البوابة نيوز:
2025-02-16@16:48:40 GMT

المهندس المصري

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

استطاعت الحضارة المصرية أن تنقل للعالم أفكارًا معمارية مختلفة عبر التاريخ حتى يومنا هذا. إذ بدأ المهندس المصري القديم وضع أسس الهندسة الإنسانية ببراعة شديدة منذ فجر التاريخ، ومن أتيحت له الفرصة للسفر خارج مصر استطاع أن يرى تميز المهندس المصري الذي لا زال بارزًا، ومختلفًا بوحي حضاري عملي يمكنه من استغلال المساحات بشكل معماري عملي لافت يميزه عن غيره، ويتميز المصريون أيضًا في صياغة الأوجه المعمارية ذات التفاصيل الفسيحة البسيطة التي تعطي فرصة لإبراز جمال الخامات المستخدمة كديدنهم منذ بداية الحضارة الإنسانية.

فقط حين يأتي النور يظهر الجمال. 

 إن هذا الاهتمام بطبيعة الخامة الأصلية وجمالها تميز به المصريون منذ إهدائهم استخدام الحجر للبناء بدلًا من اللبن الطري. حين قام المهندس المصري القديم امحوتب باستخدام الحجر في بناء هرم زوسر أول ملوك الأسرة الثالثة. إذ أبدع امحوتب في استخدام الحجر الجيري كذلك في تطعيم زينة مبانيه الجميلة. ثم أهدى خلفاؤه للعالم روائع حجر الجرانيت الذي تميز المهندسون المصريون في نحته، ولا أدل على ذلك من أعمدة معبد سح رع.

 

إن العصر الحديث مازال يحمل للعالم مفردات المدرسة المصرية التي تحترم الحياة في الجماد قبل الأحياء. إن المصري لا يقدم شيئًا يطغى على جمال القطع التي يستخدمها. إذ يوجد في أعماقه اتجاه حضاري نحو إحياء القطع قبل تقديمها. إن هذا التقدير للجمال يقدم دائمًا جمالًا يستطيع أن يعيش عبر التاريخ ويمكن لأي إنسان أن يفهمه دون الغوص في المفردات التي أسهمت في إنتاجه. إذ خاطب المصمم المادة الصماء بلغة حية قبل أن يقدمها في أبهى صورها. وهذه لغة مشتركة بين البشر جميعًا على اختلاف مشاربهم. 

 

العصر الحديث حمل للعالم جمال العمارة المصرية على يد مهندسيين أمثال الراحل الجميل حسن فتحي. ابن الاسكندرية الذي قدم للعالم التصميمات النوبية والعثمانية في مساحات بسيطة تقدر ذات الفكرة. كان حسن فتحي أستاذًا عالميًا يقدم علمه بثلاث لغات، وكان موسيقيًا وكاتبًا مسرحيًا، صمم حوالي 160 مشروعًا منفصلًا. وكان حسن فتحي تعبيرًا عن امتداد الروح المصري التي استغلت المد الأجنبي العثماني في مصر لتقديم مصرية احترام روح المادة قبل تغطيتها بالتفاصيل، لذا يظهر احترام المساحات بشدة.

إنك تستطيع أن ترصد أهرامات الجيزة وأبو الهول في كثير من عواصم العالم لكنك لن تجد في مصر محاكاة مشهورة لمعمار أجنبي دون أن يكون معاد الصياغة بفكر مصري. أنا مع المطالبة بالحفاظ على الطابع الخاص بكل إقليم لمصر. إذ استطاعت أن تعبر كل فئة مصرية عن ذاتها بشكل معمار مميز تم تصديره للعالم بشخصية واضحة حتى أن البعض يحاول السطر عليه وسرقته أو إدعاء اتمائه لآخرين. ستجد آلاف الأهرامات في كثير من أنحاء العالم مثل ساحة اللوفر وميدان لاس فيجاس إلا أنك ستجد الجميع يحلمون بصورة واحدة يظهرون فيها إلى جانب هرم منها ولو على البعد.  

