منظمة: زيادة مظاهر معاداة السامية في ألمانيا منذ هجوم حماس على إسرائيل
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول شهدت ألمانيا حالات لمعاداة اليهود، وخرجت مظاهرات ضد معاداة السامية
أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مجددا عن قلقه حيال التطورات المعادية للسامية في البلاد. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس الألماني خلال زيارة لإحدى الشركات في مدينة إرلانغن في جنوب شرق ألمانيا، الثلاثاء (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023).
وقال شتاينماير إنه لوحظ في الشوارع الألمانية منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل حدوث مظاهرات تجاوزت في بعض الحالات الحدود التي يعطيها الحق في التجمهر. وأعرب شتاينماير عن اعتقاده بأنه لا يجوز التسامح في حال جرت الدعوة في التجمعات إلى التحريض أو في حال ممارسة هذا التحريض في التجمعات نفسها، وقال الرئيس الألماني: "هذا ليس ممارسة للحرية بل إنه نشاط يتجاوز الحرية".
ازدياد حالات معاداة السامية
وقال رئيس مركز أبحاث ألماني مناهض للتمييز إن معاداة السامية زادت في ألمانيا، منذ هجوم حركة حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، موضحا أن الألمان أصبحوا مستعدين جدا لتجاهل جرائمهم الماضية بحق اليهود وانتقاد إسرائيل.
وكشف نيكولاس ليل أحدث ما رصدته مؤسسته (أنطونيو أماديو) عن معاداة السامية. وجاء في الرصد أن اليمين المتطرف في ألمانيا حقق بعض النجاح في الدفع برواية جديدة عن التاريخ تسعى إلى تحرير ألمانيا من العبء التاريخي المتمثل في كونها الدولة التي قتلت ستة ملايين يهودي في المحرقة (الهولوكوست).
وقالت عالمة الاجتماع بيت كويبر إن 5.7 بالمئة من السكان أظهروا مواقف معادية للسامية، بما يعادل ثلاثة أضعاف المستوى الذي كان قبل عامين. وأضافت أنه رغم أن الأشخاص من ذوي الأصول التركية أو الروسية هم الأكثر احتمالا أن يكون لديهم معتقدات معادية للسامية، يمثل الشباب معظم الزيادة.
وشهدت ألمانيا موجة من الاحتجاجات على القصف الإسرائيلي المستمر في غزة منذ شهر، والذي بدأ بعد هجوم مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي واحتجاز 240 رهينة.
ويشار إلى أن حركة حماس ، وهي مجموعة فلسطينية إسلاموية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وركزت السياسة الخارجية والثقافية التي انتهجتها ألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بشكل كبير، على استعادة الاحترام الدولي الذي دمره النازيون بقيادة أدولف هتلر، من خلال عدة طرق من بينها السعي إلى إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل والقيام بمبادرات للتكفير عن الذنب.
وقال ليل للصحفيين: "اليمين المتطرف يحدث تصدعات في ثقافة ذاكرتنا"، مضيفا أن المؤرخين التقدميين لعبوا أيضا دورا حين قالوا إن ألمانيا يمكن أن يكون لها نفس علاقات الدول الغربية الأخرى مع إسرائيل. وأضاف: "في هذه المناقشات، تضاءل دور معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل... وقالوا إن انتقاد إسرائيل من بلد المحرقة أمر جيد".
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول شهدت ألمانيا حالات لمعاداة اليهود، منها رسم نجمة داود على المباني وإلقاء زجاجات حارقة على المعابد اليهودية وتدنيس القبور اليهودية. وقال فيليكس كلاين، مفوض الحكومة لمعالجة مسألة معاداة السامية، في إشارة إلى واقعة بداية اضطهاد اليهود عام 1938: "يؤلمني أن أقول هذا قبل يومين فقط من ذكرى ليلة الكريستال ... سم معاداة السامية لا يزال موجودا".
وأضاف كلاين أن برلين لطالما اعتبرت نفسها "بطلة للعالم" في التصالح مع ماضيها والتكفير عما اقترفته. وتابع: "كان ثمة انطباع بأننا محصنون ضد معاداة السامية لدى فئات كثيرة من السكان"، مشيرا الى أن الموجة الحالية مصدرها اليسار المتطرف واليمين المتطرف على السواء.
وأعلنت الشرطة الألمانية أنها تلقت نحو ألفي بلاغ على صلة بالحرب بين إسرائيل وحماس. كما عززت السلطات الاجراءات الأمنية في محيط المؤسسات اليهودية. ورغم ذلك، ألقيت زجاجتان حارقتان على كنيس في برلين الشهر الماضي. وأثار الحادث الذي لم يؤد الى أضرار، قلقا من تزايد أعمال كهذه.
تدمير النازيين مصالح ومحال ومعالم يهودية وإحراق كنس وقتل عشرات اليهود ليل 9-10 تشرين الثاني/نوفمبر 1938.
ويثير ذلك مخاوف مضاعفة في ألمانيا التي لا تزال تعاني من تبعات المحرقة، التي راح ضحيتها ملايين اليهود إبان الحقبة النازية.
ويعد إنكار المحرقة جريمة يعاقب عليها القانون في ألمانيا التي أكدت مرارا التزامها الوقوف الى جانب إسرائيل ودعمها.
