وثائقي للجزيرة يكشف أسرار ارتباط فاغنر بالكرملين وانتهاكاتها بسوريا وأفريقيا الوسطى
تاريخ النشر: 30th, June 2023 GMT
كشف الفيلم الوثائقي -الذي بثته قناة الجزيرة ليل الجمعة (2023/6/30)- عن أسرار تتعلق بمجموعة فاغنر الروسية وخاصة ارتباطها بالكرملين وطرق التجنيد في صفوفها، ومناطق انتشارها في مختلف دول العالم.
وتستمد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة اسمها من لقب مؤسسها ديمتري أوتكين، وهو من قدامى المحاربين في القوات الخاصة الروسية، إذا كان فاغنر هو الاسم الحربي لهذا الرجل في فترة خدمته في الجيش الروسي.
وأظهر الفيلم الوثائقي -الذي حمل اسم "فاغنر"- دور الرجل الثري وصاحب النفوذ يفغني بريغوجين في تمويل فاغنر وتحويلها من مجموعة صغيرة من المقاتلين إلى جيش بهذا الحجم. فبعد أن قضى 8 سنوات في السجن، امتلك بريغوجين مطعما قبل أن يراكم ثروة طائلة مع بداية الألفية الثانية، حيث صار مكلفا بتموين المطاعم المدرسية في موسكو وثكنات وزارة الدفاع الروسية. وبفضل هذا النشاط وقربه من السلطات اكتسب اسم طباخ فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي).
فاغنر وارتباطها بالكرملينوتمكن فريق التحقيق من التوصل إلى عناصر في فاغنر للإدلاء بشهادتهم حول عملياتها وحول طرق تجنيدها. ومن بين هؤلاء مقاتل اسمه فاسيلي ينتقل بانتظام إلى دونباس (شرقي أوكرانيا) للقتال إلى جانب الانفصاليين، وفي روسيا يشرف على تدريب وتجنيد مقاتلين آخرين.
أما المقاتل السابق في مجموعة فاغنر، مارات غابيدولين فقد أرسل بحكم خبرته العسكرية عام 2015 إلى سوريا، وهي من مناطق الانتشار الرئيسية للمجموعة الروسية. ويقول في شهادته "لقد حدثونا عن رجل عظيم اسمه بشار الأسد.. قالوا إنه رجل طيب يحاول وحيدا مع جيشه البطل محاربة الإمبريالية العالمية وهو بحاجة للمساعدة".
وفي سوريا، قاتلت قوات فاغنر في البداية إلى جانب الجيش السوري ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ثم كلف مارات وزمرته بمهمات أخرى مثل استعادة حقول النفط والغاز وتأمينها. وفي 8 فبراير/شباط 2018 شنوا هجوما على محطة للطاقة في دير الزور وهناك اصطدموا بالقوة التي كانت تسيطر عليها من الأكراد الذين تدعمهم واشنطن. ويعتقد أن 200 من عناصر فاغنر قتلوا حينها.
ورغم انتشار مقاتلي فاغنر في جميع أنحاء العالم، على مدى السنوات الثماني الماضية، في أوكرانيا ومدغشقر وموزمبيق والسودان وفي جمهورية أفريقيا الوسطى وسوريا وليبيا، يصر الرئيس بوتين على عدم الاعتراف بوجود فاغنر، ويقول أستاذ الجغرافيا السياسية والدراسات السلافية، كيفين ليمونيي إن عدم اعتراف السلطات الروسية بوجود هذا الكيان يعود لتجنبها تحمل مسؤولية أي انتهاكات قد ترتكبها هذه المجموعة.
وسلّط الفيلم الوثائقي الضوء على علاقة مجموعة فاغنر بالسلطات الروسية، وكيف أنها استخدمتها كأداة لتحقيق أهدافها، وهو ما خلص إليه رسلان لفيف، وهو مدير فريق استجلاء كوامن النزاعات، بقوله "إن فاغنر ليست مجموعة أفراد مستقلين بل هي كيان سري تابع للسلطات الروسية".
