداية ولايته بجعل السعودية دولة منبوذة على مستوى العالم، والاستقطاب الأمريكى للسعودية لن يجعل طريق الصين ممهدًا لديها وهى التى تعد جسرها فى خطة طريق الحرير إلى أوروبا وإيران ودول أخرى كما هو شأنها مع مصر، أى ما يحدث فى المنطقة من توتر، بجانب أن اضطراب العلاقات بين الدول العربية والخليجية، يصب فى مصلحة أمريكا ويهدد مشروع الصين.

صحت وقد ضقت ذرعًا به رغم حقيقة ما يقوله: وهل إسرائيل من الغباء لكى تنفذ حربًا بالوكالة عن أمريكا من أجل إفشال المشروع الصيني؟

نظرا إلى ساخرًا وهتف: يا للبلاهة، وهل يخفى على أحد أن المصلحة الأمريكية الإسرائيلية فيما يحدث مشتركة وإن تعددت الأهداف، فأحد أهداف إسرائيل هو تقسيم قطاع غزة لـ3 أقسام، وللحديث بقية..

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الامريكى حوار آخر مع إبليس 3 فكرية أحمد قطاع غزة طریق الحریر

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات: إطار تنظيمى متوازن لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعى

أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هناك حراك وتحول غير مسبوق فى دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الساحة الدولية خلال العامين الماضيين حيث بات يعيد تشكيل الاقتصادات ويحدث ثورة فى الصناعات ويغير المجتمعات بصورة مطردة؛ مشيرا إلى أن التكنولوجيات البازغة مثل الذكاء الاصطناعى وسلاسل الكتل والحوسبة الكمومية وإنترنت الأشياء لم تعد وعودا مستقبلية بل أضحت القوى الدافعة للعالم اليوم سياسياً واقتصادياً  واجتماعياً، وتتداخل مع مختلف القطاعات بما فى ذلك الزراعة والصحة والتعليم والقطاع المصرفى وغيرها. 
جاء ذلك فى كلمة الدكتور  عمرو طلعت فى الجلسة الافتتاحية لدائرة الحوار العربية حول "الذكاء الاصطناعى فى العالم العربى تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية" التى تنعقد على مدار يومين تحت رعاية ورئاسة أحمد أبو الغيط الأمين العام الجامعة الدول العربية ورئيس لجنة التنسيق العليا للعمل العربى المشترك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية؛ بحضور الدكتور  إسماعيل عبد الغفار رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والدكتور عبد المجيد عبدالله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومحمد اليماحى رئيس البرلمان العربى. 
وأعرب الدكتور عمرو طلعت عن سعادته بالتواجد فى هذا المحفل العلمى المتميز فى رحاب جامعة الدول العربية التى تزخر بتاريخ حافل من التعاون السياسى والاقتصادى والاجتماعى وكذلك التكنولوجى الذى أصبح ركنا كينا فى القضايا التى تعيد تشكيل العالم وتمثل أولوية فى ملفات التعاون العربى المشترك؛ مثمنا على مبادرة عقد "دائرة الحوار العربى حول الذكاء الاصناعى فى العالم العربى" والتى تأتى بالتزامن مع الاحتفاء بمرور ثمانين عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية حيث توفر منصة فريدة للتفاعل البناء وتبادل المعرفة بهدف صياغة رؤى مشتركة واستراتيجيات مستقبلية تعكس محورية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كممكن فاعل لكافة القطاعات فى الدول العربية.
وأوضح طلعت أن التطورات التكنولوجية أدخلت تحديات جديدة على الحكومات عالميا، من المنافسة الجيوسياسية فى السباق الرقمى إزاء الريادة فى قضايا الذكاء الاصطناعى وسد الفجوة الرقمية ودرء المخاطر السيبرانية بما يستوجب على الدول العربية التصدى لهذه التحديات برؤية موحدة تضمن حضورا دوليًا فاعلا يُعبر عن إرادة الشعوب العربية  ويُعرب عن تطلعات الحكومات العربية؛ مؤكدا أن هذا المحفل يأتى تأكيداً لدور جامعة الدول العربية البناء كمنارة  لتبادل الرؤى حول القضايا الأهم للشعوب العربية وفاعلاً رئيسياً فى تبنى استراتيجيات موحدة حول التكنولوجيات البازغة وبناء الوعى الجمعى للشعوب العربية بشأنها. 
وأشار طلعت إلى رئاسة مصر للدورة الثامنة والعشرين لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات  والمكتب التنفيذى للعامين القادمين؛ موضحا أن المجلس أقر خلال اجتماع الدورة الثامنة والعشرين فى يناير 2025 "الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي" التى تهدف إلى الارتقاء بالأداء الحكومى والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين وتحقيق الريادة للدول العربية فى مجال الإبداع الرقمى والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى رفع الوعى العام بهذه التكنولوجيا وتشجيع البحث والتطوير فى التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات وجذب الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية اللازمة لذلك؛ مضيفا أنه رغم التأثير الكبير للذكاء الاصطناعى التنموى إلا أن استخدامه الآمن الأخلاقى الفعّال ليس بهين ويُلزم بوضع إطار تنظيمى وسياج حوکمی متوازن لحماية الشعوب العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعى السيبرانية والأخلاقية دون تقييد للإبداع الرقمى. 
ولفت طلعت إلى المبادرة المصرية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بحتمية المضى قدماً نحو الانتهاء من صياغة الميثاق العربى الأخلاقيات الذكاء الاصطناعى والذى سيكون بمثابة نبراساً للدول العربية فى مسيرة تحقيق هذا التوازن المرجو بين تحفيز الابتكار والاستخدام الآمن المسئول وبين ضمان الشفافية وإرساء مبادئ المسائلة فى تصميم ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعى بما يعكس المعتقدات والأولويات والثقافة والرؤية العربية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي؛ مشيرا إلى توافق مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات على وضع إطار عربى موحد لبناء القدرات البشرية وتنمية الوعى العام إزاء القضايا الخاصة بالذكاء الاصطناعى ودعم الشركات الناشئة العربية فى هذا المجال الحيوى فضلاً عن تعزيز الشراكات الدولية والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان استمرارية المشاركة الفاعلة للدول العربية على الساحة الدولية وكذلك تحسين ترتيب الدول العربية فى المؤشرات الدولية للذكاء الاصطناعى.  
ودعا طلعت الباحثين والخبراء والمطورين وصناع السياسات من الحكومات والقطاع الخاص إلى تبادل الرؤى من خلال فعاليات هذا المحفل للخروج بمقترحات عمل موضوعية لتنفيذ خارطة الطريق التى رسمتها الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعى؛ معربا عن تطلعه إلى توصيات دائرة الحوار العربى فيما يتعلق بمبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى بما يسهم فى تبنى وثيقة عربية موحدة حول مبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى بما تشمله من أطر وقواعد استرشادية تتماشى مع أولويات الدول العربية وخططها التنموية.

