أحمد ياسر يكتب: كيف ستنتهي الحرب بين إسرائيل وغزة؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
إن الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر، والذي لم يسلم من أرواح المدنيين أو منشآتهم، هو أكثر من مجرد رد على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر... إذا حكمنا من خلال حجم الرد الإسرائيلي، فإن التغيير في الواقع السياسي على وشك أن يتكشف أمامنا.
وقد تردد صدى هذا الادعاء بصوت عالٍ في العواصم الغربية، التي سارعت إلى إعلان دعمها ودعم الجهود الرامية إلى طرد حماس من غزة.
وقد تحقق إسرائيل طموحها وتقضي على الجماعة المسلحة كما نعرفها، إلا أن القضية والحقوق الفلسطينية باقية، مع وجود حماس في الصورة أو بدونها.... وسوف تظل إسرائيل في خطر، كما يتضح من حجم الهجوم الأخير الذي شنته حماس، على الرغم من سنوات الحصار والمراقبة التي تفرضها إسرائيل.
ولا بد من تقديم ثلاث ملاحظات مهمة هناأولًا، قد يكون نتنياهو وحماس عدوين، لكنهما حليفان في الجهود الرامية إلى إفشال مشروع السلام في المنطقة.ثانيًا، لن يخرج أي منهما منتصرًا في هذه الحرب... فقد تخسر حماس غزة، في حين لا يخاطر نتنياهو بخسارة رئاسة الحكومة الإسرائيلية في أعقاب فشل السابع من أكتوبر، فحسب، بل قد يذهب أيضًا إلى السجن بتهم الفساد الموجهة إليه قبل الحرب.وأخيرا، وعلى الرغم من كونها مميتة، فإن هذه الحرب سوف تبث الحياة في مشروع السلام.كان طرد ياسر عرفات ومقاتليه من لبنان بمثابة نهاية لفتح كمنظمة عسكرية، لكن عرفات عرف كيف يلعب بأوراقه السياسية؟.
لقد تمكن من العودة إلى فلسطين كزعيم للسلطة الفلسطينية، لا أقل من ذلك، بعد اتفاقيات أوسلو...واليوم قد يعيد التاريخ نفسه، حتى في ظل أسوأ أزمة إنسانية خلال الخمسين سنة الأخيرة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وبعد أسابيع قليلة ستنتهي الحرب وتصمت الجبهات.... وبعد ذلك، سوف يحين وقت السياسة.
وبينما كانت السماء تمطر بالقنابل فوق غزة، ألقى إسماعيل هنية بنفسه قنبلة مجازية عندما أعلن عن استعداد حماس لقبول السلام في هيئة حل الدولتين.... هنية يدرك جيدًا ما يمكن أن تخبئه الحرب بعد ذلك.
حماس ليست قوية بما يكفي لصد إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة، ناهيك عن عدم وجود أي دعم من حلفائها، ويريد هنية أن تكون لحماس جبهة سياسية يمكنها أن تجني ثمار هجمات 7 أكتوبر.
ولكن يتعين عليه هو وخالد مشعل أن يتغلبا أولًا على عقبة كبيرة: ألا وهي أن زعماء حماس في غزة لا يعترفون بأي دور يلعبه أقرانهم في الخارج... حتى أنه تم تسريب أنه تم إقصاء رجال هنية ومشعل من الأدوار القيادية منذ عام 2017 عندما سيطرت القيادة العسكرية برئاسة يحيى السنوار على الحركة.واليوم أصبحت حماس محاصرة، وهو ما قد يعني ضمان مقعد لقيادتها في الخارج على أي طاولة مفاوضات محتملة في المستقبل... ومع ذلك، حاولت الحركة من خلال هجومها الأخير القضاء على أي مفاوضات من هذا القبيل في مهدها.
لكن التحدي ينشأ هنا.... لقد أدرجت الولايات المتحدة حماس على قائمتها للإرهاب، وبالتالي فإن أي تعهد أميركي بمشروع سلام من شأنه أن يجبر واشنطن على التراجع عن موقفها.
لقد مُنع عرفات ذات مرة من دخول الولايات المتحدة أو الاجتماع مع مسؤولين أميركيين، وظهر بدلا منه مثل عبد الشافي وعشراوي خلال مؤتمر مدريد.
