في ساحة مجمع "هاكيريا" في تل أبيب، وقفت المعلمة الإسرائيلية، سيغال إسحاق، رفقة طلابها لتذكر ضحايا هجوم حماس على البلدات والقواعد الإسرائيلية في يوم السابع من أكتوبر.

وبات هذا المجمع العسكري في تل أبيب مكانا لتجمع عائلات الضحايا والمتعاطفين معهم بعد الهجمات الدامية، وهناك يواسي الحاضرون بعضهم البعض ويصلون من أجل الضحايا.

ورغم مشاعر الحزن على الضحايا، يشعر العديد من الإسرائيليين أنهم يتعرضون لمعاملة "غير متساوية" من العالم.

يقول يوآف بيليد، الذي كان يوزع شرائط صفراء على الأشخاص الذين يمرون بالقرب من المجمع في خطوة تهدف إلى إظهار التعاطف مع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إنه لا يعرف ما إذا كان هذا التعاطف يتجاوز حدود بلاده، وفق تصريحاته لشبكة "سي أن أن".

ويقول بيليد إنه كان يعتبر نفسه ليبراليا "لكن عندما أرى مظاهرات تحمل صيحات مؤيدة لحماس وأشياء من هذا القبيل، أشك في أن العالم يفهم التعقيدات".

وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا مكثفة مع مواصلة عمليتها الجوية والبرية في قطاع غزة التي أسفرت عن مصرع الآلاف، بينما خرجت احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة حول العالم وفي مدن كبرى مثل لندن وواشنطن وبرلين وباريس وعمان والقاهرة دعما للفلسطينيين.

وفي الوقت ذاته، يشعر العديد من الإسرائيليين "بالإحباط بسبب ما يعتبرونه معاملة غير متساوية" وفق مقابلات أجرتها "سي أن أن" مع مواطنين إسرائيليين.

ولقي نحو 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، مصرعهم عندما اقتحم مسلحو حماس الحدود وهاجموا بلدات وقواعد عسكرية إسرائلية، واختطفوا أكثر من 240 شخصا.

وفي المقابل، أدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني بغزة، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتسبب في أزمة إنسانية حادة، يعاني معها مئات الآلاف من سكان غزة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، إن حماية المدنيين "يتعين أن تكون الأهم" في الصراع، محذرا من أن قطاع غزة يتحول "مقبرة للأطفال".

شهر على الحرب في غزة.. أوضاع مأساوية وتحذير من "مقبرة للأطفال" في شهر واحد فقط، خلفت الحرب الدائرة بغزة خسائر بشرية ومادية ثقيلة، تاركة الأوضاع الإنسانية بالقطاع على حافة الانهيار، فيما تواصل القوات الإسرائيلية شن هجمات جوية وبحرية وعمليات برية للرد على هجوم حماس الشهر الماضي، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاثنين، إلى وقف إطلاق النار، وقال إن قطاع غزة يتحول إلى "مقبرة للأطفال".

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن "الولايات المتحدة تكثف ضغوطها" على إسرائيل لتخفيف حدة قصفها لقطاع غزة، وأرسلت مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه)، بيل بيرنز، إلى إسرائيل، الاثنين، في زيارة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، للمنطقة، حيث ناقش هناك هدنة إنسانية.

ووجه رؤساء هيئات تابعة للأمم المتحدة، الاثنين، نداء موحدا لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، بينما تشتد الضربات الإسرائيلية على القطاع بعد مرور نحو شهر على اندلاع الحرب.

لكن في إسرائيل هناك شعور "يتخطى الانقسامات العميقة داخل المجتمع" وهو أن "العالم لا يفهمنا".

سيغال إسحاق، المعلمة الإسرائيلية التي وقفت في ساحة تل أبيب، قالت لشبكة "سي أن أن": العالم يحبنا عندما نكون ضحايا. إنهم يحبون إسرائيل، ويتعاطفون مع اليهود عندما نكون ضحايا، وعندما يقتلوننا، لكن عندما نفعل أشياء لحماية أنفسنا، يقولون لا".

وتضيف سيغال، وهي معلمة في مدرسة دينية للبنات: "أعتقد أن أي دولة في العالم تجد نفسها في وضعنا ستفعل الكثير، ولن يقول أحد أي شيء. لكن عندما يتعلق الأمر باليهود، (يتصورون) أنهم لا يحق لهم العيش في بلد بسلام. هذا ما نريده. وأنا آسفة للقول إنه لا أحد يفهم ذلك".

ويرى يوناتان رابابورت (22 عاما) الذي كان يعزف الموسيقى في ميدان صهيون بوسط مدينة القدس: "حضرت أربع جنازات في الأسابيع الأربعة الماضية، وجنازتين أخريين في العام الماضي، عندما قُتل اثنان من أصدقائي في هجمات إرهابية".

ويشير الشاب الذي أنهى مؤخرا خدمته العسكرية الإلزامية إنه أيضا يشعر بالإحباط من رد فعل العالم على الأحداث في غزة، ويقول: "عندما يسأل الناس: لماذا نهاجم غزة؟ أقول: أليس لنا الحق في حماية المدنيين والجنود؟".

