غزة– من المسدس وحتى الصاروخ، مروراً بأسلحة القنص والدفاعات الجوية والطائرات المسيًرة، أتاحت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في غزة- للجماهير التعرف عن قرب على أبرز ما تمتلكه ترسانة عسكرية، وبعض ما أسمتها "الصناعات القسامية" في فعالية أطلقت عليها "المقاومة صورة وتذكار" تنظمها بمحافظات قطاع غزة الخمس في ثالث ورابع أيام عيد الأضحى المبارك.

كتائب القسام وجهت الدعوة للكبار والصغار لحضور فعالية الصناعات القسامية في غزة (الجزيرة نت)

واستقطبت الفعالية الفريدة من نوعها حشوداً كبيرة من الجمهور، وبدا لافتاً حضور عائلات بأكملها رجالا ونساء وأطفالا، لالتقاط الصور التذكارية مع الأسلحة القسامية.

وتكتسب كتائب القسام ثقة واسعة في غزة، كونها الأكبر عدة وعتاداً من بين الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، والتطور اللافت على أدائها في الحروب والمواجهات العسكرية مع الاحتلال خلال السنوات الماضية.

فعالية "المقاومة صورة وتذكار" أتاحت الفرصة للجماهير لاستعراض أسلحتها الخفيفة والثقيلة (الجزيرة نت) أجواء سعادة وفخر

وجدت إيمان أبو ناجي (13 عاماً) في كلمة "فرحانة" وصفاً كافياً للسعادة التي بدت عليها وهي تلتقط صورة تذكارية مع بندقية آلية، ومن خلفها أحد صواريخ كتائب القسام المصنعة محلياً، وقالت للجزيرة نت "كنت أسمع بصواريخ المقاومة وهذه المرة الأولى التي أراها بعيني".

وشاطرتها الشعور ذاته شهد (18 عاماً) ومادلين (13 عاماً) فقالتا "إحساس حلو أن نرى صواريخ المقاومة ونلتقط الصور معها".

لقطة عائلية للذكرى مع صاروخ لكتائب القسام مصنع محلياً في غزة (الجزيرة نت)

وفي زاوية الدفاعات الجوية من فعالية "المقاومة صورة وتذكار" ظهر الطفل محمد (4 سنوات) بين أفراد أسرته، مرتدياً زياً عسكرياً وواضعاً على جبهته عصبة كتائب القسام الخضراء، وملوحاً بشارة النصر، وقال والده للجزيرة نت "جئناً هنا لنعبر عن فخرنا واعتزازنا بالمقاومة".

وبدا والد الطفل محمد سعيداً فخوراً وهو يشير بيده إلى سلاح تستخدمه كتائب القسام في الدفاعات الجوية والتصدي لطائرات الاحتلال، وقال "بإمكانيات بسيطة ونتاج عمل دؤوب ودماء وشهداء وصلت المقاومة إلى هذا المستوى.. هذه هي صناعة أبطالنا".

وكان عبد الله أبو نحل (16 عاماً) يتنقل من زاوية إلى أخرى، برفقة مجموعة من أصدقائه، يلتقطون لبعضهم البعض الصور التذكارية مع مقاومي كتائب القسام، والأسلحة المتنوعة، وقال للجزيرة نت "في كل حرب على غزة تُفاجئ المقاومة الاحتلال بسلاح وصواريخ جديدة (..) وهذا بعض ما تمتلكه المقاومة وليس كل شيء".

بندقية من طراز "إم 16" في معرض للأسلحة نظمته كتائب القسام (الجزيرة نت) ثقافة المقاومة

وحرص ركن الجبهة الداخلية (لواء غزة) بكتائب القسام على التنوع في زوايا التصوير داخل فعالية "المقاومة صورة وتذكار" مع انتشار مكثف لمقاومين من الكتائب يساعدون الرواد من الجماهير على خوض التجربة، والتقاط الصور مع أسلحة متنوعة من الصواريخ والدفاعات الجوية والطيران والرشاشات والدروع.

وقال عضو في ركن الجبهة الداخلية يكنى "أبو محمد" للجزيرة نت "الفعالية آمنة تماماً، وتهدف كتائب القسام من تنظيمها إلى تعريف الجمهور وحاضنة المقاومة ببعض ما تمتلكه في ترسانتها العسكرية، ورؤية ما كانت تسمع به ولا تراه من أسلحة المقاومة وصواريخها وطائراتها".

مشاركة واعتزاز وإعجاب في فعالية الصناعات القسامية (الجزيرة نت)

وبحسب أبو محمد فإن الأسلحة والمعدات العسكرية المعروضة ليست كلها من "صنع محلي" غير أنه أكد أن "غالبيتها من صناعة أيدي مهندسي كتائب القسام، الذي كان من أبرزهم الشهيد المهندس جمال الزبدة صاحب البصمة في صناعة وتطوير الصواريخ".

ويرى المواطن أن مثل هذه الفعاليات تعزز الانتماء للمقاومة والرهان عليها، وتساهم كذلك في تعزيز ثقافة المقاومة لدى الجماهير الفلسطينية، خاصة الجيل الصاعد.

وأبدى أبو محمد رضاه عن مشاركة النساء والفتيات وعائلات بكامل أفرادها في الفعالية، وحرصها على التقاط الصور التذكارية مع ترسانة المقاومة، وقال "هذا يثبت التفاف الناس حول خيار المقاومة، والرهان عليها للدفاع عن العرض والأرض، وعلى طريق تحرير فلسطين".

