إسرائيل تاريخ طويل من المذابح! (1)
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلى والعصابات الصهيونية مجازر بشعة ضد أبناء الشعب الفلسطينى خلال القرن العشرين، وهى المجازر التى نفذت بدم بارد دون أى محاسبة أو ملاحقة قانونية لمرتكبى هذه الجرائم والمذابح من قيادات جيش الاحتلال والعصابات الصهيونية، ولعل المجزرة التى ارتكبت ضد المستشفى العربى الأهلى المعروف بمستشفى «المعمداني» توثيق لأبشع مجزرة إسرائيلية فى القرن الواحد والعشرين، وهى امتداد لجرائمه منذ نكبة الشعب الفلسطينى عام 1948م.
وتعد بمثابة محارق إسرائيلية فى تعمد واضح لقتل المدنيين من الأطفال والنساء والأطقم الطبية والصحفية، وتثبت للعالم أن الاحتلال لن يتوقف عن القتل والدمار، وما زالت شهيته مفتوحة لمزيد من المجازر، دون خشية من عقاب أو محاسبة أو لوم، بعدما لم يستطع العالم حتى فرض ممر إنسانى لإدخال الحاجيات الأساسية من دواء وغذاء ووقود إلى غزة لمواجهة النكبة الإنسانية والعدوان المتواصل.
وقد ارتكبت إسرائيل على مدار العقود الماضية عقب إعلان قيام دولتها على أراضى فلسطين المحتلة على 1948 عشرات المجازر والمذابح ضد أبناء الشعب الفلسطينى منها ما تم تسجيله وتوثيقه، ومنها ما لم يسجل فى سجل التاريخ، ونرصد لكم فى السطور التالية أبرز المذابح والجرام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. أصحاب الأرض منها:
مذبحة بلد الشيخ (1947) :
وهى مذبحة قامت العصابة الصهيونية الهاجاناه بتنفيذها فى أواخر شهر كانون الأول سنة 1947 بعد أن ثار العمال العرب فى شركة مصفاة بترول حيفا على اليهود العاملين فى الشركة نفسها إثر انفجار قنبلة خارج بناء المصفاة وقتلت وجرحت عددًا من العمال العرب القادمين إلى المصفاة، وقد هاجم العرب اليهود داخل المصفاة بالمعاول والفؤوس وقضبان الحديد وقتلوا وجرحوا منهم نحو 41 شخصًا فيما سُمى «بمذبحة مصفى حيفا».
وكان قسم كبير من العمال العرب فى المصفاة يقطنون قريتي بلد الشيخ وحواسة الواقعتين إلى الجنوب الشرقى من حيفا بمسافة خمسة كيلومترات على طريق حيفا – الناصرة والمجاورتين لمستعمرة «نيشر» اليهودية شرقيهما؛ لذلك خطط اليهود للانتقام لقتلاهم فى المصفاة بمهاجمة بلد الشيخ وحوّاسة.
نفذ اليهود بعد حوالى أسبوع من حادثة المصفاة خطة للانتقام لقتلاهم فى المصفاة ولإشاعة الذعر وبث الخوف بين العرب من أجل تهجيرهم من قراهم وإخلاء فلسطين، وقد بدأ هجومهم بعيد منتصف الليل وفى بدايات اليوم الأول من كانون الثانى سنة 1948. وكان عدد المهاجرين بين 150 و200 يهودى قدموا من التلال الواقعة جنوبى بلد الشيخ، وقد ركزوا هجومهم على أطراف بلد الشيخ وحوّاسة. ولم يكن لدى العرب آنذاك السلاح الكافى. ولم يتعد الأمر وجود حراسات محلية بسيطة فى الشوارع. فاجأ اليهود البيوت النائية فى الأطراف وقذفوها بالقنابل اليدوية ودخلوا على السكان النائمين وهم يطلقون نيران رشاشاتهم. وقد استمر الهجوم ساعة انسحب إثرها اليهود فى الساعة الثانية صباحًا بعد أن هاجموا حوالى عشرة بيوت، وراح ضحية ذلك الهجوم نحو 30 فردًا بين قتيل وجريح معظمهم من النساء والأطفال.
ترك اليهود المهاجمون خلفهم عددًا من الرشاشات والقنابل والذخائر، وشوهدت بقع دماء دلت على تصدى الحرس المحلى لهم بما كان يحمل من سلاح متواضع.
