الصديق بين الأمس واليوم والغد
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
سلطان بن ناصر القاسمي
نجتاز جميعًا مراحل مُتعددة في حياتنا، تتراوح بين الطفولة والشباب والنضج، وفي كل مرحلة من هذه المراحل، نجتمع بأصدقاء مُختلفين، وتتميز كل مرحلة بخصوصياتها الفريدة وكيفية التعامل معها.
تلك المراحل تمنحنا الفرصة لاكتساب خبرات جديدة، وفي بعض الأحيان تقدم لنا تحديات نحتاج إلى التغلب عليها، وبالتالي، يتجلى دور الأسرة بوضوح في توجيهنا خلال هذه المراحل المختلفة، حيث يجب علينا أن نفهم توجيهاتهم والفوائد المترتبة على ذلك، ومع ذلك، ينبغي للأسرة أيضًا أن تكون قريبة من اختيارات أبنائها فيما يتعلق بأصدقائهم، وهذا يتطلب أن تكون العلاقة بين الأبناء وأصدقائهم مبنية على التفاهم والثقة، كما ينبغي أيضًا مراعاة الفروق بين الأبناء الذكور والإناث فيما يتعلق بعلاقاتهم والتفاعل مع الأصدقاء، نظرًا للتباينات الجنسية في تلك العلاقات.
تأتي مرحلة الطفولة بسهولة تحكم وسيطرة على هذه العلاقات من قبل الأسرة؛ سواءً كان الأبناء أولادًا أم بناتًا، وبالتالي، يترتب على ذلك تأثيرها على سلوك الأبناء في المنزل والمجتمع والمدرسة، حيث تقتصر أساسًا على اللعب والاستمتاع دون الخروج إلى العالم الخارجي، وهذه المرحلة من وجهة نظري، لا تختلف كثيرًا بين الأولاد والبنات.
وفيما يتعلق بأخطر المراحل، تأتي مرحلة الشباب والمراهقة، إنها مرحلة تشكل تحديًا كبيرًا لأولياء الأمور، حيث تتراوح بين الطفولة البريئة والرشد البالغ بالتعقيد، ويعقب ذلك التغييرات الاجتماعية المتسارعة التي تستدعي تعديل آراء ومواقف المراهقين، وكما وصفها الأستاذ الدكتور طارق الحبيب، فإن هذه المرحلة تُشكل تحديًا كبيرًا للعديد من الأسر؛ حيث تحاول الأسرة الحفاظ على السيطرة والتوجيه فيما يتعلق بعلاقات أبنائها مع أصدقائهم، إلّا أن بيئة المدرسة والمجتمع لديها آراءها وتأثيرها الخاص في تشكيل تلك العلاقات.
ومع الأسف، قد يجد بعض الأبناء أن أصدقائهم يؤثرون في توجيههم ويعاندونهم بشأن قرارات الأسرة، وهنا تظهر العديد من التحديات والسلوكيات غير الصحية، وبالتالي، يصبح من الصعب التحكم فيها لاحقًا.
نصيحتي لأولياء الأمور هي أن يتبنوا لغة الحوار والمرونة في التعامل مع مشكلة توجيه أبنائهم خلال مرحلة المراهقة، كما يجب أن ندرك أن ما يتمسك به الأبناء في هذه المرحلة ليس إلا أفكاراً ومعتقدات مؤقتة من قبل أصدقائهم، ولهذا، يجب أن نتجنب استخدام العنف والضرب في التعامل معهم، حيث إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى المكابرة وزيادة تمسكهم بتلك المعتقدات بشكل أكبر، وأيضا يجب أن نسعى لفهم تحديات هذه المرحلة والعمل على مواجهتها بذكاء وتوجيه الأبناء نحو السلوكيات الإيجابية والصحية.
