من يجذبنا أولاً: غلاف الكتاب أم مضمونه؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
هزاع أبوالريش (الشارقة)
أكد كتّاب أن جماليات أغلفة الكتب ضرورة لازمة لجذب الزائر، ولفت انتباهه، ويجب أن تكون دور النشر حريصة على أن يكون الغلاف معبراً ودالاً على محتوى الإصدار وعنوانه، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى جذب القارئ إلى الكتاب والإقبال عليه، وأشاروا إلى أن الغلاف المتميز جزء من عملية تكاملية إضافة إلى العنوان والمضمون، وعملية الترويج للكتب تعتمد بنسبة كبيرة على جاذبية تصميمها الخارجي وعناوينها المستخدمة.
ومن الواضح في الدورة الحالية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن هناك تطوراً ملحوظاً في اختيار التصاميم الخارجية لإصدارات دور النشر الإماراتية، والتي تجمع عادة بين رؤية المؤلف والناشر والمصمم.
بداية تقول هاجر العيسى، المؤسس والمدير التنفيذي منار المعرفة للاستشارات الادارية والتدريب: جمالية الأغلفة يجب أن تتوافق مع قيمة محتوى الكتاب، وهناك كتب أغلفتها تعكس محتواها القيم، وهناك نوع آخر من الكتب قد لا تلتفت إلى غلافه ولكنك تشتريه لمضمونه. وتضيف: عندما أزور معرض الكتاب لا أبحث فقط عن عنوان الكتاب وجمالية المحتوى إنما عن مضمونه، فعندما تقع عيني على كتاب ما في علم الإدارة والتمييز واستشراف المستقبل، فإن أول ما يشد انتباهي هو العنوان ثم المضمون عن طريق قراءة فهرس الكتاب، ومن ثم قراءة سريعة لمحتواه، وأخيراً التفت إلى الغلاف والعنوان.
وتابعت العيسى: أنا مع اختيار التصميم البسيط الذي يتلاءم مع مضمون الكتاب والسعر الذي يكون في متناول الجميع، لأن أهمية الكتب في محتواها وليس باغلفتها وعناوينها وأسعارها.
تصميم الغلاف
من جانبها ترى الكاتبة مريم الحمادي، أن تصميم غلاف الكتاب من أهم عوامل نجاحه وبالأحرى تسويقه، فآلاف الكتب المصطفة على الرفوف تنتظر عين قارئ لتنتشلها من مكانها، فانتهاز تلك الفرصة في بيع النتاج الأدبي وتسويقه يكمن في تصميم الغلاف، لأن التصميم يبرز جمال عنوانه وهو ملخص لمحتواه وكذلك هو هوية الكاتب، والذي قد لا يكون معروفاً شكلاً لدى الجمهور القارئ، وبيان لرسالته التي يود إيصالها لجمهوره، فتصميم الغلاف بعناية يخلق نوعاً من الأريحية والجذب للقارئ، لذلك تسعى دور النشر والمطابع ومسؤولو التسويق في كافة المجالات إلى التركيزعلى ما يعرف سيكولوجية الألوان لما لها من علاقة وثيقة بينها وبين شخصية الإنسان وحالته المزاجية والقدرة الشرائية والجاذبة له كمشتر للسلع.
وأضافت الحمادي، من جانب آخر هناك ما يسمى التجارة في الأدب، عندما يُباع لك مجرد غلاف لا أكثر، وهنا لا يصح تسميته كتاباً، فبعض الكتب المبهرجة بتلك التصاميم مضمونها ركيك، لذلك أدعو القراء الراغبين بانتقاء الكتب الفريدة التريث، وعدم الوقوع في الانجذاب اللحظي في حب غلاف الكتاب، فالغلاف ليس كافياً دائماً للدلالة على جودة المضمون.
جلسات نقاشية
ويطالب الشاعر عايض عبدالهادي الحبابي، دور النشر والجهات المعنية بالنشر ومعارض الكتب بتكثيف ورش العمل والجلسات النقاشية المختصة في تعزيز مهارات الكتاب في اختيار عناوين الكتب وتصميماتها، بالإضافة إلى زيادة الوعي لدى الناشر لدى اختيار النص، وعدم الاستعجال في الطباعة لأنه المسألة تكاملية والغلام يكمل العنوان والعنوان يكمل المضمون ومحتوى الكتاب.
وأكد الحبابي، أن كثيراً من الكتاب الجدد يجهلون أهمية اختيار التصميم المناسب، مشدداً على أن الغلاف لا يقل أهمية عن قيمة مضمون الكتاب، فيما يسهم في نقل الصورة ورسالة الكتاب حتى قبل قراءته. مختتماً: نجاح معرض الشارقة الدولي للكتاب اليوم هو دليل ما يحتويه من إصدارات شبابية ملهمة، وأغلفة إبداعية قيّمة تعكس الوعي الذي يقع على عاتق دور النشر المشاركة، وهذا ما يجعلنا نهتم بالتواجد والحضور والمتابعة لما هو جديد في هذا المحفل الدولي البهيج.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب الكتاب دور النشر
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تقيم ورشا للأطفال في الرسم والتشكيل والحرف اليدوية
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية المخصصة للأطفال في مركز الشروق الثقافي، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الوعي الثقافي وتنمية المواهب لدى النشء في مدينة الشروق والمناطق المجاورة.
وتضمنت الفعاليات، ورشًا فنية متنوعة، مثل الرسم والتشكيل والحرف اليدوية، بالإضافة إلى عروض فنية تهدف إلى تحفيز الإبداع وتعزيز القيم الثقافية لدى الأطفال، كما شملت الأنشطة ورش حكي تفاعلية، حيث استمتع الأطفال بسرد القصص وتعلم مهارات التعبير الشفهي.
يُذكر أن مركز الشروق الثقافي، الذي افتتحته وزارة الثقافة في عام 2023، يُعد من أبرز المراكز الثقافية في المدن الجديدة، ويضم قاعات متعددة للأنشطة، منها قاعة للمسرح، وقاعة ندوات، وقاعة حاسب آلي، وقاعة أنشطة للطفل، وقاعة لكتاب الطفل، بالإضافة إلى مركز لتنمية المواهب بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية.
تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية الهيئة المصرية العامة للكتاب لنشر الثقافة والفنون بين مختلف فئات المجتمع، وخاصة الأطفال، بهدف بناء جيل واعٍ ومبدع يسهم في نهضة الوطن.