قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن الضريبة التي تدفعها إسرائيل في معركتها البرية داخل قطاع غزة، هي 10 أضعاف ما يُصرح به من تل أبيب، منبها إلى أن الأخيرة لا تستطيع منع الإسرائيليين من مشاهدة عمليات المقاومة البطولية ضد جيش الاحتلال.

وأشار الدويري -في فقرة تحليله العسكري على قناة الجزيرة- إلى أن جثث جنود الجيش الإسرائيلي ومصابيه تتكدس في مستشفيات عسقلان وفق صور تُنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، علما أن تل أبيب أعلنت مقتل 30 جنديا فقط في القطاع منذ بدء التوغل البري.

ونبه إلى أن السلطات الرسمية في إسرائيل تعمد إلى إخفاء الخسائر الحقيقية التي يتكبدها جيشها في غزة، خشية اتساع نطاق ورقعة المظاهرات الضاغطة في تل أبيب ومدن أخرى لإيقاف الحرب، والمطالبة بإطلاق الأسرى المحتجزين في غزة.

وشدد على أنه كلما زاد القتال وحدّة المعركة البرية، ازداد الضغط داخل الشارع الإسرائيلي.

وجزم أن تل أبيب لا تستطيع إخفاء مرئيات كتائب القسام -الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"- التي تظهر عمليات فدائية ونوعية وكمائن ضد جنود جيش الاحتلال، معتقدا أنها تصل لكل بيت إسرائيلي، وتنتشر في جميع أرجاء العالم في عصر عولمة الاتصالات، رغم القرار الإسرائيلي بحظر بثها.

ووصف الدويري المشاهد التي دأبت كتائب القسام على نشرها بأنها مرعبة للإسرائيليين ومن يدعمهم، خاصة تلك التي تظهر أحد المقاتلين وهو يضع علم "حماس" على جرافة إسرائيلية أو عبوة تفجيرية داخل دبابة ميركافا، أو ضربها بقذائف "الياسين 105" من مسافة قريبة جدا.

التطورات الميدانية

وحول الوضع على أرضية الميدان، يؤكد الخبير العسكري أن القتال لا يزال في الـ200 متر الأولى من أطراف بيت حانون شمالي قطاع غزة، كما أن جيش الاحتلال لم يستطع الوصول إلى أطراف بيت لاهيا بعد 12 يوما من بدء عمليته البرية.

ورأى أنه قياسا على هذا التقدم البطيئ واستنادا إلى الأهداف التي وضعتها إسرائيل لتحقيقها كالقضاء على "حماس" وقدراتها العسكرية، فإن القتال سيستمر لأشهر وحتى سنوات.

وبيّن أن مقاتلي القسام يفضّلون القتال من المسافة الصفرية التي يكون أقصاها 150 مترا، حيث المواجهة داخل المناطق المبنية، وأوضح أنهم يخرجون حينها من الأنفاق ومن بين الأنقاض "ليعيدوا الحياة"، مشددا على أنه كلما تقدمت إسرائيل ازدادت صعوبة المعركة، ودخلت في الفخ الذي نصبه عناصر المقاومة.

وأشار إلى أن لسان حال مقاتلي القسام للجنود الإسرائيليين يقول، تقدموا إلى المناطق المبنية حيث "ستجدون ما لا يسركم".

وأوضح أن القسام تتعامل مع القوات الإسرائيلية التي تدخل مبان غير مهدمة بآلية "TBG"، في حين يلجؤون للحشوة اللاصقة للتعامل مع الآليات الثابتة، إلى جانب قذائف "الياسين 105" لضرب الآليات والدبابات المتحركة.

وأوضح أن إطالة المعركة ليست بصالح جيش الاحتلال وكذلك سكان غزة، في ظل تزايد المجازر التي ترتكبها إسرائيل، لكنه استدرك بالقول مبينا أن الموقف الأوروبي الداعم لتل أبيب بدأ يتراجع.

وتطرق إلى محاولات إسرائيل المستمرة لعمل مناورة مزدوجة من أجل إطباق الحصار على القطاع الشمالي وفصله عن جنوب القطاع، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية نجحت في قطع شارع الرشيد فعليا بعد ما كانت قد قطعته ناريا.