مذبحة دير ياسين ( 1948):
وكانت بمثابة عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها فى نيسان 1948 مجموعتا الإرغون وشتيرن الصهيونيتان فى قرية دير ياسين الفلسطينية غربى القدس. كان معظم ضحايا المجزرة من المدنيين ومنهم أطفال ونساء وعجزة، ويتراوح تقدير عدد الضحايا بين 250 و360 حسب المصادر العربية والفلسطينية.
وقد كانت مذبحة دير ياسين عاملًا مهمًّا في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين. ولعلّها الشعرة التى قسمت ظهر البعير فى إشعال الحرب العربية (الإسرائيلية) فى عام 1948. وأضافت المذبحة حِقدًا إضافيًا على الحقد الموجود أصلًا بين العرب والإسرائيليين.
مذبحة أبو شوشة ( 1948):
وهذه المجزرة وقعت فى فجر يوم 14 مايو 1948، حيث شنت وحدات من الجيش الإسرائيلى هجومًا نهائيًا على قرية أبو شوشة (الرملة) إلى الشرق من مدينة الرملة بهدف احتلالها وطرد أهلها. راح ضحية هذه المجزرة حوالى 60 شهيدًا من النساء والرجال والشيوخ والأطفال.
وفى 13 مايو 1948، فرضت معادلة الموت أو الرحيل على أهل قرية أبو شوشة، حيث قرر أهل القرية البقاء والدفاع عن ديارهم، يذكر أنه كان فى القرية 70 بندقية منها 20 قديمة لا تصلح، بالإضافة إلى رشاش برن قديم وبضعة ألغام. وتوزع المقاتلون حول القرية.
ابتدأ الهجوم الإسرائيلي، بقصف عنيف بمدافع الهاون طال منازل القرية وأزقتها ودروبها تمهيدا لتقدم القوات الإسرائيلية، وشرعت هذه القوات بالتقدم بعد توقف القصف، واستشهد عدد من المدافعين فى خنادقهم أو خلف استحكاماتهم نتيجة المقاومة، غير أن الاختلال الحاد لموازين القوى والتجهيزات أدى لانهيار خطوط الدفاع. وبدأت عملية «تطهير القرية» وقتل عدد من الطاعنين بالسن فى أزقة القرية حيث لم يشفع لهم شيبهم أو شيخوختهم. وقتل الرجال بالبلطات وبعضهم بالرصاص. لم تكن هذه نهاية المأساة، حيث لم يكن يعرف الجنود بعد احتلال القرية أن هناك مئات المدنيين المحاصرين برفقة مواشيهم داخل المغر الابعد يومين، حينما انسلت إحدى النساء من مغارة باتجاه بيتها، تطلب الطعام لاقربائها، ألقى القبض عليها، واستدلوا بها على المغر، وخروج النساء والأطفال، فى هذه اللحظة تجلت عظمة النساء، بمواراة أحبائهم التراب. حيث بكت النساء طيلة الوقت، وكانت دموعهن اخر ما اصطحبه الأعزاء إلى باطن الأرض. دفن القتلى بدون صلاة فى المكان الذى سقطوا فيه، وفى كثير من الأحيان حثى التراب على الجثث لعدم القدرة على حفر قبور لهذه الاعداد الكبيرة، وفى أحيان استخدمت الخنادق والمغر كمقابر جماعية.
وخلال عملية الدفن وقعت حوادث قتل فردية بدم بارد، وبلا رحمة حيث انتزع أحد الجنود طفلا فى الثالثة عشر من عمره من يد أمه وبدلًا من أن يرحم توسلاتها، شطر رأسه أمامها ببلطة، كما قتلو عجوزا تمسكت ورفضت التخلى عن بقرتين كانتا بالنسبة لها مصدر رزقها وضمان بقائها.
مذبحة الطنطورة ( 1948) :
حدثت مذبحة الطنطورة بعد شهر تقريبا من مذبحة دير ياسين، واستكمالًا للهدف الصهيوني الرئيسى المتمثّل بعملية التطهير العرقي للبلاد، بقوة السلاح والترهيب للسكان تمهيدًا لتهجير أكبر عدد من المواطنين الفلسطنيين، جاءت مذبحة الطنطورة. وقد تركت أثرًا بالغًا على الفلسطينيين في القرى المجاورة ومهّدت لتهجيرهم بالفعل.
