تتزايد التساؤلات بشأن إمكانية دفع السلطة الفلسطينية لرواتب الموظفين الحكوميين التابعين لها في قطاع غزة، عقب قرار إسرائيل حجب الأموال المخصصة للقطاع من أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل من المعابر لصالح السلطة.

والخميس الماضي، قالت إسرائيل، إنها "ستحجب الأموال المخصصة لقطاع غزة، فيما ستمضي قدماً في تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لمساعدتها على تغطية رواتب موظفي القطاع العام، ودفع تكلفة الكهرباء به.


وسبق ذلك، تأكيد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، "معارضته تحويل الأموال الخاصة برواتب موظفي القطاع العام والنفقات الحكومية الأخرى"، رافضاً دعوة وزير الدفاع يؤاف غالانت بتحويل الأموال للمساعدة في استعادة الاستقرار بالضفة الغربية. إنفاق حكومي وتنفق الحكومة الفلسطينية التي يترأسها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية نحو 30% من ميزانيتها على قطاع غزة، حيث تدفع رواتب آلاف الموظفين إلى جانب تكاليف الأدوية وبرامج المساعدات الاجتماعية.
وتجبي إسرائيل بموجب اتفاق "باريس" الاقتصادي الموقع مع منظمة التحرير عام 1995 أموال الضرائب نيابة عن الحكومة الفلسطينية، وتقوم بتحوليها بشكل شهري للوزارة المالية، حيث تبلغ قيمة تلك الأموال نحو 750 مليون شيكل (نحو 191 مليون دولار أمريكي).

هل تستطيع السلطة الفلسطينية أن تحكم غزة؟ https://t.co/HqIij0nqTz

— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2023 ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطة الفلسطينية، كما أنها لم تحدد حتى اللحظة موعداً لصرف رواتب موظفيها في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث أنه من المعتاد أن يتم صرف تلك الرواتب في الأسبوع الأول من كل شهر.
وتواجه السلطة الفلسطينية أزمة مالية خانقة، بسبب نقص التمويل الدولي، واقتطاع إسرائيل لأجزاء من أموال المقاصة، خاصة أموال الكهرباء والأموال المخصصة لعائلات الأسرى والشهداء، الأمر الذي أجبرها منذ نحو العامين لدفع أجزاء من رواتب الموظفين، وإبقاء بعضها كمستحقات مالية لهم. أزمة مالية شديدة ولم يسبق للسلطة الفلسطينية أن حجبت رواتب موظفيها بقطاع غزة، رغم استمرار سيطرة حركة حماس على القطاع عسكرياً منذ عام 2007، فيما يرى محللون اقتصاديون أن القرار الإسرائيلي سيدخل السلطة بأشد أزمة مالية.
وقال الخبير الاقتصادي، نصر عبد الكريم، إن "إسرائيل معنية باستقرار الضفة الغربية، وستعمل على تقديم خطوات اقتصادية ملموسة في هذا الإطار"، مشيراً إلى أن تل أبيب لا ترغب بأي تصعيد بالضفة في الوقت الحالي.
وأوضح عبد الكريم، لـ24، أن "إسرائيل على الرغم من رغبتها الشديدة بتحقيق الهدوء بالضفة الغربية؛ إلا حكومة بنيامين نتانياهو لا تميل إلى تقديم أي خطوات إيجابية، دون أن يكون لها مقابل من الجانب الفلسطيني".
وأضاف: "لا أستبعد أن تمارس إسرائيل ضغوطاً على السلطة الفلسطينية من أجل وقف صرف رواتب موظفيها في قطاع غزة، أو تضع قيوداً على تحويل السلطة للأموال إلى القطاع، وتهدد باستهداف البنوك العاملة بغزة، في حال استئنافها العمل".
وأشار إلى أنه "من غير المعروف مدى تعاطي السلطة الفلسطينية مع الضغوط التي قد تمارسها إسرائيل عليها؛ إلا أن تأخرها عن إعلان موعد صرف رواتب موظفيها يثير الكثير القلق بشأن طبيعة القرار الذي اتخذته الحكومة".
وبيّن المحلل الاقتصادي، أن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليست عسكرية فقط؛ بل اقتصادية أيضاً"، لافتاً إلى أن الأوضاع الاقتصادية بغزة صعبة للغاية وأن معدلات الفقر وصلت تقريباً لـ100%، حسب تقديره.
وشدد عبد الكريم، على "ضرورة أن تضغط السلطة الفلسطينية من أجل إنقاذ قطاع غزة، وألا ترضخ لأي ضغوط إسرائيلية بهذا الشأن"، لافتاً إلى أن رواتب الموظفين الحكوميين بغزة تمثل عصباً رئيسياً للاقتصاد المتهالك.
وزاد: "عدم إيصال تلك الأموال للموظفين سيدخل قطاع غزة في أخطر أزمة اقتصادية ومالية، وسيؤدي إلى كوارث كبيرة على كافة المستويات، الأمر الذي يستوجب على السلطة الفلسطينية أن تقدم الدعم المالي الكامل لغزة". التزام حكومي تجاه غزة وفي السياق، يرى المحلل الاقتصادي محمد أبو جياب، أن "القرار الإسرائيلي بشأن أموال المقاصة، في حال تم تنفيذه سيسبب أزمة كبيرة للحكومة الفلسطينية"، مستدركاً: "لكن يتوجب على الحكومة أن تلتزم بدفع الاستحقاقات الخاصة بغزة".
وأضاف أبو جياب، لـ24: "يجب أن تعطي السلطة الفلسطينية الأولوية لقطاع غزة، فيما يتعلق برواتب الموظفين والخدمات، ويجب عليها صرف رواتب كاملة لموظفيها، خاصة بعد الدمار الكبير الذي تعرض له القطاع".