ومن خلال العديد من التجارب التي نعيشها ونسمع عنها، يتبين أن الأخطاء التي يرتكبها الشباب والأبناء في مرحلة المراهقة غالبًا ما تكون مجرد أوهام يضعها أصدقاؤهم السيئين في ذهنهم، وعليه، يجد الأبناء الذين يمرون بهذه المرحلة أن الاعتقاد بأخطائهم والمصارعة من أجلها ليست سوى طور عابر في مرحلة عمرية، وبناءً على ذلك، يمكن أن يكون التدارك للأخطاء والعودة عنها أفضل بكثير من المضي في الخطأ، وذلك وفقًا للقول المأثور الذي يقول: "أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي على الإطلاق."
إن مرحلة المراهقة تمثل فترة من التغييرات النفسية والسلوكية الكبيرة، وتتطلب تكييفًا لنمط تفكير الشباب الجديد وتغييرات في نمط سلوكهم، ونطلب من الله حفظهم من التأثر بأصدقاء السوء، وعليهم أن يكونوا حذرين ومنفتحين على توجيهات والديهم، كما يجب عليهم وضع هذه التوجيهات في اعتبارهم وتجاوز ما تدفعه لهم عواطفهم وانغماسهم في علاقات سلبية. كما إن تجنب العنف والعقوبات القاسية يمكن أن يساعد في تجنب تصاعد المشكلات والحفاظ على العلاقة الإيجابية بين الأهل وأبنائهم.
وبمرور الوقت، ينمو الأبناء ويتطورون من مرحلة المراهقة إلى مرحلة النضج، حيث يمكن للعديد منهم أن يستفيدوا من تلك الفترة لبناء علاقات أقوى وتطوير أنفسهم بشكل شامل.
إن تجارب الشباب التي تتضمن الصداقة مع أصدقاء سيئين يمكن أن تكون درسًا قيمًا في توجيههم نحو اختيار الأصدقاء الصالحين والنضج في تفكيرهم وسلوكهم.
ومن القصص الجميلة والواقعية التي مرت علي وعايشتها هي لبعض الشباب الذين كانوا مزعجين لوالديهم في تربيتهم وكثرة تحمل مشاكلهم وذلك بسبب اقترانهم بأصدقاء السوء، لنجدهم بعد ذلك يبنون أسراً صالحة والأبناء صالحين ملتزمين ومتفوقين دراسياً وعملياً .
وفي نهاية المطاف.. يبقى الصديق رفيقًا مهمًا في حياتنا، وإن فهم دور الصداقة على مراحل الحياة المختلفة وتقدير أهميتها يمكن أن يساعدنا في تطوير علاقات صحية وبناءة، كما يجب على الأسرة أن تلعب دورًا حيويًا في توجيه أبنائها نحو اختيار أصدقاء جيدين وتعزيز قيم الحوار والمرونة في التعامل معهم، حيث إن فهم أهمية الصداقة وكيفية تأثيرها على مراحل حياتنا يمكن أن يساعدنا جميعًا في بناء علاقات صحية وناجحة تستمر معنا طوال حياتنا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
آيات وأدعية لحفظ الأبناء من المس والسحر والحسد.. علموهم الأذكار
الدعاء عبادة عظيمة تُمثل صلة مباشرة بين العبد وربه، وسلاح المؤمن في مواجهة التحديات الروحية والمادية، في ظل ما يواجهه الأبناء من مخاطر المس والسحر والحسد، يصبح الدعاء وسيلة قوية لتحصينهم وحمايتهم من الأذى.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الله سبحانه وتعالى أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]. لذا، ينبغي على المسلمين أن يلجؤوا إلى الله بالدعاء الصادق لحفظ أبنائهم، مستعينين بالأذكار الشرعية وآيات القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين، فالدعاء للأبناء يعزز شعور الآباء بالطمأنينة، فهم يضعون أبناءهم في رعاية الله وحفظه، ومن أفضل الأدعية: «اللهم احفظ أبنائي من كل سوء، واصرف عنهم شر الحاسدين والسحرة والمسّ، واجعلهم في ودائعك التي لا تضيع».