وتختلف مذبحة الطنطورة عن سائر المذابح السابقة في فلسطين، ليس لحجم الضحايا فقط ولكن كونها جريمة
ارتُكبت على يد جيش إسرائيل، بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الإسرائيلية. وقد اختار جيش الاحتلال هذه القرية بالذات بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط، وسهولة مهاجمتها ومتذرعين أن القرية تمثل تهديدًا لهم، واتّهموا أهلها بتحويلها لمرفأ يصل منه السلاح للفلسطينيين.
والطنطورة هى القرية التى كانت تقع بالقرب من حيفا. وكان عدد سكانها يبلغ حوال 1500 فى عام 1945. نفذت المجزرة فى الليلة التى ما بين 22 و 23 مايو عام 1948 على يد لواء الإسكندروني التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي، خلال حرب 1948، وقد قتل فى المجزرة أكثر من 200 فلسطينيون.
مذبحة قبية (1953):
والتى حدثت فى ليلة ما بين 14 أكتوبر و15 أكتوبر من عام 1953 عندما قام جنود إسرائيليون تحت قيادة أرئيل شارون بمهاجمة قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية (التى كانت حينها تحت السيادة الأردنية). قتل فيها 69 فلسطينيًا، العديد منهم أثناء اختبائهم فى بيوتهم التى تم تفجيرها. تم هدم 45 منزلا ومدرسةً واحدة ومسجدًا.
شجب العملية مجلس الأمن الدولي، ووزارة الخارجية الأمريكية وتم تعليق المعونات الأمريكية لإسرائيل بشكل مؤقت. وأطلق الجيش الإسرائيلي عليها اسم «عملية شوشانة» ونفذتها وحدتان: وحدة مظليين ووحدة 101 للقوات الخاصة.
مجزرة قلقيلية ( 1956) :
هي مجزرة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعة من المستوطنين في 10 أكتوبر عام 1956 ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل في قرية قلقيلية الواقعة على الخط الأخضر الفاصل بين الأراضى العربية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية، حيث شارك فى الهجوم مفرزة من الجيش، وكتيبة مدفعية وعشر طائرات مقاتلة. وقد عمد الجيش الإسرائيلى إلى قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها، حيث راح ضحية المجزرة أكثر من 70 شهيدًا.
مذبحة كفر قاسم (1956):
هى مجزرة نفذها حرس الحدود الإسرائيلي فى 29 أكتوبر 1956 ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل فى قرية كفر قاسم راح ضحيتها 49 مدنيًا عربيًا: منهم ثلاثة وعشرين طفلًا دون الثامنة عشرة، حاولت حكومة إسرائيل بقيادة بن غوريون التستر على المجزرة ومنع نشرها.
مذبحة خان يونس ( 1956):
في 12نوفمبر 1956 هى مذبحة نفذها الجيش الإسرائيلي بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. وبعد تسعة أيام من المجزرة الأولى 12 نوفمبر 1956 نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلى مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدًا من المدنيين فى نفس المخيم، كما قتل أكثر من مائة فلسطينى آخر من سكان مخيم رفح للاجئين فى نفس اليوم. وقد امتدت هذه المذبحة حتى حدود بلدة بنى سهيلا.
مجزرة صبرا وشاتيلا ( 1982) :
فى عام 1982 بدأت مجزرة صبرا وشاتيلا فى مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد حزب الكتائب اللبناني بالتعاون مع الجيش الإسرائيلى. صدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل ايتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك. ونفذت فى مخيمي صبرا وشاتيلا.
للاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد مجموعات اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبى والجيش الإسرائيلى. عدد القتلى فى المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 750 و 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا. فى ذلك الوقت كان المخيم مطوَّقًا بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذى كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل إيتان أما قيادة القوات اللبنانية فكانت تحت إمرة إيلى حبيقة المسؤول الكتائبى المتنفذ. وقامت القوات اللبنانية بالدخول إلى المخيم وبدأت تنفيذ المجزرة التى هزت العالم وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها فى عمليات قتل سكان المخيم، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلًا بالقنابل المضيئة، ومنع هروب أى شخص وعزل المخيَّمَيْن عن العالم، وبهذا سهّلت إسرائيل المهمة على القوّات اللبنانية، وأتاحت قتل الفلسطينيين دون خسارة رصاصة واحدة.