لكن في نهاية المطاف، اضطر الأميركيون إلى الجلوس مع عرفات لأنه لم يكن من الممكن تحقيق السلام أو المفاوضات بدونه....لا شك أن حركة حماس ليست مثل حركة فتح، ولكن لا يزال من المستحيل تجاهلها، كما أن التنازل عنها من شأنه أن يعزز موقف السلطة الفلسطينية في المفاوضات المحتملة.
وحتى ذلك الحين، الطريق مليء بالفخاخ..... وقد تعهدت إسرائيل بإبادة الحركة التي يبلغ قوامها 35 ألف مقاتل، لكن مثل هذا الهدف مستحيل عسكريا دون أن يتكبد الجانبان خسائر مروعة في صفوف المدنيين وغيرها من الخسائر.
فهل توافق حماس على الخروج من المشهد للحد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين ومقاتليها؟فضلًا عن ذلك، فحتى لو وافقت حماس على نزع سلاحها، فلن تكون أي دولة عربية على استعداد لضم الحركة تحت جناحيها وتحمل المخاطر المحتملة التي تصاحب مثل هذه الخطوة.
وقد يتفق طرفا الصراع أخيرًا، الواقعان بين المطرقة والسندان، على تسوية لا يوجد من هو في وضع أفضل للانخراط فيها من السلطة الفلسطينية.... وهكذا ستشرق الأضواء من جديد في نهاية أنفاق غزة المظلمة.
أما آفاق السلام والتسلح، فهذا موضوع لوقت آخر......
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: احمد ياسر فلسطين اخبار فلسطين غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس طوفان الاقصي واشنطن أوروبا الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
بوريل: الحرب في غزة حرب ضد الأطفال وتقتل مستقبل جيل كامل
سرايا - أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن لا حل عسكريا في الشرق الأوسط، والحل الوحيد الذي سيجلب السلام هو القائم على القانون الدولي.
وشدد خلال تصريحات صحفية بعد منحة الدكتوراة الفخرية في العلاقات الدولية من الجامعة الأردنية، أن الحلول "تأتي من خلال المفاوضات من أجل سلام عادل وتقاسم الأرض، وهذا هو ما يعنيه حل الدولتين، وصوت العقل يجب أن ينتصر على صوت الكراهية كطريقة وحيدة لتحقيق السلام".
ودعا إلى إنهاء الإفلات من العقاب، والتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومحاكمتها، مؤكدا على ضرورة انتصار صوت الحكمة على صوت الكراهية، كما دعا إلى عدم الاستماع لمن يروجون للانتصار الكامل، وأن لا أمن بدون سلام ولا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون مساءلة شاملة ومحايدة.
وأكد أن لا شيء يوصف مدى صعوبة الأوضاع في غزة، تزامنا مع اليوم العالمي للطفل، الذي أعلن عنه في الأمم المتحدة عام 1954، إذ لا يتخيل أحد أنه بعد 70 عاما، سنشهد حربا يكون 70% من ضحاياها أطفال ونساء، والفئة العمرية الأكثر بين الضحايا هي الأطفال دون التاسعة من العمر.
الحقيقة المأساوية، أن إسرائيل تقتل يوميا قرابة 50 طفلا في الحرب على غزة، وهذا أمر مروع، واصفا أن هذه الحرب كما وصفها مفوض وكالة أونروا فيليب لازاريني "حرب ضد الأطفال، وتقتل مستقبل جيل كامل".
وبشأن الأوضاع في فلسطين، قال بوريل "علينا أن نعمل من أجل صوت للسلام، وأن نرفع أصواتنا ضد رسائل الكراهية، ضد الأكاذيب، ضد الكاريكاتيرات، ضد من يصور الإنسان الآخر كحيوان لا يستحق الحياة".
- تحالف عالمي -
وأكد على ضرورة أن نفهم أن التحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في هذه المنطقة وينبغي فقط "تنفيذه" بعد الإعلان عنه منذ أكثر من 30 عاما وأصبح اليوم أبعد مما كان عليه.
كما دعا بوريل إلى مواجهة التطرف وهزيمة من يعيقون السلام لأنهم يريدون الهيمنة على كل شيء، مؤكدا على وجود أشخاص في إسرائيل يريدون السلام بقدر ما هناك أشخاص في فلسطين يريدونه.
