زوال إسرائيل والخيانة الكبرى!
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أقسى الخيانات أن تكتب للناس ما يحبون سماعه، ويستهوون قراءته رغم أنه بعيد عن الحقيقة.. والمصريون وكل العرب يحبون الآن أن يقرأوا أن المقاومة الفلسطينية تنتصر وأن إسرائيل تتكبد خسائر فادحة، وأن العار سيلاحق الإسرائيليين، وأن دولتهم إلى زوال وأنها ستفنى قريباً.
ولكن هل سأل أحد نفسه عن حقيقة ما جرى منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، ومن أول الرابحين ومن أكبر الخاسرين؟
والبحث فى حقيقة ما جرى يبدأ بعاصفة من التساولات، أولها: أن عملية نوعية كبيرة وخطيرة كالتى حدثت فى هذا اليوم تقتضى أن تكون حماس قد جهزت لها بالتنسيق مع دولة ما أو عدة دول، فما الدول التى نسقت حماس معها قبل البدء فى تلك العملية؟ وهل استعدت حماس لرد فعل الإسرائيليين على فعلتهم تلك؟ أم أنهم ضربوا ضربتهم وخلاص وليكن ما يكون؟
ثم هل هذه العملية من الأساس تخدم القضية الفلسطينية؟.
إجابات كثيرة عن تلك الأسئلة كشفتها بعض التفاصيل الصغيرة التى شهدتها الأيام الأخيرة، ومن بينها ما أعلنته مصادر إيرانية قبل أيام أن حماس مستعدة لتسليم كل أسرى عملية 7 أكتوبر لإيران وأن طهران مستعدة لفتح حوار بشأنهم مع واشنطن!.
وتصريح كهذا يكشف بوضوح عن أن تنسيقاً كبيراً قد تم بين إيران وحماس قبل البدء فى تلك العملية وهذا الأمر يؤكده أيضاً أن إيران هى الممول الرئيسى لحماس خلال الفترة الأخيرة وتلك حقيقة لا ينكرها كلا الطرفين.
التفصيلة الثانية هو أن أصواتاً كثيرة فى إسرائيل تطالب بمحاسبة نتنياهو ليس فقط على فشله فى توقع عملية 7 أكتوبر ولكن أيضاً لمساعدته فى تمويل حماس!..
قد تبدو العبارة السابقة صادمة، ولكنها متداولة منذ سنوات، ففى أغسطس 2019، قال رئيس الوزراء السابق إيهود باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلى إن استراتيجية نتنياهو هى إبقاء حماس حية ومزدهرة.. من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية فى رام الله.
نفس المعنى أكده وزير الدفاع فى حكومة نتنياهو أفيجدور ليبرمان، والذى قال فى عام 2020 إن نتنياهو أرسل رئيس الموساد يوسى كوهين وضابط الجيش الإسرائيلى المسئول عن غزة، هرتسى هاليفى، إلى الدوحة لحث القطريين على مواصلة إرسال الأموال إلى حماس.
أما محصلة العملية حتى الآن فهى قتل الآلاف من سكان غزة، كما أصيب عشرات الآلاف وتشرد مئات الآلاف، وبدلاً من عودة اللاجئين الفلسطينيين صار هدف الجميع الآن هو عدم تهجير سكان غزة خارج القطاع!
والأخطر لم يحدث بعد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة خارج القطاع كلمات المقاومة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
محلل عسكري إسرائيلي: حكومة نتنياهو هي العقبة الكبرى أمام إبرام صفقة تبادل
مع تزايد الأنباء المتفائلة حول إتمام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة، يحذر المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" آفي أشكنازي من أن حكومة نتنياهو هي العقبة الكبرى أمام إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة.
وهاجم أشكنازي في مقال له بصحيفة "معاريف" حكومة نتنياهو واتهمها بممارسة كل الحيل لاستفزاز حركة حماس لتفجر المفاوضات حول الصفقة.
وقال أشكنازي: "حان الوقت لإزالة الأقنعة ووضع الأمور على الطاولة، المسؤول عن مصير الأسرى هي حكومة إسرائيل، من منع الإفراج في شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو هي حكومة إسرائيل، من خلال الحيل التي نفذتها والتي قادت حماس إلى تفجير المفاوضات"، مضيفا: "ممر فيلادلفيا ليس حجر الزاوية لوجودنا".
ومضى يقول: "لا يوجد منطق أو غاية في تمسك الحكومة بالمفاوضات باستثناء بقاء حكومة إسرائيل الحالية التي فقدت الرحمة وتركت 100 من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، من الجنود والمجندات، لمصيرهم.. لا يوجد غاية من الطلب الإسرائيلي بمواصلة القتال حتى بعد الاتفاق. أوافق على أنه يجب الاستمرار في القتال في غزة، لكن هذا ليس ما يعنيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
وتابع: "لا يوجد أي منطق في مزاعم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن توافق على اتفاق كامل لتحرير جميع الأسرى سواء أحياء أو أموات مقابل إنهاء القتال، يجب تذكير رئيس الحكومة بأنه قبل شهر ونصف تقريبًا توصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الشمال، مع حزب الله، العدو الأكبر والأكثر خطورة من حماس".
وكشف أشكنازي أن جيش الاحتلال لا يقترب من بعض المناطق في غزة خشية من وجود أسرى داخلها، وقال: "حاليًا، لا يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بالمناورة في مناطق الوسط الثلاثة، ولم يدخل إلى الأحياء في خان يونس، وكذلك بعض الأحياء في مدينة غزة. السبب هو القلق من أن هناك أسرى في تلك المناطق، والفهم المستمد من التجارب السابقة هو أن دخول القوات إلى مناطق يوجد فيها أسرى يعرض مصيرهم لخطر كبير ومباشر".
واستدرك قائلا: "إذا كان الأمر كذلك، فما هي الغاية من الاتفاق الجزئي؟ كيف سيستمرون في القتال داخل نفس المناطق التي يوجد فيها أسرى؟".