وأفاد الصحافى البريطاني روبرت فيسك أنه قد دخلت ثلاث فرق كل منها يتكون من خمسين مسلحًا إلى المخيم بحجة وجود 1500 مسلح فلسطينى داخل المخيم وقامت المجموعات المارونية اللبنانية بالإطباق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلًا بلا هوادة، أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء اُغْتُصِبْن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.
أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية، عدد القتلى فى المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات حوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.
مذبحة الأقصى الأولى (1990) :
في مسجد الأقصى بمدينة القدس فى تمام الساعة 10:30 من صبيحة يوم الاثنين الموافق 8 أكتوبر من عام 1990، قبيل صلاة الظهر، حاول متطرفون يهود مما يسمى بجماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس بما يسمى للهيكل الثالث فى ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس كعادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المتطرفون اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلى الموجودون فى ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، مما أدى إلى مقتل 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصًا، تم إعاقة حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المذبحة.
قبيل المذبحة بعدة أيام كانت جماعة يهودية متطرفة تسمى أمناء جبل الهيكل قد وزعت بيانا على وسائل الاعلام بمناسبة احتفالها بما يسمى «عيد العرش»، تقول فيه أنها تعتزم تنظيم مسيرة إلى جبل الهيكل (كما يسمونه)، داعية فيه اليهود للمشاركة فيها، لأنه وحسب البيان فإن الجماعة ستضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث بشكل حاسم، إضافة إلى تصريح لمؤسس التنظيم غرشون سلمون يقول فيه: «الاحتلال العربى الإسلامى لمنطقة المعبد يجب أن يأتى إلى نهايته، ويجب على اليهود تجديد علاقاتهم العميقة للمنطقة المقدسة»، مما أثار حفيظة المقدسيين وامام المسجد الأقصى.
يوم الاثنين 8 أكتوبر، 1990 فى تمام الساعة 10:00 صباحا، أى قبل وقوع المذبحة بنصف ساعة، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلى بوضع حواجز عسكرية على طول الطرق المؤدية إلى القدس من أجل منع الفلسطينيين من الوصول إلى المدينة، كما أنها أغلقت أبواب المسجد الأقصى لمنع سكان القدس لدخول المسجد، ولكن الآلاف من المصلين كانوا قد تجمعوا داخل المسجد قبل هذا الوقت فى استجابة لدعوات من إمام المسجد، والحركة الإسلامية لحماية المسجد، لمنع «أمناء الهيكل» من اقتحامه.
وفى تمام الساعة 10:30 صباحا، وعندما بدأ المصلين المسلمين بمقاومة المجموعة الإسرائيلية لمنعهم من وضع «حجر الأساس» من أجل ما يسمى الهيكل الثالث، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلى بتنفيذ المجزرة، وذلك باستخدام جميع الأسلحة مثل قنابل الغاز السام والأسلحة الأوتوماتيكية وطائرات الهليكوبتر عسكرية، وقد قام الجنود والمستوطنين اليهود بإمطار الجموع بالذخيرة الحية بشكل متواصل من نيران المدافع الرشاشة. وكانت النتيجة أن الآلاف من المصلين الفلسطينيين من مختلف الأعمار وجدوا أنفسهم فى فخ الموت الجماعي، ولم يتوقف إطلاق النار لمدة 35 دقيقة على المصلين مما أدى إلى استشهاد ثلاثة وعشرين فلسطينيا، وأصابة 850 آخرين بدرجات متفاوتة.
تم إعاقة حركة سيارات المتجهة لإسعاف المصابين وقد أصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يستطع الفلسطنيون إخلاء القتلى والجرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المجرزة.
وللحديث بقية
عضو مجلس الشعب السابق
عضو الهيئة العليا للوفد
رئيس لجنة الوفد العامة ببنى سويف
وكيل كلية التجارة السابق ببنى سويف
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو الهيئة العليا للوفد جيش الإحتلال الإسرائيلي الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائیلى الجیش الإسرائیلى الجیش الإسرائیلی دیر یاسین أکثر من ما یسمى على ید عام 1948
إقرأ أيضاً:
من حلب إلى دمشق.. رحلة عبر تاريخ السينما السورية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كانت لمدينة حلب السبق الزمني في تقديم أول عرض لفنّ السينما، وذلك عام ١٩٠٨، فقد جاء إلى شمال سوريا مجموعة من الأجانب عن طريق تركيا "وعرضوا صوراً متحركة عجيبة، وكانت معهم آلة متنقلة تتحرك فيها الصور أفقياً". على أنّ البداية الرسمية لتعرّف سوريا على السينما كانت بعد أربع سنوات من هذا التاريخ، أيّ في عام ١٩١٢، حيث قام حبيب الشماس بتجريب، وعرض صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في دمشق، في ساحة المرجة، وكانت آلة العرض تُدار باليد، وكان الضوء فيها يتوّلد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.
