البوابة نيوز:
2025-03-20@01:53:04 GMT

حول مفهوم النخبة

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

ترتبط المجتمعات الإنسانية في كل مراحل التاريخ بالنخبوية، وتبقى المساواة المطلقة في كل الأحوال حلمًا من الأحلام. حيث تكون هناك دائمًا أقلية من الحكَّام (النخبة) تنفرد بالسلطة وبيدها زمام الأمور، وتستحوذ أيضًا على أغلب المناصب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإعلامية والدينية، في الوقت الذي يتم فيه تغييب أغلبية الشعب عن صنع القرار أو المشاركة فيه.

ولا يوجد تجمع بشري يخلو من نخبة موجودة فيه تمتلك قدرات ومواصفات وإمكانيات خاصة تميزها عن غيرها، قد يكون النطاق الاجتماعي قبيلة أو قرية أو مجتمعًا علمانيًا أو ليبراليًا أو إسلاميًا أو مسيحيًا.. إلخ. 

ومصطلح «النخبة» Elite وفقًا لقاموس كامبردج لعلم الاجتماع هو أن النخبة: هي الفئة المسيطرة على موارد الطاقة المتركزة في المؤسسات الكبرى، على سبيل المثال رأس المال، والسلطة، ووسائل الإكراه، والاتصال الجماهيري، والمعرفة، والكاريزما، وكذلك قدرة مجموعات النخب العمل بشكل جماعي. وتظهر النخب في جميع المجتمعات المنظمة، وعلى وجه الخصوص في الدول البيروقراطية القوية. لذلك يُعَدُّ الجزء الأكثر وضوحًا من النخبة الوطنية هي النخبة السياسية (القادة).

كما تشير كلمة «النخبة»؛ في الدراسات السوسيولوجية الوصفية؛ إلى تلك الفئة المالكة للقوة، والمال والمؤهلات، والامتيازات. وينتمي إلى هذه الفئة السياسيون ورجال الدين، والمثقفون، والمجرمون، والناجحون، ويمكن التعبير عن هذا المعنى على نحو آخر؛ فنقول إن «النخبة» هى فئة يمكن النظر إليها بوصفها تتميز عن الأنواع الأخرى من الفئات الاجتماعية بامتلاكها نوعًا ما من القوة. وهناك نوعان من «النخبة»: واحدة تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في الحكومة، أي «النخبة الحاكمة، أو الطبقة الحاكمة، والأخرى لا تشارك في الحكم، وإنما تمتهن العلم أو الفنون وهي نخب غير حاكمة. وبذلك نجد أن النخبة تتحكم في السلطة؛ ليس فحسب في مجالها الخاص، بل أيضًا في مجال الشؤون العامة.

تتميز النخبة بأنها على درجة عالية من الثقة بالنفس والحصافة والقدرة على رؤية مواضع ضعف الآخرين وحساسيتهم، واستغلال ذلك لمصلحتها الخاصة، بينما تكون الجماهير عادةً مرتبكة ومحاصرة في شبكة من المشاعر والأحكام المسبقة، وهذا يبرر وجود مجتمع منقسم إلى قسمين: الأول تسوده المعرفة، والثاني تسوده المشاعر، بحيث يكون الفعل قويًا وحكيمًا. بهذا المعنى، تتمتع النخبة بالوصاية الكاملة على كافة قضايا المجتمع التي تواجهها، بمعنى يسود الموقف الذاتي لهذه النخبة أو تلك المجموعات النخبوية، وليس تعبيرًا عن الواقع الموضوعي. لذلك تعتقد النخب أن لديهم الحقيقة المطلقة، ومِنْ ثَمَّ لديهم الحق في الرفض أو الإثبات المطلق.