ودعا روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، في نداء عبر منصات التواصل إلى مكافحة معاداة السامية ، وحضّ الحركات اليسارية المتطرفة والمجموعات الإسلامية على بذل جهود في هذا المجال.
وتستعد ألمانيا، بحضور كبار المسؤولين، لإحياء ذكرى "ليلة الزجاج المكسور" أو ما تعرف أيضا بـ"ليلة الكريستال"، التي قام فيها النازيون بتدمير محال ومصالح يهودية وإحراق كنس وقتل عشرات اليهود ليل 9-10 تشرين الثاني/نوفمبر 1938.
ونددت المفوضية الأوروبية قبل أيام بتزايد معاداة السامية في أنحاء التكتل القاري منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، قائلة إن "يهود أوروبا يعيشون مجددا في الخوف".
ف.ي/ع.ج.م/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: معاداة السامية في ألمانيا الاعتداءات على اليهود اليهود في ألمانيا حماس وإسرائيل دويتشه فيله معاداة السامية في ألمانيا الاعتداءات على اليهود اليهود في ألمانيا حماس وإسرائيل دويتشه فيله الرئیس الألمانی معاداة السامیة فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
الحرب الروسية الأوكرانية تدخل منعطفا جديدا بعد هجوم نائب ترامب على أوروبا.. مكالمة هاتفية بين رئيسي أمريكا وروسيا تثير القلق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اتهم نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، خلال كلمة له أمام مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، القادة الأوروبيين، اليوم الجمعة، بفرض رقابة على حرية التعبير والفشل في السيطرة على الهجرة، مما أثار توبيخا حادا من وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، كما طغى اتهام فانس على المناقشات حول الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب ما ذكرت "رويترز".
كان من المتوقع أن تهيمن محادثات السلام المحتملة بين روسيا وأوكرانيا على مؤتمر ميونخ الأمني السنوي بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، لكن فانس بالكاد ذكر روسيا أو أوكرانيا في خطابه أمام المؤتمر.
وقال إن التهديد لأوروبا الذي يقلقه أكثر ليس روسيا أو الصين ولكن ما وصفه بالتراجع عن القيم الأساسية لحماية حرية التعبير، وكذلك الهجرة، التي قال إنها "خارجة عن السيطرة" في أوروبا.
ورد بيستوريوس في خطابه أمام المؤتمر في وقت لاحق اليوم، واصفا تصريحات فانس بأنها "غير مقبولة."
وقال إن فانس شكك في الديمقراطية ليس فقط في ألمانيا ولكن في أوروبا ككل.
وقالت "رويترز" أن الاشتباك سلط الضوء على وجهات النظر العالمية المتباينة لإدارة ترامب الجديدة والقادة الأوروبيين، مما يجعل من الصعب على الحلفاء القدامى الولايات المتحدة وأوروبا إيجاد أرضية مشتركة بشأن قضايا من بينها الحرب الروسية الأوكرانية.
وشاهد العديد من الوفود في المؤتمر خطاب فانس في صمت مذهل. وكان هناك القليل من التصفيق عندما ألقى ملاحظاته، وفقا لـ"رويترز".
وأشارت "رويترز" إلي أن المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين أثارت قلق الحكومات الأوروبية، التي حاولت عزل الرئيس الروسي دوليا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في عام 2022، كما تخشى الحكومات الأوروبية أن يتم استبعادها من محادثات السلام التي سيكون لها تداعيات على أمنها.
وقال فانس، الذي التقى بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مدينة ميونخ اليوم الجمعة، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قبل المؤتمر، إن ترامب يمكن أن يستخدم عدة أدوات، منها اقتصادية وعسكرية، للضغط على بوتين.
وقال زيلينسكي في مؤتمر ميونخ إنه لن يتحدث إلى بوتين إلا بعد أن توافق أوكرانيا على خطة مشتركة مع ترامب والقادة الأوروبيين.
ورفض فانس وزيلينسكي الإدلاء بتفاصيل عما ناقشاه في ميونخ لكن الرئيس الأوكراني كرر أن بلاده بحاجة إلى "ضمانات أمنية حقيقية."
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من أي محاولة لفرض اتفاق سلام على أوكرانيا.
وقالت: "السلام الزائف فوق رؤوس الأوكرانيين والأوروبيين لن يفضي إلي شيء. السلام الزائف لن يجلب الأمن الدائم، لا للشعب في أوكرانيا ولا لنا في أوروبا أو الولايات المتحدة."
وتستحوذ روسيا الآن علي حوالي 20٪ من أراضي أوكرانيا بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب، والتي قالت أنها بدأت بسبب سعي كييف لعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما اعتبرته موسكو أنه يشكل تهديدا وجوديا لها. وتصف أوكرانيا والغرب تصرف روسيا بأنه استيلاء إمبريالي على الأرض.
وكرر فانس أيضا مطالبة ترامب بأن تفعل أوروبا المزيد لحماية دفاعها حتى تتمكن واشنطن من التركيز على مناطق أخرى، لا سيما المحيطين الهندي والهادئ.
وقال في اجتماع مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير: "في المستقبل، نعتقد أن أوروبا ستضطر إلى القيام بدور أكبر فيما يتعلق بأمنها."