يقول الكاتب السوري جان الكسان، في كتابه «تاريخ السينما السورية 1928-1988»، على الرغم من ظروف الحرب العالمية الأولى، إلا أن الدولة العثمانية أنشأت في عام ١٩١٦، أول صالة للصور المتحركة في دمشق، في شارع الصالحية «مجلس الشعب حالياً»، وسُميت سينما "جناق قلعة"، وعُرض في هذه الدار أول فيلم سينمائي من صنع ألمانيا، وهو مجرد قصة مثيرة، مع فيلم آخر إخباري يمثل استعراض الجيش الألماني، وشهدت إقبالاً جماهيريًا كبيرًا لمشاهدة هذا الوافد الجديد على سوريا.
في الجهة الشرقية من ساحة المرجة بدمشق، افتتحت سينما «زهرة دمشق»، حيث عرضت فيها أفلام فرنسية بوليسية وأفلام فكاهية لماكس لاندر، الذي كان من أشهر الممثلين الهزليين في ذلك الحين. وقد صادف افتتاح سينما زهرة دمشق مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، في عام ١٩١٨. وبعد ذلك افتتحت سينما «الإصلاح خانة»، والتي كانت تعرض الأفلام الأمريكية التي تمثل بطولة رعاة البقر والعصابات المكسيكية، ثم بدأت بعد ذلك الأفلام الفرنسية تكتسح سوق السينما وتنافس الأفلام الأمريكية، وأما الأفلام الهزلية التي اشتهرت في ذلك الحين، وعرضت في دمشق فكانت أفلام المخرج الأمريكي ماك سينث، والمخرج الممثل شارلي شابلن، والممثل هارولد لويد. بعد ذلك افتتح في دمشق وحلب عدد آخر من دور السينما منها صيفية ومنها شتوية، حتى وصل عدد قاعات السينما لاحقًا إلى حوالي المائة دار موزعة في مختلف مدن وبلدان القطر السوري.
أما في حلب، فقد أسست أول دار للسينما في باب الفرج عام ١٩١٤ باسم سينما الكوزمو غراف، ثم سينما الترقي عام ١٩١٧، أما أول من أدخل السينما الناطقة إلى دور عرض السينما في سورية، فكان السادة شماس وقطان وحداد، وذلك في ملهى العباسية عام ١٩٣٤ «فندق سميراميس الآن»، وقد أسست بعد ذلك مجموعة من دور السينما الناطقة في دمشق والمحافظات بعد تأسيس الدار الأولى في دمشق، وكان أكثرها يتبع أصحاب دور السينما في دمشق وحلب.
المتهم البرىء.. أول فيلم سورى
في عام ١٩٢٨، أي بعد عام واحد من بداية الانتاج السينمائي في مصر، سجل تاريخ السينما العربية ولادة أول إنتاج سينمائي روائي طويل في سورية، وبالرغم من أن انتاج تلك المرحلة التي امتدت بين نهاية العشرينيات وبداية الستينيات لم يتعد السبعة أفلام إلا أنها كانت – تاريخياً – تمثل مرحلة ذات صفات خاصة بنسحب عليها وصف: المغامرات الفنية، والمبادرات الفردية، والمحاولات الجريئة. وفق وصف الكسان.
اجتمع بعضُ هواة السينما، وقرروا إنتاج فيلم روائي وهم: أيوب بدري وأحمد تللو ومحمد المرادي، فقاموا باستيراد آلة تصوير سينمائية ألمانية قياس 35 ملم من طراز «كينامو» عن طريق التاجر ناظم الشمعة. ولأنهم كانوا يجهلون كيفية التصوير رغم وجود تعليمات مكتوبة حول كيفية استخدام الكاميرا، أرشدهم ناظم الشمعة إلى رشيد جلال الذي كانت له محاولات في التصوير. واتفقوا معه أن يكون شريكاً رابعاً لهم في إنتاج الفيلم. فكان أيوب بدري ممولاً للفيلم ومخرجًا ورشيد جلال مصورًا.
