المستوطنون يتسببون بالفوضى.. والضفة على صفيح ساخن
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
ارتفعت أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون اليهود في الضفة الغربية الفلسطينية بشكل حاد منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون ما لا يقل عن 155 فلسطينيا في المنطقة، التي تشكل جوهر الدولة الفلسطينية، منذ أن ارتكبت حركة حماس هجماتها الأخيرة ضد إسرائيل.
هذا العدد من القتلى هو جزء بسيط من عدد القتلى الذي تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في الفترة نفسها.
الأعنف منذ 20 عاماً
يشير التقرير إلى أن العام الماضي كان بالفعل الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 20 عاماً، إذ أصبحت جماعات المستوطنين أكثر جرأة بينما يكثف الجيش غاراته على البلدات والمدن الفلسطينية. ولكن منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) ساءت الأمور بشكل كبير. فبالمعدل الحالي، ستكون الأسابيع الأربعة التي أعقبت هجوم حماس الأكثر فتكاً للفلسطينيين في الضفة الغربية من العام الماضي بأكمله.
على وجه الخصوص، أثارت الحرب في غزة غيظ بعض الجماعات الأكثر عنفاً من المستوطنين في الضفة الغربية، حيث يسعى البعض من الانتقام من حماس بسبب عملية "طوفان الأقصى" التي أوقعت مئات القتلى الإسرائيليين، بينما آخرون يستغلون ببساطة الوضع للهجوم بينما الجيش الإسرائيلي مشغول في أماكن أخرى في غزة وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان. ونتيجة لذلك، يشعر الفلسطينيون في الضفة الغربية بأنهم أكثر عرضة للخطر من المعتاد.
في قرية قصرة الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس، قتل المستوطنون أربعة فلسطينيين في 11 أكتوبر (تشرين الأول). وفي اليوم التالي، خلال موكب جنازة لهم، قتل اثنان آخران برصاص المستوطنين، وفقاً لهاني عودة أبو علاء، عمدة البلدة الذي قال: "الجيش أكد لنا عبر الهاتف أن الطريق الجديد آمن.. لكنهم نصبوا فخاً وواجهنا عدداً كبيراً من المستوطنين الذين هاجمونا بالحجارة والرصاص"، متهماً الجنود "بحماية المستوطنين"، بحسب المجلة.
تعاون الجيش
وما تغير في الأسابيع القليلة الماضية هو التعاون الظاهر بين عناصر من الجيش والمستوطنين العازمين على العنف، وفقا ليوناتان كانونيش من "يش دين"، وهي هيئة مراقبة إسرائيلية تراقب المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
ويوضح للمجلة قائلاً:" يرتدي الناس أحياناً سراويل أو قمصاناً للجيش، ولديهم أسلحة.. لا تُفرّق ما إذا كان مستوطناً أم جندياً، لا يمكنك معرفة ذلك حقا.. إذا وقف الجنود مكتوفي الأيدي من قبل، ولم يفعلوا أي شيء، فإنهم الآن ينضمون إلى المستوطنين في هجماتهم".
The pace of Israel’s war in Gaza far exceeds previous conflicts.
But Israel’s generals think they could be fighting Hamas in Gaza for a year: https://t.co/RuSq1WC8Sq ????
ويعيش حوالي 500,000 إسرائيلي في مستوطنات (باستثناء القدس الشرقية) في الضفة الغربية التي تعتبرها الأمم المتحدة والحكومات الأجنبية غير قانونية، بما في ذلك الحكومات الأمريكية. وغالباً ما يشار إليها على أنها عقبة في محادثات السلام وتقوض بوضوح وحدة أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، بينما زاد بناء المستوطنات بكثرة منذ توقيع اتفاقات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في أوسلو في عام 1993.
حكومة متطرفة
ويقول التقرير إنه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حثّ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على كبح جماح المستوطنين لكن دون جدوى. ويبدو أن المستوطنين اليمينيين المتطرفين الذين يشغلون مناصب رئيسية في حكومة نتانياهو لا يرغبون في تهدئة الأمور.
ابتسم إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، وهو يسلم بنادق للإسرائيليين لحماية "المستوطنات والمدن"، حيث أسعدت حكومة نتانياهو الحالية المستوطنين من خلال تخصيص مبالغ كبيرة لهم، وكذلك أيضاً خلال منح بتسلئيل سموتريتش، المستوطن القومي المتطرف الذي يشغل منصب وزير المالية، سلطة إضافية على أنظمة التخطيط في الضفة الغربية، على الرغم من أن الكلمة الأخيرة في هذا الشأن لا تزال تقع على عاتق نتانياهو ووزير دفاعه.
إرهاب قومي
وعلى الأرض، يشير التقرير إلى أنه نادراً ما يعاقَب المستوطنون على بدء العنف. ففي يونيو (حزيران)، اجتاحوا بلدة ترمسعيا قرب رام الله شمال الضفة، وأشعلوا النار في المنازل والسيارات. ووصف ضابط إسرائيلي هجمات المستوطنين بأنها "إرهاب قومي". لكن لم يتبع ذلك عواقب وخيمة. وكان المستوطنون العنيفون، الذين تم تصنيفهم على أنهم مارقون، يتمتعون الآن بتمثيل في الحكومة الائتلافية الإسرائيلية.
ويحذر بعض المسؤولين الفلسطينيين والمراقبين الأجانب لسنوات من انتفاضة ثالثة، ويخشون الآن أن تندلع على الأرجح. "لقد انفجرت بالفعل"، يقول توفيق طيراوي، قائد الأمن الفلسطيني السابق الذي تربطه علاقات قوية بمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية والذي اختلف مع رئيس السلطة محمود عباس، ويضيف: "الناس ممتلئون بالغضب والروح الثورية".
Israeli settler violence in the occupied West Bank is getting worse by the day. The UN says the number of attacks has risen sharply since 7th October. Many Palestinian villagers are now fleeing their homes for good as a result of threats against their land, and their lives… pic.twitter.com/VmKNlLZl3b
— Nada Bashir (@nadaabashir) November 5, 2023انتفاضة ثالثة
وحتى الآن اقتصرت الاضطرابات بشكل أساسي على الاحتجاجات في المدن الفلسطينية. وقد اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية، بمساعدة من السلطات الفلسطينية في بعض الأحيان الآلاف بينما تحد نقاط التفتيش الإسرائيلية بشدة من حركة الفلسطينيين.
ويقول بعض النشطاء الفلسطينيين إن الحكومة الإسرائيلية، بمساعدة المستوطنين، تريد إخلاء الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين.
ويقول شوان جبارين، الناشط المخضرم في مجال حقوق الإنسان في رام الله، المقر الإداري للفلسطينيين: "من الواضح أنهم يخططون وينظمون ميليشيا منظمة.. العديد من الفلسطينيين يرون العنف كجزء من خطة لطردهم في نهاية المطاف من الضفة الغربية تماماً.. الأمر يتعلق بالانتقام".
يقول مسؤول أمني فلسطيني مخضرم إنه يخشى أن يؤدي حادث واحد إلى اندلاع انتفاضة. يقول:" أشم رائحة الدم في الضفة الغربية.. لا أعرف أين ستكون، لكنها قادمة: المستوطنون سيفعلون شيئاً فظيعاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الضفة الغربية فی الضفة الغربیة تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية
#سواليف
#اقتحمت #قوات_الاحتلال_الإسرائيلي عدة #بلدات في #الضفة_الغربية المحتلة، وشنت #عمليات #دهم و #اعتقال في صفوف المواطين.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية فقد اقتحم جيش الاحتلال مدينة #طوباس وبلدات سنجل #شمال_رام_الله وحجة شرقي قلقيلية وعزموط شرق نابلس.
مقالات ذات صلة 8 شهداء بقصف إسرائيلي لمنزل شرق مدينة غزة 2024/12/17