أكد الدكتور مجدي عبدالغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، أن سيناء أرض مباركة، موضحا أن صفوة الخلق وهم الأنبياء نزل على بعضهم الوحي فى هذه البقعة المباركة التي تجلى الله - سبحانه وتعالى - عليها لسيدنا موسى عليه وسلم، فاهتز الجبل ولم يتحمل أنوار الله - سبحانه وتعالى - حيث قال سبحانه : "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ".

وأضاف عبد الغفار، خلال ملتقى الجامع الأزهر الأسبوعي "شبهات وردود" والذي جاء هذا الأسبوع تحت عنوان : "سيناء ومكانتها في القرآن الكريم" وحاضر في الملتقى د. مجدي عبدالغفار، وأدار اللقاء الشيخ صابر محمد السعيد، الباحث بإدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف، أنَّ سيناء المباركة “المكان والمكانة” أرض الخير والنماء والتضحية، وأرض الشرف كما أنَّ سيدنا  موسى - عليه السلام- كان يسير في أرض سيناء وأراد الله أن يلفته إلى الواد المقدس طوى، فجعل له انعكاسا من النار فانجذب اليها.

وشدد الأستاذ بجامعة الأزهر، على أن أرض سيناء جزء من أرض مصر، ولها مكانة عظيمة ومميزة في القرآن الكريم، وليست هذه المكانة مع نزول القرآن وفقط، بل قبل نزول القرآن، وصاحبة نزوله، وبعد نزوله، فهي أول أرض شهدت أول وحي إلهي مباشر بغير واسطة (جبريل عليه السلام)، عند جبل الطور بسيناء على أرض مصر، قال تعالى في حق سيدنا موسى عليه السلام: "وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا" مريم :52، أي في ذلك المكان (الجانب الأيمن) من جبل الطور كان أول وحيّ ونداء من الله لموسى عليه السلام.

وأشار رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية، إلى أن سيناء وردت في القرآن الكريم مرتين صراحة، إحداهما في سورة المؤمنون، حيث قال تعالي "وشَجرةً تخْرجُ مِن طُورِ سَيْناءَ تَنبُتُ بالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآَكِلِينَ" والأخرى في سورة التين في قوله تعالي "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين"، وفي هذه الآية امتنان ببعض ما أنعم الله به وتفضل به على العباد من أراض خصبة تنبت بها الزروع والثمار وتجلب لهم الخير والرزق طوال العام، وتتميز أرض سيناء عن غيرها فهي موضع قدم للأنبياء حيث كلم الله سيدنا موسي - عليه السلام - من فوق جبلها وأمره بأن يمكث في أرضها وسيأتيه الخير من أرضها، مشيرا إلى مكانة أرض سيناء، فهي موطن استجابة الدعاء، ونجاة للهداة وهلاك للعصاة، وفيها الجبل الوحيد الذي تجلى عليه رب العالمين، موصيا الشباب بترك المدنس والالتزام بالمقدس، والمحافظة على ترابها وأرضها.

من جهته أوضح الشيخ صابر السعيد، أنَّ سيناء أرض طاهرة بنص القرآن الكريم قال الله: (إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) وكأنَّ الله يريد أن يقول لنا في طريق النصر على الأعداء، ينبغي على كل واحد أن يخلع نعليه من الشهوات والشبهات ومما علق بنا من أمور الدنيا، فتأتي سيناء بهذه اللفتة القرآنية لتخبر الأمة أن تخلع عباءة الدنيا ليعيد الله لها مجدها وشرفها.

وأضاف أنَّ هذه البقعة أمّنها الله بقدرته وحكمته يوم أن يقل النصير وينعدم من يدافع عنها حيث قال الله على لسان سيدنا يوسف"وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" وسيدنا يوسف مشى على أرض سيناء، فحُقّ لنا أن نفخر بهذه الأرض وأن نستلهم منها الدروس والعبر سائلين الله أن يكتب للأمة النصر والتمكين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سيناء الأنبياء الدعوة الجامع الازهر القرآن الکریم علیه السلام فی القرآن أرض سیناء

إقرأ أيضاً:

«الإفتاء»: تلاوة المرأة للقرآن الكريم بحضرة الرجال الأجانب تجوز مع الكراهة

يتوجه الكثير من السيدات لحفظ وقراءة القرآن الكريم في المساجد لتعلم أحكام التلاوة وتجويده بطريقة صحيحة، فتدور التساؤلات في أذهان السيدات هل يجوز لهن قراءة القرآن خارج المنزل وخاصة إذا كان في مجلس القراءة رجال أجانب؟.

حكم استماع تلاوة المرأة للقرآن الكريم

وحول استماع تلاوة المرأة للقرآن الكريم، أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى عبر صفحتها الرسمية تناقش حول حكم تلاوة المرأة القرآنَ الكريم بمحضر من الرجال الأجانب حكم الدين.

وأجابت دار الإفتاء، قائلة: بأن تلاوة المرأة للقرآن بحضرة الرجال الأجانب تجوز مع الكراهة، لأن القراءة تختلف عن التغني به أمام الأجانب، مبينة أن شؤون النساء مبنية على الستر، وشأنها الأسرار في العبادات كالأذان، والفتح على الإمام، والتلبية في النسك ومستشهدة بقول عائشة رضي الله عنها قالت «دخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ دَعْهُمَا، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا.

تسجيل تلاوة المرأة للقرآن الكريم وسماعه مسجلًا

وأشارت الإفتاء، إلى أن تسجيل تلاوة المرأة للقرآن الكريم وسماعه مسجلًا لا كراهة فيه لأن المسموع ليس هو عين صوتها، بل هو حكايته ومثاله، أشبه صدى الصوت.

هل صوت المرأة عورة؟

وأضافت الإفتاء أن صوت المرأة في حد ذاته ليس بعورة، وإنما الممنوع أداءً واستماعًا هو ما يخشى معه من الفتنة، منعاً للفتنة مستشهدة بقوله تعالى «فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا».

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يكرم حفظة القرآن الكريم من أبناء شهداء الروضة بشمال سيناء
  • رئيس جامعة سوهاج يكرم حفظة القرآن الكريم بالصلعا
  • عضو مركز الأزهر للفتوى الالكترونية يوضح المعادلة النبوية لتحقيق السلام الداخلي|فيديو
  • علي جمعة: يجوز قراءة القرآن الكريم في المساجد يوم الجمعة قبل الأذان
  • «الإفتاء»: تلاوة المرأة للقرآن الكريم بحضرة الرجال الأجانب تجوز مع الكراهة
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية ويوصي بانتهاج طريقة المصحف المعلم
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد سير الدراسة برواق القرآن الكريم بالغربية
  • انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر الأحد
  • أمة النحل بين الإعجاز البلاغي والعلمي.. الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر الأحد
  • انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر.. الأحد المقبل