تجدر الإشارة إلى أن دائرة الحوار العربية تنعقد فعالياتها بتنظيم مشترك من قبل الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبمشاركة الخبراء والمتخصصين فى مجالات الذكاء الاصطناعى لبحث ومناقشة أحدث التطبيقات والتطورات وتبادل الخبرات والأفكار حول التحديات الأخلاقية المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعى وتأثيره على المجتمع والاقتصاد فى العالم العربى. 
شارك فى فعاليات دائرة الحوار العربية حول "الذكاء الاصطناعى فى العالم العربى تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية" الدكتورة هدى بركة مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية، والدكتور أحمد طنطاوى المشرف على أعمال مركز الابتكار التطبيقى.

مقالات مشابهة

  • الصين تعلن فرض رسوم جديدة على واردات أمريكا
  • تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ترامب رسوم جمركية؟
  • مسؤولة بالدعم التقني لـ«شات جي بي تي»: مخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الأسلحة النووية (حوار)
  • الاتحاد الأوروبي: الصين هى الطرف المستفاد من الحرب التجارية بين أمريكا وأوروبا
  • الجامعة العربية تنظم ورشة عمل "مكافحة تجنيد الأطفال من قبل الجماعات الإرهابية عن طريق استخدام التقنيات الحديثة"
  • ترامب يجدد تهديده باستعادة قناة بنما: أمريكا ستتحرك بقوة ..ما علاقة الصين ودورها؟
  • وزير خارجية أمريكا يحذر رئيس بنما: تحركوا ضد الصين وإلا "سنتخذ الإجراءات اللازمة"
  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر
  • بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق الحزام والطريق مع الصين
  • وزير الاتصالات: إطار تنظيمى متوازن لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعى