البوابة نيوز:
2025-04-17@12:48:54 GMT

حول مفهوم النخبة

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

ترتبط المجتمعات الإنسانية في كل مراحل التاريخ بالنخبوية، وتبقى المساواة المطلقة في كل الأحوال حلمًا من الأحلام. حيث تكون هناك دائمًا أقلية من الحكَّام (النخبة) تنفرد بالسلطة وبيدها زمام الأمور، وتستحوذ أيضًا على أغلب المناصب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإعلامية والدينية، في الوقت الذي يتم فيه تغييب أغلبية الشعب عن صنع القرار أو المشاركة فيه.

ولا يوجد تجمع بشري يخلو من نخبة موجودة فيه تمتلك قدرات ومواصفات وإمكانيات خاصة تميزها عن غيرها، قد يكون النطاق الاجتماعي قبيلة أو قرية أو مجتمعًا علمانيًا أو ليبراليًا أو إسلاميًا أو مسيحيًا.. إلخ. 

ومصطلح «النخبة» Elite وفقًا لقاموس كامبردج لعلم الاجتماع هو أن النخبة: هي الفئة المسيطرة على موارد الطاقة المتركزة في المؤسسات الكبرى، على سبيل المثال رأس المال، والسلطة، ووسائل الإكراه، والاتصال الجماهيري، والمعرفة، والكاريزما، وكذلك قدرة مجموعات النخب العمل بشكل جماعي. وتظهر النخب في جميع المجتمعات المنظمة، وعلى وجه الخصوص في الدول البيروقراطية القوية. لذلك يُعَدُّ الجزء الأكثر وضوحًا من النخبة الوطنية هي النخبة السياسية (القادة).

كما تشير كلمة «النخبة»؛ في الدراسات السوسيولوجية الوصفية؛ إلى تلك الفئة المالكة للقوة، والمال والمؤهلات، والامتيازات. وينتمي إلى هذه الفئة السياسيون ورجال الدين، والمثقفون، والمجرمون، والناجحون، ويمكن التعبير عن هذا المعنى على نحو آخر؛ فنقول إن «النخبة» هى فئة يمكن النظر إليها بوصفها تتميز عن الأنواع الأخرى من الفئات الاجتماعية بامتلاكها نوعًا ما من القوة. وهناك نوعان من «النخبة»: واحدة تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في الحكومة، أي «النخبة الحاكمة، أو الطبقة الحاكمة، والأخرى لا تشارك في الحكم، وإنما تمتهن العلم أو الفنون وهي نخب غير حاكمة. وبذلك نجد أن النخبة تتحكم في السلطة؛ ليس فحسب في مجالها الخاص، بل أيضًا في مجال الشؤون العامة.

تتميز النخبة بأنها على درجة عالية من الثقة بالنفس والحصافة والقدرة على رؤية مواضع ضعف الآخرين وحساسيتهم، واستغلال ذلك لمصلحتها الخاصة، بينما تكون الجماهير عادةً مرتبكة ومحاصرة في شبكة من المشاعر والأحكام المسبقة، وهذا يبرر وجود مجتمع منقسم إلى قسمين: الأول تسوده المعرفة، والثاني تسوده المشاعر، بحيث يكون الفعل قويًا وحكيمًا. بهذا المعنى، تتمتع النخبة بالوصاية الكاملة على كافة قضايا المجتمع التي تواجهها، بمعنى يسود الموقف الذاتي لهذه النخبة أو تلك المجموعات النخبوية، وليس تعبيرًا عن الواقع الموضوعي. لذلك تعتقد النخب أن لديهم الحقيقة المطلقة، ومِنْ ثَمَّ لديهم الحق في الرفض أو الإثبات المطلق.

  إن امتلاك الثروة تؤهل للوصول للمكانة النخبوية في حال ارتباطها بالسلطة والأشخاص الأقوياء، ولكن امتلاك الثروة وحدها لا تضمن الوصول للمكانة النخبوية، لأنه من الممكن أن يتحول الرأسمالي إلى مجرد مستثمر إذا لم يتمكن من توجيه رأسماله لحشد عشائري وحزبي من أجل الدعم والوصول إلى حالة النفوذ السياسي.

إن فكرة تمايز النخبة، أي عدم المساواة في قدرات الأفراد، هي فكرة تُعبر عن مبدأ ثابت لتوصيف حالة انقسام المجتمع، التي يُنْظَر إليها بوصفها مسألة حتمية لا مناص منها. ويستند التمييز بين فئة من الناس وأخرى فيما يتعلق بإمكاناتها، ونشاطاتها، إلى جملة من المؤشرات المتعلقة بالقدرات الجُسمانية والعقلية، مثل: المهارات والذكاء وغيرها مما يسمح به المجال العام لتمكين جماعة ما تمثل أقلية من احتلال مكانة اجتماعية عالية. 

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

مصور مصري يستكشف لحظات من السعادة وسط طبيعة إفريقيا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما هو المعنى الحقيقي للسعادة في عالم سريع ومتغير؟

رأى المصور المصري أسامة العليمي أننا فقدنا الاتصال بجوهر السعادة الحقيقي. وقد قاده بحثه عن السعادة إلى قارة إفريقيا، حيث تروي كل زاوية فيها قصصًا لم تبددها مظاهر العالم الحديث. 

نساء مفعمات بالفرح يعملن جميعًا في تناغم مثالي Credit: Osama Elolemy

خلال رحلاته الفوتوغرافية، وجد العليمي في الطبيعة الإفريقية وجوهًا مخفية تعكس المعنى الحقيقي للسعادة.

