في إطار مبادرة "الأطفال يلتقون البابا فرنسيس" التي تنظّمها دائرة الثقافة والتربية التقى قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في قاعة بولس السادس بالفاتيكان سبعة آلاف طفل قادمين من أربع وثمانين بلدًا 

 

و وجه الأب الأقدس كلمة قال فيها أيها الأطفال الأعزاء،  وأهلاً وسهلاً بكم! أشكركم جميعًا من كلِّ قلبي جميعًا على حضوركم، مع مرافقيكم ومنظمي هذا اللقاء: الكاردينال خوسيه تولينتينو ودائرة الثقافة والتربية، والأب إنزو فورتوناتو، وعائلاتكم وجميع الأشخاص والجمعيات الذين ساهموا وجميع الذين هنا.

تابع البابا فرنسيس إنَّ موضوعنا هو "لنتعلم من الأطفال". قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء للبعض: "التعلم من الأطفال؟ ولكن أليس الأطفال هم الذين يجب أن يتعلموا؟". نعم، بالطبع، ومع ذلك فالأمر هو كذلك: ولكن ماذا يمكننا أن نتعلم منكم؟ هل يمكننا أن نتعلم شيئا؟ ما رأيكم؟ هل نستطيع أن نتعلم أم لا؟ لا أسمع..."نعم!" هكذا هو الأمر!  نحن بحاجة إلى أن نتعلم منكم. أنا أسعد على الدوام عندما ألتقي بكم، لأنكم تعلمونني شيئا جديدًا في كل مرة. على سبيل المثال، أنتم تذكرونني كم هي جميلة الحياة في بساطتها، وكم هو جميل أن نكون معًا! إنهما عطيّتان عظيمتان من الله: أن نكون معًا وببساطة.

أضاف  هذا ما نريد أن نقوله للعالم. ولذلك لنقُل ذلك معًا، الآن. رددوا معي بصوت عالٍ: الحياة هي عطيّة!، إنها عطيّة جميلة ونحن جميعا إخوة! وفي الواقع، لقد أتيتم إلى هنا من جميع أنحاء العالم، تمامًا مثل العديد من الإخوة الذين يجتمعون في بيت كبير. إنه البيت الكبير الذي أعطانا إياه يسوع، الكنيسة هي بيت العائلة والرب يستقبلنا على الدوام بعناق ولمسة حنان.

وخلص البابا فرنسيس إلى القول أود أن أستقبلكم جميعًا بهذه الطريقة، واحدًا تلو الآخر، ولكنكم كثيرون، ولذا أقول لكم جميعًا معًا، أيها الأطفال أنكم رائعون، وعمركم رائع وأقول لكم أن تمضوا قدمًا. وأنتم في الكنيسة. لنفكر في الأطفال الذين يتألّمون بسبب الكوارث المناخية والجوع والحرب والفقر. أنتم تعلمون أن هناك أشخاصًا سيئين يصنعون الشرّ، ويشنون الحرب، ويدمرون... أيها الأطفال الأعزاء، إن حضوركم هنا هو علامة تصل مباشرة إلى قلوبنا جميعًا، ونحن البالغين، علينا أن ننظر إلى عفويّتكم ونصغي إلى رسالتكم.

بعدها أجاب البابا على أسئلة بعض الأطفال التي تمحورت حول الأحداث الجارية أو القضايا الشخصية، مثل عاداته ("ما الذي أحلم به في الليل؟ لكنني لا أعرف ما الذي أحلم به، لأنني أنام!") أو روابطه ("أصدقائي" هم الأشخاص الذين يعيشون معي في المنزل؛ ثم لدي العديد من الأصدقاء في الخارج، في بعض الرعايا، وحتى بعض الكرادلة هم أصدقائي أيضًا... إنها نعمة من الله لأن الشخص الذي ليس لديه أصدقاء هو شخص حزين").

وفي كل جواب كان البابا يشرك الأطفال الحاضرين إذ جعلهم يكررون بعض الجمل، لكي تُطبع بشكل أفضل في أذهانهم. لقد أشرك الجميع، البابا، حتى في صلاة الأبانا التي أعقبتها دقيقة صمت من أجل ضحايا الصراعات. وكان هذا هو الجواب على السؤال الذي طرحه أترانيك، وهو طفل سوري: "لماذا يقتلون الأطفال في الحرب؟" لقد رأيت في تقارير الحرب وفي الأخبار عدد الأطفال الذين ماتوا. إنهم أبرياء، وهذا يدل على شر الحرب. لأنهم لو قتلوا الجنود فقط لكان شيئاً آخر. لكنهم يقتلون الأبرياء، ويقتلون الأطفال. لماذا يقتلون الأطفال في الحرب؟ هذا أمر وحشي.

