خبراء.. 7 سلوكيات للناجحين يظنها الناس نرجسية
تاريخ النشر: 1st, July 2023 GMT
انتشار الحديث عن النرجسية وتناول علاماتها على نطاق واسع، وخصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي، ساهم في الخلط بين النرجسية بمعناها المَرَضي، وبين سلوكيات إيجابية تُعبر عن الثقة بالنفس والعلاقة المنضبطة بالآخرين.
فهناك تصرفات قد تبدو نرجسية لكنها مفيدة لحياتنا اليومية، وفقا لما ذكره الخبراء لصحيفة "هافبوست".
تقول سارة غراهام، المستشارة المتخصصة في اضطراب الشخصية النرجسية، في بورنموث بالمملكة المتحدة، إن "تعريف النرجسي بأنه الشخص غير المنطقي وغير القادر على التحكم في جزء من سلوكه، ظل شائعا"، ولكن بمرور الوقت "تحول أي سلوك يتضمن أدنى شُبهة نرجسية"، إلى شيء سيئ يمكن أن يمثل مشكلة بالنسبة للكثيرين.
وأوضحت أنه "من المهم استيعاب أن هناك أيضا مستوى من السلوكيات الجيدة التي توصم بالنرجسية وهي ليست كذلك"، لكنها سمة سلوكية "ضرورية لتحديد الأهداف، وفهم المشاعر، وعيش حياة ذات معنى".
فهي شكل من أشكال الرغبة في الاستقلالية أو التميز أو الاعتداد الطبيعي بالنفس، التي قد نحتاجها من حين لآخر، لجعلنا ننهض من الفراش في الصباح، ومساعدتنا على الوصول إلى أهدافنا، والمُضي قدما في الحياة، "بشرط ألا ندوس على الآخرين، ونركز على ذواتنا بشكل صارم". كما تقول هانا ألديريت، مستشارة الصحة العقلية المُعتمدة في واشنطن.
هناك تصرفات قد تبدو نرجسية لكنها مفيدة لحياتنا اليومية حسب عدد من الخبراء (غيتي إيميجز) "شُبهة النرجسية" أهون من الوقوع في بئر "الصدى"المفارقة التي تلفت غراهام نظرنا إليها، أننا إذا حاولنا جميعا أن نتجنب شُبهة النرجسية، فسوف نقع في حفرة على الجانب الآخر من النرجسية تُسمى حالة "الصدى" (Echoism)، وتعني "فقدان الشخص للقدرة على التفاعل والتعبير عن الذات، والافتقار للهوية الواضحة، والخجل من طلب الدعم والاكتفاء بالعيش في خدمة الآخرين حتى التلاشي".
وهو ما يجعل غراهام تؤكد أننا في الواقع نحتاج إلى قدر من السلوكيات التي تتسم بالاستقلالية والثقة بالنفس، حتى لو وُصمت بالنرجسية أحيانا، "لنكون قادرين على أن نعيش سعداء، نُدير حياتنا بشكل صحيح".
أنماط سلوكية تُوصم بالنرجسيةهذه أهم التصرفات التي يقول الخبراء "إنها تجسيد رائع لثقة الشخص بنفسه"، رغم نظر معظم الناس إليها باعتبارها دليلا على النرجسية:
الرغبة في الانفراد بالنفسوتوضح غراهام أن رغبة الإنسان أن يكون بمفرده ليست نرجسية، "لأن الشخص النرجسي قد يشعر بأنه مهجور عندما يكون بمفرده، أما الشخص القادر على أن يكون بمفرده بإرادته، فيُدرك أن كونه وحيدا أفضل من العلاقات المسدودة أو مع أشخاص لا يهتمون به كما يجب".
وبالمثل، وجد بحث أجراه الطبيب النفسي وخبير النرجسية الدكتور جيمس ماسترسون، أن "هناك أشخاصا يبدون كأنهم نرجسيون، لمجرد رغبتهم في أن يكونوا بمفردهم لبعض الوقت، ولا يقفزون من علاقة إلى أخرى، لملء الفراغ من حولهم".
هناك أشخاص يبدون كأنهم نرجسيون لمجرد رغبتهم في أن يكونوا بمفردهم لبعض الوقت (شترستوك) التركيز على احترام الذاتتُخبرنا هانا ألديريت أن حرص الشخص على الاحتفاظ باحترامه لذاته ليس نرجسية، بقدر ما هو "إحساس بالسيطرة على نفسه يأتي من داخله، ويجعله قادرا على مواجهة تحديات الحياة اليومية، دون إملاء من الأشياء التي تحدث من حوله، أو ربط بين قيمته الذاتية وما يتحقق أو لا يتحقق من نتائج".
