عمر سلطان العلماء: توجه استراتيجي لتعزيز مكانة الإمارات عالمياً في التقنيات والاقتصاد الرقمي
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أبوظبي- وام
بحضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، استعرض عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وفيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، المقومات والإمكانيات الكبيرة التي تتفرد بها دولة الإمارات وتؤهلها لتكون لاعباً رئيسياً في السوق العالمية لنظم الذكاء الاصطناعي، ولتصدير هذه النظم.
جاء ذلك في جلسة خلال فعاليات اليوم الأول من الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2023، والتي تعقد برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وبحضور سمو الشيوخ، والوزراء، ومجموعة من كبار مسؤولي حكومة الإمارات والحكومات المحلية كافة.
وقال عمر سلطان العلماء في جلسة بعنوان: «ما هو طموح دولة الإمارات في تصدير نظم الذكاء الاصطناعي؟»: إن المستقبل سيكون للحكومات الاستباقية القادرة على تطوير أدواتها في مجالات التكنولوجيا ومواكبة تقدمها المتسارع، وخصوصاً في العلوم الرقمية وقطاع الذكاء الاصطناعي الذي يشهد توسعاً في تقنياته وأدواته واستخداماته، مشيراً إلى أن الإمارات كانت من الدول السبّاقة في ترسيخ بنية تحتية ورقمية تعتبر من بين الأفضل عالمياً، وتؤهل الدولة لريادة قطاعات المستقبل الواعدة، وتضع حكومة الإمارات ضمن رؤيتها الاستراتيجية وأولوياتها الوطنية، تعزيز مكانة الدولة مركزاً عالمياً محورياً في التقنيات الناشئة والاقتصاد الرقمي.
وأضاف أن دولة الإمارات تدرك تماماً الأهمية الاستراتيجية القصوى لمجال الذكاء الاصطناعي، كما تدرك أن المسارعة إلى اقتناص فرصه الذهبية بات يعتبر الركن الأساس في قيادة تطوره مستقبلاً، وبالاعتماد على المقومات الاستثنائية التي تمتلكها الدولة، فإنها تواصل استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي وإمكانات تبنيه أدواته في القطاعين الحكومي والخاص، خصوصاً مع الدور المحوري لهذا القطاع في تسريع ومضاعفة نمو الاقتصاد الرقمي، والارتقاء بالخدمات الحكومية، وتطوير مختلف القطاعات ومجالات الحياة الأخرى وفي مقدمتها الأعمال والصحة والتعليم، والوصول بها إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكد أن الإمارات تعمل على تحقيق السبق في هذا المجال من خلال رؤية واضحة وخطط شاملة، والتي تقوم على ابتكار أساليب تراعي تحديات الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقاته، وتحقق التوزان بين تبني أدواته وحلوله مع ضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي، كما تعمل لتحقيق هذه الريادة عبر شراكة كاملة بين القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك من خلال شراكاتها مع المجتمع العالمي.
وأشار عمر سلطان العلماء إلى أن الإمارات اعتمدت مبكراً استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي يشرف على تنفيذها مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي عبر مبادرات نوعية لجعل الدولة منصة اختبار لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومركزاً عالمياً محورياً لتقنياته، وتقديم خدمات معززة بتكنولوجيا متطورة، إلى جانب برامج للتدريب والتأهيل وتبني المواهب والأبحاث وتطوير البيانات، وقد قطعت الإمارات أشواطاً مهمة على طريق تطوير منظومة خصبة للذكاء الاصطناعي، وريادة هذا المجال، وتعزيز استخداماته في مختلف المجالات الحيوية.
تصدير نظم الذكاء الاصطناعي
من جهته، أكد فيصل البناي أن الإمارات ببنيتها التحتية والرقمية المتفوقة، وبيئتها الداعمة للابتكار والمواهب وتبني الحلول التكنولوجية ذات التأثير الإيجابي على تحسين جودة الحياة، مؤهلة لتكون لاعباً رئيسياً في السوق العالمية لنظم الذكاء الاصطناعي، ولتصدير هذه النظم، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة التي يمثلها ضمان توفير فائدة الذكاء الاصطناعي للجميع، وذلك عبر تعزيز مجتمع المصادر المفتوحة، وتوسيع إمكانية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بعيداً عن تحكم جهات قليلة ببيانات وخصوصية الأفراد وبالأثر الاستثنائي لهذه التقنيات.
وقال: إن الإمارات لديها جميع المقوّمات لترسيخ منظومة تكنولوجية متقدمة، وهي تعيش اليوم عصراً ذهبياً في هذا المجال، وما نتطلع إليه اليوم من خلال هذا التوجه الاستراتيجي للدولة، هو تكثيف وتوحيد الجهود لتحقيق التحول الشامل نحو تطوير التكنولوجيا في الإمارات ونقلها عالمياً.
وأشار إلى أن مركز العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة قام بتطوير واحد من النماذج اللغوية الرائدة على مستوى العالم، وأصدر المركز 4 نماذج لغوية أولها «نور» وهو نموذج باللغة العربية أطلق في أبريل 2022، ثم «فالكون 7 بي» و«فالكون 40 بي» في مايو 2023، ثم «فالكون 180 بي» في سبتمبر 2023، وقد نالت نماذج فالكون إقبالاً واسع النطاق، واعتلى نموذج «فالكون 180 بي» قائمة أفضل النماذج اللغوية متقدماً على نموذج «Liama-2-70B» من شركة ميتا، ومقارنة بالنماذج اللغوية، صنف «فالكون 180 بي» مباشرة بعد نموذج «GPT-4» من OpenAI، وقدم أداء مشابهاً لنموذج «PaLM 2 Large» من جوجل.