أحد الأسلحة القسامية في فعالية المقاومة في غزة (الجزيرة نت)

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كمائن مركبة وعمليات استشهادية.. تحول لافت في نهج المقاومة بغزة

تظهر العمليات النوعية، التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أن هناك تحولا في النهج الذي تقاوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث بات المقاومون يتجاوزون العمليات الفردية إلى العمليات الاستشهادية، فضلا عن الكمائن المركبة أو كمائن الموت.

وفي مقطع فيديو سابق لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ظهر شعار "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت"، ونشرت القسام الفيديو يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، الذي صادف ذكرى انطلاق حركة حماس.

وكان المقطع للإعلان عن كمين الفالوجا الذي نفذه مقاتلو القسام غربي مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فإن كمين الفالوجا يخفي في ثناياه رسائل مبطنة تشي بتحول في طبيعة قتال الكتائب ودخوله طورا جديدا شعاره عمليات نوعية استشهادية من "المسافة صفر"، العبارة التي اختصت بها كتائب القسام في وصف هجماتها منذ حرب 2014.

وفي السياق نفسه، أعلنت الكتائب -أمس الجمعة- أنها نفذت عملية وصفتها بالأمنية المعقدة في مخيم جباليا، وأوقعت أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح.

وفي تفاصيل العملية، قالت الكتائب في بيان إن "مجاهدا قساميا تمكن من الإجهاز على قناص صهيوني ومساعده من المسافة صفر في مخيم جباليا". وأشارت إلى أنه بعد ساعة من ذلك "تنكر المجاهد نفسه بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة صهيونية مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف في القوة وإيقاعها بين قتيل وجريح".

إعلان

وحسب ما صرح به الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا، لقناة الجزيرة في وقت سابق، فإن العملية الاستشهادية في جباليا هي الأولى داخل غزة منذ عام 2002.

ومن جهته، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي -في تحليل سابق على قناة الجزيرة- إلى أن عملية القسام في مخيم جباليا "تمثل مرحلة جديدة في تكتيكات المقاومة الفلسطينية"، معتبرا استخدام الحزام الناسف في قلب منطقة عسكرية مغلقة "تطورا لافتا" في نوعية العمليات التي تستهدف الجيش الإسرائيلي.

مقاومة شرسة

ويحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو 80 يوما مناطق شمال قطاع غزة، وتحت وطأة الضغط العسكري يحاول تهجير سكانها جنوبا، في إطار ما باتت تعرف بـ"خطة الجنرالات".

غير أن جيش الاحتلال يواجه على الأرض مقاومة شرسة، عنوانها "النصر أو الشهادة"، وهي المقولة التي اعتادت كتائب القسام أن تنهي بها بياناتها.

وتقول كتائب القسام إنها قتلت 60 ضابطا وجنديا إسرائيليا، وأصابت مئات آخرين خلال الـ77 يوما الأخيرة، 17 من الجنود القتلى لقوا مصرعهم قنصا.

وحسب تقرير نسيبة موسى على الجزيرة، فإن عمليات كتائب القسام خلال 45 يوما من الحرب تؤكد أنها اعتمدت نهج الكمائن المركبة أو ما يسمونها بكمائن الموت، التي تقوم على استدراج القوات الإسرائيلية إلى مناطق أو مبان مفخخة ومن ثم الإجهاز على من يتبقون أحياء.

ومن جهة أخرى، شهدت الأيام الأخيرة تصاعدا في هجمات "المسافة صفر" التي ينفذها مقاتلو القسام في مناطق شمال القطاع، بيت لاهيا وبيت حانون وفي مخيم جباليا على وجه التحديد، ومن ذلك ما أعلنته القسام الخميس الماضي عن طعن أحد مقاتليها ضابطا إسرائيليا و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مخيم جباليا.

وكانت تلك العملية الأولى من نوعها التي تحدث في قطاع غزة.

إعلان

كما أعلنت كتائب القسام بعد ذلك عن إجهاز مقاتل على جندي إسرائيلي بجوار دبابة "ميركافا" والاستيلاء على سلاحه وإلقاء قنبلتين يدويتين داخل الدبابة غرب مدينة بيت لاهيا.

وخلص تقرير الجزيرة إلى أنه مع الهجمات الفردية الاستشهادية، أو ما تعرف عسكريا بهجمات "الذئاب المنفردة"، يتحول نهج هجمات القسام في شمال قطاع غزة، "وما ذلك إلا ترجمة لشعار القسام النصر أو الشهادة".

مقالات مشابهة

  • كمائن مركبة وعمليات استشهادية.. تحول لافت في نهج المقاومة بغزة
  • كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا
  • تفاصيل جديدة مثيرة حول عملية جباليا المعقدة
  • كتائب القسام تكشف تفاصيل عملية استشهادية “معقدة” نفذها أحد مقاوميها في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
  • القسام: نفذنا عملية استشهادية بقوة إسرائيلية بجباليا
  • عاجل | مصدر قيادي في كتائب القسام للجزيرة: عملية أمنية معقدة بمخيم جباليا فجر خلالها أحد مجاهدينا نفسه في قوة صهيونية
  • كتائب القسام: أجهزنا على ضابط و3 جنود إسرائيليين طعنا بشمال غزة
  • النَّاطق العسكري باسم كتائب القسام يُبارك الهجومَ الصَّاروخي اليمني في عمق كيان العدو الصّهيونيّ
  • ضابط إسرائيلي: هناك سباق بين الوحدات العسكرية بغزة لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين
  • كتائب القسام تصعد عملياتها شمال قطاع غزة