إسرائيل تتخذ إجراءات اقتصادية ضد السلطة الفلسطينية https://t.co/5G6OLTknjg

— 24.ae (@20fourMedia) October 30, 2023 وتابع: "لا يجب أن تتنصل السلطة الفلسطينية عن مسؤولياتها في قطاع غزة، ولا يجب أن تصرف رواتب الموظفين في الضفة، وتتجاهل غزة، ولا يوجد مبررات لأي قرار من هذا النوع حتى في أشد الأزمات المالية لها".
واستكمل: "للأسف مع إغلاق البنوك هناك أزمة سيولة في القطاع ولا أحد تقريباً يمتلك الأموال، والأمل في أن يتم فتح البنوك وتضخ السيولة النقدية من خلال رواتب الموظفين"، مشدداً على أن الوضع الاقتصادي بغزة في حالة انهيار بسبب الحرب الإسرائيلية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة رواتب الموظفین رواتب موظفیها فی قطاع غزة أزمة مالیة صرف رواتب إلى أن

إقرأ أيضاً:

أزمة سيولة تهدد العراق: 90% من النقد خارج البنوك

27 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: يعكس ارتفاع إصدارات الأوراق النقدية من البنك المركزي العراقي في كانون الثاني 2025 إلى 6 مليار ورقة بقيمة 100.3 تريليون دينار، مقارنة بـ5.7 مليار ورقة بقيمة 78.2 تريليون دينار في 2022، حاجة متزايدة للسيولة في اقتصاد يعتمد بشكل شبه كلي على النقد.

وتشير الزيادة بنسبة 4.7% إلى ضغوط مالية متصاعدة، مدفوعة بعجز الموازنة والإنفاق الحكومي المتضخم، لكنها تثير مخاوف من التضخم في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي. تبرز فئة 50 ألف دينار كالأكثر نمواً بنسبة 167%، ما يعكس تفضيل المواطنين للفئات الكبيرة لتسهيل التعاملات اليومية في ظل ارتفاع الأسعار.

ويسلط الانخفاض في إصدار فئات مثل 5 آلاف دينار بنسبة 22% و10 آلاف دينار بنسبة 10% الضوء على تراجع الاعتماد على الفئات الصغيرة، مما قد يعكس تآكل القوة الشرائية للدينار.

وتبقى فئة 25 ألف دينار مهيمنة بنسبة 32% من الأوراق المتداولة، ما يؤكد استمرار الحاجة إلى فئات متوسطة لتغطية المعاملات اليومية. يعكس هذا التوزيع تحديات إدارة الكتلة النقدية في اقتصاد يعاني من ضعف الثقة بالنظام المصرفي، حيث تظل 90% من النقد خارج البنوك وفق المحلل الاقتصادي منار العبيدي.

ويكشف استمرار هيمنة النقد عن أزمة هيكلية في السيولة، حيث يعاني العراق من نقص السيولة الفعلية رغم زيادة الكتلة النقدية. يفاقم الاعتماد على النفط، مع توقعات أسعار دون 70 دولاراً للبرميل في 2025، هذه الأزمة، إذ يتجاوز الإنفاق الحكومي الإيرادات، مما يدفع نحو الاقتراض الداخلي. يحذر خبراء اقتصاديون، مثل النائب مصطفى سند، من أن العراق قد يواجه حالة “صفر كاش”، حيث تتفاقم الفجوة بين النقد المتداول والاحتياجات الفعلية.

ويبرز غياب إصلاحات مصرفية فعالة كعقبة رئيسية، إذ يعيق انخفاض الثقة بالبنوك جهود دمج النقد في النظام المالي.

وتظل جهود البنك المركزي لتعزيز السيادة النقدية عبر منصات إلكترونية وتقليل الاعتماد على الدولار محدودة الأثر في ظل السوق الموازية.

و يحتاج العراق إلى سياسات جريئة لتنويع الاقتصاد وتعزيز الثقة المصرفية لتجنب أزمة سيولة أعمق.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي بغزة: مجاعة تهدد 2.4 مليون فلسطيني وكارثة غير مسبوقة
  • “يديعوت أحرونوت” .. أزمة غير مسبوقة في الجيش الإسرائيلي
  • مبيعات غير مسبوقة للطاقة الشمسية في عدن وسط أزمة الكهرباء: هل يتم استغلال الوضع من قبل التجار؟
  • شلل في مصلحة السجون: إيقاف استقبال السجناء وتعليق نقلهم بسبب أزمة مالية!
  • “يديعوت أحرونوت” تكشف: أزمة غير مسبوقة في الجيش الإسرائيلي بسبب “الأمر 77”.. معنويات الجنود بالحضيض
  • شاهد | السلطة الفلسطينية.. من عباس إلى الشيخ.. تبديل الأسماء تثبيت السلوك
  • توقف خط أنابيب العراق-تركيا: أزمة ثقة و متأخرات مالية
  • حسن خريشة لـعربي21: هذا سر تمسك السلطة الفلسطينية بالاتفاقيات مع إسرائيل
  • خبير عسكري: لهذه الأسباب تلزم إسرائيل جنودها بالبقاء بعد انتهاء خدمتهم
  • أزمة سيولة تهدد العراق: 90% من النقد خارج البنوك