العالم لا يفهمنا.. إسرائيليون يشكون معاملة غير متساوية بعد هجوم حماس
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
في ساحة مجمع "هاكيريا" في تل أبيب، وقفت المعلمة الإسرائيلية، سيغال إسحاق، رفقة طلابها لتذكر ضحايا هجوم حماس على البلدات والقواعد الإسرائيلية في يوم السابع من أكتوبر.
وبات هذا المجمع العسكري في تل أبيب مكانا لتجمع عائلات الضحايا والمتعاطفين معهم بعد الهجمات الدامية، وهناك يواسي الحاضرون بعضهم البعض ويصلون من أجل الضحايا.
ورغم مشاعر الحزن على الضحايا، يشعر العديد من الإسرائيليين أنهم يتعرضون لمعاملة "غير متساوية" من العالم.
يقول يوآف بيليد، الذي كان يوزع شرائط صفراء على الأشخاص الذين يمرون بالقرب من المجمع في خطوة تهدف إلى إظهار التعاطف مع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إنه لا يعرف ما إذا كان هذا التعاطف يتجاوز حدود بلاده، وفق تصريحاته لشبكة "سي أن أن".
ويقول بيليد إنه كان يعتبر نفسه ليبراليا "لكن عندما أرى مظاهرات تحمل صيحات مؤيدة لحماس وأشياء من هذا القبيل، أشك في أن العالم يفهم التعقيدات".
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا مكثفة مع مواصلة عمليتها الجوية والبرية في قطاع غزة التي أسفرت عن مصرع الآلاف، بينما خرجت احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة حول العالم وفي مدن كبرى مثل لندن وواشنطن وبرلين وباريس وعمان والقاهرة دعما للفلسطينيين.
وفي الوقت ذاته، يشعر العديد من الإسرائيليين "بالإحباط بسبب ما يعتبرونه معاملة غير متساوية" وفق مقابلات أجرتها "سي أن أن" مع مواطنين إسرائيليين.
ولقي نحو 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، مصرعهم عندما اقتحم مسلحو حماس الحدود وهاجموا بلدات وقواعد عسكرية إسرائلية، واختطفوا أكثر من 240 شخصا.
وفي المقابل، أدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني بغزة، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتسبب في أزمة إنسانية حادة، يعاني معها مئات الآلاف من سكان غزة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، إن حماية المدنيين "يتعين أن تكون الأهم" في الصراع، محذرا من أن قطاع غزة يتحول "مقبرة للأطفال".
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن "الولايات المتحدة تكثف ضغوطها" على إسرائيل لتخفيف حدة قصفها لقطاع غزة، وأرسلت مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه)، بيل بيرنز، إلى إسرائيل، الاثنين، في زيارة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، للمنطقة، حيث ناقش هناك هدنة إنسانية.
ووجه رؤساء هيئات تابعة للأمم المتحدة، الاثنين، نداء موحدا لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، بينما تشتد الضربات الإسرائيلية على القطاع بعد مرور نحو شهر على اندلاع الحرب.
لكن في إسرائيل هناك شعور "يتخطى الانقسامات العميقة داخل المجتمع" وهو أن "العالم لا يفهمنا".
سيغال إسحاق، المعلمة الإسرائيلية التي وقفت في ساحة تل أبيب، قالت لشبكة "سي أن أن": العالم يحبنا عندما نكون ضحايا. إنهم يحبون إسرائيل، ويتعاطفون مع اليهود عندما نكون ضحايا، وعندما يقتلوننا، لكن عندما نفعل أشياء لحماية أنفسنا، يقولون لا".
وتضيف سيغال، وهي معلمة في مدرسة دينية للبنات: "أعتقد أن أي دولة في العالم تجد نفسها في وضعنا ستفعل الكثير، ولن يقول أحد أي شيء. لكن عندما يتعلق الأمر باليهود، (يتصورون) أنهم لا يحق لهم العيش في بلد بسلام. هذا ما نريده. وأنا آسفة للقول إنه لا أحد يفهم ذلك".
ويرى يوناتان رابابورت (22 عاما) الذي كان يعزف الموسيقى في ميدان صهيون بوسط مدينة القدس: "حضرت أربع جنازات في الأسابيع الأربعة الماضية، وجنازتين أخريين في العام الماضي، عندما قُتل اثنان من أصدقائي في هجمات إرهابية".
ويشير الشاب الذي أنهى مؤخرا خدمته العسكرية الإلزامية إنه أيضا يشعر بالإحباط من رد فعل العالم على الأحداث في غزة، ويقول: "عندما يسأل الناس: لماذا نهاجم غزة؟ أقول: أليس لنا الحق في حماية المدنيين والجنود؟".
ويضيف: "هذا الصراع (بين إسرائيل والفلسطينيين) ليس أبيض وأسود، ولكن هذه الحرب (مع حماس) هي كذلك. هناك انتقادات مشروعة للغاية للحكومة الإسرائيلية وإسرائيل، ولكن هناك خط رفيع للغاية تم تجاوزه في الكثير من هذه المحادثات بين انتقاد إسرائيل وكراهية اليهود. يمكنك انتقاد احتلال إسرائيل للضفة الغربية (..) لكن لا يمكنك أن تقول إنه لهذا السبب لا بأس من قتل 1400 (..)".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترفض مقترحاً لوقف النار في غزة 5 سنوات مقابل المحتجزين
تل أبيب (وكالات)
أخبار ذات صلةرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترحاً لوقف إطلاق النار بقطاع غزة لمدة 5 سنوات، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة، وفق مصدر سياسي وإعلام إسرائيلي أمس.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي لم يذكر اسمه، في تعميم على وسائل الإعلام الإسرائيلية: «بعض الدول العربية لديها أفكار، مثل وقف الحرب لمدة 5 سنوات».
وتابع: «ليس هناك أي أمل في أن نوافق على هدنة مع حركة حماس تسمح لها بمواصلة حربها على إسرائيل بكثافة أكبر».
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية أمس: «أفادت تقارير بأن مصادر في حماس قالت إن وفد الحركة بالدوحة والقاهرة اقترح رؤية شاملة تتعلق بوقف إطلاق النار لمدة 5 سنوات، وتبادل الرهائن دفعة واحدة».
وتقدر تل أبيب وجود 59 محتجزاً إسرائيلياً بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9900 أسير فلسطيني.
ويتضمن المقترح «إنشاء لجنة محلية من المستقلين لإدارة غزة»، حسب الهيئة التي قالت إن المصادر أكدت أن وفد حماس رفض مناقشة مسألة نزع سلاح الحركة.