في ظل دعوات لإيجاد حلول عميقة للعنصرية المتجذرة.. كيف ستتعامل السلطات الفرنسية مع الاحتجاجات؟
تاريخ النشر: 1st, July 2023 GMT
رأى رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود فرانسوا دوروش أن الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا على خلفية مقتل الشاب نائل برصاص الشرطة تأتي بسبب عدم إنصات السلطات والمؤسسات الفرنسية لصوت الشعب.
ومع تأسفه ورفضه محاولة المحتجين إسماع أصواتهم عبر التخريب دعا دوروش إلى تغيير أو تعديل القانون الذي يعطي سلطة كبيرة للشرطة لاستخدام الأسلحة، مشيرا إلى أن نوابا في البرلمان الفرنسي تقدموا بهذا الطلب.
بدوره، اعتبر الباحث في العلاقات الأوروبية والدولية جيرالد أوليفييه أن الاحتجاجات الحالية تأتي من الضواحي، وهي مناطق لا قانون فيها، داعيا إلى ضرورة إحلال النظام الجمهوري في تلك المناطق.
وقال إن أشخاصا يتصرفون كقطّاع طرق ويشنون في بعض الأحيان هجمات على الجمهورية الفرنسية ويخترقون قوانينها.
ورغم تأكيد رفضه قتل الشاب فإن أوليفييه قال في حديثه لحلقة (2023/6/30) من برنامج "ما وراء الخبر" إن ما حصل كان بسبب عدم امتثال الضحية لرجل الشرطة ومحاولته الهروب، مؤكدا أن الشاب نائل لم تكن لديه صلاحية لقيادة السيارة، وارتكب 12 مخالفة في هذا السن.
وعن علاقة الموجة الجديدة من الاحتجاجات بما سبقها مثل احتجاجات السترات الصفراء، رفض الباحث في العلاقات الأوروبية والدولية مقارنة المحتجين على مقتل الشاب نائل بمحتجي السترات الصفراء الذين قال إنهم كانوا من الطبقة الوسطى التي تواجه مشاكل في فرنسا.
لكن رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود انتقد طريقة كلام أوليفييه عن سكان الضواحي وتصويرهم بالمتوحشين، كما نفى أن يكون لدى الشاب نائل سجل إجرامي سابق كما زعمت شبكات تلفزيونية فرنسية.
أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي فتحدث عن انعدام الثقة بين جزء كبير من مواطني الضواحي والنظام السياسي الفرنسي، خاصة مع الشرطة، مؤكدا أن عملية قتل الشاب نائل ربما كانت ستمر بسلام على الشرطي، لكن الفيديو الذي سرّب فضح الممارسات غير القانونية للشرطة، واعتبر أن الجنح التي ارتكبها القاصر لا تبرر قتله.
وأوضح عبيدي أن بعض ممارسات الشرطة الفرنسية تحتاج إلى معالجة من قبل السلطات، مشيرا إلى أن المتدرب في فرنسا بعد سنة من التدريب يصبح شرطيا، فيما في ألمانيا يحتاج إلى سنتين، ويتم التركيز في تدريبه على قضية حقوق الإنسان ومواد أخرى لتكون رادعة لعمل الشرطي.
واستشهد عبيدي بتصريح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الذي قال فيه إن ثلثي الشباب الموقوفين في الاحتجاجات هم أصلا مراهقون.
يذكر أن أعمال الشغب اندلعت في العاصمة باريس وضواحيها عقب مقتل الشاب نائل (17 عاما) ذي الأصول الجزائرية برصاص الشرطة، مما أدى إلى اعتقالات واسعة في صفوف المحتجين، وجعل الرئيس إيمانويل ماكرون يعلن عن نشر تعزيزات أمنية إضافية للسيطرة على الوضع، وتوعد بالتعامل بحزم مع من قال إنهم يهددون أساس الدولة الفرنسية.
ويشار إلى أن الأمم المتحدة دخلت على خط الأزمة، إذ قالت إن على فرنسا معالجة المشاكل العنصرية "المتجذرة" في صفوف قوات الأمن.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
القبض على شاب ضرب قاضيا أثناء مشاركته بالانتخابات الأمريكية.. رفض الالتزام بالصف
ضبطت الشرطة الأمريكية شابا من إلينوي، يبلغ من العمر 24 عاما، تسبب في اضطرابات أثناء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قبل أن يضرب قاض مشرف على الانتخابات في وجهه بـ«لكمة» قوية.
الشرطة تلقي القبض على الشابوبحسب موقع «إيه بي سي نيوز»، فإن الشاب أُلقي القبض عليه بعدما تم تحديد شخصيته لاحقا، وتبين أنه يدعى دانييل شميت، 24 عامًا، وكان ذاهبًا للتصويت في انتخابات أمريكا 2024.
وقالت إدارة شرطة أورلاند بارك، في بيان بشأن الحادث: «علم الضباط في مكان الحادث أن شميدت دخل مبنى البلدية وسار بجوار العديد من الناخبين الآخرين الذين كانوا ينتظرون في الطابور لدخول منطقة التصويت، وأمر قاضي الانتخابات الموجود عند المدخل الشاب بالذهاب إلى مؤخرة الطابور وانتظار دوره، وهو ما رفضه».
الشاب يرفض الوقوف في الطابوروقالت الشرطة إنه تم استدعاء قاضي انتخابات آخر في تلك اللحظة للمساعدة في حل الاضطرابات، وأُمر «شميدت» مرة أخرى بالذهاب إلى مؤخرة الصف، في حين أكدت السلطات أن الشاب حاول دفع قاضي الانتخابات، لكن القاضي وعدد من الموظفين الآخرين منعوه من الدخول، وبدأ الشاب في الصراخ بألفاظ نابية وضرب القاضي في وجهه، ما أدى إلى سقوط نظارته.
الشرطة تحقق مع الشابوقالت الشرطة إن العديد من أفراد الأمن تمكنوا من السيطرة على الشاب حتى وصل الضباط ووجدوه داخل مكتب البلدة حيث حاول مقاومة الاعتقال، وتم احتجازه طوال الليل ونقله إلى محكمة بريدجفيو لحضور جلسة احتجاز، والتحقيق مستمر حاليًا حيث وجه مكتب المدعي العام لمقاطعة كوك له، تهمتي اعتداء مشدد وتهمتي اعتداء مشدد في مكان عام و5 تهم جنح مقاومة الاعتقال والسلوك غير المنضبط.