مما يسمح له "بتحمل المسؤولية عن سلوكياته، ويساعده في السيطرة على مشاعره"، على عكس الشخص النرجسي تماما.
القدرة على التأقلمففي الوقت الذي يصعب على الشخص المصاب باضطراب الشخصية النرجسية "تحمل المواقف التي تتطلب تقديم احتياجات الآخرين على احتياجاته، ويصبح ساخطا وغاضبا عندما لا يأخذ ما يريد"، كما تقول ألديريت، نجد الشخص الموصوم بالنرجسية لثقته بنفسه، "يتمتع بالقدرة على الانحناء أمام التغييرات، والتأقلم الجيد عندما يعجز عن تلبية احتياجات معينة، أو يفشل في الحصول على ما يريد، مما يسمح له بمواجهة الحياة بلطف".
التأكد من الرضا وليس الإعجابهناك فرق بين شخص يركز على الجودة ويحرص على التأكد من استفادة الجمهور، عندما يُلقي خطابا أو محاضرة. وبين آخر نرجسي، "مهووس بإعجاب المستمعين وثنائهم"، وفقا لمقارنة غراهام، التي تُضيف أن "الحاجة إلى الإعجاب" هي علامة مميزة وواضحة في النرجسية المرضية، لكن "الدافع وراء السلوك" هو الذي يحدد كون الشخص نرجسيا أم لا. فقد يبدو السلوك هو نفسه من الشخصين، لكن الفارق "فيما يحدث داخل أذهانهما".
الاهتمام بالنفسوهو الاهتمام الذي تفسره غراهام "بالقدرة على وضع الحدود مع الآخرين، والتواصل بشكل أكثر حزما".
أما هانا ألديريت فتقول إن "إظهار سلوكيات الرعاية الذاتية والاهتمام بالنفس، كالاشتراك في فصل اليوغا، أو شراء وجبة مُفضلة عند الرغبة في تناولها -على سبيل المثال- "ليس نرجسية، بقدر ما هو علامة على رغبة الشخص في الاعتناء بنفسه وتلبية احتياجاته".
إظهار سلوكيات الرعاية الذاتية والاهتمام بالنفس ليس من النرجسية حسب الخبراء (بيكسلز) عيش المشاعر بعمقأشار بحث ماسترسون إلى أهمية "الشعور بعواطف مثل الإثارة والسعادة والعفوية"، حيث إن "الأشخاص الذين لديهم قدر من الثقة بالنفس يمكنهم الإحساس بمشاعرهم بعمق".
أما النرجسيون "فغالبا ما يكون لديهم إحساس بالخزي الكامن وعدم الكفاءة، يُثبط المشاعر الحقيقية، ويجعل الحياة تبدو كأنها دوامة مستمرة من المهام"، بحسب وصف غراهام.
كون الشخص هادفافتحديد الهدف سمة يمتلكها الأشخاص الذين "لديهم علاقة صحية مع أنفسهم ومع الآخرين"، سواء في العمل أو العائلة أو حتى في السفر.
لذا، تُشير غراهام إلى أنه "حتى مع الانتكاسات، يجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم يستحقون الاحترام، ويسعون جاهدين لتحقيق الهدف الذي يتحمسون له ويعتقدون أنه في مصلحتهم".
وتؤكد أن "أي شخص يثق بنفسه يضع لنفسه هدفا بأن يتعامل مع من حوله باحترام، ويريد ويتوقع أن يُعامله الجميع بشكل جيد أيضا"، وهو ما يختلف تماما عن سلوك الشخص النرجسي، "الذي قد يعتقد أنه أفضل من المحيطين به، ويفتقر إلى التعاطف، ويحتاج إلى التحقق المستمر من صحة تصرفاته"، على حد قول هانا ألديريت.
كما أن غياب الهدف يجعل الشخص ينزلق نحو "حالة الصدى"، التي تجعله يجد صعوبة في تحديد أهدافه واحتياجاته، "لاعتياده على الارتباط بمن حوله والاكتفاء بخدمتهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
خبراء يتحدثون عن "التنافس الدولي على سوريا وأثره على النظامين الإقليمي والدولي"
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، تبرز سوريا كأحد أكثر النقاط الساخنة التي تستقطب اهتمام القوى الدولية والإقليمية، قدم مجموعة من الخبراء رؤى تحليلية حول المشهد السوري المعقد.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها مركز "إيجيبشن إنتربرايز" تحت عنوان "التنافس الدولي على سوريا وأثره على النظامين الإقليمي والدولي"، و اعتبر المشاركون أن التنافس الدولي في سوريا لم يعد مجرد صراع بين القوى الكبرى، بل تحول إلى تجاذبات داخلية تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية.
