البابا فرنسيس: أناس سيئون يشنون الحرب ونحن نعمل من أجل السلام
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
في إطار مبادرة "الأطفال يلتقون البابا فرنسيس" التي تنظّمها دائرة الثقافة والتربية التقى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في قاعة بولس السادس بالفاتيكان سبعة آلاف طفل قادمين من أربع وثمانين بلدًا
و وجه الأب الأقدس كلمة قال فيها أيها الأطفال الأعزاء، وأهلاً وسهلاً بكم! أشكركم جميعًا من كلِّ قلبي جميعًا على حضوركم، مع مرافقيكم ومنظمي هذا اللقاء: الكاردينال خوسيه تولينتينو ودائرة الثقافة والتربية، والأب إنزو فورتوناتو، وعائلاتكم وجميع الأشخاص والجمعيات الذين ساهموا وجميع الذين هنا.
تابع البابا فرنسيس إنَّ موضوعنا هو "لنتعلم من الأطفال". قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء للبعض: "التعلم من الأطفال؟ ولكن أليس الأطفال هم الذين يجب أن يتعلموا؟". نعم، بالطبع، ومع ذلك فالأمر هو كذلك: ولكن ماذا يمكننا أن نتعلم منكم؟ هل يمكننا أن نتعلم شيئا؟ ما رأيكم؟ هل نستطيع أن نتعلم أم لا؟ لا أسمع..."نعم!" هكذا هو الأمر! نحن بحاجة إلى أن نتعلم منكم. أنا أسعد على الدوام عندما ألتقي بكم، لأنكم تعلمونني شيئا جديدًا في كل مرة. على سبيل المثال، أنتم تذكرونني كم هي جميلة الحياة في بساطتها، وكم هو جميل أن نكون معًا! إنهما عطيّتان عظيمتان من الله: أن نكون معًا وببساطة.
أضاف هذا ما نريد أن نقوله للعالم. ولذلك لنقُل ذلك معًا، الآن. رددوا معي بصوت عالٍ: الحياة هي عطيّة!، إنها عطيّة جميلة ونحن جميعا إخوة! وفي الواقع، لقد أتيتم إلى هنا من جميع أنحاء العالم، تمامًا مثل العديد من الإخوة الذين يجتمعون في بيت كبير. إنه البيت الكبير الذي أعطانا إياه يسوع، الكنيسة هي بيت العائلة والرب يستقبلنا على الدوام بعناق ولمسة حنان.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أود أن أستقبلكم جميعًا بهذه الطريقة، واحدًا تلو الآخر، ولكنكم كثيرون، ولذا أقول لكم جميعًا معًا، أيها الأطفال أنكم رائعون، وعمركم رائع وأقول لكم أن تمضوا قدمًا. وأنتم في الكنيسة. لنفكر في الأطفال الذين يتألّمون بسبب الكوارث المناخية والجوع والحرب والفقر. أنتم تعلمون أن هناك أشخاصًا سيئين يصنعون الشرّ، ويشنون الحرب، ويدمرون... أيها الأطفال الأعزاء، إن حضوركم هنا هو علامة تصل مباشرة إلى قلوبنا جميعًا، ونحن البالغين، علينا أن ننظر إلى عفويّتكم ونصغي إلى رسالتكم.
بعدها أجاب البابا على أسئلة بعض الأطفال التي تمحورت حول الأحداث الجارية أو القضايا الشخصية، مثل عاداته ("ما الذي أحلم به في الليل؟ لكنني لا أعرف ما الذي أحلم به، لأنني أنام!") أو روابطه ("أصدقائي" هم الأشخاص الذين يعيشون معي في المنزل؛ ثم لدي العديد من الأصدقاء في الخارج، في بعض الرعايا، وحتى بعض الكرادلة هم أصدقائي أيضًا... إنها نعمة من الله لأن الشخص الذي ليس لديه أصدقاء هو شخص حزين").