وأضاف فيصل البناي أن معهد الابتكار التكنولوجي التابع للمجلس يضم 10 مراكز بحثية تشمل مركز المواد المتقدمة، والعلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي، والروبوتات المستقلة، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة، وعلم التشفير، والطاقة الموجهة، وأنظمة الدفع والفضاء، والكوانتوم، والأنظمة الآمنة، كما يضم فريق عمل من أكثر من 900 باحث بينهم أكثر من 200 مواطن ما أسهم في إصدار نحو 900 منشور علمي وتسجيل 39 براءة اختراع.
وشدد البناي على أن ذلك كله يقدم إضاءة واضحة لما يمكن أن تحققه دولة الإمارات في توجهاتها لأن تكون مركزاً رئيسياً لتصدير نظم الذكاء الاصطناعي، كما استعرض أمام الاجتماعات السنوية التحديات والمتطلبات والفرص العظيمة المتاحة في هذا المجال.
وأكد ضرورة التقدم بسرعة لاقتناص هذه الفرص مع تزايد التحديات والقيود العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي، كما دعا إلى تكثيف وتوحيد الجهود وبناء الشراكات القوية ووضع الخطط المنسقة والشاملة ودعم الممكنات الرئيسية لتحقيق الإنجازات المطلوبة والمستهدفات لريادة هذا القطاع المستقبلي المهم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی سلطان العلماء دولة الإمارات أن الإمارات هذا المجال
إقرأ أيضاً:
«طرق دبي» تطلق مركز امتياز الدفع الرقمي لتطوير منظومة نول بأحدث التقنيات
دبي-'الخليج':
أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي (مركز امتياز الدفع الرقمي) بهدف دعم التحول الرقمي لمنظومة الدفع نول وتعزيز استخدام التقنيات المتقدمة في هذا المجال، وذلك ضمن خطة الهيئة لتطوير منظومة الدفع نول وفق تقنيات الحسابات المركزية، التي أعلنت عنها مؤخراً، لتطوير البنية التحتية الرقمية لمنظومة الدفع 'نول' بما يحقق الغاية الاستراتيجية المتمثلة في تعزيز مكانة دبي لتصبح المدينة الأذكى في العالم.
وقال محمد المظرب المدير التنفيذي لقطاع خدمات الدعم التقني المؤسسي في هيئة الطرق والمواصلات، إن الهدف الأساسي من إنشاء مركز الامتياز للدفع الرقمي في الهيئة هو القيام بالبحوث والدراسات حول أحدث تقنيات الدفع الرقمي وتطورها، وفهم التوجهات المستقبلية والتحديات الحالية في هذا المجال، بهدف تقديم الحلول والمشورة لتطوير تقنيات الدفع في المواصلات العامة وتطوير منظومة نول.
وأضاف المظرب: 'ستتمكن الجهات المختلفة من القطاع الصناعي المالي والحكومي والأكاديمي من الاستفادة بشكل كبير من المركز، حيث أنه سيتم تنظيم وتنفيذ برامج متعددة على مدار العام من البحوث والدراسات والاستشارات، وجمع البيانات وتحليلها بالتعاون مع تلك الجهات المختلفة، بهدف تبادل المعرفة وتطوير القدرات للاستفادة من نتائج هذه الأبحاث والدراسات، التي سينتجها المركز في مجال تطور تقنيات الدفع الرقمي، كما ستساهم هذه النتائج في تطوير سياسات الدفع الرقمي وتحسين الأداء والكفاءة التشغيلية من جهة، وسيعزز الوعي لدى الجمهور حول التقنيات والمفاهيم المتعلقة بالدفع الرقمي من خلال إقامة الندوات وورش العمل والمؤتمرات والدورات التدريبية المتخصصة من جهة أخرى'.
وأوضح المظرب بأن هيئة الطرق والمواصلات تولي اهتماماً كبيراً بأهمية الابتكار والتطوير المستمر لضمان تقديم أفضل الخدمات لمتعامليها. ولذلك، قامت الهيئة بتطوير هذا المركز الذي بدأ كمختبر لفحص أنظمة نول في العام 2009 ليصبح مركز امتياز الدفع الرقمي، مما يعكس التزام الهيئة بتحقيق رؤية دبي لتكون المدينة الأذكى والأكثر استدامة في العالم.
ومن أهم نتائج الأداء التشغيلي للمختبر بين عامي 2019 و 2023، إنجاز أكثر من 5000 اختبار لأنظمة النقل العام في الهيئة، وإغلاق أكثر من 3150 حالة عدم مطابقة لمواصفات نول الفنية، بالإضافة إلى إجراء أكثر من 408 عملية فحص لأنظمة نول الرقمية وإصدار أكثر من 105 شهادة اعتماد لمؤسسات الهيئة، واعتماد ومراجعة أكثر من 57 نوعًا من أجهزة الدفع مع القطاعين الحكومي والخاص.
وسيشكل مركز امتياز الدفع الرقمي مصدراً مهماً للمعلومات والاستشارات والخدمات في هذا المجال، وسيساهم في تطور تقنيات الدفع الرقمي في الهيئة واستغلالها بشكل فعال وآمن، كما سيدعم المركز التقنيات الحديثة ويعزز من دور الشركات الناشئة في هذا المجال.
وأخيراً، أكد المظرب التزام هيئة الطرق والمواصلات بقيادة الابتكار الرقمي وتمهيد الطريق للتطورات التقنية المتسمرة في قطاع النقل بدبي. حيث إن الهيئة تواصل جهودها في تطوير آلياتها وتقنياتها لتحقيق أهداف استراتيجيتها الرقمية، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة ويلبي تطلعات المتعاملين، مع المضي قدماً نحو مستقبل أكثر استدامة وذكاء.