  إن امتلاك الثروة تؤهل للوصول للمكانة النخبوية في حال ارتباطها بالسلطة والأشخاص الأقوياء، ولكن امتلاك الثروة وحدها لا تضمن الوصول للمكانة النخبوية، لأنه من الممكن أن يتحول الرأسمالي إلى مجرد مستثمر إذا لم يتمكن من توجيه رأسماله لحشد عشائري وحزبي من أجل الدعم والوصول إلى حالة النفوذ السياسي.

إن فكرة تمايز النخبة، أي عدم المساواة في قدرات الأفراد، هي فكرة تُعبر عن مبدأ ثابت لتوصيف حالة انقسام المجتمع، التي يُنْظَر إليها بوصفها مسألة حتمية لا مناص منها. ويستند التمييز بين فئة من الناس وأخرى فيما يتعلق بإمكاناتها، ونشاطاتها، إلى جملة من المؤشرات المتعلقة بالقدرات الجُسمانية والعقلية، مثل: المهارات والذكاء وغيرها مما يسمح به المجال العام لتمكين جماعة ما تمثل أقلية من احتلال مكانة اجتماعية عالية. 

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

«الشارقة للصحافة» يناقش دور القيم في بناء المجتمعات

الشارقة: «الخليج»
اختتم نادي الشارقة للصحافة، الذي يعمل تحت مظلة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، فعاليات مجلسه الرمضاني، أمس الاثنين، في منطقة الجادة، بحضور طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، و علياء بو غانم السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ومروة العقروبي المدير التنفيذي لبيت الحكمة، وأسماء الجويعد، مدير نادي الشارقة للصحافة، وحشد كبير من الحضور.
واستضافت الجلسة الرئيسية الداعية المصري مصطفى حسني في جلسة بعنوان «الأسرة وصناعة الأجيال: مقومات التربية والنشأة»، وأدارها الإعلامي عبد الرؤوف أميره.
وتناولت الجلسة الختامية تأثير القيم الإنسانية والتربية السليمة في بناء المجتمعات وتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، وشهدت حضوراً واسعاً من المسؤولين والإعلاميين والجمهور المهتم بالقضايا التربوية والاجتماعية، ما يعكس أهمية هذه الحوارات في تعزيز الوعي وترسيخ القيم الإيجابية في المجتمع.
وأكد مصطفى حسني، أهمية دور الأسرة في بناء أجيال المستقبل، مشيراً إلى الركائز الأساسية في تنشئة الأجيال، التي تشمل الاحترام والأمان والمسؤوليات المتبادلة، مع أهمية دور الأسرة والمجتمع في تقديم الدعم العاطفي والنفسي للأفراد.
وتناول كيفية تحقيق التوازن في العلاقات بإعطاء الحقوق والمسؤوليات المتبادلة، وليس فقط على تلبية الاحتياجات الشخصية، لافتاً إلى أن الاحترام والاهتمام هما العلامة الأبرز لنجاح أي علاقة، وأن التربية السليمة تقوم على غرس هذه القيم عبر القدوة الحسنة وليس فقط من خلال القوانين الصارمة.

مقالات مشابهة

  • القومي لحقوق الإنسان يعقد مائدة مستديرة حول دور النخب وقادة الرأي في تعزيز حقوق الإنسان بمصر
  • "قافلة الخير" من "لولو" تنشر السعادة خلال شهر رمضان
  • قوات النخبة تغلق الخرطوم من جبل أولياء !!
  • «الشارقة للصحافة» يناقش دور القيم في بناء المجتمعات
  • العقل الجمعي وإدارة القطيع
  • جراحات التجميل النفسية.. هل يحتاج الإنسان إلى عملية ترميم للضمير؟
  • غيروا مفهوم الخروجات الشبابية.. طلاب إعلام جامعة CIC يطلقون حملة «خطفة»
  • الحشد وديالى والشرطة ينتصرون في دوري النخبة لكرة اليد
  • المفتي: الشريعة الإسلامية تُطبق في الواقع وليست غائبة عن المجتمعات |فيديو
  • 4 انتصارات في دوري النخبة العراقي لكرة الصالات