وأكد الخبراء على أن غياب رؤية عربية موحدة يزيد من تعقيد الوضع، مما يستدعي إجراء حوار أكاديمي معمق لفهم الديناميكيات المتشابكة التي تؤثر على استقرار النظامين الإقليمي والدولي.
التنافس الدولي: من الخارج إلى الداخلافتتح الورشة محمد عبد الحليم، مدير المركز، الذي أكد على أهمية الملف السوري كحالة دراسية للصراعات الدولية. وصرح قائلًا: "ما يحدث في سوريا هو نموذج مصغر للصراعات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، حيث تتداخل المصالح بين الدول الكبرى والفواعل من غير الدول، وهذا يتطلب منا دراسة معمقة لفهم هذه الديناميكيات".
قدم د. مصطفى صلاح، الباحث في العلاقات الدولية، مداخلة تناولت كيفية انتقال التنافس الدولي إلى داخل سوريا. وأشار إلى أن "الفراغ الاستراتيجي الذي تركه غياب رؤية عربية مشتركة ساهم في تفاقم الصراع". وتابع: "تركيا، الولايات المتحدة، روسيا وإيران تتصارع على الأرض السورية، مما يجعل من الصعب الوصول إلى حل شامل". وأكد على أهمية التفاهمات بين القوى الدولية في إدارة الملفات الحيوية مثل الحدود واللاجئين، مشددًا: "إن غياب التنسيق العربي يزيد الأمور تعقيدًا".
استعرض أحمد سلطان، مسؤول برنامج الدراسات التطرف، الفواعل الأكثر تأثيرًا في الصراع السوري، مع التركيز على دور تنظيمات مثل هيئة تحرير الشام وقسد. وقال: "الخطاب السياسي للجولاني شهد تحولات كبيرة، من التطرف إلى الاعتدال، وهذا يعكس مدى التغيرات في المشهد السوري". وأضاف أن التحالفات غير الرسمية التي تتشكل بين هذه الفصائل والقوى الدولية تعكس واقعًا جديدًا يجب مراعاته في أي استراتيجية مستقبلية.
تحديات مكافحة الإرهابفيما د. حمادة شعبان مشرف وحدة الرصد بمرصد الأزهر، التحديات المستقبلية لمكافحة الإرهاب في سوريا. وأشار إلى أن "التصريحات الأمريكية بأن مفاتيح الحل تبدأ من أنقرة تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا". وتابع: "التحديات الأمنية كبيرة، خاصة في مخيم الهول، وإعادة تشكيل القوات المسلحة السورية، ما يجعل المهمة معقدة جدًا". واعتبر أن "التنسيق الدولي ضروري لمواجهة هذه التحديات".
وتناول درويش خليفة، الكاتب والمحلل السياسي، عبر سكايب، خطوات إعادة بناء سوريا، مؤكدًا: "لا بد من تشكيل برلمان مؤقت وإعداد دستور جديد يشمل جميع أطياف الشعب السوري". وأشار إلى أن التوجه نحو إعادة تشكيل المحليات على أساس جغرافي بدلاً الاعتبارات الإثنية أو الطائفية. يعد خطوة مهمة لتجاوز الفوضى الحالية.
وأوضح خليفة أن هذا النهج يهدف إلى تقليل التوترات الناتجة عن الانقسامات الإثنية والطائفية، حيث يعيد توزيع السلطات المحلية بطريقة تعزز الوحدة الوطنية، من خلال التركيز على الجغرافيا بدلاً من الإثنية، يمكن أن تساعد هذه الخطوة في تعزيز مفهوم المواطنة المشتركة، مما يدعم الهوية الوطنية السورية بشكل أوسع.
تأثير سقوط نظام الأسدأوضح د. أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية، أن سقوط نظام الأسد قد يؤدي إلى تحولات جذرية في التوازنات الإقليمية والدولية. وصرح: "سقوط النظام يعني انتهاء الهيمنة الروسية والإيرانية على سوريا، وقد يؤدي إلى فوضى جديدة في المنطقة". وأكد على ضرورة الانتباه إلى "الالتفاف الشعبي حول شخصيات مثل الجولاني، حيث يمكن أن يعيد إحياء الجماعات الجهادية"
في ختام الورشة، أكد هاني الاعسر، المدير التنفيذي للمركز الوطني للدراسات، على أهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي قد تترتب على سقوط نظام الأسد. وقال: "رغم تحفظاتي الأخلاقية على نظام الأسد، إلا أن سقوطه قد يدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الفوضى". وشدد على أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب رؤية استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع المتغير في سوريا، قائلًا: "يجب أن نكون مستعدين لمواجهة الأزمات الناجمة عن هذا التحول".