البوابة نيوز:
2025-04-24@09:46:51 GMT

ماذا نريد من القمة العربية الطارئة؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

أيام تفصلنا عن القمة العربية الطارئة والمنتظر عقدها في الرياض يوم 12 من الشهر الجاري، جدول الأعمال معروف.. وقف إطلاق النار في غزة.. وأعتقد أن وقف القتال هناك قادم لا محالة وفق أي نتائج لأنه لا توجد حرب دائمة للأبد ويصبح سؤال الشارع العربي هو حال القضية الفلسطينية بعد أن تحط الحرب أوزارها.. هل ندخل مباشرة نحو حل الدولتين إذا ما ساندتنا قوى دولية كبرى واقتنع الغرب بأن السلام أقل كلفة وأكثر حماية لصديقتهم إسرائيل أم نذهب حسب بعض التلميحات الأوروبية نحو إدارة دولية مؤقتة لغزة وعند اكتمال مقومات الدولة الفلسطينية من حيث المؤسسات والمواءمة الدولية تعلن الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967.

السيناريو الكامل لابد وأن يكون حاضرًا على مائدة القمة العربية والإجماع التام شرط لتنفيذه، العالم ينظر إلينا باعتبارنا مجموعة جزر منفصلة لذلك استهان بنا وأعطى كل الأضواء الخضراء لإسرائيل حتى يسهل عليها قضم بلادنا قطعة قطعة.

وقف إطلاق النار مسألة مهمة بالطبع ولن تتوقف النيران سواء من إسرائيل أو حماس وفق رغبتهما. فالجميع يعرف أن لكلا الطرفين كفيلًا ضامنًا ومساندًا له، في حالة إسرائيل رأينا وزير الخارجية الأمريكي في جولات مكوكية ولهاث متواصل حتى يضمن التفوق لإسرائيل وفي حالة حماس رغم إنكار أطراف إقليمية وسوف أصدق إنكارهم مؤقتا إلا أن تلك الأطراف الإقليمية وبدون ذكر أسماء قادرة على إقناع حماس بحلول وسط تحفظ ماء وجه الجميع وتجعل من القمة العربية قيمة ورمزًا يمكننا اللجوء إليه وقت الضرورة.

قوافل المساعدات الغذائية والطبية قد يتراجع تدفقها لأسباب مختلفة. وقتها ستكون الكارثة لذلك لابد من إعلاء صوت العقل الذي أراه واضحًا وجليًا في الموقف المصري، ليس فقط لأننا دولة جوار ولكن لأن تاريخ مصر في الصراعات الإقليمية قد أكد دومًا على نضج مدرسة الدبلوماسية المصرية وعلى إحساس المسؤولية لديها، لسنا دعاة حرب ولا نقبل أنصاف الحلول، ملف القضية الفلسطينية لابد من حسمه بشكل نهائي حتى تضمن الأجيال القادمة العيش في أمان.

كل ذلك يجعل من القمة العربية الطارئة قمة مهمة.. الحرب على الأرض قائمة وأهداف كل الأطراف معروفة وكذلك إمكانيات كل الأطراف وأوراق ضغطهم مكشوفة، ولا يتبقى لنا سوى وضوح البوصلة وتحديد خارطة طريق يعمل عليها المجتمع الدولي بتنويعاته المختلفة، وإذا لم تخرج تلك الخارطة بصناعة عربية قد يتم فرض خرائط أخرى علينا لأننا لم نقدم البديل المرتبط بهذه اللحظة المتوترة.

ومن الآن نشير أن مضغ حكاية المبادرة العربية من جديد لم يعد ممتعا أو ذا جدوى.

الابتكار في مطابخ الدبلوماسية قد يوفر الكثير من الدم، هذا الإبتكار المتناغم مع رؤى أخرى مطروحة سواء تصريحا أو تلميحا من الممكن له أن يوقف الحرب ويؤدى إلى حل الدولتين الذي طالما انتظرناه رغم محدودية مكاسبة، الواقع يفرض علينا أبجديات جديدة. اختصام تلك الأبجديات من الممكن أن يرضى ضمير هنا أو متألم هناك، ولكن القادة العرب في قمتهم القادمة لا هدف عندهم إلا إنقاذ الضحايا المدنيين ووقف شلال الدم، المسؤلية كبيرة والحمل ثقيل والملف شائك والصمت او التأجيل أو التردد ليس من صالح أحد، الجانب الإسرائيلي يتحرك على الأرض مدججًا بالحديد والنار ولا يمكن أن نصدق أن مشوارهم الدموي سوف ينتهي عند غزة ولكن لعبتهم أكبر من ذلك بكثير وعلينا أن نسبقهم بخطوة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القمة العربية الطارئة القمة العربیة

