أيقونة العالم وصاحب تاريخ أقدم من إسرائيل.. كل ما تريد أن تعرفه عن مستشفى الشفاء بقطاع غزة.. بناه الانتداب البريطاني وعالج جنود مصر في حرب 67
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
مع تقدم الهجوم البري للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، أصبح أحد أهم الأهداف للجيش الإسرائيلي هو إخلاء مستشفى الشفاء، وذلك عبر قصف محيطه عدة مرات، وقصف أجزاء من المستشفى، وذلك بهدف تهجير الفلسطينيين بشمال غزة لجنوبها، ويتم ذلك تحت غطاء من الادعاءات التي يرددها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هاغاري، عن أن منظمة حماس تقود رجالها وتنفذ عملياتها العسكرية من أسفل مجمع مستشفى الشفاء، وأصبح الجميع يتخوف من كارثة قصف هذا المبنى، وهنا نرصد تاريخ لتلك المنشأة التي تاريخها يمتد لعمر أكبر من تاريخ دولة إسرائيل.
والمفاجأة، أن تلك المستشفى كانت شاهده على كافة الحروب التي مرت بها المنطقة، بل وبداخلها تم علاج الجنود المصريين في بداية حرب 1967، حيث كانت المستشفى حينها خاضعة للسيادة المصرية، ومن المفارقات في تاريخ تلك المستشفى، أن هناك الكثير من المهندسين الإسرائيليين شاركوا في بناءها أو تطويرها عبر العقود، وكذلك تعاقدت إسرائيل مع حماس في وقت سابق كشركة أمن لحراسة المستشفى، وهنا نرصد تاريخها الممتد لأكثر من 75 عاما وفقا لما رصدته الصحف العبرية.
الأيقونة العالمية وتاريخ من الحروب
والمستشفى الشهير، هو واحد من حوالي 20 مستشفى في قطاع غزة، ولا يعلم الكثيرون أن المبنى الأيقوني، الذي أصبح رمزًا عالميًا ومحط اهتمام كبير، تم بناؤه من البداية إلى النهاية بتخطيط وتنفيذ مهندسين معماريين إسرائيليين، حيث تم تصميم وبناء الطوابق السفلية الأولى للمستشفى في هيكله الحالي خلال الثمانينيات في مكتب تزبور في تل أبيب، بناءً على طلب دائرة الأشغال العامة الإسرائيلي (PWD)، التي كانت مسؤولة بالفعل خلال الانتداب البريطاني عن إنشاء المستشفيات الحكومية.
وبحسب تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقد تمت دعوة المكتب الإسرائيلي بعد ذلك لتصميم مبنى فرز مركزي وحديث للمستشفى، واقترح لاحقًا أيضًا خطة رئيسية ورؤية تفصيلية لعام 2000 للتطوير المستمر لـ "حرم الشفاء" وكانت المشاركة الإسرائيلية في بناء المستشفى أيضا في عام 1972، حيث تم افتتاح مستشفى لأمراض العيون بجوار الشفاء، وفي الثمانينيات، قامت إسرائيل بتجديد وتوسيع مجمع المستشفى، بما في ذلك حفر أرضية خرسانية تحت الأرض.
موقعه بشارع عز الدين القسام
يقع مجمع الشفاء الطبي على مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة في القطاع، ويطل على شارعي عز الدين القسام والوحدة، ويقع في محيطه مسجد الشفاء، وتبلغ مساحة المجمع 45 ألف متر مربع، ويعود تاريخ بناء المستشفى إلى منتصف القرن الـ20، وتحديدا عام 1946، حين أنشأ الانتداب البريطاني المستشفى في مدينة غزة، وكان في شكله الأولي أكشاكا صغيرة تهدف إلى تقديم خدمات الرعاية الطبية للمرضى.
ومجمع الشفاء هو مجمع حكومي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعدّ أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، وقد مر المستشفى بـ4 سلطات مختلفة، الأولى بعد بنائه، حيث تأسس بالتحديد عام 1946، وكان خاضع لسلطة الانتداب البريطاني، ثم خضع للسلطة المصرية منذ 1948، وحتى 1967، وخضع للاحتلال عام 1967، ثم للسلطة الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو، وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله.
عمره يعود للانتداب البريطاني .. ومقرا لعلاج جنود مصر
ومن المفارقات أن تاريخ المستشفى يعد أكبر من تاريخ الدولة الإسرائيلية الحالية نفسها، حيث يعود تاريخ بناء المستشفى إلى فترة الانتداب البريطاني، حيث كان يخدم الفلسطينيين في تلك الفترة، وبعد عام 1948، ووضع قطاع غزة تحت السيادة المصرية بدأ يتطور ليصبح المركز الطبي الرئيسي للقطاع، وفي الستينيات أضيفت إليه أسرة وأجنحة أخرى، ومن القدم، مازال مستشفى الشفاء له تاريخ حافل بالحروب، في حرب 1967، تم علاج جرحى الجنود المصريين هناك.
