ممّا لا يخفى علينا أن الهوايات هي الأنشطة التي يمارسها الفرد في أوقات معينة كأوقات الفراغ و تعود عليه بالمتعة و التسليه و في الحقيقة الهوايات تجعل الفرد متجدّداً ومنتعشاً كما أنها تنعش عقل الفرد حيث أنه يغذّي العقل من خلال هذه الهوايات المختلفة و تختلف الهوايات من فرد إلى آخر.
و كما يحتاج الفرد إلى التطور والنّمو ،كذلك هواياته فإنها تحتاج إلى التدرب المستمر و قد تكون هذه الهوايات سبباً في منح الفرد الخبرات و المعرفة الكبيرة حيث أن تطويرها يجعلها تنمو و تتطور و تعود بالنفع النفسي و الذي يكمن في التغيير المستمر.
وتكمن فائدة تحّفيز الهوايات في منح الفرد الفرصة على القضاء على الفراغ و الذي يلعب دورًا رئيسيًا في المشكلات النفسيه التي قد يواجهها الفرد حيث أن الفراغ قاتل لأنه يجعل الفرد خاليًا من الإتزان و يشعره بعدم الكمال و بعدم القدرة على تحقيق شيء ولا يخفى علينا أن الفراغ يقتات عقل الفرد بالتفكير المؤذي.
كذلك من خلال هذه الهوايات ، يجد الفرد ذاته أكثر اتزانًا و بُعدًا عن الضغوطات التي تواجهه فلديه وسائل لتفريغ هذه الضغوط .وتعمل هذه الهوايات دوراً كبيراً في صقل شخصية الفرد و بنائه لذاته و ازدياد ثقته بذاته و ذلك من خلال شعور الرضا الذي يشعر به بعد ممارسة الهوايات.
ومن واجب الفرد تجاه ذاته ،أن ينمِّي و يحفِّز هذه الهوايات من خلال الإطلاع والقراءه وإيجاد الأساليب الحديثة التي تناسب هوايته و تعمل على نموه و كذلك إذا وجد الفرد بأنه لا يمتلك أية هواية ذاتيه يمكنها اكتساب الهوايات من خلال تعلُّم إحدى الهوايات و ممارستها بشكل منتظم و ذلك لضمان سلامة الفرد الصحية و العقليه و النفسية
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار
على مدار العقود الماضية، ظل التعاطي العربي مع القضية الفلسطينية يتأرجح بين التنديد، والاستنكار، والمبادرات التي سرعان ما تُطوى صفحتها أمام تعنت الاحتلال الإسرائيلي وغياب إرادة دولية حقيقية لإقرار الحقوق الفلسطينية التي لا تتعارض مع القوانين والأنظمة الدولية التي يتكئ عليها النظام العالمي. ولا يبدو في الأفق أن ثمة قدرة على التحول إلى مسار جديد ينطلق من موقف عربي يتواكب وحجم الخطر الجديد ومستوى التحولات التي يشهدها الخطاب العالمي تجاه القضية الفلسطينية خاصة من قبل الولايات المتحدة التي رغم انحيازها للاحتلال الإسرائيلي إلا أنها كانت تحاول الظهور بمظهر الداعم لعملية السلام والراعي لها.
رغم ذلك فلا يمكن التقليل من أهمية خطة إعمار قطاع غزة التي تبنتها القمة العربية خاصة إذا ما نظرنا لهذه الخطة من زاوية إنسانية بعيدة عن البعد السياسي والاستراتيجي.
ولا أحد يستطيع أن ينكر أهمية البعد السياسي في هذه اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية بمنعطف تاريخي خطير حيث تحول الموقف الأمريكي من التوازن الظاهر على الأقل إلى موقف أشد تعنتا من الموقف الإسرائيلي نفسه حيث يريد الرئيس الأمريكي تهجير سكان غزة من أجل إعمارها وتحويلها إلى منتجع سياحي خاص به أو ببلده! وهذا الطرح الأمريكي هو طرح إمبريالي بحت لم تعمل عليه إسرائيل نفسها بشكل جدي لأنها تعرف استحالته خاصة في غزة. ولكن التحولات العالمية والضعف البيِّن في العالم العربي وفي دوله الكبرى جعل رئيس الولايات المتحدة يكشف عن نوايا جديدة في مسار تصفية القضية الفلسطينية منطلقة من توجهات استثمارية بحتة لرئيس لم يستطع حتى الآن الفصل بين المسارين.
لكن الخطة العربية سواء خطة إعادة الإعمار أو إنشاء الصندوق الائتماني فرغم بعدهما عن الموقف السياسي المؤثر في مجرى الأحداث إلا أنها قوبلت مباشرة بالرفض من دولة الاحتلال ومن الرئيس الأمريكي. وهذا أول التحديات التي قد تعمل على وأد المشروع ناهيك عن تحديات الإعمار العملية بدءا من المبلغ الضخم الذي تحتاج له عملية إعادة الإعمار وصولا إلى وجود مانحين يستطيعون الالتزام بما يعلنون عن مساهماتهم في الصندوق.
وهذا كله يجعل قطاع غزة المهدد الآن بعودة الحرب مرة أخرى يواجه الوضع القائم وهو وضع سيئ جدا بعد أن منعت إسرائيل استمرار دخول قوافل المساعدات. ما يعني أن الفلسطينيين في القطاع سيكونون أمام خيار واحد لا بديل له وهو خيار المواجهة مرة أخرى حتى لو عادت المواجهة إلى مستوى ثورة الحجارة.
وهذا يعني أيضا أن الشعب الفلسطيني، وفي الحقيقة الشعوب العربية، ستفقد ثقتها في قدرة النظم العربية على اتخاذ موقف حقيقي من تهجير شعب عربي من أرضه ونقله قسرا إلى أراضي دول عربية أخرى!
ولهذا، فإن على الدول العربية أن تعمل على أقل تقدير على ضمان نجاح خطة إعادة الإعمار وهذا النجاح، فيما لو تحقق، لا يجب أن يقتصر على جمع الأموال، بل ينبغي أن يكون جزءًا من مسار سياسي متكامل، يضمن للفلسطينيين حقوقهم، ويوحد صفهم، ويقطع الطريق على أية مخططات تهدف إلى تصفية القضية تحت عناوين مضللة.