إقرأ أيضاً:

بعد لقائه السوداني.. ما فرص حضور الشرع للقمة العربية ببغداد؟

أثار لقاء رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، انقساما حادا داخل الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم في العراق، الأمر الذي طرح تساؤلا ملحا عن مدى موافقة الأخير على خطوة السوداني، أم أنها كانت بقرار فردي؟

وسبق هذا اللقاء الذي جرى في الدوحة بوساطة من أمير قطر، إعلان رئيس الوزراء العراقي، توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري من أجل حضور مؤتمر القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد في أيار/ مايو المقبل، مؤكدا أنه "مرحب به" في العراق.



يأتي ذلك، بعد اتصال هاتفي أجراه السوداني لتهنئة الشرع بعيد الفطر، أكد فيه الطرفان أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية تقوم على التعاون المشترك لمواجهة التحديات، كما شددا على عمق الروابط الشعبية والاقتصادية التي تجمع سوريا والعراق.

"منطق الدولة"
وبخصوص ما إذا كان لقاء السوداني مع الشرع يعبر عن تحول للإطار الشيعي حيال الإدارة السورية الجديدة، قال المحلل السياسي، فلاح المشعل، إن "السوداني قد تصرف بملء قناعاته، لكن بالتأكيد هناك رسائل إيجابية استلمها حول توطيد العلاقة مع سوريا وإنهائها من القطيعة".

وأضاف المشعل لـ"عربي21" أن "أطرافا محددة داخل الإطار التنسيقي لم توافق على هذه الخطوة، وعلى إثر ذلك لاحظنا غياب شخصيات فاعلة من اجتماع الإطار، الاثنين، وتحديدا قيس الخزعلي وأحمد الأسدي، وهذا يعبر عن رفضهم للزيارة".

وأوضح الخبير العراقي أن "جدول أعمال اجتماع الإطار التنسيقي كان مخصصا ليناقش قضية الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وتفاصيل زيارة رئيس الوزراء إلى قطر ولقائه بالشرع ودعوته له لحضور قمة بغداد".

وأكد المشعل أن "واقع الحال يفرض نفسه على السوداني لأن تكون العلاقات إيجابية بين دولتين جارتين تجمعهما ملفات مهمة جدا تتعلق بالأمن والاقتصاد والعمق الاجتماعي، وأن أحمد الشرع اليوم هو رئيس الدولة ولا يمثل نفسه، وإنما الجمهورية السورية، التي لها كيانها وشخصيتها وهويتها".

وأردف: "لكن بعض الأطراف السياسية تنظر بذاكرة استرجاعية، فهي تسترجع شخصية أبو محمد الجولاني، وهذا الأمر يتقاطع بين البعد السياسي والأيديولوجي لبعض الأطراف مع منطق الدولة، الذي يقترح حوارات مستمرة مع الآخر وإن كنت مختلفا معه، وبالتالي تقديم المصالح على بقية الاعتراضات".

ولفت المشعل إلى أن "الإجماع العربي اليوم باتجاه دعم سوريا، ربما يفرض على العراق وجود تمثيل للدولة السورية يعيد البلاد إلى الاصطفاف العربي، لأنها معروفة إلى من كانت تنتمي في زمن الأسدين (حافظ، وبشار)".

ورأى الخبير العراقي أن "موضوع إعادة سوريا للصف العربي يخص العراق بشكل مباشر، لأنه يجاورها ويمثل العمق السوري، والعكس صحيح، بالتالي لا استبعد أن يكون هناك شرطا محددا من الزعامات العربية، بأنه إذا حضرت سوريا للقمة سنحضر وإذا غابت يفشل المؤتمر، وهذا الأمر يدعو الإطار وغيره للقبول".

ونوه المشعل إلى أنه "ثمة مؤشرات تناقض ذلك، لأن القيادي في الإطار نوري  المالكي تحدث قبل يومين عن ضرورة التحقق من السجل القضائي للحاضرين إلى القمة العربية"، مستغربا عن "كيف يعطي الأخير الحق لنفسه للتحقيق في سجل رؤساء وأمراء وملوك دول، في طرح أقرب للفنتازيا، وهدفه استغفال الداخل".

وشدد المشعل على أن "الإشكالية التي يعاني منها الوضع السياسي العراقي، وتحديدا الإطار التنسيقي، هو غياب المراجعة النقدية للذات، وتشخيص الأخطاء التي ارتكبوها ومحاولة مغادرتها وعدم الاستمرار في النهج نفسه".