اتفق الجميع على نقل قصة واقعية إلى الشاشة، القصة جرت أثناء الحكم الفيصلي، عن عصابة من اللصوص روعت ريف دمشق، وأضيفت بعض الأحداث المشوقة. حيث يتنافس صديقان يعملان في نفس المزرعة على قلب فتاة، لكنها تحب الأصغر سنًا، مما يولد الغيرة في قلب الحبيب الآخر، الذي يسعى إلى أن يفرق بين الحبيبين. يستغل صاحب المزرعة هذه المشاعر، فيقتل والد الفتاة، ويلقي بالتهمة على الشاب الأكبر سنًا، ويدفع بالشاب إلى الهرب من المزرعة، حتى يفلت من العقاب، ينجح الحبيب الأصغر في كشف الحقيقة، ويتم القبض على صاحب المزرعة.
كانت الصدمة التي تلقاها الفيلم السوري الأول قوية، وسببت إحباطاً لأصحاب الفيلم ولمن يفكر بالإنتاج السينمائي، فقد منعت السلطات الفرنسية الفيلم بحجة وجود فتاة مسلمة فيه، وبررت الرقابة الفرنسية موقفها بأن رجال الدين اعترضوا على وجودها، وطلبوا استبدالها بفتاة محترفة للعمل الفني، مع أن أهل الفتاة كانوا موافقين على اشتراك ابنتهم وكانت في الخامسة والعشرين.
لم يفلح صناع الفيلم بإقناع الرقابة بالقبول كما حاولوا التوسط لدى بعض المديرين، لكن الرقابة بقيت على موقفها. ولم يجد الشركاء بدأ من إعادة تصوير مشاهد الفتاة، وتم استبدالها براقصة ألمانية تعمل في ملهى الأولمبيا تدعى «لوفاتينا». وعرض في عام 1928 في صالة «الكوزموغراف» التي كانت تقع خلف الفندق الكبير المسمى الآن فندق عمر الخيام، ووضعت إعلانات وصور كثيرة على الجدران في دمشق، ونجح في جذب الجمهور، وبلغ الأمر الاستعانة بالشرطة لمنع الازدحام. وعرض الفيلم في كل المدن السورية وبيروت وطرابلس.
أما «تحت سماء دمشق»، فيعد الفيلم الصامت الثاني في تاريخ السينما السورية، والذي شهد عرضه الأول عام 1932، في سينما العباسية بدمشق. شارك في الفيلم عرفان الجلاد ولوفانتيا الألمانية وعدد من الراقصات وتوفيق العطري والمطرب مصطفى هلال، وفريد جلال وعلي حيدر، ومدحت العقاد، وغيرهم، وذلك تطوعاً دون أجر، باستثناء النساء.
يصور الفيلم بانوراما الحياة الدمشقية آنذاك، في حبكة بوليسية وعاطفية، وقصة الفيلم تعتمد بنية سردية تقليدية اذ تبدأ بقيام العلاقة والخطوبة بين صبحية والدكتور، ونرى العلاقة وهي تتطور، ثم يدخل عنصر غريب رجل يعمل على ابتزاز صبحية وتظل تدفع له، ويعلم الخطيب فيشك بخطيبته وينفصل عنها، الى ان يُقتل الرجل الذي نكتشف انه ليس سوى شقيق لصبحية، وهي ليست سوى بنت يتيمة وفقيرة تبناها الرجل الثري.. فيعود الدكتور الى خطيبته!
تعالج القصة موضوع الغيرة عند الرجل والمرأة. فالدكتور يغار على خطيبته فينفصل عنها. والراقصة التي تحب علي شقيق صبحية تغار عليه من اخته لأنها تظن انه يخونها معها فتقتله. لكن هذه المعالجة تشتمل على رؤية الى فئة من المجتمع السوري في تلك المرحلة، فتنظر الى الأثرياء وقصورهم وسياراتهم وطبيعة حياتهم، وسهراتهم، والى الفقير الذي يتورط في علاقة مع راقصة.
