ماذا يعني «مناطق آمنة للمستوطنين»؟.. خبراء فلسطينيون يوضحون
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
يسارع وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إلى تنفيذ خطته لتوسيع مستوطنات الضفة الغربية المحتلة وإضفاء الشرعية على بؤرها الاستيطانية، عبر سن قوانين وقرارات مستعجلة لصالح المستوطنين، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
خلق مساحات أمنيةآخر تلك الدعوات، كان رسالته لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت، طالب فيها «خلق مساحات أمنية حول المستوطنات ومنع العرب من دخولها، بما في ذلك لغرض الحصاد».
وتحمل رسالة سموتريتش، بحسب مختصون تحدثوا لـ«وفا»، دعوة استعمارية صريحة بهدف سرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح المستوطنات والبؤر الاستعمارية، ضمن مخطط الضم للضفة الغربية.
وأوضح مدير النشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود، أن تلك الدعوة تندرج تحت عنوانين، الأول: استكمال مخططات السيطرة على الضفة الغربية المعلنة من قبل حكومة الاحتلال وهي عملية مستمرة ولم تتوقف، والثاني هو استغلال حكومة الاحتلال بما فيهم جمهور المستوطنون لحالة الحرب والطوارئ بالإمعان في تنفيذ المخططات، والتي تهدف إلى السيطرة على المفاصل الجغرافية في الضفة الغربية، وذلك بتعزيز حالة التكتلات الاستيطانية والشوارع الالتفافية التي تحدث تواصلاً جغرافياً بين المستوطنات، وتؤدي بالضرورة إلى عزل الوجود الفلسطيني في المدن والقرى والتجمعات في معازل محاصرة ومحاطة بالاستيطان والشوارع الالتفافية.
وشدد داوود لـ«وفا»، على أن فكرة المناطق الآمنة هو مسمى مختلق لكن تنفيذه على أرض الواقع لا يختلف عن فكرة الاستيلاء وإحكام القبضة على مفاصل الضفة الغربية.
ووصف مدير مركز أبحاث الأراضي في الضفة الغربية محمود صيفي، الدعوة بالأمر الخطير جدا، وتهدف لنهب أراضي الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات ضمن تعزيز البرنامج الاستعماري في الضفة الغربية.
ونوّه إلى أن سموتريتش منذ أن دخل حكومة الاحتلال يسارع الزمن لإصدار قرارات تعزز الاستعمار بالضفة الغربية، فقبل شهرين أصدر قرارا بشرعنة 155 بؤرة مستوطناه جديدة، تضاف إلى 250 بؤرة قائمة و198 مستعمرة في الضفة بما فيها القدس الشرقية.
الدعوة تهدف لإيصال عدد المستوطنون بالضفة الغربية إلى مليون مستوطنوأوضح الصيفي أن الدعوة التي أطلقها سموتريتش، تهدف لإيصال عدد المستوطنون بالضفة الغربية إلى مليون مستوطن مع حلول عام 2030، حيث يستعمر بالضفة حاليا 850 ألف مستوطن.
وأكد أن الدعوة تعني غلاف جديد للمستوطنات يضاف للمناطق المحيطة بها، وهذا يعطي الضوء الأخضر للمستعمرين لقضم مساحات إضافية من أراضي الفلسطينيين، خاصة في الأراضي التي تتطلب تنسيقا لقطف ثمار الزيتون المحاذية للمستوطنات، مشيرا الى أن المستوطنون بدأوا على أرض الواقع تنفيذ هذا المخطط قبل أن يعلنه سموتريتش صراحة، حيث نفذوا أكثر من 200 اعتداء على المزارعين خلال موسم الزيتون الحالي بارتفاع بنسبة 60% عن الأعوام السابقة.
وأوضح الصيفي أن مخاطر دعوة سموتريتش، أكثر من ذلك، في أنها لا تحدد المساحات التي ستتحول إلى مناطق آمنة، مشيرا إلى أن المزارعين في الأراضي المحاذية للمستوطنات تلقوا خسائر فاقت 50% من موسم الزيتون جراء اعتداءات المستوطنون وجيش الاحتلال.
وأضاف الصيفي أن ما يقارب 90 قرية وتجمعا فلسطينيا تحصل على تنسيق مسبق لقطف ثمار الزيتون ضمن جدول بشكل سنوي في المناطق المحاذية للمستوطنات والشوارع الالتفافية، لم يتمكن غالبيتهم من قطف ثمار الزيتون في تلك المناطق هذا العام.
ويقدر الصيفي المساحات المحيطة بالمستوطنات بـ 100 ألف دونم مزروعة بالزيتون، من أصل 900 ألف دونم مزروعة بـ 12 مليون شجرة زيتون بالضفة الغربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المستوطنات الضفة الغربية غزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو حکومة الاحتلال بالضفة الغربیة الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
حكومة الاحتلال تصادق على خطة تقطع الضفة الغربية وتعمّق الاستيطان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقرّت حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطة لشق طرق جديدة في القدس المحتلة، ما أثار استياءً فلسطينياً واسعاً، إذ اعتُبرت خطوة تفصل الضفة الغربية إلى شطرين، شمالي وجنوبي.
وصادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) مساء السبت على الخطة التي تقدم بها وزير الدفاع يسرائيل كاتس، والتي تهدف إلى إنشاء شبكة طرق جديدة تربط المستوطنات وتوسعها، لا سيما حول مستوطنة "معاليه أدوميم".
ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، تشمل الخطة طريقين رئيسيين: الأول يربط بين قريتي العيزرية والزعيّم، مخصصاً لحركة المركبات الفلسطينية دون المرور داخل المستوطنة، بينما يتمثل الثاني في "الطريق البديل 80"، وهو طريق التفافي جديد شرق المستوطنة، يربط بين قرية العيزرية والمناطق المحيطة بخان الأحمر شرق القدس.
تهديد لحل الدولتين
يعد الفلسطينيون هذه الخطة تهديداً جوهرياً لحل الدولتين، إذ إنها تعزل المناطق الفلسطينية، وتفصل القدس عن محيطها الشرقي، مما يمهد لتحويلها إلى كتلة استيطانية ضخمة تشمل مستوطنة "معاليه أدوميم" ضمن مشروع E1 الاستيطاني.
وكان المشروع قد أُعدّ منذ سنوات، لكنه واجه معارضة من إدارات أميركية سابقة، نظراً لما يشكّله من تقويض للتواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تمضي حالياً بتنفيذه دون اعتراض أميركي.
وتبلغ التكلفة المخصصة للمشروع 335 مليون شيكل (91.1 مليون دولار) لتنفيذ الطريق بين العيزرية والزعيّم، بالإضافة إلى 10 ملايين شيكل (2.72 مليون دولار) لتخطيط الطريق البديل 80، بتمويل من صندوق "خارج الميزانية" ودعم من وزارة المواصلات الإسرائيلية، وفق "وفا".
إدانات فلسطينية ودولية
أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، مصادقة "الكابينت" على الخطة، محذراً من تداعياتها الخطيرة على الوجود الفلسطيني في القدس، واعتبرها محاولة لفرض أمر واقع استيطاني بالقوة، في انتهاك واضح للقانون الدولي.
وأكد فتوح أن هذه السياسة الاستعمارية تهدف إلى تهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، ومنع التواصل الجغرافي بين مناطق الضفة الغربية، مشدداً على أن الفلسطينيين سيواصلون مقاومة هذه المخططات والدفاع عن حقوقهم المشروعة.