حضور محتمل
وفي السياق ذاته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي، سعدون التكريتي، إن "السوداني حاسم أمره منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد ومجيء الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وهو أن ينفتح على سوريا ويطبع العلاقة معها ويطوي الصفحة السابقة".

ورأى التكريتي في حديث لـ"عربي21" أن "لقاء السوداني مع الشرع لم يكن ليحصل من دون أخذ ضوء أخصر من الإطار التنسيقي، وحتى من الجانب الإيراني، لأنه لا يقوى على مواجهة كل أطراف الإطار لو كانت الخطوة بقرار فردي".

وأضاف: "لكن السوداني على المستوى الشخصي يرغب بتطبيع العلاقة مع سوريا تحت إدارة الشرع، وقبل نحو أسبوع تحدث مع عدد من ممثلي مراكز الأبحاث السورية بشكل بعث على ارتياحهم، وخرجوا متفائلين، وأكد لهم وقتها أنه دعا الشرع لحضور مؤتمر القمة في بغداد".

وتوقع التكريتي أن "غالبية أطراف الإطار تسعى لإنجاح القمة العربية في بغداد، وبعدها ربما تشن حملة تسقيط ضد السوداني لإسقاطه انتخابيا، فسوف يعلو الصوت الطائفي للقوى التي تبني دعايتها الانتخابية على هذا الوتر، ولا تمتلك أي إنجاز على الأرض".

وعن مدى حضور الشرع إلى بغداد في ظل حملة تشنها بعض أطراف الإطار ضده، رأى التكريتي أنه "مع توفر الضمانات ربما يأتي، وهذا ما تضغط به دول عربية، وربما حتى تساوم الحكومة العراقية على ذلك".

من جهته، رأى المشعل أن "حضور الشرع إلى بغداد مرهون بالأيام المقبلة، فإذا انتهت الحملة الإعلامية المضادة لحضوره، أعتقد أنه سيأتي ويشارك في مؤتمر القمة الذي لن يستمر أكثر من 10 ساعات، وفي منطقة لا يصلها أحد وتحت حماية مركزة".

وتابع: "ربما يرسل الشرع من يمثله سواء وزير الخارجية أو غيره لحضور القمة مكانه إذا استمرت حملات التسقيط ضده، لأن بعضها وصل إلى حد التخريف وترويج وثائق قضائية مزيفة، رغم أن القضاء أكد أنه ليس هناك ملفات بحقه، فهل ليس لديهم ثقة بالقضاء العراقي؟".



وكان "حزب الدعوة الإسلامية" بزعامة نوري المالكي، أصدر بيانا شدد فيه على ضرورة أن يخلو سجل أي مشارك في القمة العربية من التهم أو الإدانات الجنائية، سواء على الصعيد العراقي أو الدولي، التزاما بالقانون الدولي، في إطار رفضه لدعوة الشرع إلى بغداد.

من جهته، أشار زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، إلى أن إقامة علاقات بين العراق وسوريا "أمر ضروري وذو مصلحة متبادلة"، لكنه شدد على أن "دعوة رئيس النظام السوري الحالي لزيارة العراق سابقة لأوانها"، مرجحاً أن تؤدي إلى "تداعيات قانونية وأمنية"، لا سيما في ظل وجود مذكرة اعتقال نافذة بحقه، بحسب قوله.

مقالات مشابهة

  • السفير حسام زكي: القضية الفلسطينية تتصدر أعمال القمة العربية المقبلة في بغداد (فيديو)
  • الجامعة العربية: مستمرون في دعم العملية السياسية بليبيا وتيسير الحوار بين الأطراف
  • إسرائيل تلغي تأشيرات وفد فرنسي كان يعتزم زيارة الأراضي الفلسطينية
  • بعد لقائه السوداني.. ما فرص حضور الشرع في القمة العربية ببغداد؟
  • بعد لقائه السوداني.. ما فرص حضور الشرع للقمة العربية ببغداد؟
  • عاجل| وزير الخارجية: اتصالاتنا مستمرة مع كل الأطراف لوقف انتهاك إسرائيل لسيادة الدول العربية
  • كيف تستخدم إسرائيل اللغة العربية في طمس الهوية الفلسطينية؟
  • بوتين: ندعو سلطنة عمان للمشاركة في القمة الروسية العربية المقررة هذا العام
  • كيف تستغل إسرائيل اللغة العربية من أجل طمس الهوية الفلسطينية؟
  • سلاح المقاومة.. كيف تتعامل الأطراف مع الملف الشائك عسكريا وسياسيا؟