وبحسب ما نشرته الصحيفة العبرية، فإنه في مساء يوم 6 يونيو 1967، وصلت القوات البرية للجيش الإسرائيلي إلى المبنى، وكان بداخله عدد من الجنود المصريين، وقد أصيبوا في الأيام الثلاثة الماضية للحرب، وعينت الحكومة العسكرية الإسرائيلية طبيب إسرائيلي ليتولى مسؤولية النظام الصحي في قطاع غزة، وبحلول عام 1969، توسع القسم الداخلي في المستشفى، وفي نوفمبر 1972، تم افتتاح مستشفى لأمراض العيون بجوار الشفاء، حيث تم عمل توسيع لمجمع المستشفى بمساعدة أمريكية
توسيع سعة المستشفى لـ 900 سرير .. وحماس شركة أمن له
وقبل خضوع المستشفى لسلطة الاحتلال الإسرائيلي كان يضم 320 سريرًا، ويخدم 210.000 من سكان مدينة غزة في ذلك الوقت، وبدأ يتطور لمركز طبي يضم أقسامًا وعيادات جديدة لجميع الخدمات الإضافية، وكان أكبر خطط توسعية له في أواخر الثمانينيات، بخطة رئيسية لعام 2000" لمركز الشفاء الطبي، وارتكزت الخطة على هدف توفير حوالي 900 سرير في حرم جامعي مساحته حوالي 50 دونمًا من شأنه أن يخدم ليس سكان المدينة فحسب، بل جميع سكان قطاع غزة.
ومن المفارقة أن شكرة المقاولات الإسرائيلية قامت في نهاية الثمانينيات، استأجرت حماس كشركة أمنية لمنع الأضرار التي لحقت بالمبنى من وقت لآخر، وذلك بحسب ما ذكرته الصحيفة العبرية، وبعد اتفاقية أوسلو عمل اليابانيون والأوروبيون على تطوير المستشفى.
اقتحام طلاب فلسطين للمستشفى
ومع بدء الانتفاضة الأولى ديسمبر 1987، برز دور المستشفى كنقطة مواجهة أساسية بين عناصر الجيش والفلسطينيين، فقد حدثت فيه أول مواجهة في الانتفاضة حين اقتحمه الطلاب الفلسطينيون لمواجهة جنود الاحتلال، إذ كان مركز تجمع للجيش، وحاول الجنود الإسرائيليون خلال الانتفاضة سرقة جثامين الشهداء الفلسطينيين من المستشفى، وحين وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل اتفاقية أوسلو عام 1993، أصبح المستشفى تابعا لإدارة السلطة الفلسطينية، وتلقى حينها دعما يابانيا وأوروبيا للتطوير وإنشاء مبان جديدة، وتوسيع الغرف، ثم شهد المستشفى بعدها عدة عمليات تطوير حولته إلى مجمع طبي يضم عدة مستشفيات متخصصة.
وفي عام 2023 كان الهيكل الخارجي للمستشفى يحتاج إلى ترميم، فقد كانت أجزاء من الخرسانة تتساقط من الأسقف والجدران وبسبب عدم القدرة على تأمين المواد نتيجة الحصار وعدم وجود دعم مادي لم تتم عملية الترميم، ويقدم المستشفى خدماته على نحو خاص لسكان مدينة غزة، بالإضافة إلى استقبال حالات من مدن أخرى لا تتوفر فيها مستشفيات متخصصة، كما يقدم خدمات علاجية وصحية متنوعة وعمليات لأعداد كبيرة من السكان، فعلى سبيل المثال في عام 2020 قدم المستشفى خدمات علاجية لـ460 ألف مواطن، إضافة إلى تقديم خدمات صحية لما يقارب 250 ألف مواطن في قسم الطوارئ، وأجريت فيه في العام ذاته 25 ألف عملية جراحية و69 جلسة لغسل الكلى، و13 ألف حالة ولادة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانتداب البریطانی مستشفى الشفاء مدینة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مستشفى العودة في شمال غزة مهدد بالتوقف
قالت جمعية العودة الصحية والمجتمعية ، اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024 ، إن نقص الإمدادات يهدد بتوقف خدمات مستشفى العودة بتل الزعتر، في ظل ظروف كارثية نتيجة استمرار عملية عسكرية إسرائيلية بشمال قطاع غزة منذ أكثر من 40 يوما.
وأوضح مدير عام الجمعية رأفت المجدلاوي، أن المستشفى هو "المُزوّد الوحيد لخدمات الجراحة العامة والجراحات النسائية والتخصصية بشمال القطاع".
كما يقدم المستشفى خدمات الاستقبال والطوارئ والطب العام والصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك الولادات الطبيعية والقيصرية، بحسب المجدلاوي.
وأكد مدير الجمعية أن "المستشفى يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود والمحروقات ومستلزمات أساسية أخرى كالماء والطعام ووحدات الدم والأكسجين".
وأوضح أن "طواقم المستشفى تعمل بطرق إبداعية لضمان استمرارية الخدمات، حيث يتم جدولة الكهرباء لأربع ساعات يوميا فقط باستخدام الكميات المحدودة جدا من الوقود الذي أوشك على النفاد".
وأضاف: "نفاد الأكسجين ومخزون وحدات الدم والوقود يشكل تهديدا خطيرا لاستمرار خدمات المستشفى، ما يعرض حياة المرضى والجرحى والنساء للخطر الشديد، وقد يؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح".
وناشد مدير الجمعية، منظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الدولية "للتحرك العاجل والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتأمين إمدادات الوقود ووحدات الدم اللازمة للمستشفى".
وطالب المجدلاوي، "بتوفير ممر آمن لتزويد المستشفى بالغازات الطبية الضرورية التي كانت تُنقل من مستشفى كمال عدوان" بشمال القطاع.
وأكد أن "التدخل السريع لإنقاذ مستشفى العودة يُعد ضرورة إنسانية قصوى لتجنب المزيد من الكوارث الصحية في الشمال".
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
المصدر : وكالة سوا