تزامناً مع أسبوع التوعية الخليجي.. استشاري لـ البلاد : تفادي “سكري البدانة” بتصحيح نمط الحياة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
جدة – ياسر خليل
تحتفل دول الخليج اليوم (الأربعاء)، بالأسبوع الخليجي للتوعية بالسكري، الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي حول تأثير داء السكري في المجتمعات الخليجية والعالمية؛ إذ أكد استاذ واستشاري غدد الصماء والسكري لدى الأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أن نمط الحياة غير الصحي كالاسترخاء وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة من أبرز العوامل التي أدت إلى إصابة الأطفال وخصوصًا اليافعين إلى البدانة.
وقال الأغا لـ” البلاد”: إن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية في الألعاب الإلكترونية، ويستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية، التي تفتقد للقيمة الغذائية والمشروبات الغازية هم أكثر عرضة لزيادة الوزن.
وأشار إلى أن هناك نوعين لداء السكري؛ النوع الأول يحدث نتيجة تلف الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين من غدة البنكرياس التي تسمى “خلايا بيتا”، وهو النوع الذي يعتمد علاجه على الأنسولين، وغالبًا ما يصيب الأطفال واليافعين،
أما النوع الثاني: فهو النوع غير المعتمد علاجه على الأنسولين، ولكن علاجه يعتمد على العقاقير والحمية د، وغالباً ما يصيب الأشخاص “البدناء” سواء كانوا صغاراً أو كباراً؛ حيث تعدُّ البدانة واحدة من أهم مسببات هذا النوع من المرض، ومع ازدياد نسبة البدانة في الوقت الحاضر لدى شرائح المجتمع المختلفة، زادت نسبة شيوع هذا النوع من داء السكري، خصوصاً في مجتمعنا السعودي وفي العالم لارتباطه بالسمنة.
وبالنسبة للسكري المكتسب المرتبط بالسمنة، يقول الأغا: إن له مقدمات وأعراضًا تمهد لإصابة الأطفال به، مضيفاً: “يرصد النوع المكتسب في الأطفال اليافعين والمراهقين بشكل كبير نتيجة البدانة والسمنة التي تؤدي مع مرور الوقت إلى الإصابة بمرحلة ما قبل السكري، التي تُعرف بمرحلة مقاومة الإنسولين وإذا لم يستغل الطفل أو الشخص البالغ هذه المرحلة فإنه حتما سيصاب بالنمط الثاني من داء السكري، ويبدأ علاجه بالأدوية الخافضة للسكر والحمية والرياضة، لذا فإن مرحلة مقاومة الإنسولين مرحلة مهمة يمكن من خلال الرياضة، وتعديل النمط الغذائي تدارك الوصول لمرحلة الإصابة، وهنا أؤكد أن مرض السكري- النوع الثاني- يمكن تفاديه إذا أحسنا التعامل مع اتباع السلوكيات الصحية، ومنها الأكل الصحي وممارسة الرياضة وتجنب الجلوس الطويل دون حراك والمحافظة على الوزن المناسب للطول”.
وبخصوص مدى تأثير الوجبات السريعة على صحة الطفل، وبماذا ينصح الآباء، قال:” للأسف الوجبات السريعة غيّبت الأكل الصحي من البيوت، ومع توفر تسهيلات غذائية عديدة للوجبات السريعة زاد انتشار تناولها بشكل كبير، ولافت للنظر، كما أن تنوع الوجبات السريعة بمختلف أشكالها؛ كالبيتزا والهمبرجر والبروست وغيرها جعلت الإغراءات والتحدي أمام الأطفال كبيرًا، فأصبحوا يميلون لهذه الأطعمة بشكل كبير، كما أن وجود خدمات التوصيل إلى البيوت رفع من استهلاك الكبار والصغار للوجبات السريعة. ومن وجهة نظري لا بد من تقنين تناول الوجبات السريعة على أن يصاحبها ممارسة الرياضة حتى لا يتعرض الفرد لزيادة الوزن والبدانة؛ بسبب السعرات الحرارية والدهون الزائدة، فالاعتدال مطلوب في تناول الوجبات السريعة”.
