الأقدم على الإطلاق.. اكتشاف ثقب أسود يعود إلى فجر الكون
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – متابعات
حطم ثقب أسود هائل في الفجر الكوني الرقم القياسي لأقدم ثقب أسود رصده العلماء على الإطلاق.
ورُصد الثقب الأسود في مجرة تعرف باسم UHZ1، بعد 470 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير، وهي الفترة الزمنية التي كان فيها الكون ما يزال فتيا.
ووُصف بأنه بعيد جدا، حيث سافر الضوء لمدة 13.2 مليار سنة للوصول إلينا، لدرجة أن القوة المشتركة لمرصد “تشاندرا” للأشعة السينية وتلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) والنسبية، كانت مطلوبة للعثور عليه كامنا في أعماق الزمان والمكان الغامضة.
ويشكل هذا الاكتشاف، وفقا لفريق بقيادة عالم الفيزياء الفلكية، أكوس بوجدان، من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية (CfA)، دليلا رئيسيا على طريقة تكوين الثقب الأسود الهائل الذي يتطلب انهيار الجاذبية المباشر لسحابة ضخمة من الغاز إلى جسم فائق الكثافة، ثم ينمو بشكل أكبر وأكبر مع مرور الوقت.
ويقول عالم الفيزياء الفلكية آندي غولدينغ، من جامعة Princeton: “هناك حدود فيزيائية لمدى سرعة نمو الثقوب السوداء بمجرد أن تتشكل، لكن تلك التي تولد أكثر ضخامة لها السبق”.
وهناك غموض يحوم حول الثقوب السوداء فائقة الكتلة، فهي ضخمة بشكل غير مفهوم. مثلا، تبلغ كتلة Sagittarius A* – الثقب الأسود الهائل الموجود في قلب مجرة درب التبانة – 4.3 مليون مرة كتلة الشمس، وهو رقم متواضع نسبيا فيما يتعلق بالثقوب السوداء فائقة الكتلة.
ويعد الفجر الكوني، الذي يغطي أول مليار سنة تقريبا بعد الانفجار الكبير، بعيدا جدا بالفعل، وأي ضوء في تلك المناطق البعيدة يكون خافتا جدا، ويضعف بسبب امتداد الزمكان المتوسع.
وعُرف تلسكوب جيمس ويب الفضائي بأنه أقوى تلسكوب تم بناؤه على الإطلاق، حيث يرى الكون في ذلك الضوء الأحمر. ومع ذلك، هذا ليس كافيا تماما.
ولاكتشاف UHZ1، استفاد بوجدان وفريقه من خاصية غريبة في النسبية تسمى عدسة الجاذبية، وهي موجودة لأن وجود كمية هائلة من الجاذبية في بقعة واحدة، مثل جاذبية مجموعة من المجرات، يتسبب في انحناء الزمكان نفسه حولها. كما أن أي ضوء ينتقل عبر هذا الزمكان المنحني من أجزاء بعيدة من الكون، يمكن أن يصبح متضخما ومتكررا ومشوها.
وتقع UHZ1 خلف مجموعة من المجرات تبعد حوالي 3.5 مليار سنة ضوئية تسمى Abell 2744، والتي تسببت جاذبيتها في تكبير ضوء UHZ1 بمقدار أربعة أضعاف. وهذا يعني أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي يمكنه تمييز ضوء المجرة نفسها. وتمكّن “تشاندرا” من تمييز الأشعة السينية المنبعثة من الغاز الذي يحوم حول الثقب الأسود الهائل في مركزه.
ومن هذا الضوء، قام بوجدان وفريقه بتقدير كتلة الثقب الأسود والمجرة المحيطة به. وإذا كان الثقب الأسود ينشر المواد بأقصى معدل ممكن، فإن كتلته تتراوح بين 10 ملايين و100 مليون ضعف كتلة الشمس، ووجد الباحثون أن هذه كتلة بقية النجوم نفسها في المجرة UHZ1 مجتمعة.
وعادة، تبلغ نسبة كتلة الثقب الأسود إلى كتلة المجرة المضيفة له حوالي نصف بالمائة. وتشير الكتل المعنية هنا إلى أن UHZ1 وثقبها الأسود لا يزالان في مراحلهما الأولى، وأن بذرة الثقب الأسود يجب أن تكون قد تشكلت من انهيار مباشر، وليس من تراكم بطيء.