كما أن دينيس كروتكوف، وهو صحفي استقصائي روسي معارض وشرطي سابق أيضا، كشف صلة فاغنر بالكرملين، حيث تمكن من إثبات أن مؤسس المجموعة ديمتري أوتكين كان قد حضر حفل استقبال رسميا في الكرملين بحضور الرئيس بوتين في 9 ديسمبر/كانون الأول 2016. وحظي أوتكين بتكريم من طرف بوتين لـ "بطولاته الحربية"، ولكنه لم يظهر مرة أخرى في المناسبات العامة.
خطف واغتيالاتومن جهة أخرى، تطرق الفيلم الوثائقي إلى انتشار مجموعة فاغنر في أفريقيا الوسطى، وأظهر كيف أن هذا البلد الذي ظل خاضعا للنفوذ الفرنسي وقع تحت سيطرة المجموعة العسكرية الروسية، حيث انتقلت إلى هناك لإنجاز مهمتين هما: مراقبة البلد والسيطرة على الموارد الطبيعية الرئيسية.
مع العلم أن أفريقيا الوسطى تشهد منذ عام 2013 حربا أهلية بين الحكومة المركزية وجماعات متمردة، وفي عام 2018 لم تكن الحكومة تسيطر سوى على نحو 20% من مساحة البلاد، مما جعلها تستنجد بروسيا التي أرسلت لها خبراء لتدريب قوات الجيش النظامي بتفويض من الأمم المتحدة.
وبحسب جون سيرج بوكاسا، وهو وزير داخلية جمهورية أفريقيا الوسطى فقد تغلغلت فاغنر في جميع المفاصل الإستراتيجية في البلاد، وأن شخصا روسيا يتكفل بالجانب الأمني في القصر الرئاسي.
مع العلم أن أفريقيا الوسطى ليست وحدها المستهدفة، فقد حصل فريق التحقيق على وثيقة داخلية لفاغنر تشير بالاسم إلى البلدان الأفريقية المستهدفة.
وفي يناير/كانون الثاني 2022، وصلت أولى مجموعات مقاتلي فاغنر إلى دولة مالي وأقاموا قاعدة لهم شمال مطار باماكو.
وعلى صعيد آخر، كشف الفيلم الوثائقي عن انتهاكات ارتكبتها المجموعة الروسية في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتمكن فريق التحقيق من الحصول على شريط فيديو يعود تاريخه إلى 2 يونيو/حزيران 2021 رصد انتهاكات فاغنر لأول مرة.
وفي تقرير نشر في يونيو/حزيران 2021 نددت منظمة الأمم المتحدة بالانتهاكات التي ارتكبها الروس المعروفون باسم أفراد الأمن. وركز التقرير على حالات، منها رجل اختطف واغتيل في شمال أفريقيا الوسطى، وآخر مسلم اعتقل في بلدة كاغا باندورو وعثر على جثته متفحمة ومقطعة إلى أشلاء.
ومن ضمن الانتهاكات التي ارتكبتها فاغنر، ورصدها الفيلم الوثائقي، شريط فيديو يعود إلى يونيو/حزيران 2017 وتم تصويره في سوريا، حيث أظهر تعرض جندي منشق عن جيش النظام السوري للضرب بمطرقة ثقيلة قبل أن يقوم مقاتلو فاغنر بتقطيع أطرافه وتعليقه من رجليه ثم إشعال النيران في جسده، كما كشف الصحفي الاستقصائي الروسي.
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2021، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 8 من أعضاء فاغنر من بينهم مؤسس فاغنر ديمتري أوتكين على أساس أنه أمر شخصيا بتعذيب الجندي السوري المنشق حتى الموت وتصوير العملية، ولكن لم يخضع أي شخص للمتابعة في روسيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجموعة فاغنر فاغنر فی
إقرأ أيضاً:
16% زيادة هجمات المعلومات في المنطقة وأفريقيا 2024
حلت المنطقة وإفريقيا في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث هجمات القرصنة خلال العام 2024، حيث سجلت 16.54% من الحوادث، مقارنةً بأوروبا التي حققت 35.98% ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ التي بلغت 39.19% وفقًا لتقريرٍ صادر عن شركة جروب-آي بي” العاملة في تطوير تقنيات الأمن السيبراني للتحقيق والوقاية ومكافحة الجرائم الرقمية.