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحضارة المصرية المهندس المصري المهندس المصری جمال ا

إقرأ أيضاً:

هذا ما يعلّمه مسلمو أميركا للعالم

يكثر حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تجاوزات الحكومة وأساليبها القمعية. ولكن هل سيصدر توجيهاته لإدارته بعدم تكرار هذه الانتهاكات؟

المتحدث باسم ترامب، أليكس فايفر، أكد أن كاش باتيل، المرشح لمنصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، "سينهي تسليح أجهزة إنفاذ القانون"، وسيركّز على "استهداف الجريمة".

لكنني أجد هذا الادعاء بعيد الاحتمال. فتصريحات باتيل توحي بأن إدارة ترامب لن تتراجع عن هذه الممارسات، بل ستضاعف من حملات الاضطهاد والملاحقات، سواء الجنائية أو المدنية، ضد من تراهم خصومًا سياسيين.

لمن يتساءل كيف يمكن لإدارة تسعى وراء العناوين الرنانة أكثر من تحقيق العدالة أن تستخدم أجهزة إنفاذ القانون كسلاح، أو تطلق تحقيقات بلا أساس، أو تلجأ إلى الانتقام السياسي ضد من يخالفونها الرأي، فإن تجربة المسلمين في أميركا تحمل دروسًا عميقة في هذا السياق.

بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، استهدفت أجهزة إنفاذ القانون مجموعة واسعة من المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب. شملت هذه الحملة تحقيقات واسعة النطاق، ومصادرة أصول، واتهامات علنية.

وقد ذكرت منظمة الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (ACLU) في تقريرها الصادر عام 2009 بعنوان "تجميد الإيمان، حظر الصدقة"، أن موظفي لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول أقروا بأن بعض الأسس التي استندت إليها قرارات تصنيف المنظمات الإسلامية كجهات إرهابية كانت "ضعيفة للغاية"، وأن التسرع في اتخاذ هذه القرارات أدى إلى معدلات مرتفعة من التصنيفات الخاطئة.

إعلان

من بين الجهات التي تعرضت لحملات التشويه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR)، وهو أكبر منظمة إسلامية في الولايات المتحدة تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية. ورغم مرور سنوات، لا تزال آثار هذه التشويهات قائمة حتى اليوم.

إذا كنت مسلمًا أميركيًا تتبنى آراء سياسية -خصوصًا إذا كانت تتعلق بالحقوق المدنية أو قضايا الأقليات المهمشة- فقد أصبحت عرضة لمراقبة الحكومة. وبحلول عام 2011، خلص المدعي العام حينها، إريك هولدر، إلى أن "الوقائع والقانون" لا يدعمان أي إجراءات قانونية ضد (CAIR)، وهو نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه إدارة بوش قبل ذلك.

ومع ذلك، استمرت بعض الجهات على الإنترنت في الترويج لمزاعم بأن القرار بعدم توجيه التهم جاء نتيجة "تدخل سياسي". لكن المدعي العام الأميركي جيمس جاكس، الذي لعب دورًا رئيسيًا في إحدى القضايا ذات الصلة، ردّ على هذه المزاعم قائلاً: "يستند قرار توجيه الاتهام أو عدمه إلى تحليل الأدلة والقانون. وهذا ما حدث في هذه القضية".

ورغم ذلك، لا تزال الشائعات والتصنيفات المشبوهة تلاحقنا. وهذا ما ينبغي أن تتوقعه أنت أيضًا- وأي شخص يعبّر علنًا عن رأي معارض أو يتصدى لسياسات الحكومة- تحت حكم ترامب في ولايته الثانية.

الحقائق؟ القانون؟ لا مكان لهما هنا. إنها القصة ذاتها تتكرر: التضليل الذي يخدم الأجندات السياسية. وهذا من شأنه أن يجعل حلفاءك مترددين في الدفاع عنك، ويجعل المتبرعين لمنظمتك قلقين، ويعرقل قدرتك على خدمة القضايا الخيرية.

في حالة المسلمين الأميركيين، رصد المحللون دوافع عديدة وراء هذه الهجمات، كثير منها لم يكن له أي علاقة بالأمن العام. فبعد 11 سبتمبر/ أيلول، تعرضت الحكومة الأميركية لضغوط شديدة لمنع وقوع هجمات أخرى.

