ماذا نريد من القمة العربية الطارئة؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أيام تفصلنا عن القمة العربية الطارئة والمنتظر عقدها في الرياض يوم 12 من الشهر الجاري، جدول الأعمال معروف.. وقف إطلاق النار في غزة.. وأعتقد أن وقف القتال هناك قادم لا محالة وفق أي نتائج لأنه لا توجد حرب دائمة للأبد ويصبح سؤال الشارع العربي هو حال القضية الفلسطينية بعد أن تحط الحرب أوزارها.. هل ندخل مباشرة نحو حل الدولتين إذا ما ساندتنا قوى دولية كبرى واقتنع الغرب بأن السلام أقل كلفة وأكثر حماية لصديقتهم إسرائيل أم نذهب حسب بعض التلميحات الأوروبية نحو إدارة دولية مؤقتة لغزة وعند اكتمال مقومات الدولة الفلسطينية من حيث المؤسسات والمواءمة الدولية تعلن الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967.
السيناريو الكامل لابد وأن يكون حاضرًا على مائدة القمة العربية والإجماع التام شرط لتنفيذه، العالم ينظر إلينا باعتبارنا مجموعة جزر منفصلة لذلك استهان بنا وأعطى كل الأضواء الخضراء لإسرائيل حتى يسهل عليها قضم بلادنا قطعة قطعة.
وقف إطلاق النار مسألة مهمة بالطبع ولن تتوقف النيران سواء من إسرائيل أو حماس وفق رغبتهما. فالجميع يعرف أن لكلا الطرفين كفيلًا ضامنًا ومساندًا له، في حالة إسرائيل رأينا وزير الخارجية الأمريكي في جولات مكوكية ولهاث متواصل حتى يضمن التفوق لإسرائيل وفي حالة حماس رغم إنكار أطراف إقليمية وسوف أصدق إنكارهم مؤقتا إلا أن تلك الأطراف الإقليمية وبدون ذكر أسماء قادرة على إقناع حماس بحلول وسط تحفظ ماء وجه الجميع وتجعل من القمة العربية قيمة ورمزًا يمكننا اللجوء إليه وقت الضرورة.
قوافل المساعدات الغذائية والطبية قد يتراجع تدفقها لأسباب مختلفة. وقتها ستكون الكارثة لذلك لابد من إعلاء صوت العقل الذي أراه واضحًا وجليًا في الموقف المصري، ليس فقط لأننا دولة جوار ولكن لأن تاريخ مصر في الصراعات الإقليمية قد أكد دومًا على نضج مدرسة الدبلوماسية المصرية وعلى إحساس المسؤولية لديها، لسنا دعاة حرب ولا نقبل أنصاف الحلول، ملف القضية الفلسطينية لابد من حسمه بشكل نهائي حتى تضمن الأجيال القادمة العيش في أمان.
كل ذلك يجعل من القمة العربية الطارئة قمة مهمة.. الحرب على الأرض قائمة وأهداف كل الأطراف معروفة وكذلك إمكانيات كل الأطراف وأوراق ضغطهم مكشوفة، ولا يتبقى لنا سوى وضوح البوصلة وتحديد خارطة طريق يعمل عليها المجتمع الدولي بتنويعاته المختلفة، وإذا لم تخرج تلك الخارطة بصناعة عربية قد يتم فرض خرائط أخرى علينا لأننا لم نقدم البديل المرتبط بهذه اللحظة المتوترة.
ومن الآن نشير أن مضغ حكاية المبادرة العربية من جديد لم يعد ممتعا أو ذا جدوى.
الابتكار في مطابخ الدبلوماسية قد يوفر الكثير من الدم، هذا الإبتكار المتناغم مع رؤى أخرى مطروحة سواء تصريحا أو تلميحا من الممكن له أن يوقف الحرب ويؤدى إلى حل الدولتين الذي طالما انتظرناه رغم محدودية مكاسبة، الواقع يفرض علينا أبجديات جديدة. اختصام تلك الأبجديات من الممكن أن يرضى ضمير هنا أو متألم هناك، ولكن القادة العرب في قمتهم القادمة لا هدف عندهم إلا إنقاذ الضحايا المدنيين ووقف شلال الدم، المسؤلية كبيرة والحمل ثقيل والملف شائك والصمت او التأجيل أو التردد ليس من صالح أحد، الجانب الإسرائيلي يتحرك على الأرض مدججًا بالحديد والنار ولا يمكن أن نصدق أن مشوارهم الدموي سوف ينتهي عند غزة ولكن لعبتهم أكبر من ذلك بكثير وعلينا أن نسبقهم بخطوة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القمة العربية الطارئة القمة العربیة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: القمة العربية ستصدر قرارات حاسمة بشأن القضية الفلسطينية
أكد الدكتور المهدي مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني، أهمية الوثيقة البرلمانية التي اعتمدها رؤساء المجالس في البرلمان العربي، باعتبارها تحالفًا عربيًا قويًا للوقوف أمام مخططات الاحتلال الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك لأنها تبرز مواقف البرلمانات المنبثقة عن شعوبها، فضلًا عن دعمها لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأضاف «مطاوع»، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن هناك لجنة تضم مجموعة من الحقوقيين والمتخصصين في رصد وترتيب الملفات الخاصة بجرائم الحرب، وفيما يتعلق بمؤتمر القمة العربية المرتقبة، أكد على أنها من أهم القمم التي مرت خلال السنوات الماضية منذُ عام 2000، حيث أنها تتناول قضايا مصيرية تتعلق بالقضية الفلسطينية.
وتابع:«القمة العربية ستصدر قرارات حاسمة بشأن القضية الفلسطينية، بما في ذلك الوضع الداخلي الفلسطيني، ومواجهة التهجير، بالإضافة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة، لمواجهة أي ضغوطات»، مشيرًا إلى أن هناك مؤتمرًا ستقوم مصر بالإعداد له بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى توحيد الدول وتشكيلها لموقفًا عمليًا ضد التهجير ومناصرة الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال إعادة الإعمار.