ووفقًا للتقرير، شملت القطاعات الرئيسية المتأثرة القطاعين الحكومي والعسكري بنسبة 22.1%، وقطاع الخدمات المالية بنسبة 10.9%، وقطاع التعليم بنسبة 8%، بالإضافة إلى قطاع الإعلام والترفيه بنسبة 5.2%. وقد استهدفت هذه الهجمات تعطيل البنية التحتية الحيوية والخدمات الأساسية.
شكلت هجمات التصيد الاحتيالي تهديدًا كبيرًا في المنطقة وإفريقيا وتركيا خلال 2024، ، فيماكانت خدمات الإنترنت الأكثر استهدافًا بنسبة 32.8%، تليها قطاعات الاتصالات بنسبة 20.7%، والخدمات المالية بنسبة 18.8%.
التصيد الاحتيالي
وسلّط التقرير الضوء على التحديات الملحة في مجال الأمن السيبراني، بما في ذلك التهديد المستمر لهجمات التصيد الاحتيالي واختراق البيانات في دول الخليج العربي والمنطقة وإفريقيا بشكل أوسع. أصبحت المنطقة بشكل عام هدفًا رئيسيًا لعمليات الاحتيال المتطورة التي تستهدف بشكل خاص قطاعات الطاقة والنفط والغاز بنسبة 24.9%، وقطاع الخدمات المالية بنسبة 20.2%.
وقال أشرف كحيل، المدير الإقليمي للمبيعات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في جروب-آي بي : “يكشف التقرير عن الطبيعة الديناميكية والمعقدة للتهديدات السيبرانية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف كحيل: “من الضروري تبني استراتيجية دفاعية جماعية توحد الجهود بين المؤسسات المالية، ومقدمي خدمات الاتصالات، وجهات إنفاذ القانون. ومن خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية”.
الويب المظلم
وشكلت بيانات الاعتماد المسروقة والمعلومات الحساسة للشركات، التي تُباع على الويب المظلم، نقاط دخول رئيسية لمشغلي برامج الفدية، والمهاجمين المدعومين من الدول، وغيرهم من المجرمين الإلكترونيين.
وفي الوقت ذاته، أظهرت البيانات أن عدد الأجهزة المخترقة – التي تحتوي على بيانات الاعتماد والمعلومات الحساسة والتي تُباع غالبًا على الويب المظلم – كان الأعلى في مصر بعدد 88,951 جهازًا مخترقًا، تليها تركيا بـ 79,789 جهازًا، ثم الجزائر بـ 49,173 جهازًا، مما يكشف عن وجود فجوات كبيرة في الأمن السيبراني.
وكشف التقرير عن تسريب أكثر من 6.5 مليار مدخل بيانات يحتوي على عناوين البريد الإلكتروني، منها نحو 2.5 مليار عنوان قوي بالإضافة إلى ذلك، شملت التسريبات 3.3 مليار مدخل بيانات تحتوي على أرقام هواتف، من بينها حوالي 631 مليون رقم فريد، مما يعكس حجم التهديدات السيبرانية المتزايدة. وفي عام 2024، تم الكشف عن 460 مليون كلمة مرور مخترقة على مستوى العالم، منها 162 مليون كلمة مرور قوية.
دور محوري
من جانبه قال دميتري فولكوف، الرئيس التنفيذي لـ”جروب-آي بي”: “لعبت الشركة دورًا محوريًا في الجهود العالمية لمكافحة الجرائم الإلكترونية، حيث ساهمت في 8 عمليات أمنية كبرى امتدت عبر أكثر من 60 دولة، وأسفرت عن اعتقال 1221 مجرمًا إلكترونيًا وتفكيك أكثر من 207000 بنية تحتية خبيثة”.