وفي كل جواب كان البابا يشرك الأطفال الحاضرين إذ جعلهم يكررون بعض الجمل، لكي تُطبع بشكل أفضل في أذهانهم. لقد أشرك الجميع، البابا، حتى في صلاة الأبانا التي أعقبتها دقيقة صمت من أجل ضحايا الصراعات. وكان هذا هو الجواب على السؤال الذي طرحه أترانيك، وهو طفل سوري: "لماذا يقتلون الأطفال في الحرب؟" لقد رأيت في تقارير الحرب وفي الأخبار عدد الأطفال الذين ماتوا. إنهم أبرياء، وهذا يدل على شر الحرب. لأنهم لو قتلوا الجنود فقط لكان شيئاً آخر. لكنهم يقتلون الأبرياء، ويقتلون الأطفال. لماذا يقتلون الأطفال في الحرب؟ هذا أمر وحشي.
إن السلام ضروري، لا بل هو مُلح. ولكن "كيف يُصنع السلام؟". سأل إيفان، ٩ سنوات، من أوكرانيا. وقال البابا إنه لا توجد "طريقة" لبنائه، "من الأسهل أن نقول كيف تُشن الحرب بالكراهية والانتقام لإيذاء الآخرين وهذا يأتي من الغريزة". ومع ذلك، يمكن تحقيق السلام من خلال "بادرة"؛ يتم صنع السلام بيد ممدودة، بيد الصداقة ممدودة، ومن خلال محاولتنا دائمًا لإشراك الآخرين للعمل معًا. باليد الممدودة... نحن نحيي الأصدقاء، ونستقبل الجميع في البيت. إنَّ السلام يصنع بالقلب وباليد الممدودة.
وكانت المصافحة بين جميع الحاضرين الذين شكلوا سلسلة بشرية، على أنغام الأغنية الشهيرة " We are the world"، هي اللحظة الختامية والمؤثِّرة في اللقاء، فيما رُفعت الكرات الأرضية من المسرح رمزًا للأرض التي يجب علينا جميعاً أن نعتني بها، بدءاً بالصغار؛ لأنَّ "تدمير الأرض يدمرنا..." قال البابا فرنسيس لإيزادورا الطفلة القادمة من البرازيل، وأضاف: إذا دمرتَ الأرض فسوف تدمر نفسكَ. لنقل ذلك جميعًا معًا، ببطء: تدمير الأرض هو تدمير أنفسنا... لأن الأرض تعطينا كل شيء لكي نعيش: تمنحك الأكسجين، وتمنحك الماء، وتمنحك الأعشاب، وتساعدك كثيرًا على العيش. وبالتالي إذا دمرنا الأرض، فإننا ندمر أنفسنا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية التركي: احتمال بدء الحرب مجددا على قطاع غزة يقلق كل من يقف إلى جانب السلام
قال وزير خارجية تركيا هاكان فيدان إنّ هناك علامات استفهام كبيرة فيما يخص موقف إسرائيل وحكومة نتنياهو، إذ كيف سيكون بعد إطلاق الرهائن والأسرى الإسرائيليين؟، معلقًا: «احتمال بدء الحرب من جديد على قطاع غزة يقلق كل من يقف إلى جانب السلام بعد 16 شهرا من الحرب».
وأضاف «فيدان»، خلال مؤتمر صحفي مع الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية، نقلته قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ فلسطين وإسرائيل يحتاجان معا إلى الأمن والسلام، لذا المجتمع الدولي عليه أن يظهر موقفا مشتركا وعليه إعاقة بدء نتنياهو التصعيد من جديد لأغراض سياسية فقط.
وتابع: «علينا الاهتمام بالوضع الإنساني في قطاع غزة، ومصر تتولى دورا مهما في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، بالتالي نشكرهم على التعاون والمساعدة في هذا الإطار».
وواصل: «نحن في تركيا منذ إعلان وقف إطلاق النار أرسلنا 8.5 ألف طن من المساعدات الإنسانية، ليبلغ مجموع المساعدات التي أرسلناها منذ بداية الأزمة إلى 97 ألف طن».