ألم ترتوِ بعد من كل تلك الدماء الذكية للأطفال الأبرياء والنساء وكل المدنيين العزل؟، ألم تكتفِ نيرانك من الحرائق الوحشية التى التهمت البيوت والأجساد بقنابل أعوانك وكهنة عهدك الملعون؟ ألن تأمرهم بوقف المحرقة فى غزة، وتوجه أتون شرورك وحقدك إلى هؤلاء الذين يعيثون فى الأرض فسادًا ويريدونها عوجًا وظلمًا وظلامًا؟
صرخت بكلماتى فى وجهه اللعين وهو يرقص على نزيف كلماتى البائسة اليائسة، وقال فى زهو: دعك من تلك الإنسانية التى لم يعد لها وجود فى عالم المصالح، دعك من تلك الأحزان التى لا توقف حربًا أو تحبط مخططًا عسكريًا للاحتلال، ولا مخططًا أمريكيا أصبح فى المنال، ودعينى أكمل لك بأن أمريكا لا تدعم تلك الحرب الآن لأجل عيون إسرائيل، ولا لأجل «كيبوت» رؤوسهم السوداء، وسبق وأشرت لخطة أمريكا من أجل إفشال مشروع طريق الحرير الأخضر للتنين الصينى، وفيه تعد مصر إحدى الدول الهامة التى يشملها المشروع، وتفجير حرب بالمنطقة سيطيح بالمشروع وبعشرات المليارات التى أنفقتها الصين حتى الآن.
أمريكا لن تسمح بسهولة للتواجد الصينى بقوة فى الشرق الأوسط عبر هذا المشروع الذى سيعزز علاقاتها مع الدول العربية والخليجية اقتصاديًا، بما فى ذلك تحقيق الأمن عن طريق التنمية والاستثمار فى البنية التحتية المادية والرقمية، وبالتالى إزاحة أمريكا من مواقعها فى تلك الدول.
وإذا كان موقع السعودية الجيوسياسى يلعب دورًا كبيرًا فى تمكين الصين من الوصول إلى أوروبا وأفريقيا عبر إيران والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر، فمن مصلحة أمريكا الدفع بابنتها إسرائيل لتخريب الأمن والاستقرار بالمنطقة، والسعى لخلخلة ثوابت العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات، وهو ما سينعكس بالسلب والتعطيل والخسائر بالمليارات على المشروع الصينى.
ولا يمكن لعاقل مُدرك لسياسة المصالح وتصارع موازين القوى فى العالم أن يتصور أن أمريكا ستقف مكتوفة الأيدى حتى تنفذ الصين كامل مشروعها لتتأمل مثلًا تعاون الصين مع السعودية فى برنامج الصواريخ البالستية وصناعة الطائرات المسلحة دون طيار، أو محاولة قيام الصين ببناء قاعدة عسكرية فى أبو ظبى، لأنها تدرك ببساطة أن طريق الحرير للتنمية سيحشد الحلفاء حول الصين، وسيرون فيها الشريك الأمنى الأكثر التزامًا، وأقل تدخلًا فى شئونهم مقارنة بأمريكا.
خلاصة القول أن إشعال المنطقة بالحرب، وإثارة القلاقل وعدم الاستقرار هو ضربة موجعة لمشروع الطريق الحرير، وسيؤجل خطوات كثيرة من التقدم إلى الأمام.
واستطرد إبليس وهو يقول فى استعراض السياسى العارف ببواطن الأمور.. بل بكل الشرور: وسأزيدك من الشعر بيتًا، هل يمكن إنكار مساعى أوروبا لتنفيذ مشروع الممر الهندى الأوروبى الاقتصادى لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصينى، وهو الممر الذى قال عنه رئيس الوزراء الهندى فى قمة مجموعة العشرين الأخيرة، إنه سيصبح أساس التجارة العالمية لمئات السنين القادمة.
فى حين سعت أمريكا حثيثًا إلى تطوير علاقتها مع السعودية ومحاولة استقطابها بعيدًا عن التنين الصينى، بعد أن كانت علاقتهما فاترة منذ أن تعهد الرئيس الأمريكى «بايدن» فى بداية ولايته بجعل السعودية دولة منبوذة على مستوى العالم، والاستقطاب الأمريكى للسعودية لن يجعل طريق الصين ممهدًا لديها وهى التى تعد جسرها فى خطة طريق الحرير إلى أوروبا وإيران ودول أخرى كما هو شأنها مع مصر، أى ما يحدث فى المنطقة من توتر، بجانب أن اضطراب العلاقات بين الدول العربية والخليجية، يصب فى مصلحة أمريكا ويهدد مشروع الصين.
صحت وقد ضقت ذرعًا به رغم حقيقة ما يقوله: وهل إسرائيل من الغباء لكى تنفذ حربًا بالوكالة عن أمريكا من أجل إفشال المشروع الصيني؟
نظرا إلى ساخرًا وهتف: يا للبلاهة، وهل يخفى على أحد أن المصلحة الأمريكية الإسرائيلية فيما يحدث مشتركة وإن تعددت الأهداف، فأحد أهداف إسرائيل هو تقسيم قطاع غزة لـ3 أقسام، وللحديث بقية..
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس الامريكى حوار آخر مع إبليس 3 فكرية أحمد قطاع غزة طریق الحریر
إقرأ أيضاً:
الصين ردًا على ترامب: قضية تايوان الأكثر حساسية في العلاقات مع أمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، اليوم الخميس، عن "الخارجية الصينية" ردًا على تصريحات ترامب، أن قضية تايوان هي الأكثر أهمية وحساسية في العلاقات الصينية الأمريكية.
وقالت الصين، إنها تأمل في التعايش السلمي مع الولايات المتحدة، قبل وقت قصير من تأمين دونالد ترامب لإعادة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أمس الأربعاء، إن سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة متسقة وواضحة، ونحن ننظر إلى علاقاتنا مع الولايات المتحدة ونتعامل معها وفقًا لمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين.
وقدمت الحكومة الصينية موقفًا رسميًا محايدًا بشأن الانتخابات، واصفة إياها بأنها مسألة داخلية للولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، حاولت وسائل الإعلام الرسمية الصينية تصوير التصويت على أنه انعكاس للانقسامات الاجتماعية العميقة والخلل السياسي في الولايات المتحدة، وسط شعور واسع النطاق في الصين بأنه بغض النظر عمن سيفوز، فمن غير المرجح أن تتحسن العلاقات الثنائية المتوترة.