وكان توجيه الاتهامات للمنظمات الإسلامية بمثابة فرصة للمسؤولين ليظهروا أنهم يتخذون خطوات فعالة لمحاربة الإرهاب الداخلي. لكن العنصرية المعادية للمسلمين، وليس الأدلة على أي نشاط إجرامي، هي التي ساهمت في اعتبار هذه المنظمات "موضع شبهة". ومؤخرًا، لجأ الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة إكس والمسؤول عن "وزارة كفاءة الحكومة" التي أسسها ترامب حديثًا، إلى منصته لنشر صور نمطية تصور المسلمين على أنهم "أشرار متآمرون".

إعلان

على مدار العقدين الماضيين، كوفئت الوكالات الحكومية الأميركية بتمويل إضافي وسلطات موسعة كلما زادت من استهدافها للمسلمين تحت شعار "مكافحة الإرهاب"، حتى عندما كانت هذه البرامج تعتمد على صور نمطية وأدلة واهية، ولا تساهم فعليًا في تحسين الأمن العام.

فعلى سبيل المثال، لم تؤدِّ برامج مراقبة المسلمين في نيويورك إلى أي ملاحقات جنائية. أما برامج "مكافحة التطرف العنيف" التي أطلقتها إدارة أوباما، فقد استندت إلى مؤشرات مشكوك فيها، مثل أن إطالة اللحية أو حلقها قد يكون علامة على "نزعة متطرفة".

وفي الوقت الذي تم فيه التقليل من المخاطر التي يشكلها المتطرفون البيض، كان هناك تحذيرات من صعود هذه الجماعات. ففي عام 2009، أصدرت وحدة تحليل التهديدات في وزارة الأمن الداخلي تقريرًا يحذر من تنامي الخطر الناجم عن الجماعات اليمينية المتطرفة والمتعصبين البيض. لكن الكونغرس رفضه، وتبرأت الوزارة منه، واضطر المحلل الذي أعده إلى مغادرة منصبه، كما تم تفكيك فريقه بالكامل.

وبحلول عام 2011، كان هناك 40 محللًا في وزارة الأمن الداخلي يركزون على تنظيم القاعدة وحلفائه، بينما لم يكن هناك سوى محلل واحد مكلف برصد جميع أشكال التطرف غير الإسلامي داخل الولايات المتحدة. وفي عام 2017، أصدرت هيئة الرقابة الحكومية تقريرًا كشف أن 62 من أصل 85 هجومًا إرهابيًا وقعت في الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر/ أيلول كانت من تنفيذ جماعات يمينية متطرفة.

خلال هذه الحملات القمعية، تعلم المسلمون الأميركيون درسًا قاسيًا: عندما تستهدفك السلطة، لا يمكنك فعل الكثير لمنع ذلك. التراجع أو محاولة استرضاء القامعين ليست إاستراتيجيات ناجحة.

ولكن هناك خطوات يمكن اتخاذها. عليك أن تركز على خدمة مجتمعك، وأن تبني المرونة النفسية والتنظيمية، وألا تغيّر من هويتك لإرضاء السلطة، وأن تعزز استعدادك القانوني، وأن تطور قدرتك على التواصل المباشر مع الشعب الأميركي.

إعلان

إنها طريق شاقة، لكنها ضرورية. وفي نهاية المطاف، ستشكر الحركات التي تناضل من أجل العدالة كل من سار عليها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مهندس يكشف خيارات السكن التي يفضلها كريستيانو رونالدو
  • الحرية المصري: كثرة الشائعات في 2024 يعكس حجم التحديات التي تواجهها مصر
  • نقيب الأطباء: الأطباء المصريون بغزة يؤدون واجبهم بكل اقتناع ويتم تجهيز قائمة أخرى
  • هذا ما يعلّمه مسلمو أميركا للعالم
  • جمال السعيد: مشروع الجينوم المصري على وشك الاكتمال
  • هالة منصور: المصريون من أكثر شعوب العالم ولاء وانتماء لبلدهم
  • رسميا.. إطلاق منصة مصر العقارية لربط السوق المصري بالعالم بدعم من الاتصالات
  • الحجر الزراعى: نسعى لفتح السوق الصيني أمام الفراولة والنباتات الطبية
  • يعقوب السعدي يقدم احتفالية الأهلي المصري الكبرى
  • خبراء أردنيون: القمة العربية التي دعت لها مصر رسالة للعالم بوحدة الصف العربي ضد التهجير