في هذه السلسلة بعنوان "استكشاف البهجة في أحضان الطبيعة"، التي عرضت خلال فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان التصوير "اكسبوجر 2025"،  كشف العليمي عن لقطات مثيرة للإعجاب لمجتمعات تنبض بالسعادة والمرح في القارة السمراء، حيث يعيش هؤلاء بانسجام تام مع  المناظر الطبيعية رغم قسوة ظروف الحياة.

صورة لرجل من إحدى القبائل الإفريقية يقف بكل شموخ وشجاعة Credit: Osama Elolemy

قال العليمي لموقع CNN بالعربية: "في هذه الأرض الساحرة، وسط التنوع الطبيعي المذهل والحياة البرية، تعيش مجتمعات في تناغم عميق مع الطبيعة، وسعادة حقيقية رغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها". 

وأضاف: "هؤلاء الأشخاص، بابتساماتهم المليئة بحكمة الأرض، يحملون أسرارًا للحياة لم نتمكن من اكتشافها إلا عبر التفاعل الصادق معهم".

هذه المرأة المسنة من قبيلة الماساي تتميز بالحكمة والشجاعة Credit: Osama Elolemy

وجد العليمي أن المجتمعات والأفراد الذين قابلهم في إفريقا قد ساهموا في تشكيل فهمه للسعادة وارتباطه بالطبيعة. 

يرى العليمي أن النساء من مختلف المجتمعات في أفريقيا يتمتعن بالقوة والشجاعةCredit: Osama Elolemy

بعيدًا عن تعقيدات الحياة العصرية وقلقها المستمر، وجد العليمي لدى هؤلاء الأشخاص "قوة، وصمودًا، وقدرة مذهلة بالعثور على الأمل في أبسط الأشياء". 

وأوضح: "هذه المجتمعات تعيش بإيقاع طبيعي، حيث الفرح لا يُشترى، بل يُستمد من اللحظات الصغيرة، وهذا بحد ذاته شهادة حقيقية على قوة الروح البشرية".

وثق العليمي لحظات عابرة من حياة المجتمعات والأفراد في إفريقياCredit: Osama Elolemy

لم تخل رحلته الملهمة من التحديات، إذ تمثل التحدي الأكبر في الوصول إلى المناطق النائية حيث تعيش هذه القبائل والمجتمعات.

غالبًا ما كانت تتطلب رحلاته السفر لساعات طويلة نهارًا أو ليلًا لضمان الوصول خلال ساعات الشروق أو الغروب، حيث تكون الإضاءة مثالية للتصوير.

بيت بسيط تحول إلى منزل دافئ وحقيقي Credit: Osama Elolemy

أشار المصور الفوتوغرافي المصري إلى أنه كان من الضروري قضاء الوقت في تلك المجتمعات، من أجل اكتساب ثقة أفرادها، وفهم ثقافتهم قبل التقاط الصور لهم، لافتا إلى أن غالبيتهم لم يسبق لهم رؤية الكاميرا سابقًا. 

وأوضح: "كان هدفي أن أجعلهم يشعرون بالراحة قبل توثيق لحظات من حياتهم".

ابتسامة واحدة يمكن أن تغير كل ما حولنا، هذا هو السر للاستمتاع بروعة ما نسميه الحياة. مهما بدت الأمور صعبةCredit: Osama Elolemy

وقد امتد مشروع العليمي المستمر عبر عدة بلدان في إفريقيا، حيث يسعى إلى زيارة وجهة جديدة فيها كل عام. مع ذلك، فإن الصور التي عُرضت خلال مهرجان إكسبوجر 2025 ركزت على زنجبار، تنزانيا، وأوغندا.

يرى العليمي أن جمال النساء بالمجتمعات الأفريقية متأصل من الداخل Credit: Osama Elolemy

شكلّت النساء مصدر إلهام بالنسبة للمصور الفوتوغرافي المصري بالمجتمعات المختلفة التي قابلها خلال رحلته في إفريقيا.

بعد إنهاء عملهن اليومي تتجه النساء إلى منازلهن بهدوء مريح Credit: Osama Elolemy

من خلال هذه الصور، دعا العليمي جمهوره إلى رؤية العالم بعيون جديدة، والتوقف للحظة، وأخذ نفس، والتأمل.

View this post on Instagram

A post shared by Osama Elolemy (@genieinaclick)

وقال: "هذه دعوة للتحرّر من قيود الحياة المتسارعة، وعيش اللحظة، والشعور بجمال الوجود كما هو، من دون تكلف أو قيود".

نورهان الكلاويمحررةأفريقيانشر الخميس، 17 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • برنامج «المنح الصغيرة» ينفذ مشروعات لتعزيز الزراعة المستدامة بمصر
  • مصور مصري يستكشف لحظات من السعادة وسط طبيعة إفريقيا
  • من بطولة قطر المفتوحة إلى بطولة قطر ماسترز والتزام قطر برياضة النخبة
  • فيه شيء مش مفهوم.. أول تعليق من بلبن على تشميع 12 فرعًا
  • «شجرة الحياة».. تبرز رحلة الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة
  • مفهوم التجديد بين التقليد والتبديد.. مشاتل التغيير (14)
  • انتصاران وتعادل واحد في دوري النخبة لكرة اليد
  • أربيل يتفوق على نينوى بثلاثية نظيفة في دوري النخبة للكرة الطائرة
  • نائب رئيس محكمة النقض: مصر نجحت في مكافحة خطاب الكراهية وحماية مفهوم الدولة الوطنية
  • السلم الاجتماعي: مرحلة ما بعد الحرب