إن السلام ضروري، لا بل هو مُلح. ولكن "كيف يُصنع السلام؟". سأل إيفان، ٩ سنوات، من أوكرانيا. وقال البابا إنه لا توجد "طريقة" لبنائه، "من الأسهل أن نقول كيف تُشن الحرب بالكراهية والانتقام لإيذاء الآخرين وهذا يأتي من الغريزة". ومع ذلك، يمكن تحقيق السلام من خلال "بادرة"؛ يتم صنع السلام بيد ممدودة، بيد الصداقة ممدودة، ومن خلال محاولتنا دائمًا لإشراك الآخرين للعمل معًا. باليد الممدودة... نحن نحيي الأصدقاء، ونستقبل الجميع في البيت. إنَّ السلام يصنع بالقلب وباليد الممدودة.

وكانت المصافحة بين جميع الحاضرين الذين شكلوا سلسلة بشرية، على أنغام الأغنية الشهيرة " We are the world"، هي اللحظة الختامية والمؤثِّرة في اللقاء، فيما رُفعت الكرات الأرضية من المسرح رمزًا للأرض التي يجب علينا جميعاً أن نعتني بها، بدءاً بالصغار؛ لأنَّ "تدمير الأرض يدمرنا..." قال البابا فرنسيس لإيزادورا الطفلة القادمة من البرازيل، وأضاف: إذا دمرتَ الأرض فسوف تدمر نفسكَ. لنقل ذلك جميعًا معًا، ببطء: تدمير الأرض هو تدمير أنفسنا... لأن الأرض تعطينا كل شيء لكي نعيش: تمنحك الأكسجين، وتمنحك الماء، وتمنحك الأعشاب، وتساعدك كثيرًا على العيش. وبالتالي إذا دمرنا الأرض، فإننا ندمر أنفسنا.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر

قال وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، إن الهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية على سفن الشحن في البحر الأحمر، أضرت بخريطة الطريق التي كان من المفترض أن يتم التوقيع عليها في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2023م.

وأوضح في مقابلة مع "العربي الجديد"، أنه لا تزال هناك رغبة في العمل بهذه الخطة، ولكن حصلت متغيرات سياسية ودولية أثرت بشكل أو بآخر على الخطة، مشيراً في هذا السياق إلى تصنيف واشنطن للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.

وذكر الوزير الزنداني، أن السعودية لا تزال ترى أن الخارطة صالحة للحل، وربما تُعدَّل بشكل جزئي، وهذا هو التوجه القائم الآن، بحسب ما نعلم.

وأشار إلى أنه لا تزال هناك آمال على الخريطة وأنه يمكن أن يكون فيها الحل لإنهاء الحرب، لافتاً إلى أن الحكومة اليمنية تأمل إنهاء الحرب عبر التفاوض، لكنها إذا أُجبرت على العودة إلى الخيار العسكري، فستفعل ذلك.

مقالات مشابهة

  • وزراء خارجية مجموعة السبع يشيدون بالاجتماع الذي عُقد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في المملكة
  • الفاتيكان: البابا فرنسيس قضى ليلة هادئة في المستشفى واستطاع المشي والتحرك
  • البابا فرنسيس يحتفل بذكرى انتخابه الثانية عشرة في مستشفى جيميلي وسط تحسن في حالته الصحية
  • الأنبا إبراهيم إسحق يهنئ البابا فرنسيس بالذكرى الثانية عشر للتنصيب البابوي
  • من المستشفي .. البابا فرنسيس يحتفل بمرور 12 عاما على توليه الفاتيكان
  • الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
  • الكاردينال لويس رفائيل ساكو: دخول البابا فرنسيس المستشفى أصاب العراقيين بالقلق
  • "وإن دنت برحيلها فمن أعمارنا تنقص"
  • إرث البابا فرنسيس بأفريقيا.. وساطة وإصلاحات وصدامات عقائدية
  • تعريف “المستشفى” من قبل البابا فرنسيس