ويضيف: "هذا الصراع (بين إسرائيل والفلسطينيين) ليس أبيض وأسود، ولكن هذه الحرب (مع حماس) هي كذلك. هناك انتقادات مشروعة للغاية للحكومة الإسرائيلية وإسرائيل، ولكن هناك خط رفيع للغاية تم تجاوزه في الكثير من هذه المحادثات بين انتقاد إسرائيل وكراهية اليهود. يمكنك انتقاد احتلال إسرائيل للضفة الغربية (..) لكن لا يمكنك أن تقول إنه لهذا السبب لا بأس من قتل 1400 (..)".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل جنديين خلال قتال بشمال القطاع، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الإسرائيلية هجومها على حي الشجاعية بمدينة غزة.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان عبر موقعه أن الجنديين هما، الرقيب يائير أفيتان، 20 عاما من رعنانا، من الكتيبة 890 لواء المظليين، الذي قتل في مواجهة شمال قطاع غزة.

وذكر أن الجندي الآخر هو الرائد (احتياط) ياكير شموئيل تاتلبوم، 21 عاما، من معاليه أدوميم، كان ضمن الكتيبة 77 تشكيل "سار مجولان" (7)، عندما قتل في اشتباك شمال قطاع غزة.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، عبر إكس أن جنديا من الكتيبة 13 من لواء جولاني وضابطا  من كتيبة روتيم من لواء غيفعاتي أصيبا بجروح خطيرة في المواجهات التي دارت شمالي قطاع غزة.

وتم إجلاء الجنود الجرحى لتلقي العلاج الطبي في المستشفى، كما تم إبلاغ عائلاتهم، وفق هاغاري. 

مواجهات عنيفة شمالي القطاع

ونقلت رويترز عن سكان قولهم إن الدبابات توغلت في عدة أحياء منها المنطقة المحيطة بالسوق المحلية وإنه جرى إطلاق نار كثيف من الجو والأرض.

وذكرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها أن قتالا عنيفا وقع مع القوات الإسرائيلية وإن مسلحيها أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر على القوات التي تنفذ عمليات هناك.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قتل خلال الأسبوع الماضي عشرات المسلحين في قتال من مسافة قريبة وغارات جوية في الشجاعية بعد تطويق ما وصفها بأنها منطقة مدنية حولتها حماس إلى مجمع للمسلحين.

وذكر الجيش في بيان "عثرت القوات في المنطقة على مواقع استطلاع وأسلحة وطائرات مسيرة معادية وقاذفة صواريخ بعيدة المدى بالقرب من المدارس".

وتنفي حماس المزاعم الإسرائيلية بأنها تنفذ عمليات في أماكن مدنية مثل المدارس والمستشفيات.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب التي تشنها إسرائيل جوا وبرا في غزة، لا يزال المسلحون يشنون هجمات على القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في مناطق قال الجيش إنه سيطر عليها قبل أشهر.

وذكر قادة إسرائيليون الأسبوع الماضي أن مرحلة القتال الضاري في الحرب تقترب من نهايتها، وأن المرحلة التالية من الهجوم ستكون بشكل أساسي عمليات على نطاق أصغر بهدف منع حماس من إعادة تجميع صفوفها.

وقال مسؤولون طبيون وسكان فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في عدة مناطق في رفح بجنوب قطاع غزة قتلت عددا من الفلسطينيين وأجبرت عائلات تعيش في أقصى الطرف الغربي للمدينة على التوجه شمالا.

وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في رفح تهدف إلى القضاء على آخر الكتائب المسلحة التابعة لحماس.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن الضربات العسكرية الإسرائيلية في أنحاء القطاع أدت، السبت، إلى مقتل 35 شخصا على الأقل وإصابة آخرين.

لا تقدم في المفاوضات 

وقال أسامة حمدان القيادي في حركة حماس، السبت، إنه لم يُحرز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل فيما يتعلق بالحرب في غزة.

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي في بيروت "نؤكد مجددا أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية"، في إشارة لتبادل محتمل للرهائن في غزة مع فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

وفشلت جهود تبذلها الوسيطتان قطر ومصر، وتدعمها الولايات المتحدة، حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اللتين تتهمان بعضهما بالتسبب في هذا الجمود.

وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى وقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

واتهم حمدان الولايات المتحدة بالضغط على حماس لقبول الشروط الإسرائيلية.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر  أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وأدت الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل في القطاع ردا على هذا الهجوم إلى مقتل ما يقرب من 38 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، فضلا عن تدمير القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرق بيانات وزارة الصحة في غزة بين المسلحين وغيرهم لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى مدنيون. وخسرت إسرائيل أكثر من 300 جندي في غزة وتقول إن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من العسكريين.

مقالات مشابهة

  • أمريكيون يرفعون دعوى ضد إيران وسوريا وكوريا الشمالية بسبب هجوم "حماس" على إسرائيل
  • إسرائيل تطلق سراح مدير مستشفى الشفاء وآخرين اعتقلوا أثناء الحرب
  • إسرائيل تطلق سراح مدير مستشفى الشفاء وعددا من المعتقلين أثناء الحرب
  • ردود فعل غاضبة بعد هجوم زعيم المعارضة التركية على حماس
  • ردود فعل غاضبة بعد هجوم زعم المعارضة التركية على حماس
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 20 مقذوفا أُطلقت من غزة
  • هجوم بالسهام على سفارة إسرائيل في دولة أوروبية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة
  • الجنديّ الذي أساء معاملة الضفدع
  • هجوم بـسهم يستهدف سفارة إسرائيل في صربيا ومقتل المهاجم..والخارجية الإسرائيلية تعلق