كيف أجهضت مصر مخطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
قامت مصر بتحركات دبلوماسية متنوعة على جميع المستويات لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة، والوقوف في مواجهة العدوان الإسرائيلي على المدنيين، بالإضافة إلى نجاحها في كشف وإجهاض المخطط الإسرائيلي بالتهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
وبدا ذلك واضحاً من خلال تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في أكثر من مناسبة، وخلال لقاءات واتصالات هاتفية مع أبرز قادة العالم، برفض مصر تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأراضي المصرية، والتأكيد على أن الأمن المصري خط أحمر، وأن السيادة المصرية على جميع أراضيها ليست محل مناقشة.
#مصر تسخر من خطة إسرائيلية لتوطين الفلسطينيين في #سيناء https://t.co/OCS4KTrVDc pic.twitter.com/wrT0dN84QD
— 24.ae (@20fourMedia) November 2, 2023
من جانبه، أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري، أنه من الواضح من يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تكثيف مصر لجهودها الدبلوماسية لتحقيق عدة أهداف.
وتابع مساعد وزير الخارجية "ومن أهم هذه الأهداف التي سعت لها مصر دبلوماسياً أيضاً، إعلان القاهرة عن معارضة أي تهجير قسري للأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى سيناء، أو من الضفة الغربية إلى الأردن، ثم العمل على توسيع رقعة الحرب في المنطقة لتشمل دولاً أخرى ما ينذر بحرب إقليمية بالشرق الأوسط، وأخيراً وليس بآخر، لا مناص عن إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، استناداً لقرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة".
قمة القاهرة للسلام
وأضاف "في هذا السياق دعت مصر على قمة القاهرة للسلام في 21 أكتوبر (تشرين الأول)، وهي القمة التي أتاحت الفرصة للدول العربية لبلورة موقف عربي موحد تجاه العدوان الإسرائيلي ضد غزة، وكذلك أتاحت الفرصة للدول الأوروبية أن تتحدث عن مواقفها في هذا الموضوع".
وأشار السفير هريدي، إلى أن مصر مازالت مستمرة في بذل جهودها الدبلوماسية، وحالياً تركز على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار شامل وفوري ومستدام في غزة.
عمرها 52 عاماً.. خطة إسرائيلية لتهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء https://t.co/SMPokXxXRo
— 24.ae (@20fourMedia) October 30, 2023لقاءات واتصالات رئاسية من جهته، أكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر تحركت دبلوماسياً على المستوى الرئاسي، منذ بدءالحرب على غزة قبل شهر من الآن، حيث التقى الرئيس المصري بنظيره الفرنسي، ورئيس وزراء بريطانيا، والمستشار الألماني، بالإضافة إلى لقاءات مع العديد من قادة الدول العربية، ومع الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال بدر الدين لـ24: "وبجانب اللقاءات الدبلوماسية التي عقدها الرئيس السيسي فإن هناك العديد من الاتصالات الهاتفية، التي تلقاها الرئيس من قادة دول العالم، لإبداء وجهة النظر المصرية في أزمة الحرب في غزة وتداعيتها، ونلاحظ أن الموقف المصري ثابت، سواء في هذه اللقاءات أو الاتصالات الهاتفية".
وتابع "كما أن مصر منذ بداية الحرب في غزة وهي تفتح معبر رفح البري للتخفيف عن الأشقاء في قطاع غزة وإدخال المساعدات، ولكن كان دائماً ما يتم التعطيل من الجانب اللإسرائيلي وقصف الجانب الفلسطيني من المعبر، إلا أن مصر قامت بالإصلاح لهذا القصف والضغط الدبلوماسي على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى استقبال الجرحى الفلسطينيين وعلاجهم في المستشفيات المصرية".
وأضاف "سعت تحركات الدبلوماسية المصرية دائماً إلى التأكيد على أن الحل لابد أن يكون سياسياً بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
رفض مصري فلسطيني
وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن الرئيس السيسي أعلن الموقف المصري بوضوح رفض مخطط إسرائيل بالتهجير القسري للفلسطنيين من قطاع غزة إلى سيناء، والخطاب كان موجهاً للعالم كله، وليس إسرائيل فقط، كما أن وجهة النظر المصرية تتوافق تماماً مع وجهة النظر الفلسطينية، فالفلسطينيون لا يرغبون في مغادرة أرضهم والتوجه لأي مكان آخر.
وأشار بدر الدين، إلى أن موقف الرئيس المصري الحاسم برفض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، جعل الموقف الأمريكي يتغير تجاه هذا المخطط الإسرائيلي، فرأينا الرئيس الأمريكي بايدن ووزير الخارجية بلينكن يعلنان أنه ليس من المصلحة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وبالتالي حدث تغير في الموقف الدولي تجاه هذا المخطط، بسبب موقف مصر الثابت.
#السيسي لبايدن: #مصر لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من #غزة لأراضيها https://t.co/4Xw9fjLvyN pic.twitter.com/yWvSM483Ij
— 24.ae (@20fourMedia) October 29, 2023حشد الرأي العام العالمي من جانبه، أكد الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، أن الدبلوماسية المصرية نجحت في حشد الرأي العام العالمي والإقليمي للتركيز على معاناة المدنيين الفلسطينيين، وأن ما تقوم به إسرائيل يتجاوز مبدأ الدفاع عن نفسها إلى العقاب الجماعي".