المصدر: أخبار ليبيا 24
كلمات دلالية: الثقب الأسود
إقرأ أيضاً:
مسبار ناسا ينجح في الاقتراب من الشمس لمسافة هي الأقرب على الإطلاق
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلة العلوم نيكولا ديفيس قالت فيه إن وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) كشفت أن مسبار باركر الشمسي نجح في إتمام اقتراب من الشمس لمسافة هي الأقرب له على الإطلاق ولا يزال يعمل بصورة جيدة.
وقالت الصحيفة، إن المسافة كانت هي الأقرب التي يصلها أي جسم من صنع الإنسان إلى نجمنا، حيث تعرض المسبار لدرجات حرارة تصل إلى 982 درجة مئوية (1800 درجة فهرنهايت) وإشعاعات شديدة.
وقالت الدكتورة نيكولا فوكس، رئيسة قسم العلوم في ناسا: "إنه يبعد 3.8 مليون ميل عن سطح الشمس. إنه يحطم كل هذه الأرقام القياسية، إنها لحظة 'نعم، لقد نجحنا'".
وأطلق مسبار باركر الشمسي في عام 2018، وقضى السنوات القليلة الماضية في إكمال 21 مدارا حول الشمس، مع تحول مساره تدريجيا بالقرب من كوكب الزهرة إلى أقرب نجمنا.
وبينت الصحيفة، أنه قد تم تصميم المسبار، الذي يبلغ حجمه حجم سيارة صغيرة، لإجراء ملاحظات على الغلاف الجوي العلوي للشمس، والمعروف باسم الهالة، ويحمل أربعة مجموعات من الأجهزة.
ووفقا لوكالة ناسا، فإن المسبار محمي من البيئة القاسية التي يواجهها بواسطة درع مركب من الكربون مقاس 4.5 بوصة (11.43 سم)، مما يسمح له بالبقاء فاعلا في درجات حرارة تصل إلى 1377 درجة مئوية (2500 درجة فهرنهايت).
واقترب المسبار من الشمس لأول مرة في عام 2021، مما أسفر عن رؤى جديدة في المنطقة الشديدة المغناطيسية، لكن الإنجاز الأخير جعل المسبار الشمسي أقرب من أي وقت مضى.
وقالت وكالة ناسا: "تسمح هذه الدراسة القريبة للشمس لمسبار باركر الشمسي بأخذ قياسات تساعد العلماء على فهم أفضل لكيفية تسخين المواد في هذه المنطقة إلى ملايين الدرجات، وتتبع أصل الرياح الشمسية (تدفق مستمر من المواد الهاربة من الشمس)، واكتشاف كيف يتم تسريع الجسيمات النشطة إلى سرعة قريبة من سرعة الضوء".
وأضافت، أن الرياح الشمسية لها تأثيرات مهمة على الحياة على الأرض: فبينما تنحرف عادة عن مسارها بفعل المجال المغناطيسي للأرض، فإن الجسيمات يمكن أن تتفاعل مع الذرات والجزيئات في الغلاف الجوي لإنتاج ظاهرة الأضواء الشمالية والجنوبية. ومع ذلك، فإن القذف الكبير للجسيمات من الشمس يمكن أن يسبب مشاكل، حيث يتداخل مع المجال المغناطيسي للأرض ويعطل شبكات الطاقة وأنظمة الاتصالات.
وكان مسبار باركر الشمسي، الذي يسافر بسرعة 430 ألف ميل في الساعة (692 ألف كيلومتر في الساعة)، خارج الاتصال بالعلماء أثناء أقرب اقتراب له من الشمس.
ومع ذلك، تلقى العلماء في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية (APL) في ماريلاند في الولايات المتحدة إشارة من المسبار قبل منتصف الليل بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 26 كانون الأول/ ديسمبر تشير إلى أنه في حالة جيدة ويعمل بشكل طبيعي.
ومن المتوقع إرسال بيانات مفصلة عن حالته إلى الأرض في يوم رأس السنة الجديدة، وفقا للصحيفة.
وكان من المتوقع أن يكمل المسبار 24 دورة حول الشمس على مدى سبع سنوات، مما يعني أن المهمة تقترب الآن من نهايتها. تم تسمية المسبار على اسم الدكتور الراحل يوجين باركر، الذي اقترح لأول مرة نظرية الرياح الشمسية.
ووصفت الدكتورة جوليا ستوارز من جامعة نورثمبريا اقتراب المسبار من الشمس بأنه إنجاز مذهل.
وقالت: "ستساعدنا القياسات التي تم الحصول عليها من مسبار باركر الشمسي في الإجابة على بعض الأسئلة الأكثر جوهرية حول كيفية تصرف الشمس وغلافها الجوي الممتد، والتي كانت مطروحة منذ بداية عصر اكتشاف الفضاء".