آيات للتحصين من العين والحسد والسحركما يُستحب أن يعلم الآباء أبناءهم أهمية التحصن بالأذكار اليومية، مثل أذكار الصباح والمساء، ويغرسون فيهم التوكل على الله، فبالدعاء يتحقق السكينة والرضا، وتظل الأسرة في حماية الله ورعايته وقد ورد في القرآن الكريم آيات للتحصين من العين والحسد والسحر، وفيما يأتي ذكرها: (اللَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يؤوده حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
(وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ* فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُم موسى أَلقوا ما أَنتُم مُلقونَ* فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ* وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ).
(قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى* قالَ بَل أَلقوا فَإِذا حِبالُهُم وَعِصِيُّهُم يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِن سِحرِهِم أَنَّها تَسعى*فَأَوجَسَ في نَفسِهِ خيفَةً موسى* قُلنا لا تَخَف إِنَّكَ أَنتَ الأَعلى* وَأَلقِ ما في يَمينِكَ تَلقَف ما صَنَعوا إِنَّما صَنَعوا كَيدُ ساحِرٍ وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى).
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا* فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا* فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا* إِنَّ إِلَـهَكُمْ لَوَاحِدٌ* رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ* إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ* وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ* لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ* إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ).
(قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
أدعية للتحصين من العين والحسد والسحرومن الأدعية التي يمكن ترديدها للتحصين من العين والحسد والسحر خاصة للأبناء : أعوذ بكلمات الله التامّة من كلِّ شَيطانٍ، وهامَّةٍ، ومن كلِّ عيْنٍ لامَّةٍ) ومن الممكن أن نقول أعيذكم. (بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يشْفِيك، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ)، (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ)، ومن الممكن أن نقول أعيذكم.
اللهم إني أستودعك أبنائي فاحفظهم من شر الحاسدين، وحقد الحاقدين، يا أكرم الأكرمين، اللهم يا ودود يادود، أستودعك يا الله أبنائي، فاحفظهم من الأذى والحسد والعين، إنك أنت الحفيظ العليم.
اللهم إني أسألك أن تحفظ أبنائي من أعين الحاسدين كما حفظت نبيك يونس -عليه السلام- في بطن الحوت.
اللهم إنَّ العين حق فأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تصرف عنهم أعين الحاسدين، وأسألك ربي أن تتولاهم بحفظك العظيم وكرمك الواسع.
اللهم يا سميع يا بصير، يا من هو على كل شيء قدير، أسألك اللهم أن تحفظ أبنائي من رفقة السوء، إنك أنت اللطيف الخبير.
اللهم احفظ أبنائي من رفقاء السوء و المنافقين وأصدقاء المصلحة. اللهم أسألك أن تحفظ أولادي من أصدقاء السوء كما حفظت نبيك يونس -عليه السلام- في بطن الحوت.
اللهم جنب أبنائي رفاق السوء اللهم سلمهم من الأشرار آناء الليل وأطراف النهار في الإعلان والإسرار، واهدهم لما تحبه وترضاه.
اللهم جنبهم من أراد بهم شراً أو مكروهاً يا قادر يا عظيم واحرسهم بعينك التي لا تنام.
(بسمِ الله أعوذ بكلمات الله التامّة من غضبه وعِقابِه وشرِّ عِبادِه ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ)، (أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ مِن هَمزِهِ، ونَفخِهِ ونَفثِهِ)، اللهم إنى استودعك أبنائى من شر ووسوسة الشيطان.
أعوذ بالله العلي العظيم أبنائي من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن شر إبليس وجنده، ومن شر شياطين الإنس والجن.
حصنت أبنائي بذي القوة والجبروت، ومن شرور الشياطين وشرور الإنس. اللهم يا سميع يا عليم، يا حافظ من كل شيطان رجيم، ويا مالك الملك ويوم الدين أسألك أن تحفظ أبنائي من شر الإنس والجن.
حصنت أبنائي بالله العلي العظيم من خبث وخبائث الشياطين، حصنت أبنائي بالله العلي العظيم من مكر ومكائد الشياطين.
حصنت أبنائي بالله العلي العظيم من وساوس ومس وسلطان الشياطين، وأعوذ بالله العلي العظيم أن يحضرون.