مقال بفورين بوليسي: اقتراب الصين من روسيا أيديولوجيا انتهى
تاريخ النشر: 1st, July 2023 GMT
نشرت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية مقالا يفيد بأن الاقتراب الصيني من روسيا أيديولوجيا قد انتهى، وأن ما كانت تأمله الصين من دفاع البلدين عن عقيدة سياسية واحدة وعن فضائل (للاستبداد) ضد (الهجوم) المتخيل من الليبرالية الغربية الديمقراطية؛ قد فتر.
وأضاف كاتب العمود بالمجلة هوارد فرينش في مقاله أنه لم تعد لدى الصين أي طريقة ممكنة لفهم أو تفسير "البوتينية" (إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) بشكل يجعل بكين مرتاحة للاقتران الأيديولوجي بينهما، وبدلا من كونهما حليفين؛ برزت روسيا حاليا وبشكل متزايد بوصفها مشكلة بالنسبة للصين.
وأوضح فرينش (وهو أستاذ في كلية الدراسات العليا للصحافة بجامعة كولومبيا) أن المعروف علنا هو أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أدلى ببيان قوي بشكل غير عادي عن تعاطفه مع روسيا وبوتين أوائل العام الماضي، عندما تحدث عن صداقتهما على أنها "لا حدود لها".
وتابع أنه ومنذ ذلك الحين، ظلت الصين في مأزق لتوضيح أن هذا لا يعني أن البلدين قد دخلتا في تحالف، ووقعت بكين في عملية موازنة دقيقة وحتى مكلفة، في محاولة لإظهار الدعم لموسكو وفي الوقت نفسه عدم الوقوع في ما يمكن أن يكلفها في علاقتها مع واشنطن، مثل تجنب ظهور الأسلحة الصينية الفتاكة لدى جيش بوتين الضعيف. ولتجنب إلحاق ضرر جسيم بالعلاقات مع أوروبا، كان على الصين أن تحافظ على موقفها بأنها ليست مهتمة كثيرا بانتصار روسي بقدر اهتمامها بنوع من النتائج العادلة والسلمية. لكن الدول الأوروبية التي تشعر بالتهديد من "تهور" بوتين والغضب من تكلفة الصراع تبدو أقل ميلا للإيمان بمساعي الصين الحميدة.
الازدراء الهادئوأضاف الكاتب أنه من المرجح أن الرئيس شي ينظر إلى المشهد المتدهور لروسيا بشيء من الازدراء الهادئ، وأن تاريخ الصين منذ منتصف القرن العشرين وحتى الآن يشهد على أنها تعتقد أنه لا يوجد نظام في روسيا (الاتحاد السوفياتي سابقا) يستحق القتال من أجله، وأن التمرد الأخير الذي نفذه قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين رسّخ فكرة انحلال النظام الروسي لدى بكين.
وأشار فرينش إلى أن أحد المبادئ التأسيسية لمؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ هو أن يظل جيش البلاد في جميع الأوقات تحت سيطرة واضحة لا لبس فيها وفي خدمة الحزب الشيوعي، مضيفا أن كل زعيم منذ ماو تمسك بهذا الخط.
واستمر الكاتب ليقول إن تاريخ الصين يحمل في طياته أسبابا أقدم للشعور بالنفور من انحلال روسيا في عهد بوتين.
بوتين ومتابعة التاريخ بشكل معاكسوقال فرينش إنه ولعقود من الزمن قبل انتصار الحزب الشيوعي الصيني عام 1949، كانت الصين ممزقة باستمرار من قبل أمراء الحرب، ومشهد روسيا اليوم يذكر الصينيين بتاريخهم البائس، وإن بوتين يتصرف كما لو كان يتابع التاريخ في الاتجاه المعاكس، فقد اعتمد بشكل متزايد على أمراء الحرب والمليشيات لتعزيز سلطته والسعي إلى تحقيق أهداف إستراتيجية.
ومنذ حرب الشيشان في مطلع القرن، ظل بوتين يعتمد على المليشيات، مثل اعتماده على القوات الموالية لأحمد قديروف لإخماد تمرد انفصالي هناك. وفي العام الماضي في حرب أوكرانيا، ذهب بوتين إلى أبعد من مضاعفة تلك الإستراتيجية، إذ اعتمد بشدة على مجموعة فاغنر.
صمت الصين المؤقت تجاه تمرد فاغنروقال فرينش إن مبدأ الصين وعداءها للمليشيات أو أي كيان عسكري خارج قبضة الدولة يساعد في تفسير سبب صمت بكين فترة طويلة بعد تمرد بريغوجين قصير الأجل، وعندما بدأت بكين أخيرا التعليق كان الأمر مجرد التعبير عن الرغبة اللطيفة في أن تتمكن جارتها بطريقة ما من الحفاظ على استقرارها الوطني.
ومع ذلك، يقول الكاتب إنه لا ينبغي لأي من هذا أن يوحي بأن الصين ستغسل يديها من روسيا أو بوتين؛ فهما جاران مسلحان نوويا ومرتبطان بالعديد من الأشياء؛ من اعتماد روسيا المتزايد على الصين بوصفها مشتريا للهيدروكربونات، إلى تدفق المهاجرين الاقتصاديين الصينيين إلى الأراضي الحدودية ذات الكثافة السكانية المنخفضة في الشرق الأقصى الروسي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الصين تطالب بضبط النفس بعد تعديل روسيا لعقيدتها النووية
دعت الصين، اليوم الأربعاء، إلى "التهدئة" و"ضبط النفس" بعد أن وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا بالموافقة على عقيدة نووية محدثة.
جاء ذلك في خضم تطورات الأوضاع الخاصة بالحرب الأوكرانية وصدور قرار أمريكي يسمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى.
وحسب وكالة “فرانس برس”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان عندما سئل عن المرسوم: "في ظل الظروف الحالية، يجب على جميع الأطراف أن تظل هادئة وتمارس ضبط النفس، والعمل معًا من خلال الحوار والتشاور لتخفيف التوترات والحد من المخاطر الاستراتيجية".
ووفقًا لوكالة "سبوتنيك" الروسية، تحدد الصيغة المحدثة لتعديلات العقيدة النووية، أساسيات سياسة روسيا في مجال الردع النووي دفاعية بطبيعتها، كما تهدف للحفاظ على إمكانات القوات النووية عند مستوى كافِ لضمان الردع النووي.
ويشكل الردع النووي أحد ركائز العقيدة العسكرية الروسية، ولكن يبدو أن المراجعة تعمل على توسيع تعريف ما يمكن اعتباره عدوانًا على روسيا، وفقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.