وحول دور الأجهزة الإلكترونية في إصابة الأطفال بالبدانة ومن ثم الإصابة بالسكري المكتسب، قال الأغا: ” نعم أثبتت كثير من الدراسات أن الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية؛ لممارسة الألعاب الإلكترونية ويستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية، التي تفتقد للقيمة الغذائية والمشروبات الغازية هم أكثر عرضة لزيادة الوزن، فالأطفال يجلسون ساعات طويلة خاملين في موقع واحد، وهذا يؤدي إلى تراكم الدهون والسعرات في أجسامهم، وتزداد المشكلة أكثر إذا كان الطفل لا يمارس أي نشاط رياضي، وهنا تزداد فرص الإصابة بالسكري النمط الثاني”.
ونصح الأغا مرضى السكري بالتقيد بالإرشادات الصحية التي وجهت لهم من الأطباء سواء ما يتعلق بالأغذية الصحية أو ممارسة الرياضة لتفادي زيادة الوزن والسمنة، وقياس نسبة سكر الدم عدة مرات في اليوم إذا كانوا لا يستخدمون التقنيات الجديدة ، فكل هذه الأمور تساعد في ضبط نسبة سكر الدم، بجانب الابتعاد عن العوامل المسببة للتوتر والقلق، كما نصح الأصحاء غير المصابين بالسكري بتجنب الأكل غير الصحي، والحرص على ممارسة الرياضة، والحد من تناول الوجبات السريعة، واستبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطازجة غير المحلاة، والحرص على النوم الصحي، والحد من استخدام التقنيات؛ خصوصًا الألعاب الالكترونية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الوجبات السریعة ممارسة الریاضة غیر الصحی
إقرأ أيضاً:
أميركا توافق على دواء يعالج البدانة وانقطاع التنفس
أعلنت السلطات الصحية الأميركية أنها أجازت علاجاً مضاداً للبدانة من مختبر «إيلاي ليلي» لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم بمستوياته المتوسطة إلى الشديدة لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة، ما قد يشكّل ثورة بالنسبة لأميركيين كثيرين.
وقالت المسؤولة في وكالة الأدوية الأميركية (اف دي ايه) سالي سيمور في بيان الجمعة إنّ هذا الترخيص «يُعدّ إنجازاً كبيراً للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم».
والعلاج، الذي يتم تسويقه تحت اسم «زيب باوند» Zepbound، مصرح به بالفعل للمرضى الذين يعانون من البدانة أو الوزن الزائد ولديهم في الوقت نفسه مشكلة صحية ذات صلة (كمرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع الكوليسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم).
وتابعت سيمور «هذا هو العلاج الدوائي الأول الذي يُقدَّم للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم».
وتؤثر متلازمة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم على حوالي 30 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم.
وتتّسم هذه المتلازمة بحدوث نوبات متكررة بشكل غير طبيعي من انقطاع التنفس أو انخفاضه أثناء النوم.
وبحسب دراسات عدة، فإن هذا الوضع يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وحتى الاكتئاب.
وحتى الآن، اقتصرت العلاجات المتوافرة على أقنعة أو أجهزة محدّدة أو عمليات جراحية للمرضى.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنه في تجربتين سريريتين، تبيّن أن علاج Zepbound يقلّل من تكرار نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم. ومن المحتمل أن يكون هذا التحسّن مرتبطا بفقدان الوزن الذي سجّله المرضى، بحسب «اف دي ايه».
وقال مدير مختبرات «إيلاي ليلي» باتريك جونسون في بيان إن هذا «يُعدّ إنجازاً كبيراً في تخفيف عبء هذا المرض والمشاكل الصحية الناجمة عنه».
وقد جرى توسيع ترخيص Zepbound ليشمل الأشخاص الذين يعانون من البدانة المفرطة مترافقا مع انقطاع التنفس أثناء النوم بشكله المعتدل إلى الشديد.
وتقول إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن العلاج الذي يتم تناوله عن طريق الحقن مرة واحدة في الأسبوع يجب أن يقترن بالتمارين الرياضية واتّباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
وينتمي هذا الدواء إلى جيل جديد من العلاجات التي أحدثت في السنوات الأخيرة ثورة في إدارة البدانة، وهي آفة صحية عامة.
وتعتمد هذه العلاجات على محاكاة هرمون الجهاز الهضمي (GLP-1) الذي ينشّط المستقبِلات في الدماغ التي تؤدي دورا في تنظيم الشهية.
ويتم أيضا تسويق جزيء «تيرزيباتايد» tirzepatide من مختبرات «إيلاي ليلي» تحت اسم «مونجارو» للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، منذ ترخيص إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2022.
ويطلق على نظيره اسم «أوزمبيك» Ozempic، وهو علاج لاقى رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب خصائصه في إنقاص الوزن.