أزمات سلاسل التوريد والإكراه الاقتصادى (٢)
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
تناولنا فى المقال السابق أن أسس التجارة الدولية تهتز بسبب استخدام الإكراه الاقتصادى، وأن مصر يجب أن يكون لديها قدر من المرونة التفاوضية لتحقيق أهدافها التنموية، فى ظل ما نراه من القتل، والعقاب الجماعى والتهجير القسرى الذى تقوم به إسرائيل الذى يرقى إلى جرائم يعاقب عليها القانون الدولى، وأن ما تقوم به دولة الاحتلال يدفعها إلى كارثة استراتيجية لها تكاليفها المرتفعة، بعكس مكاسبها المنخفضة المتوقعة، فنقلا عن أرقام لوزارة المالية الإسرائيلية بأن تكلفة الحرب التى تخوضها فى قطاع غزة ستبلغ 51 مليار دولار.
وعلى الجانب الغربى من الحرب فى غزة، قامت وكالة فيتش بتخفيض تصنيف مصر الائتمانى على المدى الطويل إلى « ب _» هبوطًا من «ب»؛ بسبب زيادة المخاطر على التمويل الخارجى واستقرار الاقتصاد الكلى، ولكنها عدلت نظرتها المستقبلية لمصر من سلبية إلى مستقرة. وبالتالى ما أكدنا عليه سابقًا أن تصاعد الحرب فى غزة والتهديد الإقليمى سيؤثران سلبًا على الوضع الاقتصادى المصرى، نظرًا لقرب مصر من الصراع الدائر، والتدفق المحتمل للاجئين سيزيد من المخاطر الأمنية، وهو ما حذر منه الرئيس السيسى من وجود تهديد للأمن القومى المصرى عبر مخطط إسرائيلى لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأن مصر ستواجه كما واجهت من قبل هذه المخططات بكل حزم وعقل، لا سيما أن هذا الصراع يشكل الآن مخاطر سلبية كبيرة على السياحة، ولكن ستزيد التدفقات الدولارية من قناة السويس خاصة بعد تنفيذ مشروع السكة الحديد بين العين السخنة والعلمين لتصل حصيلة القناة إلى 12 مليار دولار، وكذلك تعافى التحويلات من الخارج لتصل إلى أكثر من 30 مليارًا، والاستثمارات الأجنبية إلى أكثر من 10 مليارات دولار، مما سيساعد على احتواء احتياجات التمويل بسبب زيادة الواردات. وهو ما انعكس على زيادة الاحتياطى النقدى إلى أكثر من 35 مليار دولار، ويأتى ذلك بالتزامن مع خطة الحكومة لبيع أصول مملوكة للمساهمة فى سد الفجوة التمويلية التى تبلغ حوالى 17 مليار دولار على مدى السنوات الأربع القادمة، وتسعى القيادة السياسية لمواجهة هذه المعضلة من خلال البحث عن مساعدات وتمويلات، مستندة على قبول مصر فى مجموعة البريكس، وعبر النجاح فى إبرام اتفاقية لجذب استثمارات سعودية بقيمة 10 مليارات دولار، ليبقى الأمل قائمًا فى ظل هذه التداعيات السلبية فى الوصول لأهدافنا التنموية الإيجابية.
رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د علاء رزق مجموعة البريكس الإقتصادي المصري الاقتصاد الإسرائيلي قطاع غزة ملیار دولار إلى أکثر من وهو ما
إقرأ أيضاً:
انطلاق مؤتمر «الرادار الاقتصادي» بعنوان «مصر 2025» الثلاثاء
فى خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد المصرى وتحقيق طفرة فى معدلات التصدير، يُعقد الثلاثاء القادم 21 يناير، مؤتمر «الرادار الاقتصادى» فى دورته الأولى، تحت شعار «مصر 2025» والجلسة الأولى بعنوان: «كيف نصل إلى100 مليار صادرات»؟ والذى تقدمه الإعلامية رينال عويضة وبرعاية مجموعة شركات «أيمن حامد سليمان».
يأتى المؤتمر ليؤكد أهمية دور الصادرات فى تعزيز الاقتصاد الوطنى، ويهدف إلى خلق منصة فعّالة تجمع نخبة من المسئولين الحكوميين، الخبراء الاقتصاديين، ورواد الأعمال لمناقشة استراتيجيات تطوير قطاع التصدير المصرى وفتح آفاق جديدة فى الأسواق العالمية.
ويشهد المؤتمر فى دورته الأولى حضور وتكريم عدد من الوزراء والشخصيات العامة الفنية والإعلامية والاقتصادية.
كما يشهد المؤتمر جلسات نقاشية تجمع بين الخبراء وأصحاب القرار فى قطاع الصادرات والتصدير، حيث يتم خلالها تبادل الآراء والأفكار حول أفضل الحلول والتجارب الناجحة لزيادة الصادرات وتحقيق الاستفادة المثلى من الإمكانيات المتاحة.
ويُتوقع أن يشكل هذا الحدث نقطة تحول فى وضع استراتيجيات اقتصادية جديدة تعزز من تنافسية المنتجات المصرية على المستوى العالمى، مع تسليط الضوء على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف المنشودة
ويمثل مؤتمر «الرادار الاقتصادى» منصة مهمة لتبادل الآراء وطرح الحلول العملية التى تسهم فى تحقيق طموحات الاقتصاد المصرى، ويعكس الشراكة المثمرة بين القطاعين العام والخاص لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية.
وفى هذا الشأن صرّح المستشار الاقتصادى أيمن حامد سليمان بأن رعايته لهذا المؤتمر جاءت من اقتناعه التام بأهمية زيادة الصادرات وتماشياً مع توجه الحكومة للوصول إلى 140 مليار دولار صادرات مع حلول 2030، مؤكداً أن كافة مصانعه ومنتجاته معدة للتصدير.
وأضاف أن مناقشات المشاركين فى المؤتمر ستثرى المناخ الاقتصادى بمزيد من الرؤى التى من شأنها تعزيز الإنتاج وتحفيز القطاع الخاص فى مصر.