وجدد تأكيده أن جنود جيش الاحتلال لم يبسطوا السيطرة في المناطق التي توغلوا فيها، حيث لا يزال القتال دائرا، بالإضافة إلى انكفاء بعض هذه القوات للخلف في مناطق عدة؛ بسبب الخسائر من أجل إعادة التموضع، وطلب  المزيد من القوات والأحزمة النارية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جیش الاحتلال تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: حزب الله وإسرائيل يصعدان ميدانيا ولا حل سياسيا يلوح بالأفق

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن حزب الله وإسرائيل لا يزالان متمسكان بنقاط القوة لديهما، واعتبر كلمة الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "مؤشرا على إظهار القوة" تزامنا مع قصف مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.

وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن كلمة قاسم الجديدة تمثل مرحلة جديدة "تفصل بين تصعيد سابق وآخر لاحق" على مستوى استعداد المقاومة وجاهزيتها لمواجهة الجيش الإسرائيلي.

وقال قاسم في كلمته الجديدة، اليوم الأربعاء، إن "الخيار الحصري لحزب الله هو منع الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافه".

وشدد على أن "وقف الحرب العدوانية يتوقف على الميدان"، كما "ستصل صواريخ وطائرات المقاومة إلى كل مكان في إسرائيل".

ولا يكفي الردع بالتصريحات فقط وإنما بإظهار القوة، وفق الخبير العسكري، وهو ما ترجم اليوم بقصف قواعد عسكرية خارج نطاق حيفا، وسقوط صاروخ على مطار بن غوريون في تل أبيب.

وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية توقف حركة الطيران في مطار بن غوريون عقب سقوط الصاروخ، في حين أكدت الشرطة الإسرائيلية سقوط شظايا صواريخ في منطقة تل أبيب الكبرى دون وقوع إصابات.

وقال حنا إن حزب الله يستهدف مثلثا إستراتيجيا إسرائيليا "فيه كل شيء"، في إشارة منه إلى حيفا وتل أبيب والقدس، في حين تستهدف إسرائيل مثلثا حيويا لحزب الله ممثلا بجنوب لبنان والضاحية الجنوبية ببيروت ومنطقة البقاع.

وقال الخبير العسكري إن كلمة نعيم قاسم شددت على التمسك بجنوب نهر الليطاني، "وانتظار الالتحام مع الجيش الإسرائيلي واستنزافه في حرب طويلة وعدم الخسارة أولا".

ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

في الجهة المقابلة، تستخدم إسرائيل نقاط القوة لديها على مستوى الاستعلامات وسلاح الجو، من أجل رفع "كلفة الردع العقابي لدرجة متقدمة، لكي يقبل حزب الله بالرضوخ"، وفق حنا.

وخلص الخبير العسكري إلى أن الطرفين "لا يزالان بمرحلة ليست قريبة للوصول إلى حل سياسي".

ووسّعت إسرائيل، منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حربها على حزب الله لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا جنوبه معتمدة على 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود مع لبنان.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: اتجاه كبير تقوده أمريكا لإنهاء وجود أذرع إيران في المنطقة
  • خبير عسكري: حزب الله يستهدف مركز ثقل إسرائيل لإجبارها على تقليل طموحاتها
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف اليونيفيل لمنع تدخلها في مسرح العمليات
  • خبير عسكري: إسرائيل تنفذ تهجيرًا طويلًا ومشروعًا ديموجرافيًا بجنوب لبنان
  • خبير عسكري: حزب الله أوصل رسالة عملية بأنه قادر على ضرب مطارات إسرائيل
  • خبير عسكري: ضربات حزب الله بعقر دار إسرائيل لها آثار اقتصادية ونفسية
  • خبير عسكري: ترامب سيقيد إسرائيل في حربها على غزة ولبنان
  • خبير عسكري: حزب الله وإسرائيل يصعدان ميدانيا ولا حل سياسيا يلوح بالأفق
  • علي جمعة: الأمة الإسلامية الوحيدة التي عندها عالم الغيب ومشاهد القيامة والجنة والنار
  • ذوو الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريقا رئيسيا في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة