الجزيرة:
2024-07-06@16:17:58 GMT

ذات يوم ستنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

ذات يوم ستنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس

ذاتَ يوم، ستنتهي الحربُ بين إسرائيل وحماس، وعندما يحدث ذلك، فسوف يكون لزامًا على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يعيدوا الانخراطَ في السؤال الأساسيّ: ما الذي يمكن أن يشكل تسوية سلميّة بينهما.

لكن مع مرور كل يوم من القصف والحصار والهجمات الصاروخيّة، وعدم إطلاق سراح الرهائن، يصبحُ من الصعب أكثرَ فأكثر استئناف العمليَّة نحو حلّ الدولتين.

لقد ذكّرتنا الحربُ بأنّه لا يوجد بديلٌ عملي لعملية السلام وحلّ الدولتَين. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يواصلَ النظر في الاتجاه الآخر. ولا يمكننا أن نسمح بـ 30 عامًا أخرى من الاحتلال والحرب والصّراع الذي لم يحلّ.

وخلال تحرير هذا التقرير، تكون قد مرّت أربعة أسابيع منذ الهجوم الإرهابي الهمجي الذي شنّته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث قُتل ما مجموعه 1400 إسرائيليّ. وتمّ أخذ أكثر من 230 شخصًا كرهائن.

ولا تزالُ صفّارات الإنذار تنطلق بسبب الهجمات الصاروخيّة المستمرة، ويشعر الإسرائيليون في جميع أنحاء البلاد بقلق عميق على أحبائهم. لكن الأمر نفسه ينطبق على الفلسطينيين. ويعيش سكّان غزة مع صوت ودمار الغارات الإسرائيلية ليل نهار. وقُتل أكثر من 10000 فلسطيني، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وعدد القتلى يرتفع كل يوم.

على مدى أربعة أسابيع، واجه سكّان غزة نقصًا حادًا في الإمدادات الأساسية، مثل: الغذاء والمياه والوقود والأدوية. وحتى لو سُمح للمئات بالخروج عبر معبر رفح إلى مصر، فإنّ عدة آلاف من المواطنين الأجانب، بمن في ذلك 250 نرويجيًا، ما زالوا ينتظرون مغادرة غزة.

وقد تعرّض ما يقرب من نصف المباني في غزّة لأضرار أو تحوّلت إلى أنقاض. الأشخاص الذين لم يكن لديهم سوى القليل جدًا في البداية، فقدوا كلّ شيء، وقد أُجبر الأشخاص الذين كانوا لاجئين بالفعل على الفرار مرّة أخرى.

في الحرب هناك قواعد

 

لقد كان الهجومُ الذي شنّته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. لقد كنّا واضحين في القول: إنّ حماس ينبغي اعتبارها منظمة إرهابية. ولإسرائيل الحقّ في الدفاع عن نفسها ضد أولئك الذين ارتكبوا الفظائع في ذلك اليوم الرهيب.

وفي الوقت نفسِه، يضع القانون الدولي حدودًا واضحة لما هو مسموح به في الحرب. ويجب على جميع أطراف النزاع الالتزام بالقانون الإنسانيّ الدولي. يجب على الأطراف أن تتخذ خطوات فعّالة للتمييز بين الأهداف العسكرية والسكان المدنيين إلى أقصى حدٍّ ممكن. وبالإضافة إلى ذلك، يجب ألا يكون الضرر الذي يلحق بالمدنيين أو البنية التحتية المدنية مفرطًا، مقارنة بالميزة العسكرية المتوقعة.

لقد تجاوزت الحرب في غزّة هذه القيود إلى حدّ كبير.

يحظر بكلّ صراحة تنفيذُ هجمات على المُستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحيّة والبنية التحتيّة المدنية، وإقامة حواجز تمنع وصولَ الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة للمدنيين المحتاجين.

وكذلك ينطبق القانون الإنساني الدولي بشكل كامل على حماس: حيث يُحظر قتل المدنيين أو أخذهم كرهائن.

كما لا يجوز إطلاق الصواريخ بشكل عشوائي على الأراضي الإسرائيلية، أو استخدام المدنيين كدروع بشرية. إنّ استخدام المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية الأخرى كقاعدة لشنّ هجمات عسكرية على إسرائيل هو أمر غير قانونيّ. وتؤدي كل هذه الإجراءات إلى تفاقم المخاطر التي يتعرض لها السكان المدنيون الضعفاء بالفعل.

ثلاث أولويات نرويجية

1-الأولوية الأكثر إلحاحًا هي ضمان وقف الحرب من أجل تخفيف المعاناة الإنسانيّة ومساعدة المتضرّرين. الوضع في غزة مثير لليأس، حجم الدمار هائل، هناك طفل يموت كل 15 دقيقة.

تمتلك النرويج شبكة واسعة داخل وخارج الشرق الأوسط، ونحن نستفيد بشكل كامل من هذه الاتصالات الآن.

في 27 أكتوبر/تشرين الأوّل، كانت النرويج واحدة من 120 دولةً عضوًا في الأمم المتحدة صوَّتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى هدنة إنسانية، ويطالب بتوفير المساعدات الأساسية دون عوائق للمدنيين في غزة.

ويعرب المجتمعُ الدولي عن قلقه بشأن سكان غزة وحقهم في الحياة والصحة. وهذا يبعث برسالة واضحة إلى جميع الأطراف بضرورة احترام القانون الدولي، وحماية السكان المدنيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

2- يجب علينا أن نضمن وصول المساعدات الإنسانية فعليًا إلى الناس داخل غزة. هذه مسألة ملحّة، إنَّ قرارات الأمم المتحدة وحدَها لن تكفي لإطعام الجياع. وقد سُمح بدخول بعض المساعدات خلال الأسبوع الماضي، لكنّها مجرد قَطرة في مُحيط ممّا هو مطلوب.

وفي غزة، هناك حاجة كبيرة وحادة للوقود والأدوية والمياه والغذاء. لقد رفعت النرويج دعمَها الإنسانيَّ للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بمقدار 200 مليون كرونة نرويجيّة. كما حثثنا البلدان الأخرى على زيادة دعمِها الإنساني لشعب غزة ومواصلة دعمها للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

إذا انهارت السلطةُ في الضفة الغربية، فلن يكون هناك مَن تتفاوض معه إسرائيل عندما يأتي اليوم الذي يصبح فيه من الممكن استئناف مفاوضات السلام.

3- إننا نبذل كل ما في وسعنا لإخراج المواطنين النرويجيين وغيرهم من المواطنين الأجانب من غزة.

لقد أصبح الوضع بالنسبة لكل من يعيش في غزّة أكثر صعوبة، ونحن نرحّب بالتقدم الذي تم إحرازه خلال الأيام الماضية لتمكين بعض الرعايا الأجانب من مغادرة غزة.

ونعمل جاهدين لضمان أن يتمكن المواطنون النرويجيون وغيرهم من الأجانب من مغادرة غزة في الأيام المقبلة. ويوجد في القاهرة فريق نرويجي للاستجابة لحالات الطوارئ نشرته وزارة الخارجيّة، وهو على أُهْبة الاستعداد لمساعدة الأشخاص الذين يخرجون من غزَّة.

واجب الكلام

من واجب النرويج أن تتحدّث علنًا عن حقيقة أنّ العمليات العسكرية ضد غزة قد ذهبت إلى أبعد من اللازم.

ونحن نفعل ذلك كصديق لإسرائيل، وندرك تمامًا الصدمة التي تعرّض لها المجتمع الإسرائيليّ بسبب إرهاب 7 أكتوبر/تشرين الأوّل. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن ينظر ببساطة في الاتجاه الآخر. ولا يمكننا أن نقبل ولن نقبلَ المعاناة والدمار الهائلين اللذَين نشهدهما الآن في غزة.

إننا في خضم أزمة عميقة: بالنسبة لغزة، وإسرائيل، وفلسطين، والشرق الأوسط، والمجتمع الدولي ككل.

ورسالتنا إلى حماس هي أنه يجب عليها أن توقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل، ويجب عليها إطلاق سراح الرهائن فورا ودون قيد أو شرط، ويجب ألا يستخدموا المدنيين أبدًا كدروع بشرية.

عندما تنتهي الحرب، ستحتاج إسرائيل إلى العيش جنبًا إلى جنب مع الفلسطينيين والدول العربية. إن خطر انتشار الصراع ومزيد من التصعيد يتزايد مع مرور كل يوم.

تزايدت بشكل كبير أعمالُ العنف التي تمارسها قوّات الأمن الإسرائيلية والمُستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. هناك اشتباكات يومية بين إسرائيل ولبنان. وفي العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم نرى أن ما بدأ كاحتجاجات سلمية لدعم شعب غزة يؤدّي إلى مزيد من العداء.

لا يمكننا أبدًا أن نتسامح مع وضع يخشى فيه أفراد الجالية اليهودية في النرويج على سلامتهم بسبب تصرفات إسرائيل في غزة.

الأعمال العدائية يجب أن تتوقف

يحبس سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أنفاسهم، على أمل أن تبقى عائلاتهم على قيد الحياة وأن يظل لديهم سقف فوق رؤوسهم بعد الغارات الجوية في الليلة التالية. وفي إسرائيل، تخشى مئات العائلات على أفرادها المختطفين، وتصلي من أجل عودتهم الآمنة.

وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر.ولهذا السبب نناشد الحكومة الإسرائيلية والفلسطينيين أن يجدوا طريقًا آخر لوقف العنف، لضمان وصول المُساعدات الإنسانيّة، للإفراج عن الرهائن، واستئناف المفاوضات حول حلّ الدولتَين.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الكابينت يجتمع مساءً - نتنياهو يوافق على سفر وفد المفاوضات

وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الخميس،4 تموز 2024 على سفر الفريق المفاوض للمشاركة في جولة محادثات جديدة مع الوسطاء في محاولة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس ، وذلك في أعقاب تسلم إسرائيل رد الحركة الذي استقبلته بنوع من الإيجابية، وسط تقارير عن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع.

ويجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، في وقت لاحق ​​مساء اليوم، في واحدة من أهم الجلسات التي تعقدها الحكومة الإسرائيلية لبحث ملف الأسرى المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة ، منذ الاتفاق السابق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن نتنياهو "وافق على إرسال وفد للمشاركة في المفاوضات (عبر الوسطاء) على ضوء رد حركة حماس"، ونقلت مراسلة الشؤون السياسية للقناة عن مصادر مطلعة (لم تسمها) قولها إن رد حماس يعتبر "إيجابيا، ويسمح بإحراز تقدم نحو إبرام صفقة".

بدروها، نقلت القناة 12 عن مصدر مطلع أنه "بعد الاطلاع على رد حماس، تبين أنه رد جيد، ومن الممكن بدء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، بشرط أن يعطي رئيس الحكومة، نتنياهو، والكابينيت، الضوء الأخضر والتفويض المطلوب للاتفاق على التفاصيل".

وبحسب المصدر فإن "أهم ما في جواب حماس هو تنازلها عن شرطها المسبق بإنهاء الحرب، وإمكانية تنفيذ المرحلة الإنسانية المتمثلة في إطلاق سراح النساء والمسنين والمصابين، دون الالتزام بإنهاء الحرب"، واعتبر أن إسرائيل تحصل بذلك على "أفضل فرصة، في أفضل توقيت. من الممكن استكمال العملية في رفح والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، في خضم الصفقة".

وأضاف المصدر أن "حماس أدركت بوضوح عبر الوسطاء أنه إذا انتهكت الاتفاق، أو إذا لم تتقدم المفاوضات، فإن إسرائيل ستكون قادرة على العودة إلى القتال بدعم من الولايات المتحدة. وهذا يعني أن إسرائيل ستحتفظ لنفسها بأدوات كافية للضغط بهدف إتمام المرحلة الثانية التي تشمل إطلاق سراح الأسرى الجنود، الأمر الذي سيعتبر إنجازا بالنسبة لإسرائيل".

وشدد المسؤول الذي تحدث للقناة 12 على أن "للاتفاق تأثير على الجبهة الشمالية وقد يتيح المضي قدمًا واستكمال عملية التطبيع مع السعودية. هذه هي لحظة الاختبار بالنسبة للقيادة الإسرائيلية. هناك مسار للتوصل إلى صفقة إذا كانت هناك رغبة، ليس طريقا سهلا ولكنه ممكن. يجب السماح للفريق المفاوض بالسفر وإبرام الصفقة".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • أكاديمية الشرطة تعقد لقاء تثقيفيا لطلبة كلية الحقوق
  • خطة نتنياهو بإبعاد السلطة وحماس عن حكم غزة سيناريو يرفضه الفلسطينيون.. فيديو
  • فاينانشيال تايمز: واشنطن تستشعر "فرصة كبيرة" في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • تصعيد متجدّد على الجبهة.. إسرائيل تستدرج لبنان إلى الحرب؟!
  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • «القاهرة الإخبارية»: وفد أمريكي يشارك في المحادثات بين إسرائيل وحماس
  • الكابينت يجتمع مساءً - نتنياهو يوافق على سفر وفد المفاوضات
  • تقرير: إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار
  • الأمم المتحدة: 274 من العاملين في المجال الإنساني قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة