الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي: تكامل الفكر البشري مع الذكاء الاصطناعي أصبح حتميا
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي محمد الخوري رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي ومستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، التابع لجامعة الدول العربية، إن تكامل الفكر البشري مع الذكاء الاصطناعي أصبح أمرا حتميا في ظل التطور الرهيب الذي تشهده أدوات الأخير، موضحا أن الفكر البشري هو عملية التفكير والاستدلال واتخاذ القرار، علاوة عن كونه عملية معقدة تنطوي على وظائف معرفية مختلفة مثل الإدراك والانتباه والذاكرة واللغة.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يحاكي الذكاء البشري في تشغيل وإدارة الآلات من خلال الجمع بين هذين المفهومين، ويمكننا إنشاء آلات ذكية يمكنها التفكير والتعلم واتخاذ القرارات، وذلك مع تغير العالم بالذكاء الاصطناعي الذي أصبح يؤثر على كل شيء حولنا ويؤثر على جميع القطاعات ويغيرها بشكل دائم، وكذا دوره الواضح في تحسين كل منتج أو خدمة أو بنية تحتية موجودة في كل بلد، حيث أنه إذا تم استخدامه بشكل صحيح، يمكن أن يغير مستقبل البشرية إلى الأفضل.
التفاعل بين الذكاء البشري والاصطناعيوأضاف الخوري، أن من الأمور التي شغلت العالم خلال الآونة الأخيرة، تزايد الاهتمام بدراسة التفاعل بين الذكاء البشري والاصطناعي، خاصةً في المهام التي تتطلب اتخاذ القرار، ذلك ما أكدته الدراسات أن هناك حالات يتفوق فيها الإنسان على الذكاء الاصطناعي، كما أنه من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير أكبر على البشرية من الاختراعات الأخرى مثل النار أو الكهرباء أو الإنترنت، باعتباره من أعمق التقنيات التي ستطورها البشرية، فيمكن له أن يحاكي القدرات العقلية للإنسان، بأنه يمكن الآلات بأداء العديد من المهام التي كانت تتطلب في السابق قوة بشرية ووقتا، ولكن الفرق بين الذكاء البشري والاصطناعي هو أنه يمكنهم التعلم من بعضهم البعض من خلال دراسة قدرات التحليل المنطقي لكلا منهم.
معالج ماهر للمعلوماتوتابع رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، أن ميزة الذكاء الاصطناعي أنه يعالج معلومات أكثر من البشر، لكن هذا الذكاء لا يرتقي لقدرة التفكير البشري، ومثل هذا التفكير المنطقي القائم على السبب والنتيجة يعتبر أعظم قوة للذكاء البشري لأنه يسمح للبشر بالتفكير في حل المشاكل الجديدة التي قد يواجهونها في الحياة مقارنةً بالمواقف المماثلة السابقة التي حدثت في الماضي، ويتميز الذكاء الاصطناعي أيضاً بسعة تخزين أكبر بكثير من الذاكرة البشرية، ويمكنها الحصول على المعلومات ومعالجتها بسرعة البرق، وهو أمر لا يستطيع البشر القيام به، والذكاء الاصطناعي، بعد التدريب المكثف، يمكن أن ينتج الحلول من خلال التفكير المجرد، فقط في مجالات تدريبية ومع ذلك، سيظل البشر هم من يحركون الذكاء الاصطناعي ويتحكمون فيه.
الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون نقيضا للذكاء البشريوأشار الخوري إلى أن التجارب الدولية السابقة تظهر أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون نقيضاً للذكاء البشري، بل عامل مساعد له، فالآلات التي يصنعها البشر تتمتع بالذكاء الاصطناعي؛ لذا فبدلاً من أن تكون الآلات مفكرة، فهي في الواقع تتأثر بالبرمجيات التي يتحكم فيها البشر ويسيطرون عليها.