وقال لـ24: "وبالمناسبة هذا الحشد المصري عالمياً نجح في إظهار الحقيقة، وبدأت تتغير اللهجة للكثير من حكومات دول العالم وانهارت السردية الإسرائيلية الأولى بأنها تدافع عن نفسها، والحقيقة أن إسرائيل قتلت أكثر من 10 آلاف مدني فلسطيني إضافة إلى وجود أكثر من 25 ألف مصاب، خلال شهر من حربها على غزة".
وأضاف "هذه التحركات والحشد المصري العربي جعل الموقف العالمي يتغير، ورأينا مظاهرات الدعم والتعاطف للفلسطينيين المدنيين، والتنديد بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حربها على غزة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مصر سيناء غزة وإسرائيل غزة غزة إلى سیناء قطاع غزة أن مصر
إقرأ أيضاً:
دمَّر مركبة عساف ياجوري.. وكرَّمه الرئيس السيسي.. تعرف على الراحل محمد المصري صائد دبابات حرب أكتوبر 1973
الراحل محمد المصري، الذي لُقب بـ "صائد الدبابات" في حرب أكتوبر 1973، كان أحد الأبطال الذين شكلوا جزءًا أساسيًا من الانتصار المصري في معركة العبور. وُلد محمد المصري في مركز أبوالمطامير بمحافظة البحيرة، حيث نشأ في بيئة مليئة بالحب للوطن والانتماء للجيش المصري. انطلقت مسيرته العسكرية عندما التحق بالجيش في سبتمبر 1969 كمجند بسلاح الصاعقة، وبعد عامين من الخدمة، انضم إلى سلاح المظلات ليصبح جزءًا من نخبة القوات المسلحة المصرية.
دوره في حرب أكتوبر 1973في عام 1973، شارك محمد المصري في واحدة من أهم معارك تاريخ مصر الحديثة، حرب السادس من أكتوبر. كان ضمن الموجة الأولى التي عبرت قناة السويس تحت غطاء نيران المدفعية والقوات الجوية، حيث خاض معركة طاحنة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. حمل على عاتقه مسؤوليات عدة، كان أبرزها صد هجوم العدو المفاجئ أثناء العبور والاقتحام، بالإضافة إلى القيام بمهام خلف خطوط العدو.
في هذه الحرب، أطلق محمد المصري أول صاروخ له وهو في سن 23 عامًا، ليحقق بذلك بداية شهيرة في تدمير الآليات الإسرائيلية. وعُرف بلقب "صائد الدبابات" بسبب تدميره لعدد كبير من الدبابات الإسرائيلية أثناء الاشتباكات.
ذكرياته عن تدمير الدباباتقال محمد المصري في أحد لقاءاته إنه دمر 27 دبابة إسرائيلية خلال الحرب، وذكر أنه كان يتبع أسلوبًا في عمله يضمن له النجاح في مهامه. كان يظل مدفونًا في حفرة برميلية خلال تنفيذ مهماته ثم يعود إلى موقع التمركز بعد تدمير الأهداف. كانت دقة إصاباته مصدر فخر له ولزملائه، كما أنه كان يتمتع بقدرة فائقة على الصمود والقتال في أصعب الظروف.
مواجهة عساف ياجوريأحد أبرز المواقف التي سجلها التاريخ العسكري كانت مواجهته مع العقيد الإسرائيلي عساف ياجوري، قائد إحدى الفرق المدرعة في الجيش الإسرائيلي. في أحد الاشتباكات الحاسمة، دمر محمد المصري دبابة عساف ياجوري، دون أن يعلم أن تلك الدبابة كانت تابعة لهذا القائد. بعد أن أسرته القوات المصرية، تم اصطحابه إلى مكتب العميد حسن أبو سعدة، قائد الفرقة، ليكتشف أن العقيد ياجوري كان في حالة من الانكسار بسبب وقوعه في الأسر.
قام عساف ياجوري عند لقائه بمحمد المصري بتحية عسكرية له، في مشهد يُظهر الاحترام المتبادل بين الجيوش في مواقف المعارك. وقد أثبتت تلك اللحظة جزءًا من شخصية محمد المصري، الذي لم يقتصر دوره فقط على القتال، بل كان يُحترم من قبل خصومه.
تكريم الرئيس السيسيفي أكتوبر 2023، تم تكريم البطل محمد المصري في الندوة التثقيفية الأربعين للقوات المسلحة المصرية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي. هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء بشخصية عسكرية بارزة، بل كان بمثابة تقدير للوطنية والإرادة الصلبة التي أظهرها المصري في حرب أكتوبر.
الرئيس السيسي عبر عن تقديره للبطل محمد المصري وأشار إلى دوره الكبير في انتصار أكتوبر، مؤكدًا أن ما قدمه المصري وأمثاله من الجنود يمثل أساسًا لبناء مصر الحديثة. كان هذا التكريم بمثابة تتويج لعمرٍ من التفاني في خدمة الوطن.
الوفاة والتشييعأعلنت أسرة محمد المصري، صائد الدبابات في حرب أكتوبر، عن وفاته اليوم، حيث تمت مراسم تشييع جثمانه من مسقط رأسه في مركز أبوالمطامير بمحافظة البحيرة. وقد لاقت وفاته حزنًا عميقًا من كل محبيه وأبناء وطنه، الذين فقدوا بطلًا من أبطال حرب أكتوبر.
بهذا القدر من الشجاعة والتضحية، يُسجل محمد المصري اسمه في سجلات التاريخ كأحد أبرز الأبطال الذين دافعوا عن تراب مصر في معركة أكتوبر 1973. رحيله لا يعني نهاية إسهاماته، بل يعكس استمرار إرثه من التضحية والإيمان بوطنه. سنظل نذكره دائمًا كرمز للعزيمة والإصرار، وسيتذكره الجميع بطلًا سطر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النضال العسكري المصري.