جرى التصوير في غوطة دمشق ومداخل المدينة، وفي الربوة ودمر، وفي قصر الأمير سعيد الجزائري بدمر، «المشاهد الداخلية»، وقد صورت بعض منظار الفيلم في محطة الحجاز، حيث استخدمت عربات الركاب في القطارات واستخدمت عربات الركاب في القطارات واستخدمت ركاب القطار ككومبارس بالإضافة إلى تصوير مشاهد في ملهي أقيم في الهواء الطلق في سينما اللونابارك الصيفية التي كانت من أكبر دور السينما الصيفية في دمشق، وقد استخدمت زجاجات الشمبانيا الفارغة حيث وضع فيها الكازوزة، وزجاجات الويسكي الفارغة حيث وضع فيها الشاي، توفيراً للنفقات.
وكما منيَّ الفيلم الأول بصدمة كبرى، فلم ينج الفيلم التالي أيضًا؛ فأثناء طبع النسخة الإيجابية من فيلم "تحت سماء دمشق" الصامت، أعلن عن فيلم عربي ناطق قادم من مصر باسم “أنشودة الفؤاد” فقرر أصحاب «تحت سماء دمشق» استعمال بعض القطع الموسيقية العربية المسجلة على اسطوانات لتصاحب الفيلم، ولكن التجربة فشلت فنياً، وفشل أيضاً عرض الفيلم، فتناقص عدد رواده الذين اعتادوا على السينما الناطقة الوافدة.
المؤسسة العامة للسينما
اقتصرت مرحلة البدايات الأولى في الإنتاج السينمائي السوري على سبعة أفلام روائية فقط، بأسماء شركاتٍ لا تملك غير أسمائها، سرعان ما تنسحب كلّ منها من ميدان الإنتاج السينمائي بعد تحقيق فيلمها الأول، لأنها دخلت هذا الميدان، في الأساس، طمعًا في تحقيق الربح الكبير، والسريع دون رصيد كاف من المال، والمعرفة، والتخصص، والمعدات الكافية. إلى جانب هذه الأفلام الروائية كانت هناك محاولات أخرى قام بها بعض هواة السينما، وهي تصوير أفلام قصيرة، وإخبارية.
وهذه هي المرحلة التي سبقت تأسيس «المؤسسة العامة للسينما» عام 1963، بعد سنوات قليلة من تنظيم الحركة الثقافية في سوريا، والتي بدأت بتأسيس وزارة الثقافة، والارشاد القومي في سوريا عام 1958، ومن ثم تأسيس المجلس الأعلى لرعاية الفنون، والآداب، والعلوم الاجتماعية عام 1959 والذي ساهمت لجنته المختصة بالشؤون السينمائية بتأسيس أول نادي للتصوير السينمائي في سوريا عام 1960، وكذلك دائرة السينما في وزارة الثقافة عام 1961، ومن ثم إحداث «المؤسسة العامة للسينما»، فكانت منعطف السينما الكبير في سوريا، وتميزت بأبعاد تجربة سينما القطاع العام، ومحاولات تقديم السينما الجادة، مقابل استشراء عدوى الانتاج السينمائي في القطاع الخاص، وبصورة خاصة بعد صدور مرسوم حصر استيراد، وتوزيع الأفلام السينمائية بالمؤسسة العامة للسينما، ودخول أصحاب دور السينما مجال الانتاج السينمائي، أو المساهمة في تمويله، ودعمه، وعرض أفلامه في الصالات التي يملكون، بدل أن يستورد أفلاماً جديدة عن طريق المؤسسة، وذلك كموقف سلبيّ غير معلن صراحة من حصر الاستيراد، والتوزيع.
أنتجت دائرة السينما في وزارة الثقافة العديد من الأفلام الوثائقية القصيرة عن المدن، والآثار، والمنجزات، والطبيعة، والناس، بعد أن تعاقدت مع الخبيرين اليوغوسلافيين بوشكو فوتشينينش في الإخراج، وتوميسلاف بينتر في التصوير، وكذلك قام صلاح دهني - خريج الدراسات السينمائية العالية في باريس منذ عام 1950 - ورئيس الدائرة بإخراج العديد من الأفلام القصيرة الوثائقية بالأسود والأبيض، وبالألوان الطبيعية، وأخرج يوسف فهدة فيلم "الفنون التطبيقية في سوريا" بالألوان، وقد عمل جورج خوري كمساعد تصوير في الأفلام الأولى مع المصور اليوغوسلافي توميسلاف ثم قام بتصوير أفلام أخرى بعد سفر الخبيرين. وكانت تشارك المؤسسة العامة للسينما بشكل دوريّ، ومستمر في المهرجانات السينمائية المتنوعة في موسكو، طشقند، كارلوفي فاري، قرطاج، والقاهرة، وفالنسيا، وكذلك مهرجان باريس للفيلم العربي. وشاركت سوريا لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي عام 1962، بفيلم "دمشق الخالدة". كما قامت وزارة الثقافة بإيفاد عدد من الطلاب لحسابها، لدراسة فنون السينما المختلفة في بعض البلدان الأوروبية.
محمد ملص.. وأحلام المدينة
كان محمد ملص «1945»، من أوائل المخرجين السينمائيين في سوريا. عمل ملص كمدرس بين عامي 1965 و1968 قبل الانتقال إلى موسكو لدراسة الإخراج السينمائي في معهد جيراسيموف للسينما. خلال فترة وجوده في هذا المعهد، أخرج الأفلام القصيرة «حلم مدينة صغيرة» و«اليوم السابع» والكل في مكانه و«كل شيء على ما يرام سيدي الضابط». بعد عودته إلى سوريا بدأ ملص العمل في التلفزيون السوري. وحقق العديد من الأفلام القصيرة «القنيطرة 74» في عام 1974 و«الذاكرة» في عام 1975 و«فرات» في عام 1980.
كما شارك «ملص» مع عمر أميرلاي شارك في تأسيس نادي سينما دمشق بين عامي 1980 و1981، صور ملص الفيلم الوثائقي «المنام» عن الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في لبنان خلال الحرب الأهلية أخرج فيلمه الروائي الطويل الأول «أحلام المدينة» عام 1983. وحصل فيلم السيرة الذاتية على الجائزة الأولى في مهرجانات فالنسيا وقرطاج بمناسبة الذكرى المئوية للسينما في العام 1995، قام ملص مع عمر أميرالاي واسامة محمد بتصوير فيلم وثائقي بعنوان «نور وظلال» عن الرائد السينمائي السوري نزيه شهبندر تم إنتاج فيلم ملص الثاني «الليل»، في عام 1992. تدور أحداث الفيلم في مدينة القنيطرة مسقط رأسه والتي دمرت بعد الحرب الإسرائيلية عام 1967. وتدور أحداثه في الأعوام 1936 والحرب العربية الإسرائيلية 1948.
يشكل الفيلم الأول «أحلام المدينة» والثاني «الليل» أجزاء من ثلاثية لم تنته بعد تم عرض كلا الفيلمين في قسم الفوروم في مهرجان برلين السينمائي الدولي. حصل «الليل» على اعتراف دولي وفاز بالجائزة الأولى في مهرجان قرطاج السينمائي لعام 1992. ومع ذلك، تم حظر الفيلم في سوريا حتى عام 1996 في عام 2013، كان "أحلام المدينة" من بين أفضل 10 أفلام في قائمة «أعظم 100 فيلم عربي»، والتي صوت فيها خبراء من العالم العربي.
إضافةً إلى شركاء مهرجان دبي السينمائي الدولي في تعاون آخر بين ملص وعمر أميرلاي واسامة محمد تم تحقيق الفيلم الوثائقي «مدرس» في عام 1996 عن الرسام السوري الرائد فاتح مدرس باب المقام، الذي صدر في عام 2005، كان ثالث فيلم روائي طويل من ملص، وقد فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان مراكش الدولي للسينما. تم عرض فيلم "سلم إلى دمشق"، الذي تم إطلاقه في عام 2013، في مهرجان تورنتو الدولي للسينما، وتم عرضه في أكثر من 50 مهرجانًا منذ ذلك الحين.
وفي كتابه «تاريخ السينما السورية»، ينشر جان الكسان نتائج الاستفتاء الكبير الذي حققته مجلة «اليوم السابع» التي كانت تصدر في باريس بين مجموعة كبيرة من السينمائيين والنقاد حول "عشرة أفلام هزّت السينما العربية"، ونشرته في عدد 23 فبراير 1987، وعدد مارس ١٩٨٧، فكان بينها ثلاثة أفلام من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا، من بينهم فيلم «أحلام المدينة» للمخرج محمد ملص، وفي نفس الاستفتاء جاء «ملص» في المرتبة الثامنة من بين أفضل مخرجين عرب في القائمة، باعتباره المخرج السوري الوحيد في القائمة التي تصدرها المخرج المصري يوسف شاهين.