وكشف عن أن هناك خوف من سيطرة ما يسمى بالذكاء الاصطناعي على العقل البشري وهذا أمر غير مبرر لأن ما وراء حركة هذه التطبيقات هم البشر أنفسهم، المسئولون عن أية أخطاء أو تجاوزات للصلاحيات الممنوحة، والتي دائماً تكمن في عيوب الخوارزميات المطورة والقدرات الخارقة أو غير العادية التي سيتمتع بها الذكاء الاصطناعي في الإنجازات المستقبلية، كما نجد أن هناك انقساما في الآراء حول ما إذا كان هذا التدخل التكنولوجي يساهم في حركة ووتيرة التقدم البشري، وكيف يتحكم الذكاء الاصطناعي في وعي الإنسان وفهمه ويهدد بتجاوزه.
منافسة مبكرة بين شركات التكنولوجيا الكبرىوتابع: «ومع ذلك نتفق جميعا على الفرص الهائلة المتاحة لهذه التطبيقات لحل المشكلات، والاستخدام الأمثل للقدرات والموارد، كما أن لها دورا غير مسبوق في خلق الثروة والقوة والنفوذ، حيث أدى ذلك إلى منافسة مبكرة بين شركات التكنولوجيا الكبرى والقوى الكبرى، وأصبح الناس يدركون بشكل متزايد الدور الذي تلعبه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مستقبل العالم التكنولوجي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي جامعة الدول العربية الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی الذکاء البشری یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة
توصل معهد «غوستاف روسي» للسرطان إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهّل عملية اختيار المشاركين في الدراسات التي تقيّم الأدوية الجديدة، إذ تسهم هذه التكنولوجيا في تحديد المريض المناسب في الوقت المناسب لإجراء أفضل تجربة سريرية.
يعد معهد «غوستاف روسي» للسرطان في باريس أحد مؤسسي شركة «كلينيو» الناشئة التي تشجع على الوصول إلى التجارب السريرية.
ويقول «أرنو بايل»، أخصائي الأورام بالمعهد: إن «علاجات الأورام تتطور بسرعة كبيرة. المشاركة في تجربة سريرية تُمثل فرصة محتملة للاستفادة من علاج لن يكون متاحا في السوق قبل سنوات».
ونتيجة لنقص المرضى، يتباطأ تطوير الدواء المحتمل أو حتى يتوقف في بعض الأحيان إذا لم يكن من الممكن إجراء الدراسات.
وبحسب الجمعية الفرنسية لشركات الأدوية «ليم»، فإن 85% من التجارب السريرية تواجه تأخيرا مرتبطا بعوائق تحول من دون الاستعانة بالمرضى.
ولحل هذه المشكلة، بدأت شركات الأدوية الكبرى في الدخول في شراكات مع شركات ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوجيه المرضى إلى التجارب التي تناسبهم بشكل أفضل.
تعتمد الشركتان الفرنسيتان «كلينيو» و«باتلينك» على قواعد بيانات رسمية متنوعة تحصي مختلف التجارب السريرية.
وتعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تنظيف هذه البيانات المحدثة تلقائيا وتنظيمها ومراجعتها لتقديم تجارب للمرضى تتوافق مع احتياجاتهم.
بشكل عام، لا تتاح للمريض فرصة الانضمام إلى تجربة سريرية إلا إذا كانت مفتوحة في المركز الاستشفائي الذي يتابع حالته، وغالبا في المدن الكبيرة.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لتعميم الوصول إلى التجارب السريرية، بغض النظر عن مكان الإقامة، ولكنه يساهم أيضا في تمثيل أفضل للتنوع في هذه التجارب.
بدلا من البدء بدراسة ثم البحث عن مريض، وهو ما يحدث عادة، «نبدأ بمريض ثم نجد بسهولة الدراسة التي تناسبه»، على ما توضح رئيسة شركة «باتلينك» إليز خالقي.
وتوضح إليز خالقي «إنها في الأساس أداة مطابقة» تعتمد على البيانات المتعلقة بوضع المريض الصحي وعمره وموقعه.
كما أضافت خالقي «يولّد الذكاء الاصطناعي أسئلة تلقائية استنادا إلى كل معايير الإدراج والاستبعاد للدراسات السريرية» في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت خالقي أن «هذه التقنية تسهم أيضا في ترجمة النصوص العلمية، التي تُعد الإنجليزية هي لغتها المرجعية، وتجعلها «أكثر قابلية للفهم بالنسبة للمرضى».