إسرائيل من الداخل: الشركات تنهار.. و«نتنياهو» يتعهد بإنشاء «اقتصاد تحت السلاح»
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
تتواصل الانعكاسات السلبية لحرب غزة على الشركات الإسرائيلية، لا سيما تلك الصغيرة، مما دفع البنك المركزى الإسرائيلى إلى التحرّك أمس، وتقديم برنامج مصمم خصيصاً لمساعدة الشركات الصغيرة على البقاء خلال الحرب، وإيجاد شريان حياة لها عبر الحصول على ائتمانات وقروض منخفضة الفائدة، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إزراييل» الإسرائيلية.
ويهدف برنامج الائتمان إلى حماية الشركات الصغيرة من حافة الانهيار ومساعدتها على النجاة من فترة الحرب الصعبة حتى تعود عملياتها إلى نشاطها الكامل، وسيتم منحها حتى نهاية يناير 2024. وقال محافظ بنك إسرائيل أمير يارون إن البرنامج جزء من مجموعة من السياسات التى ينفّذها البنك المركزى لمساعدة الشركات على التعامل مع الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب، مضيفاً: «سنواصل الرد على مختلف القضايا الاقتصادية الناشئة عن الحرب، وسنستخدم الأدوات المختلفة المتاحة لنا إذا لزم الأمر». ولفتت الصحيفة إلى أن ضربات الفصائل الفلسطينية أدت إلى تهجير أكثر من 200 ألف إسرائيلى والتسبّب فى أضرار واسعة النطاق رغم الغطاء الذى توفره درع الدفاع الصاروخى «القبة الحديدية»، وقد أدى القصف المتواصل للصواريخ إلى إغلاق الكثير من الشركات والمدارس. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه منذ بدء الحرب اتخذ بنك إسرائيل عدداً من الخطوات لتسهيل سداد الرهن العقارى والقروض لمساعدة الأسر والشركات على مواجهة العبء المالى، وفى الشهر الماضى طلب من المقرضين وشركات بطاقات الائتمان فى البلاد تقديم بعض المساعدات المالية، خاصة للأسر والشركات الواقعة بالقرب من قطاع غزة، وأقارب القتلى أو المختطفين من الدرجة الأولى. وكجزء من حزمة الإغاثة، يُسمح لأصحاب المنازل الذين هم من بين المجموعات المحدّدة بتجميد أقساط الرهن العقارى الخاصة بهم لمدة ثلاثة أشهر دون تحمّل أى فوائد أو رسوم أخرى، ويتضمّن الإجراء أيضاً تأجيل سداد أقساط القروض الاستهلاكية لمدة 3 أشهر. وقد أبقى بنك إسرائيل تكاليف الاقتراض ثابتة عند 4.75% فى 23 أكتوبر، وكرّر خلال الأسابيع الماضية أن سياسته خلال الحرب تُركز على استقرار الأسواق المالية والحد من عدم اليقين، فى حين لمّح إلى خفض سعر الفائدة على الأرجح فى الأسابيع المقبلة.
فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مساء أمس، بإنشاء ما سمّاه «اقتصاد تحت السلاح»، إذ وعد بأنه سيتم تقديم تحويلات نقدية ضخمة للشركات المعرّضة للخطر، لا سيما تلك الشركات القريبة من قطاع غزة، مؤكداً أن هذه التدعيمات ستكون أكبر من تلك التى كانت خلال فترة جائحة كورونا. ودعا رئيس الوزراء الذى يواجه أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة إلى تنفيذ توجيهاته بضخ الأموال لكل من يحتاج إليها، مشدّداً على أن لهذه الحرب ثمناً اقتصادياً وسيدفعه الإسرائيليون مهما كان.