وأشار إلى أن ما حدث من هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023 لا يمكن تبريره بفظاعة أخرى من خلال الاستخدام المفرط للقوة الذي قد يخلق أوضاعًا تتعارض مع القانون الدولي.
"يجب أن نرفع أصواتنا في كل مكان وأمام أي شخص ينتهك القانون الدولي. نعم، يوجد حق في الدفاع ولكن حق الدفاع، مثل أي حق آخر، له حدود؛ حدود القانون الدولي"، وفق بوريل.
ولتحقيق السلام العادل، أكد على ضرورة أن تنتهي جميع أشكال الاحتلال غير القانونية، التي طالب بها عبر محكمة العدل الدولية، إذ قال "يجب أن تنتهي المذابح وتجويع الأبرياء، وأن ينتهي الإفلات من العقاب".
وفي الضفة الغربية المحتلة، أكد بوريل أنه قدّم عدة مقترحات لفرض عقوبات على عنف المستوطنين وإرسال رسالة مفادها أن القانون الدولي يجب أن يُحترم، في وقت قدم فيه مقترحات لفرض عقوبات على قادة حماس.
وأشار إلى الانقسام في العالم ليس بين الغرب والعالم الإسلامي، بل "بين أولئك الذين يسعون للسلام وأولئك الذين يستفيدون من الصراع ويريدون أن يفرقونا"، قائلا "يجب أن نعترف بأن هناك رواية تحاول تصوير المشكلة على أنها صراع بين الغرب والشرق أو ضد الجنوب، أو ضد العالم الإسلامي".
- التحقيق في جرائم الحرب -
وشدد على أن هذه الرواية مختلقة وخاطئة، وهي صورة نمطية يجب تفكيكها ورفضها، داعيا إلى تجنب أي نوع من الصراعات القائمة على الدين أو الحضارة أو العرق، ومعارضة أي تيار يسعى للتفريق وهذا يتطلب شجاعة وقيادة وعزيمة مثل التي أظهرتها الأردن.
ودعا أيضا إلى التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ومقاضاة مرتكبيها، وإلى دعم المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وقال "لا يمكننا أن نعيش في عالم لا يُحترم فيه أعلى جهاز قضائي في الأمم المتحدة ولا تُؤخذ أحكامه بعين الاعتبار".
وعن المساعدات الإنسانية لسكان غزة، أكد أن الاتحاد الأوروبي من أكبر الداعمين، لكن ذلك ليس كافيا، مضيفا "تقديم الدعم الإنساني أمر ضروري للغاية.. رأيت آلاف الشاحنات المليئة بالطعام ولا تستطيع الدخول بينما على الجانب الآخر من الجدار هناك أشخاص يموتون جوعا".
"هناك حد لحق الدفاع، ومقدار التدمير الذي نشهده في غزة لا يُبرر بحق الدفاع، بل تجاوز ذلك بكثير، ويجب أن تبدأ أصوات العقل، أصوات الأشخاص الذين يريدون إنهاء هذه المأساة وإحلال السلام والأمن للجميع في العمل بشكل جاد".
وأشاد بالدور الحيوي لوكالة أونروا ومواصلتها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا الدعم القوي من الاتحاد الأوروبي لأونروا، وأن هذا التكتل من أكبر ممولي هذه المنظمة.
ودعا للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، ورفع الأصوات عاليا ضد أي محاولة للاعتداء عليه وعلى منظمة الأمم المتحدة، التي تخدم الشعب الفلسطيني، ورفع الأصوات عندما تُرتكب الفظائع وينتهك القانون الدولي.
كما دعا إلى محاربة التضليل ورسائل الكراهية ضد أي إنسان بغض النظر عن مصدر هذه الرسالة وإلى النقاش على الحقائق المستندة على الأدلة، قائلا "كل البشر متساوون في الكرامة، ولا شيء أكثر سخافة من معاداة السامية، أو أي شيء يمثل الانتماء إلى مجموعة بشرية – بسبب الدين، أو الثقافة، أو بسبب الاعتبارات العرقية"، مؤكدا أنه "على هذا الأساس يمكننا أن نصنع السلام".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#جرائم#فلسطين#المنطقة#الأردن#نيويورك#اليوم#أمن#العمل#الدفاع#غزة#الاحتلال#الشعب#صوت
طباعة المشاهدات: 1541
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-11-2024 09:24 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...