يهود ضد الحرب.. هل خسرت إسرائيل معركتها أمام الرأي العام العالمي؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
مع ازدياد انتشار صور مآسي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العالم، تتابع تل أبيب بقلق شديد تراجعا ملحوظا في معركتها أمام الرأي العام الدولي لتبرير استمرار حربها على القطاع.
وتعتبر إسرائيل أن استمرار الدعم الدولي مهم لمواصلتها الحرب التي دخلت شهرها الثاني، وتتوقع أن تستمر فترة أطول مع فشل جيشها في تحقيق الأهداف التي حددها للحرب.
ومع إطلاقها للحرب، استخدمت إسرائيل مشاهد المستوطنات في غلاف قطاع غزة أثناء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فحصلت على دعم غربي وخاصة من الولايات المتحدة.
ولكن مع ورود صور الدمار والقتل في قطاع غزة فإن الرأي العام الدولي بدأ يميل لمصلحة الفلسطينيين، وهو ما تم بالفعل وما زال يتم التعبير عنه في مظاهرات بعواصم عربية وأوروبية ودولية بما فيها في الولايات المتحدة.
الرواية الفلسطينية تسيطر
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، الثلاثاء، إنه وبعد مرور شهر، أصبحنا نواجه واقعا جديدا فالصور التي تتألق في وسائل الإعلام الدولية هي صور القتل والدمار في غزة، وليست الصور القادمة من المستوطنات.
وأضافت يبدو أن قصة المناصرة الإسرائيلية لا تنجح في أداء مهمتها بما يكفي لإتاحة مساحة كافية لنشاطات الجيش.
وتابعت أن الصور وسيطرة الرواية الفلسطينية تؤثر على الرأي العام في العالم، ومن هناك على الطريقة التي يمنح بها قادة إسرائيل الأولوية في العمل، ولهذا السبب، يعمل الجيش الإسرائيلي باستمرار ضد مؤقت العد التنازلي، الذي لا أحد يعرف حقًا متى سينتهي؟
ولا تكاد المؤسسات الأممية والدولية تتوقف عن بث مشاهد القتل والدمار في غزة والمناشدات لوقف إطلاق النار مع استهجان منع إدخال المواد الطبية والغذاء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة.
وإسرائيل ليست راضية عن مواقف المؤسسات الأممية والدولية، لا سيما أنها تحظى بمصداقية عالية لدى الناس في العالم.
وتشير القناة إلى أن إسرائيل حتى هذه اللحظة، لا تستطيع أن توفر لنفسها مساحة للتنفس تريدها، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة تحقيق الهدف الذي حددته لنفسها، أو اضطرارها إلى التسرع، ومن ثم تزداد فرصة ارتكاب الأخطاء.
وتابعت أن هذه النقطة، بعد مرور شهر على بدء القتال، تعتبر حاسمة لاستمرار القتال. لقد دخلت إسرائيل هذه الحرب بينما لم يكن لديها في الواقع أي خطط لليوم التالي.
رأي عالمي غاضب
ومنذ السبت الماضي، ينشط رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في التنقل بين محطات التلفزة المحلية في محاولة لتجنيد الدعم لاستمرار الحرب.
وكتب بينيت، السبت، على منصة إكس "سأقوم الليلة بجولة إعلامية سياسية في نيويورك وواشنطن. وضعنا الدولي ليس جيدا".
وأضاف "هدفي هو مساعدة الحكومة الإسرائيلية على تعزيز موقفنا في الرأي العام وفي الكونغرس وفي الإدارة من أجل إعطاء قادة جيش الدفاع الإسرائيلي الحرية الكاملة في العمل للقضاء على حماس"، وتابع "الرأي العام العالمي ليس في مصلحتنا الآن".
وكان الجيش الإسرائيلي أفرز أعدادا كبيرة من جنود الاحتياط، إضافة للناطقين الرسميين، للحديث إلى وسائل الإعلام الأجنبية دفاعا عن الحرب.