وقال رون تومر، رئيس رابطة المصنّعين فى إسرائيل، إن حكومة إسرائيل تتخلى عن شعبه، مضيفاً أن الكثير منهم لم يحصلوا على تعويض كامل عن أرباحهم المفقودة، وأنهم سيتعرّضون لصدمة سيئة فى حزم رواتبهم التالية. ولفت إلى أن البلديات أغلقت كثيراً من مواقع البناء، مضيفاً أنهم لا يريدون أن يكون لديهم عمال فلسطينيون هناك، ويقولون إن الناس منزعجون من رؤية العمال العرب وهم يحملون أدوات ثقيلة. وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن مكتب الإحصاء المركزى أجرى دراسة استقصائية كشفت عن أن واحدة من كل 3 شركات إما أغلقت وإما تعمل بطاقة أقل تصل إلى 20%، كما أنها سجّلت على الأقل نحو 50% خسائر من حيث الإيرادات، وكلما تم الاتجاه جنوباً، أى باتجاه قطاع غزة زاد عدد الشركات التى أغلقت أبوابها أو خفّضت تعاملاتها إلى الحد الأدنى، وقد وصلت بالفعل إلى ثلثى الشركات. وحسب الصحيفة البريطانية المتخصّصة بصفة رئيسية فى الاقتصاد، تقول وزارة العمل إن 764 ألف إسرائيلى خرجوا من نطاق القوى العاملة، أى نحو 18% بسبب استدعائهم للخدمة العسكرية الاحتياطية، أو أن بعضهم اضطر إلى الإجلاء لمناطق أخرى بسبب أعمال القصف. لكن كثيراً من الخبراء، حسب الإعلام الإسرائيلى، يشكّكون فى نجاح هذه الخطط فى التعامل مع التداعيات السلبية للحرب على الاقتصاد، لا سيما أن الخسائر تصل إلى ملايين الدولارات يومياً، وقد بلغت نحو 7 مليارات دولار فى الأسبوع الأول فقط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل قوات الاحتلال البنک المرکزى بنک إسرائیل
إقرأ أيضاً:
الغرف التجارية: 5.623 مليار جنيه تمويلات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في الربع الأخير من 2024
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور محمد عطية الفيومي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقليوبية ورئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب وأمين صندوق الاتحاد العام للغرف التجارية، أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تواجه العديد من التحديات على رأسها نقص التمويل وتكلفته مما يحد من قدرتها على التوسع والنمو، إضافة إلى التحديات المتعلقة بالتسويق،ونقص وتكلفة التكنولوجيا، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تمثل العمود الفقري للاقتصادات النامية والمتقدمة، حيث تسهم بنسبة 70% من الناتج القومي في الكثير من الدول.
وأضاف الفيومي ،في تصريحات صحفية له اليوم ، أن الجهات العاملة في مجال تمويل المشروعات منحت تمويلات لصالح المشروعات متناهية الصغر خلال الربع الأخير من عام 2024 بقيمة بلغت نحو 22.445 مليار جنيه، مقابل 21.008 مليار جنيه خلال نفس الفترة ذاتها من عام 2023.
ولفت رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقليوبية، قيمة التمويلات الممنوحة لصالح المشروعات المتوسطة والصغيرة - وفقاً لتقرير هيئة الرقابة المالية - بلغت نحو 5.623 مليار جنيه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2024، مقابل نحو 2.625 مليار جنيه خلال نفس الفترة من عام 2023.
وأكد الفيومي، أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك المركزي المصري، أطلقا البرنامج الوطني لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالشراكة مع المؤسسات المالية المحلية موضحا أن البرنامج لا يقتصر على تقديم التمويل فقط، بل يشمل خدمات متعددة، مثل التدريب، الإرشاد، وورش العمل، بهدف تزويد رواد الأعمال بالمهارات الأساسية لإدارة المشاريع بفعالية، بما في ذلك إستراتيجيات التسويق، إدارة الموارد المالية، والتخطيط الإستراتيجي.
وطالب الفيومي بتقديم الخدمات التسويقية واللوجستية والتكنولوجية لهذه المشروعات، حتى تصبح قادرة على المنافسة فى الأسواق المحلية والعالمية، مشيرا إلى أن أن نقص إتاحة المعلومات اللازمة للشركات يقلل قدرتها على اتخاذ القرارات المناسبة، بجانب تخوف بعض المؤسسات من التواصل مع البنوك.
وأشار إلى أن تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النمو الاقتصادى فى مصر بهدف تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، ولذا ترجمت قطاعات عديدة من الدولة هذه الرؤية إلى أهداف وبرامج وبدأت بالفعل تنفيذها.