وإضافة إلى ذلك، لوحظ تجند العشرات من الصحفيين الإسرائيليين لنشر الرواية الإسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
مظاهرات يهودية ضد الحرب
وأصابت الإسرائيليين صدمة كبيرة لمشاركة يهود حول العالم في تظاهرات داعمة لوقف إطلاق النار في غزة ووقف الحرب، بعد بروز دور ملحوظ لجماعات يهودية في الولايات المتحدة ضد حرب غزة، في مظاهرات عمت نيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو وغيرها.
واعتبر أتيلا سومفالفي، في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت الاثنين، أنه "ظهر إلى النور تجمع مقيت من كارهي إسرائيل"، مضيفا أن أكثرهم إثارة للدهشة هم اليهود الذين يشاركون في حملة تشهير ضد أمتهم.
كما تبدي إسرائيل قلقها من تنامي المظاهرات بالعالم رفضا للحرب، بينما ذهب بينيت إلى حد مهاجمة هذه المظاهرات التي يشارك فيها مئات الآلاف في العالم بما فيها نيويورك حيث كان هناك.
ومن نيويورك، كتب بينيت، الأحد، في منشور على إكس قائلا "أنا مندهش ومشمئز من حقيقة وجود الكثير من الاحتجاجات المؤيدة لحماس حول العالم. إنه أمر لا يمكن تصوره".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرأی العام فی العالم قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بسبب الحرب التجارية.. الذهب العالمي يرتفع 9% منذ بداية 2025
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد سعر الذهب العالمي ارتفاعًا للأسبوع السادس على التوالي، بالإضافة إلى تسجيله مستوى تاريخي جديد خلال الأسبوع الماضي بدعم من التوترات في الأسواق المالية بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتعريفات الجمركية على الشركاء التجاريين لأمريكا، بالإضافة إلى تجدد المخاوف بشأن الوضع في قطاع غزة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.3% وهو ارتفاع للأسبوع السادس على التوالي ليسجل أعلى سعر تاريخي عند 2886 دولارا للأونصة ويغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2861 دولارا للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 2801 دولار للأونصة.
خلال شهر يناير ارتفع الذهب العالمي بنسبة 6.6% ليسجل الذهب ارتفاع منذ بداية العام بنسبة 9%، وذلك بعد ارتفاع تخطى 27% خلال عام 2024 بأكمله، وفق جولد بيليون.
شهد الذهب دفعة كبيرة خلال الأسبوع الماضي بعد أن كشف الرئيس الأمريكي ترامب عن رسوم جمركية بنسبة 25٪ على الواردات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى ضريبة بنسبة 10٪ على الصين، ردًا على الأدوار المفترضة لهذه البلدان في تدفق المخدرات غير المشروعة والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
ولكن قبل ساعات من سريانها يوم الثلاثاء الماضي، أعلن ترامب تأجيل الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا بعد التحدث مع زعماء البلدين، بينما تم تطبيق الرسوم الجمركية على الصين فقط، مما أثار موجة من الرسوم الجمركية الانتقامية من بكين وأثار مخاوف جديدة بشأن تجدد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
قالت وزارة المالية الصينية، إنها ستفرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، ورسوم إضافية بنسبة 10% على النفط الخام والمعدات الزراعية والسيارات اعتبارًا من 10 فبراير.
ارتفعت أسعار الذهب الفورية في أعقاب إعلان الولايات المتحدة والصين عن التعريفات الجمركية المتبادلة، حيث تزايد الطلب على الملاذ الآمن مدعومًا بالمخاوف بشأن آثار التوترات التجارية.
وتشير التوقعات أن استمرار التعريفات الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو العالمي، ومثل هذه الاتجاهات قد تعزز أسعار الذهب.
أيضاً تصريحات الرئيس الأمريكي بخصوص قطاع غزة تسببت في اعتراضات دولية على مستوى كبير لتزيد من التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وبالتالي يتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
هذا وقد صدر يوم بيانات تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر يناير ليظهر تراجع في اعداد الوظائف الجديدة بأقل من التوقعات والقراءة السابقة، وفي المقابل تراجع في معدل البطالة وارتفاع في متوسط الأجور مما جعل البيانات تأثيرها متضارب على الأسواق، فقد ارتفع الذهب يوم أمس وسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2886 دولارا للأونصة عقب البيانات قبل أن يقلص الذهب مكاسبه بشكل كبير قبل الإغلاق.